على أسوار أبي الهول أنتظر..قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلعباس باسين
    عضو الملتقى
    • 04-06-2008
    • 55

    على أسوار أبي الهول أنتظر..قصة قصيرة

    على أسوار أبي الهول أنتظر
    .أقاوم .. مازالت كذلك.. لم أشعر في يوم من الأيام أن ذلك منفصل عني .. أتساءل :
    - أهو قدري؟؟ أكل الناس مثلي ؟؟ أكتب علي أن أعيش هكذا؟؟..
    في صحبتها أبتسم وقد أقهقه ولكن ينتابني خوف وحزن شديدان.. عندما أنظر إلى عمق عينيها ..تحمل هما أكثر مما أحمل .. قلت لها في بداية الطريق الذي لم يبدأ:
    نحن ـ شخصين ـ خلقنا لبعض , كل منا له طرف ضائع يبحث عنه وقد وجده في الآخر
    ابتسمت وقالت :
    - ربما كذلك ..
    وتوالت الأيام ولم نشعر أن شيئا قد تحسن .. جلسنا تحت الأشجار وفي كل مكان قد يخطر على البال وقد لا يخطر .. ولا جديد تحت الشمس .. سهرنا ذات ليلة – والقمر ملك فوقنا – مدة سنة كاملة .. عندما انتهت الأولى وبدأت الثانية –وقد نظرت في ساعتي التي لم أكسبها قط – قلت لها:
    - آه كدت أنسى .. عام سعيد وعمر مديد..إلى آخر المقطع المعروف .. وقبّلتها بحرارة .. وفعلتْ هي مثل الذي فعلت .. وانقضى العام .. وقفنا – وليتنا لم نفعل - كان الكلام يسيل من لساني يجرف كل شيء أمامه , لم أدر من أي نبع أخذت ..تعجبت من نفسي قبل أن تفعل هي كذلك .. لكنني واصلت .. وفي نهاية المطاف وضعت يدي على كتفها وقلت:
    - "ثقي – ثم نظرت إلى السماء مواصلا كلامي – والله يشهد على ما أقول ـ أنكِ أول حب في حياتي وآخره "..
    ولمّا أكمل آخر كلمة حتى سبقتني دمعتان لم أستطع حبسهما .. التفت مسرعا بالخروج ولا أدري إن كانت قد انتبهت إلى هزيمتي أم لم تنتبه .. خرجت إلى الطرقات متسكعا , لا أخشى شيئا .. دخلت شوارعَ وخلّفت أخرى .. وأنا لا أشعر بذلك .. ولما اشتد بي الإرهاق والتعب .. قمت على تعليقات أناس قد تحلقوا من حولي .. في الصباح ..ولم أنتبه إلى كل ما قالوا .. وتناهى إلى سمعي شيء مما قالوه:
    - أليس هذا فلان بن فلان ؟؟
    - بلى،هو عينه
    - ماذا حصل له ؟ بالأمس فقط رأيته عائدا من عمله كأحسن ما يكون ..
    وجاءه جواب من الخلف :
    - ولله في خلقه شؤون..
    قعفزت لشدة البرد ثم نظرت في الوجوه المحيطة و.. شتمتهم .. وقمت أريد الانصراف وكنت أظن أني دافعت عن نفسي .. حتى انهالت علي اللكمات من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق .. ولا أدري كيف توقف هذا السيل المبارك.. حملت نفسي وسرت قدر المستطاع حتى وصلت المنزل .. دخلت متخفيا .. وارتميت على السرير باكيا حظي التعيس ..وزدت.. حتى كادت أمي وكل من في البيت يسمعني .. عندما تذكرت رحيلها اليوم عن مدينتنا لتصارع قدرها في ديار الناس .. تمنيت لها من أعماقي التوفيق .. وكنت كعادة أهلنا أعيش بالأمنيات .. تمنيت لها كل شيء , حتى الزواج بي تمنيته لها ولم أبخل به عليها.. عندما سألتها ذات مرة :
    - أتقبلين بي زوجا ؟ قالت ببرودة تامة :
    - لا يهم وان كنت لا أعارض في شيء مثل هذا لا أراه ضروريا.."
    - بهت من جوابها .. وقد وجدته عينه عند صاحب الغريب ..ولما سألتها :
    - هل تقرئين لكامو ؟؟ قالت:
    - من يكون هذا ؟ لم أسمع به قبل اللحظة ..
    وزاد عذابي .. وزدت تعلّقا بها .. إنها تتكلم بلسان أبطال يعرف العالم عنهم الكثير ..فلماذا لا يعرفون عن معذبتي قليلا ؟.. ربما لأنها مازالت تصارع قدرها ويوم تنتصر عليه سترفع على الأعناق والناس يهللون ويهتفون ( انتصرت .. انتصرت) .. وأنا في زاوية أذرف دمعا لأن أبا الهول لم ينهزم .. انه يتحول من مكان إلى آخر .. وجدته ذات يوم في الأدرياتيكي ولما قابلته طلب نزالي في ألاسكا , لأنها أرض حيادية كما يزعم ولا أظن ذلك .. تحديته .. لأجل عينيها ولأجل الانتصار تهون ألف هزيمة وهزيمة ..
    عندما سقطت من على السرير وجدت يدي قد جرحت وكل ما كان على الطاولة المجاورة قد سقط وتكسر ..
    أشعلت الضوء ..رأيت أبا الهول ينام بجانبي.. ولم أوقظه, غرزت في رقبته وتدا نقشت عليه : "عندما تستيقظ لا تفكر في الهروب , فسأعود بسرعة من المرحاض " ..ولما دخلت المرحاض وجدته أمامي ينتظرني .خرجت مسرعا ..في المساء عقدت اجتماعا طارئا لبعض الزملاء اتفقنا على زيارة عمي عبد الله"وقرأ الشيخ في وجهي علامات الهزيمة .. هكذا تعودت ياعمي أريدها هي ,قال :
    - إن فوزك بها هزيمة لك..
    قلت :ـ لا يهم إن قدري رابض على أسوار المدينة يطاردني كلما دخلتها لقد تساوت الهزيمة بالنصر .. لأجلها أريد دخول المدينة طائرا ..
    وتقابلني , تفتح صدرها لي. وأشهق:
    " يا لربي ماذا أرى ؟؟
    أهذا الشيء موجود ؟؟
    وكنت حقا تخفيه؟؟
    فهذا اليوم قد حان..
    وليته – يا رب – ما كان ..
    نهديك يا لنهديك !!
    موشمان بالجروح ..
    وأنا بلا جرح .. وهذا جرحي محفوظ..
    أما كان لنا البدل؟؟
    فمنك الحفظ وأبعده..
    وفي صدري جراح الدنيا ..
    ولا جرح بنهديك..
    أقول ريحانتي :
    إن العالم خرب.. فهذا صدري مسندك .. ضميني إلى صدرك كما أمي قد صنعت..
    دعيني ابكي في حضرتك . يا لصدرك المشحون..يخترقه جرحان ..
    دمعتان تنزلان .. أبكي ..
    أحب التيه بحضرتك ..فأنتصر
    والآن ..الآن أنهزم ..
    أجهش بالبكاء .. أضم حزني إلى صدري وأجرحه ..
    وأندب ما كان وما صار وما عانيتِ من قبلُ ..
    أحملكِ هما أواسيه .. وأفتضح ..
    وأركب نكبة كانت وأخرى أطاردها ..أصارعها إذا جاءت ..
    وأنتصر.. وننتصر.. أقاتل أبا الهول فيقتلني.. وأبعث فأنهزم ..

