سوف نتابع نصك بشغف واراه خاص باليافعين لغة اما سياقا لو طرحت القاء فاراها رائعه نحتاج على منوالها الكثير
سلمت يمناك

أختي ريمة .. أسعدني جدا أن حازت هذه المحاولة على إعجابك .. هي واحدة من المحاولات القصصية التي أقترحها على تلامذتي الأحباء لأعرف رأيهم فيها .. ومادمت قد مدحتها ، فإني أراها جديرة بالقراءة .
دمت بكل الود و عما قريب سوف أنشر بقية القصة ..
شكرا لك .

الأخ رشيد
البحر عميق في أغواره
وأنت بقصتك جلت بنا
في البر والبحر
وجعلت الأعماق بارزة لنا
دمت مبدعا

الشكرموصول لك أخي زهارعلى اهتمامك وتشجيعك .. دمت بكل المودة .

جميل رشيد أخى
وممتع إلى حد بعيد
هذه مبادىء رواية فى الطريق فهل تهيأت لها ؟
و لكنها أيضا للكبار ، و تلاءم الكبار تماما
لم أنت مصر على كل ما جاء على لسان طفل للطفل ؟
الفارق صاحبى ، أن الطفل ليس هنا ببراءته كاملة ، إنه هنا طفل بوعيك أنت ككاتب ، و هنا لا تصلح للطفل .. و هناك قصص تكون بلسان الكبار ، و لكنها موجه للطفل لا لغيره !!

فى انتظار البقية بأمر الله
تحيتى و تقديرى

أخي الحبيب ربيع ..
قبل أن أقدم لك توضيحا ، دعني أسر لك بشيء .. وهو أنني وأمام الحفاوة التي قوبل بها النص ، سواء كان يخص الكبارأو الصغار، لا أملك إلا أن أبتهج واسعد ..
حين كتبت "البحر" و "المرآة" و "حاكوزة" ، لم أكن أقصد أن أكتب أدبا للطفل بالمعنى الصحيح و إنما كانت محاولة لكي أطلع بعض تلامذتي عليها وأرى رأيهم فيها بعد أن أحدثت ناديا للكتاب في المؤسسة التعليمية التي أدرس فيها .. وكان هدفي هو أن أدفعهم للقراءة مع تنوع النصوص .. فكان نجاحا منقطع النظير ..
وحين عزمت على نشرها في مختلف المنتديات ، ارتأيت أن يكون ذلك في ركن الطفل دون أن أدعي أنه أدب للطفل .. هي فقط دعوة للصغار لكي يعيشوا فترات من الحلم و الخيال ..
أنا أوافقك الرأي على أنها تصلح أيضا للكبار و الدليل أنني أعود إليها بين الفينة و الأخرى لكي أستمتع بها .
أخي الكريم .. لك مني كل تعابير الحب و المودة ..
شكرا لك من أعماق القلب .

رشيد صديقى
أنا سعيد بالتعرف بمقاتل من طرازك
و سعيد أيضا لقراءتك ، و كأننى وجدت لقية ثمينة بالفعل
وقد قمت برفع عمل لى فى منتدى القصة لأجل خاطرك
هو قريب من عملك حاكوزة
ليتك قرأته و تعرفت بى
ليلتك سعيدة كلها إبداع
تحيتى

