حسرة الأغنية التى لم تتم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #16
    (9)

    [align=justify]صديقى الحميم "قلبى" القابع بصدرى وبين أضلاعى.
    هذا الذى يمدنى بدم الحياة .
    لم يسلم من أذى الحياة .
    تكأكأت عليه الهموم والإحباطات ، صمد طويلاً وتحمل كثيراً،وفى الآونة الأخيرة ،تعرض للسقوط فى جراحات عديدة ،ألزمته السرير الأبيض والأردية البيضاء والسكون القاتل والنظرات الراجية الصحة والهمهمات بالشفاء.
    صديقى قلبى ..

    تعاود النبض ومازلت تقبع يسار الصدر .
    أُحيى فيك هذا التمرد وهذا الصمود وهذه الشجاعة فى مواجهة الموت.
    أقول لك أيها الصديق الوفى
    شكراً شكراً..[/align]


    ***********
    المخاض

    [align=right]"إنى أموت ..
    يا إخوتى ..إنى أموت
    كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر
    كالورد فى الإبريق ..أنفاس ولكن تحتضر
    كالحقل مخضرا..يدب الجدب فى بطء إليه
    كالنيل تمتص الرمال حياته من جانبيه
    كالسنديانة أن تكون ملء العيون
    فالنمل ينخب قلبها ..ياإخوتى هل تسمعون
    إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت

    إنى خرجت اليوم من بيتى على ظهرى صليب
    جيبى خراب
    قلبى خراب
    أحستنى كالخنفساء
    يغتالها نعل كبير
    فى حجم ألف من قباب الأولياء
    وهناك شىء لا أراه
    كالفأر ..يقرض بين جنبى الحياة
    وزحفت تلفظى الدروب
    والكون مسود كأن القار قد صبغ الصباح
    أو أننى أعمى أفتش فى الضياء عن الضياء
    أو أننى خفاشاً كريهاً كالعمى
    حجب السما
    كالرخ فى أقصوصة للسندباد
    فرش السواد على المدى ..فرش السواد

    ياإخواتى ..والجوع فى طول الطريق
    أفعى لها مليون ناب
    والأعين الحمرا تعانى فى غموض
    شيئاً كآلام المخاض!
    وذكرت أمى ..أنها ماتت بآلام المخاض:
    ياقصة الموت الذى يلد الحياة

    يا إخوتى ..إنى أرى فى داخل الموت الحياة:
    فالعطر فى هذا العفن
    والنور فى هذا الظلام
    والنبت كالأطفال فى بطن الجليد
    والنار فى جوف الرماد
    والماء يجرى تحت هذا التبن فى صمت عنيد
    والمارد المرصود ينحت فى جدار من حديد
    "أماه ..ما أقسى الطريق إلى الحياة"

    ياإخوتى ..
    كنا ..وكانت فى مساء
    تحكى عن التجار فى واد عجيب
    خلف البحار السبع -ماسى الحصى-
    يرمون من أعلى الجبل
    بالشاة بعد السلخ للقاع الرهيب
    فتعود ترفعها النسور إلى القمم
    والماس فى اللحم الرطيب!!
    كنا نصلى للشياه ..
    الماس مغروز بأضلعها ..فما أغنى الشياه!!
    ومشيت تلفظنى الدروب إلى الدروب
    حولى عيون
    والشاه فى كل العيون!

    يا إخوتى ..وأتى المساء
    فرجعت للبيت الكئيب
    أمشى على ظهرى صليب!
    جيبى خراب
    قلبى خراب
    والماس فى لحمى خراب!

    يا إخوتى ..أن أرقص المسخ القرود
    أو أركب العنزات عمدا من بكر
    أو دق طبلا فاستقامت -كالأناسى - الحمر
    تمشى على رجلين..أو تلقى التحية كالجنود
    أو أخرج الحاوى من الطوب البلح
    أو صور البطيخ من حب السبح
    أو أطلق الكتكوت يصوى من قدح
    أو راح يلعب بالحجر ..
    والبيض ..فى حذق كإعجاز الإله

    يا إخوتى ..إن كنت أضحك للمسوخ وللحواه
    ويلوح فى عينى إشراق المرح
    لاتحسبوا إنى فرح
    فاللحن أصفى مايكون إذا تهيأ للخفوت
    إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
    إنى أموت
    لكننى ألد الحياة ..
    كالأمهات يلدن فى الألم الحياة
    أمى ..وكل الأمهات!...[/align]
    نجيب سرور

    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #17
      أستاذتنا القديرة/حفصة فهمى

      عاطر تحياتى وشكرى.

