فضيحة بجلاجل .. مشكلة ما بعدها مشكلة ,, وسأصدقكم القول بــ لا أدرى متى بدأت ولا كيف ستنتهي..,, وبالله عليكم لا تخبروا أحدا عما حدث.. فالأمر جلل والحيطة مطلوبة والرعب يلفني ..هذا إن وجدتم حلا لها أصلا.. ,, مشكلتي بصراحة يا سادة يا كرام ..جعلت من راسي كراس بطيخ صيفي كبير يلفت إليه أنظار الحاسدين والشامتين .. ومن عقلي كثور هائج انفلت من عقاله يهيم في الطرقات على غير هدى ,, ولو رغبتُ في ابتسار عرضها بعيدا عن التحليل أو التنظير لهمستُ في أُذن كل منكم على حده,,
( ساعة أمي لا تلتزم بتعليمات الحكومة ! ) ...........
و لا تتناغم ألبته مع اللوائح والفرمانات..,, ( ماشية دوغرى منها لله عِدل)..,, فلا تضيف ساعة وهمية بالتوقيت الصيفي امتثالا لولاة الأمر .. ولا تؤخر ساعة لتعود كما كانت بالتوقيت الشتوي ( وآخذه في وشها صيفا وشتاء ) ,,
ولكم أن تتخيلوا الكوارث التي تتساقط ..تتساقط على أم رأسي عندما تركب أمي رأسها ولا تضبط ساعتها مع ساعة الحكومة الرسمية,,فدوما هناك خلاف حاد في وجهات النظر بين ساعة أمي وبين ساعة الحكومة قد يؤدى إلى ما لا تُحمد عقباه حتما .. قدرهُ ( ساعاتي القرية المثقف ) بستين دقيقة على خط العرض وخط الطول وأدعى أن الأمر جد بسيط ... ,,
وسأترك لكم تخيّل أمي..
وقد شمرت عن ساعديها صباحا وبدأت يومها بالطرق ( والرزع )على أبواب غُرف نوم أولادها وأحفادها لتوقظهم قبل / بعد مواعيد العمل الرسمية / المدارس الحكومية بساعة كاملة ,, أو.. وهى تصرخ في مؤذن القرية بأن مواعيد الآذان غير مضبوطة ويجب الالتزام بالمواعيد الشرعية ,, أو وهى تسير في طرقات وأزقة القرية قبل / بعد مواعيد الصلاة بساعة كاملة لتأخذ معها نسوة القرية إلى المسجد الكبير,,..أو عندما تدخل في مناوشات جدلية مع أحد أحفادها أذا سألته كم الساعة الآن ؟,,فيكون الرد الجاهز أتريدينها بالتوقيت القديم أم الجديد؟!.. وعندئذ تكرر ذات الرد ؛ هما غيروا الساعة تااااانى يا راااااسي !.. ثم تدفع له بـ ( عكازها ) ليأتي لها بطول الظل لعدم ثقتها في ساعة الحكومة !.. ,, وأحيانا تصحو من النجمة وأحيانا أخرى تنام إلى ما بعد الظهيرة ..,,..............
ولما كان الحال كما قصصتُ عليكم .. وأضحى الهمس واللمز يلف القرية عن بكرة أبيها ( الله يسامح الجميع ) ..أخذتُ بيد أمي وهبطنا على طبيب البندر ..ليضبط عقاربها على عقارب الحكومة ..,, وبعد الكشف..وبعدما مسح الطبيب وجهه وحك ذقنه جيدا قال ؛ ساعة أمك البيولوجية في حالة موت سريرى بسبب ( تكرار اللعب بها ) ويجب نقلها إلى مشفى تخصص إيقاع بيولوجي,, صرخت فيه متعجبا وقلت ؛ كيف يعنى ؟!..(المينا) عليها غبرة وألا العقارب (خربانه )وألا (مبترقصى) ذى الناس الحلوين !..وان كان كما قلت فلتمسح لها المينا ..ولتركب لها عقارب جديدة ,,ضحك الطبيب ملئ شدقيه وقال ؛ الساعة البيولوجية موجودة بلغاليغ دماغ أمك!..,,ضربتُ كفا بكف وقلت سبحان الله أأمي في رأسها ساعة أتوماتيكى( ومخيبيها جوه رأسها من ضريبة المبيعات),,......
و خلُصنا إلى ؛ بمجرد صدور الفرمان(التوقيت الصيفي , الشتوي ,الرمضاني) الذي تعممه الحكومة على رعاياها( ثلاث مرات سنويا ) ,,تصعد أمي في اليوم التالي مباشرة بعد تلقى الخبر( بصدر رحب مفتوح )إلى سطح المنزل وتعرّض رأسها لضوء الشمس مرتين عند الشروق مرة وعند الغروب مرة وبجلسة مدتها ساعتين/ على مدار شهر قمري كي يعيد ضوء النهار ساعة أمي البيولوجية إلى طبيعتها وتتماشى مع ساعة الحكومة الرسمية ,, ......
ومرة أخرى صار سطح بيتنا مجالا للهمس واللمز بين أطفال القرية والقرى المجاورة والقول فيما بينهم ؛ امك ساعتها شمسية .. بتعمل ( أب دايت للساعة ) ..يتشحن الماتور صباحا ومساء..بتوسع فتحة الزووم ....وغيرها كثير,,.........
وإلى الآن ,, ومازالت ساعة أمي ( راكبة رأسها ) ولم يجدي معها أية علاج طبي أو وصفات بلدية ,,وكل ما أخشاه أن توصف ساعة أمي بأنها ساعة إرهابية ..أوتُدرج تحت بند الحرب العالمية لمكافحة الإرهاب !.. أو يتم نزعها ووضعها فى أحد السجون السرية ..أو أو ,,
فهل وجدتك حلا ناجعا لمشكلتي ؟........
,,أذن أرفعوا أكف الضراعة ؛ اللهم أشفى( أم سليم ) من هذا الداء العضال لتعود سيرتها الأولى ( ضابط إيقاع ) للقرية وللقرى المجاورة ..,, وأحمى يا ربنا الساعة البيولوجية برؤوسنا فلم يبق لنا غيرها يا أرحم الراحمين بعدما تم تسطيح عقولنا ومحو ذاكرتنا وسرقة ثرواتنا واحتلال أرضنا ..آمين آمين ...............
09/10/2008
تعليق