البحـــــــــــر - تتمة -

تسمرت رجلاي في الرمال وغلبني الذهول ، فلم أتمكن من اللحاق بالرجل الذي تلاشى في ضباب كثيف غطى الشاطئ فجأة ولم أعد أميز شيئا. ارتعدت فرائصي رعبا وتيقنت أني فريسة كابوس أو مس ، فانطلقت أعدو نحو المنزل كأن أرواحا تطاردني وتجد في اللحاق بي ، واندسست في فراشي متدثرا باللحاف ، ثم ما لبثت أن استسلمت للنوم . ولم أستيقظ حتى لامست أشعة الشمس وجنتي وهي تتسلل عبر النافذة العريضة لتنفث نورا وهاجا ودفئا مرطبا بنسيم البحر المنعش . هببت واقفا مغمض العينين ريثما أتعود على ضوء النهار. ثم ، شيئا فشيئا، تفتحت جفناي لتبدو لي زرقة السماء وتلألؤ مياه البحر الصافية . غمرني شعور طاغ بالبهجة والحبور وانطلقت منحدرا التلة . المكان لا يزال خاليا . نظرت حوالي فلاح لي أبي يشير إلي ، فجريت أنط في كل خطوة .
- ما أجمل أن يتناول المرء فطوره هكذا .
ابتسمت أمي وهي تصب الحليب وقالت :
- أين منك ذاك الصباح الباكر ؟
أدرت ببصري في أنحاء الشاطئ المترامي الأطراف وأجبت شاردا:
- ما أحوج هذا المكان للتنظيف .
- إذن... همتك يا رجل ، ولا تنس أن تنظف وجهك أيضا.
ضحكت من تلميح أبي وقلت :
- طبعا يا أبي ... ألم ندرس أن النظافة كنز ؟
- كنز ؟ أنا أعرف أنها من الإيمان ، ولكنك لم تخطئ .
- من يدري ؟... كم من كنز قد تكون وارته هذه الرمال .
تبادل أبواي النظرات مبتسمين ثم نظرا إلي وأنا أنزع عني منامتي فسألتني أمي :
- ماذا ستفعل أيها المجنون ؟
لكنها لم تكد تتم السؤال حتى كنت أعدو نحو الماء وأغطس . كم هو بارد . لكنه صاف كالبلور . أشرت إلى أمي وأنا أرتعش فلوت
رأسها . إنها غاضبة مني ، لكني مطمئن إلى أن أبي سيقنعها بعدم خطورة ما أقدمت عليه.
جففت جسدي وجلست أتناول فطوري بشهية . ثم ما لبثت أن نهضت وأنا أمسح شفتي .
- إلى أين ؟
- سأبحث عن كيس أضع فيه تلك الأشياء الفظيعة... انظرا هناك... بقايا بطيخ... خرق رضيع... علب سردين ؟
سهمت أمي وهي تتمتم :
- مثل جده رحمه الله... كان مهووسا بالنظافة .
- جدي ؟... حقا ؟
- نعم... وكان يعشق البحر ، لكن البحر لم يرحمه .
قالت ذلك بصوت متهدج ، فنظر إليها أبي بعتاب وقال :
- لا تفتئين تذكري ذلك الحادث المشؤوم .
توقفت عن عملي وسألت :
- كيف ؟ وماذا حدث له ؟
- الله يرحمه – أجابت أمي متنهدة- غرق مركبه ولم يعثر له على أثر .
- وأين كان ذلك... ومتى ؟
- هنا... كان هذا الشاطئ دنياه والبحر رفيقه ومصدر رزقه... حدث ذلك قبل مجيئك إلى هذه الدنيا .
- هل كان يحب الصدف ؟
التفتت إلي مستغربة ثم سألت وهي تلتفت إلى أبي بارتياب :
- من قال لك ذلك ؟ لعله أبوك ؟
- أنا ؟ - قال أبي منكرا – لم أحدثه قط بذلك .
- ألم أقل لك إنه صورة من جده ؟
ابتسم أبي وقال محاولا إضفاء جو من المرح :
- هيه ... أين سرحت أنت الآخر ؟
- أنا ؟... لا شيء... لقد أخذني سحر البحر .
تغيرت سحنة أمي فابتعدت قليلا لألتقط بعض أعقاب السجائر وقشور البندق وتناهى إلي صوتها :
- إسمع ... لقد طق الولد بأشياء غريبة... خلت نفسي وأنا أسمعها ، مع أبي الله يرحمه... كنز ؟ صدف ؟ سحر البحر ؟
- أنت متوترة ، لكني أعذرك ... لقد حاولت مرارا تغيير مكان الاصطياف ، لكنك أبيت . هذا الشاطئ يثير أشجانك .
- لكنه يقربني من أبي – قالت بحدة ثم أجهشت بالبكاء – ليته دفن فأزور قبره مثل سائر الناس .
- لا عليك ... يرحمه الله ... لكن ما عسانا نفعل و الحادث مر عليه أكثر من عشرين سنة ؟
- ولو... ذكراه لا زالت حية في قلبي وفكري ... كأنه اختفى بالأمس فقط .
- حسنا... حاولي ألا يتأثر الولد بما قلته ، فربما نالت منه الوساوس ... هاهو قادم... امسحي دمعك .
في بحار تئن فيها الرياح ////////// ضاع فيها المجداف والملاح
في هذه المرة انتفضت أمي من مكانها ، وكبحت جماح نفسها كي لا تصرخ ، فهمست باكية :
- ألا تسمع ؟ نفس الترنيمة... نفس الأغنية . كأني به يشير إلي من زورقه وهو يدندن بأغنيته المفضلة... ما معنى كل هذا ؟
أطرق أبي لا يحير جوابا ، وتسمرت أنا في مكاني مذهولا وكأني أفيق من حلم ، بل وأعود لأنغمس في حلم أفقت منه منذ بضع ساعات فقط . في البداية لم أكن أعير ملاحظات أمي وتساؤلاتها أدنى اهتمام ، بل كنت أشعر بالزهو لكوني موضوع الحديث . وكم من مرة حاولت عصر ذاكرتي لآفرغ كل ما رأيته سحر تلك الليلة ، دون جدوى . ثم إن قرار أسرتي المفاجئ بالرحيل لم يمكنني من تركيز ذهني . فقد ألمت بأمي وعكة صحية و سرعان ما شدت الأحمال من جديد لنأخذ طريق العودة بأمر من أبي ، بل وبإلحاح من أمي التي صار كلامها هذيانا . أما أنا فقد فضلت الصمت على البوح بما يعتلج في صدري من رغبة في البقاء ، واكتفيت بالرنو إلى وجه أمي الساهمة وهي تتطلع عبر نافذة الناقلة ، من أعلى الجبل ، إلى القرية الوديعة ، المنبطحة هناك في الأسفل ، وتمتمت قائلا :
حين أكبر ، سوف أعود ، وأقتني مركبا ، وأعيش هنا طول عمري ، ولن أغادر المكان ما حييت...
كان إحساسي أننا لن نعود للاصطياف هنا مرة أخري ، بل كان هذا شعور الجميع ، باستثناء أخي الصغير طبعا . فقد كان طيلة الرحلة يضحك ببراءة مهونا على أمي كآبتها . أما أنا فقد عدت لأترنم من جديد بالبيت الذي همت به غير آبه بد مع أمي المنتحبة قي صمت .

الاستاذ المبدع رشيد الميموني
قصة جميلة وهادفة جدا
تحية اعجاب وتقدير

الأخت العزيزة مها ..
لا أملك إلا أن اسعد بهذه الشهادة وأبتهج لهذا المديح ..
أرجو أن أبقى دائما عند حسن ظنك ..
دمت بكل المودة و التقدير .