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #18
        (10)

        قصائد قصيرة
        ********
        الشاعرة الكويتية
        سعدية مفرح


        انفصال

        أنت فى دمى
        ............
        ................
        أنا المثخنة الجراح الآن
        ودمى الذى يسيل خارجاً من داخلى
        ينفصل عنى رويداً
        رويداً
        فأتخشب اصفرارا
        ويتخثر احمرارا
        وأنت ..........
        أين صرت الآن؟!

        *********
        مشروع

        حين أكون وحيدة فى الغرفة الوحيدة التى تحتوينى
        تنتابنى رغبات عظمى فى تخريب الكرة الأرضية
        .................
        ................
        فلتطمئن أيها العالم الخائف
        مفتاح غرفتى المغلقة ليس معى دائما.

        *************
        لماذا؟؟؟

        لماذا يترك الولد الذكى
        بلاده
        نحو الغواية
        والنوى
        وفنادق الغرباء
        والليل الطويل
        ورداءة الطقس
        والجوى
        ومساحة بوسع القلب
        للبوح النبيل؟

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #19
          (11)
          [align=justify]مهما تعاقبت الهموم ، وتشابكت ليالى الظلام الداكن ،فرحلة الحياة جديرة بالقتال من أجلها والذود عنها.
          مهما عانى الإنسان ..إلا أن رحلة الحياة لابد وأن تقطع.
          فعندما تريد شيئاً بإخلاص ،يتآمر العالم معك لتحقيقه.
          وتحضرنى قصيد رائدة للشاعر اليونانى الأصل والمصرى الجنسية والإقامة ..كفافى.[/align]



          إيثاكا


          [align=justify]عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا،
          تمن أن يكون الطريق طويلا،
          حافلا بالمغامرات ،عامراً بالمعرفة.
          لاتخش الغيلان والمردة
          ولا إله البحر الهائج.

          لن تجد أبداًأياً من هؤلاء فى طريقك،
          إن بقى فكرك سامياً ،
          إن مست عاطفة نبيلة روحك وجسدك،
          لن تقابل الغيلان والمردة
          ولا إله البحر العاتى ،
          إن لم تحملهم فى روحك،
          إن لم تستحضرهم روحك أمامك.

          تمن أن يكون الطريق طويلاً،
          فتدخل المرافىءالتى ترى لأول مرة،
          منشرحاً،جذلاً.
          توقف بالأواق الفينيقية ،
          واقتن السلع الجيدة،
          أصدافاً ومرجاناً،كهرماناً وأبنوساً،
          وعطوراً زكية من كل نوع،
          قدر ما يمكن من العطور الممتعة،
          اذهب إلى كثير من المدن المصرية،
          تعلم ، وتعلم ثانيةً، - من الحكماء .

          لتكن أيثاكا فى روحك دائماً.
          الوصول إليها قدرك.
          لكن لاتتعجل انتهاء الرحلة .
          الأفضل أن تدوم سنوات طويلة
          وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرة ،
          ثرياً بما كسبته فى الطريق،غير آمل أن تهبك إيثاكا ثراءً
          إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة .
          لولاها ماكنت شددت الرحال .
          وليس لديها ما تمنحك إياه أكثر من ذلك.

          حتى وإن بدت لك إيثاكا فقيرة ،
          فإنها لم تخدعك.
          ومادمت قد صرت حكيماً ،حائزاً كل هذه الخبرة ،
          فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الإيثاكات.[/align][align=justify][/align]

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #20
            (11)

            فى أى زمان.. وأى مكان ،تعيش هموم الإنسان ،تتفجر أنيناً وتشكو ألما.
            وبعصا سحرية.. يضرب الشاعر الأحجار.. فيكون الماء ،ويكون الدواء.
            ويغنى الألم .. حسرة الأغنية ..التى لم تتم.

