فراق بالغربة
أكلتها الغربة بأنيابها فاحتملت قسوتها ... وتمردت عليها فكانت أقوى من الغربة ... واستمدت من ذكريات طفولتها وحلمها الصغير قوة تكفيها لتواجه تيار شديداً يجرف كل من حوله ... هكذا ارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة تعلن أنه التحدي فإما البقاء أو البقاء ... وكانت تؤنسها رسائل الأهل المتوالية .. بأن المستقبل أبيض ولونه جميل وستجدينه وهناك الطريق ..... كان ( ألبرت ) من بين كل هؤلاء يدعمها بعطف وتقدير لقدراتها وموهبتها ووجودها ... ولهدفها الأسمى في أن تكون .... وذات مرة في مساء الغربة الحالك صدحت تغني لفيروز نسم علينا الهوى من مفرق الوادي ... وتملأ رئتيها بعبق الغربة ويأخذها الحنين إلى الوطن ... فبادرها بالدخول غير مصدق أن هذا الصوت لها .... قائلاً : ظننت أن طالباً عربياً قد يستمع لفيروز بأغنيتها الحنون ... ولكنه أنت ... أنت بروعة صوتك وجبليته وحنانه ... ركضت تكتب أهلها ما قاله لها (ألبرت) والفرحة في كلماتها وفي صوتها ... كان ( ألبرت ) يشيد بلغتها العربية وتمسكها بعروبتها، وتفوقها المذهل على كل الطلبة الملقون في أحضان الغربة .. ..
فكان ( ألبرت ) حنان الغربة بقسوتها .. وفي نهاية 2006 سافرت إلى دولة أخرى لقضاء أول أيام الشتاء هناك، وكم كانت رحلتها سعيدة وموفقة، حتى حان الموعد لتعود إلى حيث تدرس إلى الحرم الجامعي والجامعة، للاجتهاد والسهر والمذاكرة المستمرة حتى الوصول للمستقبل الأبيض ، و(ألبرت) لازال هناك ، حتى تتفاجأ في عمق أيام الغربة وبعد العودة للدراسة من جديد، بسكون الحياة ... وبكاء الغربة المتحجرة الدموع .... وحشرجة الأحزان من ذوي المشاعر الباردة من الغربيين إنه إعلان .... وما أقساه من إعلان قد أذاعوه وبسرعة البرق انتشر ، أذاع الجميع خبر وفاة ( ألبرت ) المعلم ذي الستين عام، اللبناني الأصل ،معلم اللغة العربية للطلبة العرب في إيطاليا...
ولم يسعها حزن الأرض ولم تكن لها الدنيا بما رحبت مأوى ... ودموعها ما جفت لفقدان المعلم العزيز والحنان بقسوة الغربة ...
لا تجزعي يا صغيرتي كثيراً فألبرت لازال حياً في قلبك وقلوب من ابتغوا سبيل المستقبل وقد وجههم إليه يوماً ، لا تحزني بل خذي من فراقه تحدياً جديداً لأن تستمري به بعد موته ، وتثبتي للعالم أن العرب مستمرين بقوة وعظمة والفراق زاد للاستمرار والبقاء ...
فكان ( ألبرت ) حنان الغربة بقسوتها .. وفي نهاية 2006 سافرت إلى دولة أخرى لقضاء أول أيام الشتاء هناك، وكم كانت رحلتها سعيدة وموفقة، حتى حان الموعد لتعود إلى حيث تدرس إلى الحرم الجامعي والجامعة، للاجتهاد والسهر والمذاكرة المستمرة حتى الوصول للمستقبل الأبيض ، و(ألبرت) لازال هناك ، حتى تتفاجأ في عمق أيام الغربة وبعد العودة للدراسة من جديد، بسكون الحياة ... وبكاء الغربة المتحجرة الدموع .... وحشرجة الأحزان من ذوي المشاعر الباردة من الغربيين إنه إعلان .... وما أقساه من إعلان قد أذاعوه وبسرعة البرق انتشر ، أذاع الجميع خبر وفاة ( ألبرت ) المعلم ذي الستين عام، اللبناني الأصل ،معلم اللغة العربية للطلبة العرب في إيطاليا...
ولم يسعها حزن الأرض ولم تكن لها الدنيا بما رحبت مأوى ... ودموعها ما جفت لفقدان المعلم العزيز والحنان بقسوة الغربة ...
لا تجزعي يا صغيرتي كثيراً فألبرت لازال حياً في قلبك وقلوب من ابتغوا سبيل المستقبل وقد وجههم إليه يوماً ، لا تحزني بل خذي من فراقه تحدياً جديداً لأن تستمري به بعد موته ، وتثبتي للعالم أن العرب مستمرين بقوة وعظمة والفراق زاد للاستمرار والبقاء ...
إهداء إلى عزيزتي وصغيرتي نفين - إيطاليا ... أتمنى ألا تحزني حبيبتي الصغيرة واستمري ....
ورحمة الله إلى روح ألبرت المعلم العزيز...
تعليق