    تقولين أحب الطفولة أهواها .. وتبتسمين .. ودمع العين يخدعك..
    ما هذا رجاؤك يا قلبي ..طفلتان ملعبهما جدار على الأرض ...
    وملعبنا إذا عدنا إلى الماضي !!
    أجدران محطمة ؟؟وأسوار مهشمة؟؟
    فهل يرضى أبو الهول ؟؟ وهل يصدق الشيخ .. ؟؟
    وهل نحن على علم إذا جاء لنا الأمس ليخبرنا بما كان ؟؟
    وأنسحب .. أمد يدي ليقرأ منجم الحي كفي .. يقول كلاما يطمئنني ..أخرج أحمل المعول .. أناديه ولا أخجل .. وبأعلى ما أملك من صوت -:
    أبا الهول .. أبا الهول ..
    وأقصده يقول بواب عمارته :
    -لقد تزوج سيدي اليوم ولا يسمح بدخول أحد عليه ..
    أهوي على البواب بالفأس فأرديه قتيلا .. وأجلس مكانه بوابا .. فهل يرضى سيد الميت .؟؟
    قال منجم الحي : ستقتل ألفا على أسوار أبي الهول .. فمن يجرؤ .. من يجرؤ ؟؟ أنا على أسوار أبي الهول أنتظر أول قادم ..
    .................
    انتهت منذ زمن سحيق
  • مريم محمود العلي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 594