            غلاديس باسوغويتيا
            شاعرة من بيرو
            ***********


            يؤلمنى كل شىء
            ترجمة د.عيسى الناعورى

            كل شىء ،كل شىء يؤلمنى:
            الثلج الذى لم يعد له وجود
            والذى أصبح قاتم اللون،
            وجلد الريح
            الذى يتحطم
            على الججارة،
            والرجل الذى يصنع من نفسه ظلا،
            والذى يواريه القدر المحتوم،
            ويؤلمنى الصوت
            الذى ينطفىء إلى الأبد.

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #21
              (12)
              [align=justify]حين تشتد عليك وطأة الألم ،اشطر حزنك إلى شطرين،واهتف بنصفك الآخر أن يهبك بعض الهدوء .
              حين تقسو عليك منغصات الواقع ،وتضيق الدنيا بما رحبت، ستأتى اللحظة المرحة ،فيتلاشى الألم وينقشع.
              لم يكن نيرودا إلا صيادا ماهرا ،يغوص بالأعماق ويأتى بدرره الثمينة.


              ضحكتك
              ترجمة .. ماهر البطوطى


              امنعى عنى الخبز إذا أردت
              امنعى عنى الهواء
              ولكن
              لا تمنعى عنى ضحكتك
              لا تمنعى عنى الوردة
              الرماح التى التى تنتشر منها ،
              المياه
              التى تنجبس فجأة فى فرحتك ،
              الموجة الفضية المباغتة
              التى تولد منك .

              إن صراعى مرير
              ومرات كثيرة
              أعود متعب العينين
              من رؤية الدنيا التى لاتتغير
              ولكن ،حين أدخل
              تنطلق ضحكتك إلى الأعالى
              باحثة عنى
              وتفتح لى
              أبواب الحياة كلها .


              يا حبيبتى
              فى أحلك الأوقات
              تتناثر ضحكتك
              فإذا رأيت فجأة
              دمائى تخضب حجارة الطريق
              فاضحكى
              أن ضحكتك
              ستهب يدى
              سيفا مسلولا .

              وفى الخريف
              بالقرب من البحر
              لابد لضحكتك
              أن ترفع شلالات من الزبد.

              وفى الربيع ياحبيبتى
              أحب ضحكتك
              لأنها كالزهرة التى أرتقبها ،
              الزهرة الزرقاء
              زهرة وطنى المرنانة 0

              اضحكى من الليل
              من النهار ،من القمر
              اضحكى من شوارع الجزيرة المتلفة
              اضحكى من هذا الفتى الذى يحبك
              ولكن
              حين أفتح عينى وأغمضها
              وحين تذهب خطاى
              وحين تعود خطاى

              امنعى عنى الخبز والهواء
              النور والربيع
              ولكن
              لا تمنعى عنى ضحكتك
              إذ أنى عند ذاك موتا أموت
              .[/align]

              تعليق

              • ريمه الخاني
                مستشار أدبي
                • 16-05-2007
                • 4807

                #22
                لك قلم نازف وروح قويه تلفت نظري دوما
                اتشرف بالمرور من هنا
                مع كل التحيه/هل ننتظر البقيه؟

                تعليق

                • عبدالرؤوف النويهى
                  أديب وكاتب
                  • 12-10-2007
                  • 2218

                  #23
                  (13)

                  [align=justify]كى أفهم ما نحن فيه ،أعود إلى الماضى ،نابشاً وباحثاً ومنقباً فى صفحات ،كتبها أصحابها ،وصفاً لواقعة أو تأريخا لحادث أو تفسيراً لأمر من الأمور.
                  تتزاحم برأسى الحوادث وتتراكم الوقائع وتطل هزيمة يونيو 1967م،تملأ مساحات روحى ،عاصرةً إياها،هاصرةً الحنايا والأعطاف.
                  صبياً.. أزهو بصباى ،والخضرة تفعم أنفى ،ندى الفجر يغسلنى ،أهيم وسط الحقول ،والشمس توشك على الطلوع.
                  ياله من منظر خلاب يأسرنى أسراً.!!
                  وفى يوم أظلمت شمسه كانت هزيمة 1967م واحتلال سيناء والجولان وسيطرة الصهاينة على أرض فلسطين الطاهرة.
                  وسقوط عبدالناصر وصحبه فى بئر الهزيمة المدوية .

