سيدي يكسر كاس النار - د. عبدالله حسين كراز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله حسين كراز
    أديب وكاتب
    • 24-05-2007
    • 584

    سيدي يكسر كاس النار - د. عبدالله حسين كراز

    سيدي يكسر كاس النار

    اغسل قدميك في بحر الكلمات الثكلى
    لا تنطق عن أحد يرتكب حماقة أسلافه
    كي لا تذهب في ركب عالمك السفلي
    ثم تصبح نسياً من صلب الماضي
    لا تكتب بيتاً من شعر أبيك الرابض فوق الأجداث
    كي لا تحرم رئتيك هواء مدائنهم
    ابصر بالحارات واسمع
    ثم طأطيء رأس القبيلة
    وأنت راض عما فعل الأعمى دون عصاه
    الأعمى حمل الفأس الشرقية يوماً
    لوّح في عراه ثم قتل خليله
    أشعل في محراب صحابته ناراً عليله
    ذكّرتنا فعلته بآلهة من صلب أبينا
    و أبينا لا يعرف من قتل زميله
    واستحضرنا لص هواء طفولتنا
    في هيئة اله النار حاملاً شارة الانتصار
    بروميثيوس ... أيها اللص المدجج بخمري
    دعك من كاس النار التي تحرق طفلي
    اذهب فوق أكتاف الغير وطهّر عراهم
    في صرخة البحر خذ منهم ما تشتهي
    في شهقة القمر أرسل هواءك يغسل رجسهم...
    سيدي أنت الآن سرّ انهزامي وقهر أطفالي
    ولمّا انطفأت مصابيح حاراتي التي غضبت
    آوينا إلى جبل لم يعصمنا من أحد........
    غزة
    7/4/2004
    التعديل الأخير تم بواسطة mmogy; الساعة 25-03-2024, 18:06.
    دكتور عبدالله حسين كراز
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #2
    رائع هذا التدفق الذي يتلبس تراثيات الدنيا بمهارة يجذب العجب والإعجاب..
    ما زلنا كلنا ننعي بروميثيوس في هذا العصر، ولكن ليس ضد الله طبعاً، وإنما يبدو أن ناره أصابت بعضنا وتركت كثيرين..
    فاستأثر بها الرأسماليون وبعض الحكام العرب..

    أخانا الشاعر الكبير الحبيب..
    ليس بمكتوب إلى من شاعر.. وإن كان أوقفني بعض الصدمات في وزن القصيدة حين تقتصر التفعيلة (فعلن) على (//ه) فقط.. أو في بدايات بعض الجمل التي كانت ب(ثم)

    وكذلك كلمة (الغير) فـ(غير) لا تعرف ب"ال" لشدة إبهامها..

    دمت مشكورا لفنك البديع

    تعليق

    • د. جمال مرسي
      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
      • 16-05-2007
      • 4938

      #3
      أخي الحبيب د. عبد الله كراز
      أسعد الله صباحك بكل الخير و سعيد لأن أقرأ لك لأول مرة
      و بهذا التدفق الشعري .
      و كأني بالقصيدة دعوة للتحرر من القديم و قيودة ابتداءً من :

      اغسل قدميك في بحر الكلمات الثكلى
      لا تنطق عن أحد يرتكب حماقة أسلافه
      كي لا تذهب في ركب عالمك السفلي
      ثم تصبح نسياً من صلب الماضي
      لا تكتب بيتاً من شعر أبيك الرابض فوق الأجداث
      كي لا تحرم رئتيك هواء مدائنهم


      و مروراً بهذه الشخصية الإغريقية بروميثيوس
      ( الذي كان أحد الجبابرة في الميثولوجيا الإغريقية، و كان محباً للبشر رؤوفاً بهم،
      و إذا حرمتهم الآلهة من النار لتفريطهم في حقها، قام بسرقة النار من الآلهة و أعطاها لهم.
      فأثار غضب زيوس كبير الآلهة فعاقبه بأن ربطه إلى صخرة، ثم أطلق عليه عُقابا أو رخاً
      يأكل كبده في النهار و يقوم زيوس بتجديدها في الليل.
      في النهاية قام هيراكليس بتحريره، و عاد إلى أوليمبوس.
      و يعتبر الإغريق قيامه بتقديم النار للبشر كدليل على كونه من المساهمين في الحضارة الإنسانية.) م

      و صار في نهاية قصيدة شاعرنا سر الانهزام وقهر الأطفال ، فلا جبل يعصم من النار و لا من الظلام
      و لا من أي أحد.
      و قد جعله الشاعر رمزاً لكل شخصية أو حاكم لم يعد ليفيد شعبه بشيئ .

      القصيدة عميقة و فيها أبعاد صعب توضيحها إلا إن أمسكنا بأحد طرفي الخيط
      أما التفعيلة التي أشار لها أخي أحمد حسن فلست أدري .. أنا أحسستها قصيدة نثرية من البداية
      لولا أن تبدت لي خببيات القصيدة فأحببتها على حالتها لعمقها و جمال لغتها .

      شكراً لك أخي الدكتور عبد الله أن جعلتنا نسوح معك في هذه الرحلة الشعرية البهية
      و تقبل ودي و تقديري
      د. جمال
      sigpic

      تعليق

      • عبدالله حسين كراز
        أديب وكاتب
        • 24-05-2007
        • 584

        #4
        الأخوة الأكارم أ . أحمد و د. جمال
        أسعد الله أوقاتكم بأريج الربيع و نسيم بحر غزة "الجريحة"..... نعم هي قصيدة يلوكها التناثر في التفعيلة، و لكن تبقى وموسيقاها الداخلية تعج بأبياتها... عذراً أنا لا أعترض على ما قلتم أحبائي أصحاب الباع الطويل و القلم الرصين في النقد و الإبداع....
        أما مفردة "الغير" فهي تعود للفظة قصدت بها "غير"، الدالة على الذين يتربصون بالأمة مكراً و خراباً و فتنةً وخبثاً، في
        "اذهب فوق أكتاف الغير وطهّر عراهم" هؤلاء"الغير" - وهي هنا لزوم ما يلزم- هم غير المخلصين للأمة و أبنائها و تراثها و دينها وتقاليدها وأخلاقها.... من العرب و العجم.
        أرجو المعذرة مع قبول التوضيح في بوح النص...
        سلام لكما من عميق الفؤاد
        د.عبدالله حسين كراز
        دكتور عبدالله حسين كراز

        تعليق

        • أحمد حسن محمد
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 716

          #5
          نعم يا أخي الغالي أوافقك وأنت رأيك في(الغير) رأي بلاغي، ولكن هذا سيجرنا إلى الباب الذي سبوني إذ دخلت منه أن أتبع نهج من قال في (إن هذان لساحران) أنه حين لم يكونا ساحرين لم تعمل إن المؤكدة فيهما، فلما اعترض السائل: قال له أبو إسحاق: أآتيك بزهرة فتسحقها بين كفيك...؟؟؟


          شكري لك

          تعليق

          يعمل...
          X