    #2
    من يدري
    ربما تقتل يوما على أسوار أبو الهول إذا لم تقتحم تلك الأسوار
    وربما كما يقول المثل يد واحدة لا تصفق
    لكن مالعمل إذا كنا لا نملك الجرأة والقوة ؟؟؟؟؟؟
    علينا بالسكوت والانتظار المذل
    ********8
    نص عميق وقدير
    كل الشكر والتقدير لك

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      على أسوار .. و بوابات مدينتك .. كان أبو الهول رابضا .. و كان لا بد لك من دحره .. و الانتصار عليه .. لتدخل مدينة تعيش الموت بكامله .. نعم أنت فى حاضرة طيبة .. تقاتل الوحش الرابض .. بلا إجابات سوى أنك تحبها .ز وتريدها .. فهل كانت أمه .. أم معشوقته .. و هل تتحقق نبوءة الشيخ .. فى القرب منها و منالها موتك .. نهايتك .. كأوديب .. حين يردى الوحش .. و يدخل المدينة على شرطها .. و هناك تكون الفجيعة .. تكون قمة المأساة .. التى ما كانت سوى تخيلات فى رأس عراف أعمى .. و ها أنت و هى .. فهل تتحقق .. و تنتظر أول عابر .. كأنك الوحش ذاته .. أبو الهول .. مازال .. كامن فيك .. أنت .. نعم هى قرأت كامو .. أو كامو قرأها .. وذاب فيها .. !!!
      سيدى قرأت هنا الكثير و الكثير .. و كأنى بالفعل أقترب من طيبة .. و من عالم كامو وسارتر .. و رأيت حشدا من الرءوس .. المحطمة .. و المهشمة .. فى لامعقولية الأمر .. و العبث الذى يستولى على حياتنا .. و يكاد يفتك بنا !!!
      الحديث قد يطول .. و أنا لا أريد له .. فقصتك غنية .. و تحتاج إلى ناقد بالفعل
      فى انتظارك دائما
      تحياتى
      sigpic

      تعليق

      • بلعباس باسين
        عضو الملتقى
        • 04-06-2008
        • 55

        #4
        للأخت مريم العلي: صباحاتك قرنفل..
        وقراءاتك تمس المتن،ولا تخجل..
        تقبلي التحيات الطيبات..

        تعليق

        • بلعباس باسين
          عضو الملتقى
          • 04-06-2008
          • 55

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          على أسوار .. و بوابات مدينتك .. كان أبو الهول رابضا .. و كان لا بد لك من دحره .. و الانتصار عليه .. لتدخل مدينة تعيش الموت بكامله .. نعم أنت فى حاضرة طيبة .. تقاتل الوحش الرابض .. بلا إجابات سوى أنك تحبها .ز وتريدها .. فهل كانت أمه .. أم معشوقته .. و هل تتحقق نبوءة الشيخ .. فى القرب منها و منالها موتك .. نهايتك .. كأوديب .. حين يردى الوحش .. و يدخل المدينة على شرطها .. و هناك تكون الفجيعة .. تكون قمة المأساة .. التى ما كانت سوى تخيلات فى رأس عراف أعمى .. و ها أنت و هى .. فهل تتحقق .. و تنتظر أول عابر .. كأنك الوحش ذاته .. أبو الهول .. مازال .. كامن فيك .. أنت .. نعم هى قرأت كامو .. أو كامو قرأها .. وذاب فيها .. !!!
          سيدى قرأت هنا الكثير و الكثير .. و كأنى بالفعل أقترب من طيبة .. و من عالم كامو وسارتر .. و رأيت حشدا من الرءوس .. المحطمة .. و المهشمة .. فى لامعقولية الأمر .. و العبث الذى يستولى على حياتنا .. و يكاد يفتك بنا !!!
          الحديث قد يطول .. و أنا لا أريد له .. فقصتك غنية .. و تحتاج إلى ناقد بالفعل
          فى انتظارك دائما
          تحياتى
          أخي المبدع الجميل:ربيع عقب الباب
          جعل الله أيامك أزهارا،ووردا بألوان الربيع..
          تجولتَ بين شوارع النص تجوال من يعرف الشوارع الخلفية
          تأملتَ،وأشرتَ إلى المفاتيح،لكنك لم تفتح الأبواب..
          ربما تركت لغيرك التتمة..
          تحياتي المبتسمات..

          تعليق

          • إيهاب فاروق حسني
            أديب ومفكر
            عضو اتحاد كتاب مصر
            • 23-06-2009
            • 946

            #6
            الزميل المبدع بلعباس ياسين...
            تحية من القلب...
            هنا قرأت مزيجاً رائعاً لا يخلو من إشاراتٍ للثقافة الغربية... والثقافة اليونانية القديمة... وثقافة الصمت!... نعم، الصمت... لقد ذكرتني قصتك أيها المبدع الجميل بقصيدة لشاعرنا الكبير فاروق جويدة.. هذه القصيدة تحمل تفسيراً جيداً لقصتك ( على أسوار أبي الهول أنتظر ) ..
            رأيت أن أضع نسخة منها... هذه القصيدة بعنوان :
            [align=center]

            وكلانا في الصمت حزين
            لن أقبل صمتك بعد اليوم
            لن أقبل صمتي
            عمري قد ضاع على قدميك
            أتأمل فيك.. وأسمع منك..
            ولا تنطق..
            أطلالي تصرخ بين يديك
            حرك شفتيك
            أنطق كي أنطق
            أصرخ كي أصرخ
            ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
            عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
            عار أن تبقى تمثالا
            وصخورا تحكي ما قد فات
            عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
            وغدوت مزارا للدنيا
            خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
            * * *
            ماذا في رأسك خبرني..
            أزمان عبرت..
            وملوك سجدت..
            وعروش سقطت
            وأنا مسجون في صمتك
            أطلال العمر على وجهي
            نفس الأطلال على وجهك
            الكون تشكل من زمن
            في الدنيا موتى.. أو أحياء
            لكنك شيء أجهله
            لا حي أنت.. ولا ميت
            وكلانا في الصمت سواء
            * * *
            أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
            فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..
            وأراك الحاضر والماضي
            وأراك الكفر مع الإيمان
            أهرب فأراك على وجهي
            وأراك القيد يمزقني
            وأراك القاضي.. والسجان..
            * * *
            أنطق كي أنطق
            أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
            وأخذت تدور على الدنيا
            وأخذت تدور مع الأعماق
            تبحث عن سر الأرض..
            وسر الخلق..
            و سر الحب
            وسر الدمعة والأشواق..
            وعرفت السر ولم تنطق
            * * *
            ماذا في قلبك خبرني..
            ماذا أخفيت؟
            هل كنت مليكا وطغيت..
            هل كنت تقيا وعصيت
            ظلموك جهارا
            صلبوك لتبقى تذكارا
            قل لي من أنت..؟

            دعني كي أدخل في رأسك
            ويلي من صمتي.. من صمتك
            سأحطم رأسك كي تنطق..
            سأهشم صمتك كي أنطق..
            * * *
            أحجارك صوت يتوارى
            يتساقط مني في الأعماق
            والدمعة في قلبي نار
            تشتعل حريقا في الأحداق
            رجل البوليس يقيدني
            والناس تصيح:
            هذا المجنون
            حطم تمثال أبي الهول
            لم أنطق شيئا بالمرة
            ماذا.. سأقول
            ماذا سأقول

            إيهاب فاروق حسني

            تعليق

            • بلعباس باسين
              عضو الملتقى
              • 04-06-2008
              • 55

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
              الزميل المبدع بلعباس ياسين...
              تحية من القلب...
              هنا قرأت مزيجاً رائعاً لا يخلو من إشاراتٍ للثقافة الغربية... والثقافة اليونانية القديمة... وثقافة الصمت!... نعم، الصمت... لقد ذكرتني قصتك أيها المبدع الجميل بقصيدة لشاعرنا الكبير فاروق جويدة.. هذه القصيدة تحمل تفسيراً جيداً لقصتك ( على أسوار أبي الهول أنتظر ) ..
              رأيت أن أضع نسخة منها... هذه القصيدة بعنوان :
              [align=center]

              وكلانا في الصمت حزين
              لن أقبل صمتك بعد اليوم
              لن أقبل صمتي
              عمري قد ضاع على قدميك
              أتأمل فيك.. وأسمع منك..
              ولا تنطق..
              أطلالي تصرخ بين يديك
              حرك شفتيك
              أنطق كي أنطق
              أصرخ كي أصرخ
              ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
              عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
              عار أن تبقى تمثالا
              وصخورا تحكي ما قد فات
              عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
              وغدوت مزارا للدنيا
              خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
              * * *
              ماذا في رأسك خبرني..
              أزمان عبرت..
              وملوك سجدت..
              وعروش سقطت
              وأنا مسجون في صمتك
              أطلال العمر على وجهي
              نفس الأطلال على وجهك
              الكون تشكل من زمن
              في الدنيا موتى.. أو أحياء
              لكنك شيء أجهله
              لا حي أنت.. ولا ميت
              وكلانا في الصمت سواء
              * * *
              أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
              فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..
              وأراك الحاضر والماضي
              وأراك الكفر مع الإيمان
              أهرب فأراك على وجهي
              وأراك القيد يمزقني
              وأراك القاضي.. والسجان..
              * * *
              أنطق كي أنطق
              أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
              وأخذت تدور على الدنيا
              وأخذت تدور مع الأعماق
              تبحث عن سر الأرض..
              وسر الخلق..
              و سر الحب
              وسر الدمعة والأشواق..
              وعرفت السر ولم تنطق
              * * *
              ماذا في قلبك خبرني..
              ماذا أخفيت؟
              هل كنت مليكا وطغيت..
              هل كنت تقيا وعصيت
              ظلموك جهارا
              صلبوك لتبقى تذكارا
              قل لي من أنت..؟
              دعني كي أدخل في رأسك
              ويلي من صمتي.. من صمتك
              سأحطم رأسك كي تنطق..
              سأهشم صمتك كي أنطق..
              * * *
              أحجارك صوت يتوارى
              يتساقط مني في الأعماق
              والدمعة في قلبي نار
              تشتعل حريقا في الأحداق
              رجل البوليس يقيدني
              والناس تصيح:
              هذا المجنون
              حطم تمثال أبي الهول
              لم أنطق شيئا بالمرة
              ماذا.. سأقول
              ماذا سأقول

              أخي إيهاب فاروق
              أمتعتني ثم فاجأتني بهذا النص الراقي للشاعر الكبير فاروق جويدة..
              وكانت المفاجأة أن ناكب كل منهما الآخر..ولا أدري متى كان حديث الشاعر مع أبي الهول ..
              فقد كتبت نصي في منتصف الثمانينات ونشرته حينها ..
              وكم هو جميل أن نلتقي على عتبات أبي الهول الفارعة ليناجي كل منا نصفه الآخر،أو ما توهمه كذلك..
              تحياتي ..
              وأسفي على الرد المتأخر..

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                الزميل القدير
                باسين بلعباس
                أكان هذا (( صمت الحملان ))!!؟
                نعيش اليوم ونحن نحمل انكسارات تجرح نفوسنا
                وكل ماحولنا يحملنا على الجنون أو .. الجنون!!
                أحسست بثورة الروح العارمة وأبعاد كبيرة نحتاج أن نصلها!
                أتراها ثورة الفأس من أجل تاريخ كنا نتربع على عرشه وتركنا (( الحارس )) يفتح الأبواب !!
                ربما .. لست أدري
                أحسست بأن النص يريدني أن أتحرر من قيدي
                من صمتي
                وأن أشعلها ثورة لكل تلك اللكمات التي ضربتني وتكالبت علي.. أكانت ضربات الأقربين الموجعة لمن أصبح وحيدا..!!؟
                تخلى الجميع واتفقوا
                والهزيمة ربما ستصنع من الخاسر (( كاسرا))
                نص رائع باسين
                رائع جدا ويأخذ القاريء إلى أبعد الحدود
                تجياتي ومودتي لك
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                يعمل...
                X