                  صبياً.. أفتش فى كتب أبى وأبحث عن كتب جديدة لم أقرأها،وجريدة الأهرام ومحمد حسنين هيكل ومقاله الأسبوعى "بصراحة" .وتبرير الهزيمة بأسباب واهية وهى ليست بهزيمة وإنما نكسة !!!أى نكسة ياهذا؟؟
                  لقد ضاعت الأرض وديس العرض واستشهد الألوف من أبناء مصر البررة .
                  أنا ابن الماضى المأزوم ،وعائش الحاضر الضبابى .
                  فالتاريخ مقصدى ووجهتى .
                  التاريخ.. مرآة روحى المعتمة ،فيها أرى ..هزيمةالماضى وحسرة الحاضر وتعاسة المستقبل.


                  وها هو الراحل الكبير د.عبدالوهاب المسيرى وفى رحلته الفكرية الفذة ،يقول:
                  "....والإنشغال بالتاريخ يعني ألا ينظر الإنسان إلى واقعه بشكل مباشر، و ألا يستجيب له بجهازه العصبي أو بصفحة عقله البيضاء، و ألا يرى اللحظة الراهنة بحسبانها البداية و النهاية، إنما بحسبانها نقطة بلتقى فيها الماضي بالمسقبل، و ألا يتصور أنه عالم بسيط يمكن اختزاله في قانون أو قانونين، و إنما يراه من خلال إنسانيته و خريطته الإدراكية المركبه لا من خلال ماديته، و أنه كفرد ليس هو البداية و النهاية، و إنما هو امتداد للماضي في الحاضر، و من ثم في المستقبل"[/align]

                  تعليق

                  • زهار محمد
                    أديب وكاتب
                    • 21-09-2008
                    • 1539

                    #24
                    الأستاذ عبد الرؤوف
                    لا تتحسر على أغنية لم تتم
                    بل نحن من يتحسر علىشعر جميل
                    لم يحصل لنا الشرف
                    أن نطالعه من قبل
                    أنا لست أحسب بين فرسان هذا الزمان،
                    إن عد فرسان الزمان
                    لكن قلبى كان دوماً قلب فارس،
                    كره المنافق والجبان،
                    مقدار ماعشق الحقيقة."
                    كم هو جميل هذا البيت
                    أنا لاأجيد القول ، قد أنسيت فى المنفى الكلام،
                    [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                    حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                    عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                    فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                    تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                    تعليق

                    • عبدالرؤوف النويهى
                      أديب وكاتب
                      • 12-10-2007
                      • 2218

                      #25
                      (14)

                      [align=justify]فى يوم 14/5/1993م الساعة الثامنة مساءً ،كان فى زيارتى ،بمنزلى ،الشاعر الفلسطينى الراحل /مروان محمد برزق ،نتبادل الأحاديث والهم العربى والصراع على أرض فلسطين الطاهرة ،فلسطين الأقصى والجليل،فلسطين الرصاصة والبندقية،فلسطين السفرجل والبرتقال.
                      الشيب يكلل هامته ،متوجاً إياه بثأر السنين الطويلة فى الجهاد والمقاومة والصمود.
                      وفجأة طلب منى ورقاً وقلماً ،وانتحى جانباً ،جالساً على مكتبى ،إذ كنا بغرفة المكتبة .
                      وبعد وقت ليس بالطويل ،أعطانى ورقتين بهما قصيدة "المبعدون" 14بيتاً.
                      وأقرأ قصيدة حارقة صارخة تندد بالإفك الصهيونى للمبدعين الفلسطنيين ورفض الصهاينة دخولهم إلى غزة الصامدة .
                      هذه القصيدة وبخط الشاعر الراحل وبالمداد الأخضر ..ظلت مخطوطة ومحفوظة لدى طوال السنين الماضية ،كنت حريصاً عليها ،حرصى على الحياة.
                      الآن ..أجد أن الأمانة تحضنى حضاً على نشر هذه القصيدة القنبلة.
                      تحية لصديق عزيز وشاعر عظيم .
                      أهدانى إياها ،وأترككم تقرأون ..وتظل فلسطين الملتقى والعناق.
                      فليرحمك الله جل شأنه، شاعرى الكبير وصديقى الأعز ..طيب الله ثراك وغفر لك وشملك بعفوه ورضاه.
                      [/align]


                      المبعدون
                      [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                      [poem=font=",4,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=right use=ex num="0,black""]
                      هذا زمان الشد فاشتدى =وحطمى كل مأفون ومرتد
                      فى ساحك الوعر كم ولت جحافلهم=شماء حين دعا الداعى إلى المد
                      حرائر فيك كم جادت بمعتصم=وكنت فى نائبات الدهر كالسد
                      جبينك الصخر لم يركع لطاغية=يسومك الحتف بين القيظ والبرد
                      تلك المنافى على الأتراح شاهدة=لطغمة جنحت للإثم والصد
                      ركب الأشقاء فى صمت وفى وسن=من استكانوا ومن خانوا عرى الوجد
                      فى نفيك إنزرعت أمجادنا حقباً=طوباك عنقاء كنعانية المجد
                      ببحرك اللجب الأعصار صادية=مضت تعانق شمس النصر والغد
                      يامبعدون لكم تحنوا مرابعنا=يازهرة أينعت من جرحنا الصلد
                      ونجمة بددت ديجور غربتنا=سيف لعنق الخنا والمارق الوغد
                      ما طأطأت بلظى الجلى عزائمكم=وتترعون كؤوس الخل كالشهد
                      أنتم بلال وللأقصى مؤذنه=المعمدان بنا ديمومة العهد
                      هذى حقوق الجياع المرد ناصعة=لاتسترد من الشطرنج والنرد
                      إلا بسمر القنا أوفى المدى حجر=دما شهيد هوى فى ظلمة اللحد
                      [/][/poem][/poem]

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #26
                        (15)

                        شظايا الروح المتناثرة ،تصيبنى بجراح غائرة ،ولامحيص من الشفاء ومواصلة السعى وصولاً لنهاية محسومة وقاطعة ..أن تكون أو لاتكون.

                        يعاندنى قلبى ويُلح فى عناده ،ويتمرد.. محاولاً كسرى وكسر همتى وتسريب الوهن إلى روحى ..لكن إرادة الحياة أكثر عنداً وأعظم صموداً.

                        ويتلقفنى الماغوط بين يديه ويضمنى لصدره ،باعثاً أملاً يتوارى ،وألا أرفع راية استسلامى .. مهما كانت الأسباب . ،ومعاً نصعد الهضبة . ويقدم لى الهضبة ..قصيدة من روائعه.

                        الهضبة

                        [align=right]لاتصفعنى أيها القدر
                        على وجهى أمتارٌ من الصفعات
                        هاأنا
                        والريح تعصف فى الشوارع
                        أخرج من الكتب والحانات والقواميس
                        خروج الأسرى من الخنادق.
                        أيها العصر الحقير كالحشرة
                        يامن أغريتنى بالمروحة بدل العواصف
                        وبالثقاب بدل البراكين
                        لن أغفر لك أبداً
                        سأعود إلى قريتى ولو سيراً على الأقدام
                        لأنثر حولك الشائعات فور وصولى
                        وأرتمى على الأعشاب وضفاف السواقى
                        كالفارس بعد معركة منهكة
                        بل كما تعبر الكلاب المدربة حلقات النار
                        سأعبر هذه الأبواب والنوافذ
                        هذه الأكمام والياقات
                        محلقاً كالنسر فوق خفر العذارى وآلام العمال
                        باسطاً جناحى كالسنونوعند الأصيل
                        بحثاً عن أرض عذراء
                        كلما لامسها كوخ أو قصر
                        أمير أو متسول
                        وثبت جامحةً فى الهواء
                        كالفرس الوحشية إذا مسها السرج.
                        أرض ،
                        لم توجد ولن توجد إلا فى دفاترى
                        حسناً أيها العصر
                        لقد هزمتنى
                        ولكننى لا أجد فى كل هذا الشرق
                        مكاناً مرتفعاً
                        أنصب عليه راية استسلامى.[/align]

                        تعليق

                        • عبدالرؤوف النويهى
                          أديب وكاتب
                          • 12-10-2007
                          • 2218

                          #27
                          (16)
                          فدوى طوقان ..اسم كبير لشاعرة كبيرة،عشتُ معها أرصد رحلتها الجبلية .
                          عايشتها وصحبتها طويلاً .
                          كان حلمها أن ترى وطنها فلسطين محررأ من الدنس الصهيونى.
                          كانت أغنية حزينة لوطن حزين، لشعب يعيش فى الأصفاد.. مغلولاً وسجيناً .
                          كان حلمها أن تصنع عالماً جميلاً.
                          ****

                          هذا الكوكب الأرضي

                          لو بيدي
                          لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
                          أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
                          أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
                          أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
                          أقصيه إلى أبعد كوكبْ
                          أن أغسل بالماء الصافي
                          إخْوة يوسفْ
                          وأطهّرُ أعماق الإخوة
                          من دنسِ الشرْ
                          ***
                          لو بيدي
                          أن أمسح عن هذا الكوكبْ
                          بصمات الفقرْ
                          وأحرّره من أسْر القهرْ
                          لو بيدي
                          أن أجتثّ شروش الظلمْ
                          وأجفّف في هذا الكوكبْ
                          أنهار الدمْ
                          لو أني أملك لو بيدي
                          أن أرفع للإنسان المتعبْ
                          في درب الحيرة والأحزان ْ
                          قنديل رخاء واطمئنانْ
                          أن أمنحه العيش الآمِنْ
                          لكن ما بيدي شيْء
                          إلاّ لكنْ
                          لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
                          ببذور الحبّْ
                          فتعرِّش في كلّ الدنيا
                          أشجار الحبّْ
                          ويصير الحب هو الدنيا
                          ويصير الحب هو الدربْ
                          ***
                          لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
                          من شر خيار صعبْ
                          لو أني أملك لو بيدي
                          أن أرفع عن هذا الكوكبْ
                          كابوس الحربْ

                          تعليق

                          • عبدالرؤوف النويهى
                            أديب وكاتب
                            • 12-10-2007
                            • 2218

                            #28
                            (17)

                            [align=justify]سنة الحياة التغيير، ومراحل الإنسان ..طفولة ، صبا ، شباب، رشد ، شيخوخة.

                            تتغير الآراء وتتبدل الرسوم،تشيخ الوجوه، ويتغضن الجلد،ويشتعل الرأس شيبا.
                            كانت لى جدة أم أبى يرحمهما الله،،،ونظراً لصغر أمى التى ولدتنى وعمرها 16 سنة وبعد سنة أو أكثر ولدت شقيقى وفى هذا العمرالصغير، أصبحت أماً،،،
                            قامت جدتى بتربيتنا والسهر علينا ولم نفارق حضنها صباحاً ومساءاً،كنت أشعر أن أمى الصغيرة مهمومة بنا ،والدى يكبرها بخمسة عشر عاما .حنوناً ومبتسماً وإنساناً ،كان الأمان لأمى والطمأنينة لجميع العائلة.

                            فى خلال عشر سنوات أو أكثر.. صرنا أربعة صبيان وبنتين ،أظن أن أمى تاهت بيننا وأزدحمت عليها الأعباء وتراكمت المشاكل .

                            أول من يصحو وآخر من تنام..مابين جيش الأولاد والزراعة والفلاحة وتعدد المسؤليات ،تاهت أمى .لكنها كانت قوية بما يكفى وشجاعة وصامدة وحريصة على الحياة بقوة وحزم وشدة.و رغم صغرها ،تمتلك الحكمة والسيطرة والحزم وتسيير الأمور بشكل مستقيم وواضح،أحبها الجميع وكانوا لها عوناً فى تحمل الأعباء.

                            حتى هذه اللحظة ،أجد أمى وقد علاها الشيب وذهب بعض جمالها الهادىء ،وهى بصحبةأولادى.. بسمة أو يوسف ، إلا وتسرى فى روحى فرحةعارمة تأخذ بقلبى .

