بعض الجهات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مروان الطيب بشيري
    • 20-09-2008
    • 8

    بعض الجهات

    بعض الجهات

    " لا نهج ولا طريق، ولكن دروب
    ضيقة دائما وأبدا - أندريه مالرو -

    01
    - الساحة الحمراء -
    أو
    ( خبر في اجتماع عظماء من روسيا )

    يلف الزمهرير قمة " سبارو" .. كانت كل الشواهق تتوضأ بالثلج .. وتتضام موسكو على بعضها درءا لصقيع لا يحتمل.. توجه " مكسيم غوركي " من شارع " أربات " قاصدا مقامه في " الكرملن" ككل غداة باردة.. ومن ثمة يمم نحو الساحة الحمراء حاملا على عاتقه كيسا مليئا بالكتب وهو يرفس في البياض.. وجد المكان خاليا ولم يعثر على مقعد للجلوس .. حل ربطة الكيس واستخرج كتبه تباعا وجعلها واحدا فوق واحد .. الطفولة - معترك الحياة - جامعاتي - الأم ، ثم " حياة كليم سامغين " .. الاعداء - المصطافون - في القاع - البرجوازيون الصغار .. الآن اكتمل المقعد فجلس .. يبزغ طيف " بوشكين " حاملا هو الآخر كيسا ولوح لمكسيم من بعيد .. مشى إليه ثم جلس قبالته بعد أن رصف كتبه - مسرحية درويس جودونوف .. فوقها - الغجر- الأمسية القائدة - الفارس النحاسي - دوبرفسكي .. سرعان ما تحركت الحياة في الساحة .. وظهر الجميع على أكتافهم أكياس الكتب .. تولستوي .. تشيخوف .. كورولينكو .. ديستوفسكي .. تراصوا فيما بينهم وتدثروا.

    02
    - سانتا كلارا -
    أو
    (نبأ رحلة رجلين رائدين إلى نيويورك)

    كانت سفينة " سانتا كلارا " تبحر نحو أمريكا بقيادة القبطان " بيسون " وكان كريستوف كولومبس في القمرة متهلل الوجه .. شأنه شأن الرؤية الأولى للعالم الجديد .. ولاح لناظريه ميناء نيويورك مضاء .. طاغ على ما عداه .. ولوهلة، شبه انفتاحه على البحر بعاشقة مسجاة على الرمل تنتظر بحارا غائبا.. لم يكن " بنجامين فرانكلين " غارقا مثله في إعادة الاكتشاف حين رأى اليابسة عامرة بحياة هي غير الحياة .. شيء آخر ارتبط بحبل تأمله فيما وراء الدنيا الماثلة بين السفينة والمرافئ .. راودهما في عين الوقت والمكان شوق الرجعة .. ولكن تباين سر الإنتظار .. رست السفينة تحت أعين البحارة ونزل كولومبس يتبعه فرانكلين وسارا من دون وجهة حتى وجدا حديقة تعج بالبشر في شكل حلقات .. حلقة يتوسطها "إدغار آلان بو " وهو يقرأ على الناس قصيدة " الأعراف " .. سارا قليلا فوجدا حلقة " مارك توين " يقص على الناس " مغامرات توم سوير " .. مشى مليا فألفيا مجمع الناس حول " توم وولف " بجانب حلقة " دوروثي باركر " .. ولما رأيا إرنست همنغواي يرفع عقيرته بالقصص في حلقة كبيرة ، أسر فرانكلين لكولومبس أن هذا الرجل منذ أن كتب "وداعا للأسلحة" وهو ينتظر شروق الشمس.. ابتسم كولومبس وعاد أدراجه للسفينة دون أن يتفقد البرجين.

