اسمح لي أن أجيب عن سؤالك الذي يتعلق بأسباب ضعف الدولة العثمانية وخلع السلطان عبد الحميد الثاني ونفيه ، ومن كان وراء هذا كله ...
المشاركة الأصلية بواسطة جمال النجار
مشاهدة المشاركة
وبالفعل فقد شكلت لجنة بمساعدتها لخلع السلطان عبد الحميد الثاني ، ولكن من هي اللجنة التي تشكلت وإلى أي حزب كانت تنتمي
وفي هذا يتحدث علي محمد محمد الصلابي
من كتابه صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الإفريقي
عن أسماء هذه اللجنة
"وبتكليف من جمعية الاتحاد والترقي تم تكوين لجنة لإبلاغ خليفة المسلمين وسلطان الدولة العثمانية عبدالحميد الثاني بقرار خلعه. وكانت هذه اللجنة تتألف من:
1- إيمانويل قراصو: وهو يهودي أسباني. كان من أوائل المشتركين في حركة تركيا الفتاة وكان مسؤلاً أمام جميعة الاتحاد والترقي عن إثارة الشغب وتحريضه ضد السلطان عبدالحميد الثاني وتأمين التخابر بين سلانيك واستانبول فيما يتعلق بالاتصالات الحركة. وقراصو هذا محام، عملت جميعة الاتحاد والترقي بنجاح على تعينيه في المجلس النيابي العثماني نائباً عن سلانيك مرة وعن استانبول مرتين. وصفته المصادر الانكليزية بأنه من قادة الاتحاد والترقي. عمل أثناء الحرب مفتشاً للاعاشة ، واستطاع أثناء وجوده في هذا المنصب أن يجمع أموالاً كثيرة لحسابه الخاص، ولعب دوراً هاماً في احتلال إيطاليا لليبيا نظير مبلغ من المال دفعته إليه إيطاليا. واضطر نتيجة لخيانته للدولة أن يهرب الى إيطاليا ويحصل على حق المواطنة الإيطالية واستقر في تريسنا حيث مات عام 1934م. وكان أثناء وجوده في الدولة العثمانية الاستاذ الأعظم لمحفل مقدونيا ريزولتا الماسوني.
2- آرام : وهو أرمني عضو في مجلس الأعيان العثماني.
3- أسعد طوبطاني: وهو ألباني ، نائب في مجلس المبعوثان عن منطقة دراج.
4- عارف حكمت: وهو فريق بحري وعضو مجلس الأعيان، وهو كرجبي العراق(1).
(1)العثمانيون في التاريخ والحضارة ص 51
يروي السلطان عبدالحميد في مذكراته تفاصيل هذه الحادثة فيقول: (إن مايحزنني ليس الابعاد عن السلطة، ولكنها المعاملة غير المحترمة التي ألقاها بعد كلمات أسعد باشا هذه والتي خرجت عن كل حدود الأدب ، حيث قلت لهم: إنني أنحني للشريعة ولقرار مجلس المبعوثان ذلك تقدير العزيز العليم، سوى إني أؤكد بأنه لم يكن لي أدنى علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالاحداث التي تفجرت في 31 مارت ثم أردف قائلاً: (إن المسؤولية التي تحملتموها ثقيلة جداً). ثم أشار عبدالحميد الى قرصو قائلاً: (ماهو عمل هذا اليهودي في مقام الخلافة(1)
؟ وبأي قصد جئتم بهذا الرجل أمامي؟)(2).
لقد اعتبر اليهود والماسونيون هذا اليوم عيداً لهم، وابتهجوا به وساروا بمظاهرة كبيرة في مدينة سلانيك، ولم يكتف الماسونيون بذلك بل طبعوا صورة هذه المظاهرات في بطاقات بريدية لتباع في أسواق تركيا العثمانية ولمدة طويلة. لقد كان الاتحاديون يفتخرون دائماً بأنهم ماسونيون. وقد أدلى رفيق مانياسي زادة بتصريحات الى صحيفة تمبس والفرنسية في باريس عقب نجاح انقلاب حركة الاتحاد والترقي، حيث جاء فيها:(لقد كانت للمساعدات المالية والمعنوية التي تلقيناها من الجمعية الماسونية الايطالية التي أمدتنا بالعون العظيم نظراً لارتباطنا الوثيق بها)(3)."
(1)اليهود والدولة العثمانية ص219
(2)المصدر السابق نفسه ص220
(3)المصدر السابق نفسه ص221
أما ما جاء في مذكرات السلطان عبد الحميد بخصوص الحكم العثماني في مصر
الحكم العثماني في مصر
أن السياسة التي يتبعها اللورد «كرانفيل» Granvillinتجاه الدولة العثمانية ليست مرضية، وقد أثارت أحداث السودان ثورة المهدي 1883 1884 صدى واسعا في الجزيرة العربية وكان من المقرر أن نقوم بالتدخل العسكري لنعيد إلى المهدي صوابه ولنحافظ على سيادتنا في هذه البلاد، واتفقنا في هذا الشان مع شريف ( وزير شؤون مصر) كما وافقنا الخديوي على هذا الرأى. لكن انكلترا استنكرت هذا التدخل، مثلما فعلته عام 1880 عندما أزمعنا على اخماد الثورة التي قام بها عرابي باشا في مصر.
أما «بارتلمي سانت هيلاف»Barthelmy Saint-Hilve فكان يخشى أن أستعمل صلاحياتي في مصر كخليفة للمسلمين. لأن نفوذه في شمال أفريقيا، وفي تونس على وجه الخصوص، سيكون في خطر. ولهذا تعمد ارتكاب الخطأ الكبير في الوقوف إلى جانب انكلترا في سياستها تجاه مصر. أما اليوم فالتاريخ يعيد نفسه في السودان.
أن سياسة الإنكليز في مصر تتلخص في زيادة نفوذ المهدي كزعيم ديني على حسابنا، والحط من شأننا في الولايات العربية توطئة للقضاء على حكمنا فيها.
المصدر :
مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني
ص119-120
أما عن السؤال الأخطر من هذا كله كما تفضلت
المشاركة الأصلية بواسطة جمال النجار
مشاهدة المشاركة
وشكرا لتواصلك معنا على هذه الصفحة
ودمت بألف خير
اترك تعليق: