مثلهما
(إلى مازن الكوسا أجمل الشهداء حياةً )
إن تم لك وانشق لك
قمرٌ ومال عن الفلك
وغفوتَ فيك من التراب هشاشة ٌ، ومن النجوم شقاوة ٌ،
ومن التزلف للحقيقة مقلة ٌ، ومن النزوح عن الغرام غرابة ٌ
ومن البكاء توسلٌ ،ومن النديم تفجعٌ
ومن الصبيّ بكاؤه ، ومن الرمال على الشواطئ ظمأةٌ
ومن الحبيب توجعٌ
ومن العيون خيانة ُالجفن الرقيق لصمتها
ومن العناق سخونة ٌ
ومن اختلاج الفجر عنقودٌ بدالية الرحيل مرصعٌ
ومن اخضرار الحزن في شفة تكز على الجروح طراوةٌ
ومن الغروب تناعسٌ في شمس أغنية هلك.
وسنان في خديك إشراقُ الغياب
ولمحُ ناطور الترقب
كي يزيل الشوك من بستان خمرك أو يغامر في الوجود ليسألك ،
هل شُقَّ بابٌ كي يسيل الحزن منه ويحملك
هل ما يزال القبر يفرج عن أسارير مضمخة بنوح العاشقات؟
تقول أجملهن اينك هيت لك
ما للصليب ومالمريم
لم تقل أني ولدت فتى لتحيا الأرض فوق يديه نايا غارقا في الماء،
دناً لا ترقُّ على عذوبة مائه الخلجانُ ..
ثم ترف إن شق الصباحُ رداءَ ليل الأمس وانهمر الأنين وسربلك
بالبرق والورد الحزين وجللك
بفجيعة الكفن الذي فضَّ الحياةَ ونالَ خداً دللك
أوَما صفعتَ فمَ المماتِ برفق ِقبلة ِعاشق ٍ
حين انتبهنا للعطور ترشُّها السمراءُ تلك وتدهنك
ببريق همستها على العنق المعشق بالندى مذ قبلك؟
وسَررتُ لك
إني لمنقرصُ الجَّنان من الحبيب
وقلتَ لي
أن أضفرَ الخصرَ الوثيرَ براحتين من انتظارٍ واعتذار
ثم ألوي
حيث هبَّ العشقُ أسألهُ سؤالَ متيم ٍغزلت حبيبتُهُ من القمر المدوَّر صمتها وبنت لها عشا قميصا من سنانير التدلل
فيه آنيتان من وسنِّ ومن ألمٍ وآنيةٌ مهدلة ُالجفون
على حواف نهودها ثمرُ الجراح
وتوتُها من كستناءٍ خامرَ الشامَ الوديعةَ مرةً
فتهامسا هل يسلبان ِلُبابَ روحك
بالترقب وانتظار الياسمين على قناطر من صخورٍ
فاجأت سرب السنونو مرة ببياضها فغدا يثرثر
مالئا سطح السماء بنقش أسودِهِ على جدرانها
أم يلبسا ثوبا يضّرجه البخور وترفل الغزلان حول حفيفه
ويكون لك
أن قدَّ من ألمِّ رداؤك وانسبكْ
ويكون لي
(أن الذي سمك السماء بنا لنا)
قبرين مختلفين من وجعين منحوتين في صلصالنا
ومطعمين بلمسة الملكين يرتحلان حينا ثم يأتلفان فوق شباكنا
ويهدهدان النوم في جفن لأيامي يقاوم أن يفيق
أنا الذي تركته للصحراء أنهارُ اليقين ِ
ومابها برقٌ لتهطلَ من سحائبه دموعٌ تُنبت الجوري
أو فلكٌ يجدّفُ فوق هذا الرملِ أو يسري كضوءٍ في ظلام هاج بك.
دَلعت بِِِريق ِبكائها قطعَ الظلام ِ حبيبة ٌ نامت جفونُ الليل قبل صباحها وغدت تُعدُّ العيدَ مرجأةٌ أنوثتها لسجان ِالفراق يعضُ في ملح الدموع خدودَ طفلٍ أيتمته قساوةُ الطرقات ،ناسكةٌ على حبات سبحتها ينوء العمر مرتقبا وصول الهودج المسحور بالبركات، يعجن من خميرة صمتها ورقا
يلفُّ كلام عشاق يرون الباب قد يدفع فتدلف منه خطوة عاشق قد كان بك
*** *** ***
وأنا أنوءُ بحشرجات ملنَّ بي ..
وبعاشقات ضقنَّ بي ..
وبأرصفة
حملت حقائبها معي وتوسدت نعلي وسارت حيثُ سارَ الحزنُ بي
مالي ولك!
قدحان من خمرٍ ومن دمع ٍأرقتُ وقلت لك
إني لمنصرفُ الفؤاد إلى ظلام ليس لك
والى حبيب ليس يغرف غير عمرٍ ُقدَّ لي ماقُدَّ لك
والى قميص ٍلا دمٌ كذبٌ تعشّقَ في نسيج بياضه
وأبٌ تُهِّتك مقلتيه قساوةُ الهجر السخي بنا،
ويشبكني الغروب بناره فألوذ بي لألوذ بك
فأراك تترك شاطئي للموج يجرفهُ ويبلعُني الفراقُ
قمرٌ يرّوجُ للدموع ِ
وآخرٌ قهرتهُ لذّةُ جرحه شوقا وأعياهُ العناقُُ
سالٍ فمالي لايغادرني الأنين
وليس شامٌ كي اضّرج دمعتي بلهاثها صبحا ويخلعني العراقُ
لي نزفُ نرجسةٍ بكى رمانها شفقٌ
ونزوة ُعاشقٍ فاتته أسئلة ُالرحيل بغير ما وطن وضمده ُالوثاقُ
قمرٌ يغرّدُ في الخريف وقد سلوتُ
ونجمة ٌتملي أشعتها على قلبِ الفتاةِ لكي تعبّدَ لي دروباً لستُ أعبُدها
ويجرفني الزقاقُ
أوما قرأتُ لها القصائدَ كلهَّا حتى تفلسف وحدتي
وأشيخ من عشقي ويرجمني الرفاقُ؟
سالٍ ويغرفُ ماءَ آنيتي الهوى عبثا
وُتحرقُ بي عناقيدي جوىً ويظلُّ يحملني كمشكاة ٍ
ويوقدني كزيت يُدهنُ الشاكي به ليسيل أشواقا وآلاما تراقُ
ما بي ثمارٌ أيها الساقي فمل بي
أينها تركتك وانصرفت
فلا البوابُ يعرفني ولاشمسٌ فأطلي مقلتيَّ بكحلها
وأعود يتلفني انتظار الورد في بستانها
ويزورني شغفٌ ويسكبني النهار على أنوثتها ندىً
فيلفني غرقي ويخلقني العناقُ
هل تم لك
قمرٌ ونام على ذراعك ساعة أو كللك
بقرنفلٍ صعدت غزالته إليكَ وأنزلك
أم غازلك
بشفاهِ مكلوم ٍتذوبُ
وراودك؟؟
عن جرح بردِ الليل في جفنيهِ دونك أو معك
هل تم لك أن ضيعك؟
في الشام يوما كي تبوح ويسمعك
درجٌ خفيضُ العين تهمسُ بين أهدابٍ لهُ
فيسير خلفك يحرسك
لو تم لك
سأكون لك.
الشام المباركة
فجر 27\10\2007
فجر 27\10\2007
تعليق