الرجل السنطي
شعره منكوش كفروع شجرة السنط .. اما نظافته الجسدية فلا تختلف كثيرا عن نظافة العالم الالماني اينشتين او الموسيقار الاصم بتهوفن .. و غيرهما من عباقرة الفكر و الادب مثل : ابو حيان التوحيدي و الجاحظ و سقراط ... فـ كلهم يجمعهم عدم حبهم للماء شرباً او استحماماً !!
و هكذا صاحب الشعر المنكوش .. الرجل الايطالي الذي يجلس - منذ سنوات – علي مقربة من منزلي و بجواره حقيبة سفر – يبدو ان بها ملابسه و بقايا حياته ..
يمضي معظم الوقت و هو يحاور نفسه فـ يجادلها و تجادله ثم يرحل عن الحياة للحظات يذهب فيها الي رحلات تأملية للكون حوله !
سكان الحي يقولون انه كان و مازال من اثرياء هذه البلدة .. لكنه لم يستطع الانتصار علي الهواجس التي قد تعترض النفوس البشرية في مشوارها الحياتي .. لذلك تحول الي هذه الهيئة الخارجية و الداخلية .
معظم السكان يبتعدون عنه مخافة ان يعترض طريقهم فيضربهم .. او اشمئزازا منه ربما تلتصق رائحته بأجسادهم المعطرة .. اما انا فـ امر و اقف طويلا لانني اتمني لو تحاورت معه ! غالبا هي رغبتي القديمة في دراسة الطب النفسي – للابحار في أغوار النفس الادمية - .. و بالفعل اقتربت منه و اردت ان افتح مجالا للحوار معه فسألته : من فضلك سيدي .. كم الساعة ؟ فـ رد قائلا : لا اعرف .. و لا تهمني المعرفة . و أخذ ينظر الي السماء و يتحدث مع الله .. مناديا عظمته بــ " يا الهي " – و انا لا اعرف ما هي ديانته كي أتنبأ بدلالة كلمة الاله عنده !
بعدها اخفض رأسه قليلا و نظر اليّ كما انه لا يراني او كأنني جزء من الهواء المحيط به .. و علي قدر سطحية النظرة كان عمق الكلام الذي تفوه به معي .. و الاغرب انه بدأ حواره بقضية فلسطين و المعاناة التي يحياها الكثير من الناس ! ثم اكمل حواره بذكر قضايا عامة و ازمات محلية و عالمية .
ثم عاود النظر الي السماء فتركته بعد ان فهمت ما كنت اود ان افهم !!
اذن لا شئ يدعو للاستغراب و الدهشة في خبر قرأته من فترة وجيزة يقول : ان احدي القنوات الاجنبية الجديدة تبث بشكل دائم من مستشفي الامراض العقلية و قد لاقت هذه القناة الفضائية رواجا كبيرا لدي الجماهير هناك !! ربما لو تابعناها لفعلنا نفس الشئ .. ذلك ان الناس تحب من يتحدث عن مكنوناتها الدفينة و يكشف اغوارها دون ان يفضحها حتي امام نفسها .. و اي انسان معرض لان يفترسه الجنون في اي لحظة – هذا ان لم يكن بداخل كل منا بعض الجنون اللحظي و اللطيف في بعض الأحايين .
فـ ضغوط الحياة تؤثر على الناس جميعا و يستجيب لها الناس حسب تركيبتهم النفسية .. فذي البنية النفسية القوية يستطيع الصمود في مواجهتها فيما يروح ضحية لها ضعاف البني النفسية فتسحقه .. وتقوده الي متاهات ودهاليز لا نهاية لها تكاد تقارب حدود الجنون .. و الرجل السنطي واحد من هؤلاء .
لذا فلنحمد الله عز و جل علي سلامة عقولنا و لندعوا لغيرنا .. و علينا السعي في تغيير ما يحيط بنا و بغيرنا من مشكلات يومية و ازمات محلية و عالمية كي نفتح افاقا من النور في عقولنا .
و هكذا صاحب الشعر المنكوش .. الرجل الايطالي الذي يجلس - منذ سنوات – علي مقربة من منزلي و بجواره حقيبة سفر – يبدو ان بها ملابسه و بقايا حياته ..
يمضي معظم الوقت و هو يحاور نفسه فـ يجادلها و تجادله ثم يرحل عن الحياة للحظات يذهب فيها الي رحلات تأملية للكون حوله !
سكان الحي يقولون انه كان و مازال من اثرياء هذه البلدة .. لكنه لم يستطع الانتصار علي الهواجس التي قد تعترض النفوس البشرية في مشوارها الحياتي .. لذلك تحول الي هذه الهيئة الخارجية و الداخلية .
معظم السكان يبتعدون عنه مخافة ان يعترض طريقهم فيضربهم .. او اشمئزازا منه ربما تلتصق رائحته بأجسادهم المعطرة .. اما انا فـ امر و اقف طويلا لانني اتمني لو تحاورت معه ! غالبا هي رغبتي القديمة في دراسة الطب النفسي – للابحار في أغوار النفس الادمية - .. و بالفعل اقتربت منه و اردت ان افتح مجالا للحوار معه فسألته : من فضلك سيدي .. كم الساعة ؟ فـ رد قائلا : لا اعرف .. و لا تهمني المعرفة . و أخذ ينظر الي السماء و يتحدث مع الله .. مناديا عظمته بــ " يا الهي " – و انا لا اعرف ما هي ديانته كي أتنبأ بدلالة كلمة الاله عنده !
بعدها اخفض رأسه قليلا و نظر اليّ كما انه لا يراني او كأنني جزء من الهواء المحيط به .. و علي قدر سطحية النظرة كان عمق الكلام الذي تفوه به معي .. و الاغرب انه بدأ حواره بقضية فلسطين و المعاناة التي يحياها الكثير من الناس ! ثم اكمل حواره بذكر قضايا عامة و ازمات محلية و عالمية .
ثم عاود النظر الي السماء فتركته بعد ان فهمت ما كنت اود ان افهم !!
اذن لا شئ يدعو للاستغراب و الدهشة في خبر قرأته من فترة وجيزة يقول : ان احدي القنوات الاجنبية الجديدة تبث بشكل دائم من مستشفي الامراض العقلية و قد لاقت هذه القناة الفضائية رواجا كبيرا لدي الجماهير هناك !! ربما لو تابعناها لفعلنا نفس الشئ .. ذلك ان الناس تحب من يتحدث عن مكنوناتها الدفينة و يكشف اغوارها دون ان يفضحها حتي امام نفسها .. و اي انسان معرض لان يفترسه الجنون في اي لحظة – هذا ان لم يكن بداخل كل منا بعض الجنون اللحظي و اللطيف في بعض الأحايين .
فـ ضغوط الحياة تؤثر على الناس جميعا و يستجيب لها الناس حسب تركيبتهم النفسية .. فذي البنية النفسية القوية يستطيع الصمود في مواجهتها فيما يروح ضحية لها ضعاف البني النفسية فتسحقه .. وتقوده الي متاهات ودهاليز لا نهاية لها تكاد تقارب حدود الجنون .. و الرجل السنطي واحد من هؤلاء .
لذا فلنحمد الله عز و جل علي سلامة عقولنا و لندعوا لغيرنا .. و علينا السعي في تغيير ما يحيط بنا و بغيرنا من مشكلات يومية و ازمات محلية و عالمية كي نفتح افاقا من النور في عقولنا .
تعليق