    03
    - بلاد الأفراح -
    أو
    (تقرير غامض عن زيارة درويش لإجتماع الشعراء في خيمة سر من رأى)

    وقالوا سيصل الزائر غدا .. ولهو حدث خليق ببث الفرح في نفوس الأصحاب .. فقد تناقلوا خبر الزيارة وتسامروا حتى مطلع الفجر .. لم يعقدوا مجالس التدوين وتفرق النساخ .. انفضت مجالس الشعر لما غادر الشعراء المربد وعكاظ ومجلس الرشيد وسارا مثنى وثلاث ورباع حتى وصلوا إلى خيمة عربية كبيرة من خيم مدينة سر من رأى .. تذاكروا قصائدهم من جديد ريثما يحل الضيف .. " قفا نبك" تلاها امرئ القيس .. تلاه طرفة برائعته " لخولة أطلال .."..ثم تنابوا أدوار القصيدة .. بكوا لأمل دنقل في " لاتصالح " ..صالوا مع البياتي .. جالوا مع نزار قباني .. وأحمد شوقي ..حتى جاءت لحظة محملة ببحور الشعر والتمر وماء لغة ممشوقة الحرف .. ريانة المعنى .. تظافر فيها الإلهام حتى فاض من حناجر الشعراء توهجا بضاد أضاءت له الأبجدية كلها .. فانتشوا لزينة الحرف الخالص نشوة لم تنقطع بهم إلا بوقوف الزائر عند مدخل الخيمة .. التفتوا إليه وهللوا .. راحوا ينحرون قصيدة جماعية على شرفه ثم سألوه بلسان عربي واحد أن يا درويش كيف تركت الشعر من بعدك ؟..
    لكن محمود أمسك سكين الشعر من داخل الخيمة وغرزه في صدره ..ثم قال بألم :
    - لا زال الناس يبحثون عن المتنبي..
  • جوتيار تمر
    شاعر وناقد
    • 24-06-2007
    • 1374

    #2
    البشيري المبدع..
    فواصل سردية ، تلاعبت بالزمكانية بصورة سيمائية ، حيث كانت حركة الكاميرا اسرع بكثر من تطور وعي المتلقي لتقلي الاماكن والزمنية في النص ،هذه الحركة تمكنت من خلق ذلك الارتباك المرغوب فيه فنيا و دلاليا في نفس المتلقي ، شدتني كثيرا تلك الصورة الماورائية للقصة ، والتي يمكن أن تثير حجم الإخفاق الذي نصطدم به حين نكتشف زيف الظاهر في حقيقة واقعنا ،ومع ان الختمة جاءت شعرية الا انها تركت السؤال مستمرا بدون اجابة ، حيث يبقى المتلقي يتسائل عن ما يوصف الان شعرا ، وعن مقولة الدوريش الاخيرة .

    دم بخير
    محبتي
    جوتيار

    تعليق

    • أمال مكناسي
      عضو الملتقى
      • 14-09-2008
      • 134

      #3
      سلام الله عليك و على رائحة وطني...
      ترقص صفحات الملتقى غبطتة و فرحا بانضمامك و تواجدك بيننا...
      أخي مروان تحياتي لنصك الجميل -كما عودتنا دوما-.

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        جميل جميل ما قرأت هنا أخى الطيب
        و لم لا .. ؟ نجعل من الشعراء و الكتاب مدادا للكلمات ، علنا نرى بعض الغياب ، و نشهد لهم حضورا يليق بهم ، بداية من مكسيم جوركى ، و انتهاء بدرويش ، و مرورا بكولمبس و همنجواى الذى مازال ينتظر شروق الشمس !!

        بأسلوب جميل ، رقراق ، و سلس ، كانت هنا بعض صور حائطية ، قادرة على فتح غرف مغلقة تمام بالرتج ، و فض ما تحمل من كنوز ، أتت بعضها ، و بعضها ظل مختفيا ينتظر عفريت المصباح
        شكرا لك أخى الجميل
        تحيتى و تقديرى
        sigpic

        تعليق

        • مروان الطيب بشيري
          • 20-09-2008
          • 8

          #5
          العزيزة أمال مكناسي .. سعيد بتواجدك .. مودتي

          تعليق

          • مروان الطيب بشيري
            • 20-09-2008
            • 8

            #6
            الأديب ربيع عقب الباب .. مودتي على جميل مرورك

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              الزميل القدير
              مروان البشيري
              هذا نص قديم مع الأسف لم أحظى به
              رؤية عميقة ثم الخروج منها بمأساة كبيرة
              أدهشني السرد المتين وهذا الدخول العميق لكل العظماء
              تحياتي ومودتي
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              يعمل...
              X