" بنات إيران يحلمن بالحصول على قطعة من أمريكا "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طاهر الزارعي
    • 11-09-2008
    • 2

    " بنات إيران يحلمن بالحصول على قطعة من أمريكا "

    قراءة في رواية " بنات إيران " لـــ" ناهيد رشلان "


    " بنات إيران يحلمن بالحصول على قطعة من أمريكا "


    ثمة أمر هام يجذبك نحو متابعة أحداث رواية " بنات إيران " فواقعيتها تكشف للقارئ الشرقي أو الغربي ما كان غافلاً عنه في مثل هذا البلد الذي تحكمه سلطة الآباء وسلطة الممالي بعد حكم السافاك ( استخبارات الشاه ) على حد ما تناقلته الكاتبة خلال مجريات أحداث الرواية .
    هذه الرواية الصادرة ترجمتها العربية عن "دار الكتاب العربي بيروت 2008 " تتميز بواقعية الحدث كما أنها تصرح بتباين الشخصيات الأنثوية في طريقة تفكيرهن وأسلوب حياتهن وإن كان يجمع بين غالبيية شخصيات الرواية " مارثون الحرية " والحصول على بعض بنودها في بلد يفتقد لأبسط ماتطمح إليه المرأة الحديثة من وسائل سعة الاطلاع وفرض هوية التثقيف العقلي ويتمثل ذلك في : قراءة الروايات الأدبية , وحضور المسارح , وانتهاج أدوار التمثيل , وحرية الكلمة , وأفق ذات الكتابة .
    تتمثل حبكة هذه الرواية منذ بدايتها في ولادة الأم " محترم " لناهيد وانفصالها عن أمها انفصالاً لاذنب لناهيد فيه حيث تم تربيتها عن طريق " مريم " أختها لمحترم نظرًا لأن الأخيرة" محترم " كانت بحوزتها مايكفي من الإناث والذكور على عكس " مريم " التي كانت تكبرها بخمس سنوات ولم تنجب في حياتها فكانت خير أم لأجمل فتاة طامحة وحالمة بغد يشرق عقلها , ويعرفها على تفاصيل أخرى في هذه الحياة الشاسعة .
    وتأخذ الرواية جانبًا آخر تمثل في سطوة الأب على كل حركات بناته وأسلوب لباسهن وقراءتهن, وذهابهن إلى أي مكان .. مما أكسب الرواية بعدًا سلطويا تمثل في هذه الشخصية , وقد سلطت المؤلفة الضوء على حياة " برويز , وسايرس " وهما الأخوان اللذان تمكنا من أن يعيشا بامتيازات الحرية في بلد الحرية كأمريكا ويحتلا مرتبة عالية جدا في ترتيبة العائلة . وهذا ما أكد سعي" ناهيد "وأختها " باري " في الانتقال إلى هذا البلد ومحاولة الحصول على حرية ولو كانت بعيدة (( لم نكن أنا وباري نكره أخوينا على الرغم من أنهما يحتلان مرتبة عالية جدًا في ترتيبة العائلة , لم تكن هناك منافسة بيننا كالتي بين الأخوات , بل كنا نشعر في الواقع أنهما أضافا شيئًا لحياتنا بتعريفنا على أشياء معينة )) ص62
    امتازت هذه الرواية بأسلوب واقعي لا يخفي اتزان البناء المستقل والترابط الجميل بين أحداثها ,والقادر على اقتحام ذهنية القارئ على اختلاف أمكنته , لكنها تبقى بعيدة عن رقائق اللغة الفنية , وكبسولات الأخيلة البلاغية .
    وقارئ " رواية بنات إيران " سيرصد - حتما - ما تعرضت إليه المؤلفة من استعراض أبرز أحداث إيران السياسية أيام حكم الشاه والإمام الخميني ومحاولة إيضاح أساليب القمع والتدخلات الكثيرة في شؤون الأفراد والبلاد فيما يطمحون ويحلمون به , كما أنها كشفت العلاقة المتوترة بين أمريكا وبلادها منذ أمد بعيد .
    واستطاعت الرواية أن تكشف للقارئ بأن لكل مجتمع تقاليده وأعرافه وتعقيداته من جانب وانفتاحه –حسب ماتراه السلطة - في جانب آخر , كما أنها تبقى هذه الرواية كسيرة ذاتية تؤرخ وتتناول أبرز موضوعات العصر المرتبطة بالحزن , ومناشدة الحرية , والحلم , في بلد الثورة وتقنية اليورانيوم الحديثة .
    طاهر الزارعي
    قاص سعودي
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    حقيقة روايه لافته ومشوقه للاطلاع
    تحيه لجهدك الكريم

    تعليق

    يعمل...
    X