                            أتذكر جدتى ..وحكاياها الكثيرة عن الجن والعفاريت،عن الشاطر حسن وست الحسن والجمال،عن أجدادى وأجدادها،النبع الثرى بالقصص والحكايات ،حكايات جدتى ..من أورع ما صادف أذنى وشغل عقلى ،كنت أسمع بعينى وأفكر بأذنى .
                            وتمر الأيام وأرى جدتى بشعر أبيض ناصع،لكنها تحتفظ بجمال لايزول ،وفى يوم دخلت عليها جحرتها ورأيتها تضع الحناء على شعرها الكث الطويل ،سألتها بطفولة شقية :شعرك الأبيض أحسن!
                            ضحكت وقالت: الناس لايعجبها الشعر الأبيض حتى فى الرجالة ،إزاى ترضى به النسوان!!

                            وتمر السنون وفى الصبا الغض أقرأ بالفرنسية ،التى أحاول الآن استعادتها والقراءة بها ، كتاب العبقرى شارل بودليرle spleen de paris قصائد نثرية قصيرة ،وأخيراً تم ترجمته إلى العربية " سأم باريس أو ضجر باريس" أتذكر منه هذه القصيدة النثرية ،بترجمة رائقة وملتزمة بالنص الأصلى ، للأستاذ/محمد أحمد حمد.

                            يأس العجوز


                            شعرت العجوز القصيرة المجعدة الوجه بفرح غامر لرؤية هذا الطفل الجميل الذى كان يحتفى به كل إنسان ،والذى كان العالم كله يرغب فى إرضائه،هذا الكائن الفاتن،شديد الهشاشة مثلها،العجوز القصيرة ومثلها أيضا كان بلا أسنان.
                            واقتربت منه راغبةً فى تقديم ابتساماتها ووجهها البشوش ،ولكن الطفل الخائف جفل من مداعبات المرأة الطيبة الهرمة ،وملأ البيت بصرخاته.
                            وحينذاك ،تراجعت المرأة الطيبة إلى عزلتها الأبدية،وراحت تبكى فى أحدالأركان قائلة لنفسها:
                            - واسفاه لنا نحن النسوة المسنات التعسات، لقد ولى زمن الإعجاب بنا حتى من الأبرياء ، وصرنا نلقى الرعب فى قلوب الصغار الذين تدفعنا الرغبة إلى حبهم.[/align]

                            تعليق

                            • عبدالرؤوف النويهى
                              أديب وكاتب
                              • 12-10-2007
                              • 2218

                              #29
                              (18)

                              [align=justify]رحلة العبقرى شارل بودلير مع الحياة، كان قصيراً.
                              وهكذا ،فى مقتبل العمر،يموت الشعراء .
                              أتساءل والسؤال لاينطفىء لهيبه ،لماذا يموت الشاعر ؟؟
                              ألإنه استشعر مالا يستشعره الآخرون!!
                              ألإنه وقد تكشفت أمامه النهايات ،فآثر أن يستعجل النهاية !!

                              وهكذا استعجل بودلير الموت وناداه .


                              الملاح المحنك

                              يا موت !.. أيها الملاح المحنك ،
                              الموكل بسفر الأرواح ،
                              آن الأوان فارفع المراسي،
                              وهيئ لنا الرحيل
                              مللنا المقام هنا – يا موت! ..
                              فعجل الرواح
                              وإن يكن –أيها الملاح!–
                              قد أدلهم
                              أمامك البحر والسماء
                              فإن نفوسنا التي ألمت بها –
                              يشع منها الضياء.
                              [/align]

                              تعليق

                              • عائده محمد نادر
                                عضو الملتقى
                                • 18-10-2008
                                • 12843

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                                [align=justify](1)
                                وفى مغيب آخر أيام عمرى..سوف أراك وأرى أصدقائى ،ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية ..التى لم تتم" ناظم حكمت

                                أعشق الرياح فى يوم عاصف،تهدر بروحى وتزلزل كيانى .
                                أعشق العواصف الجامحة لاتبقى ولاتذر،
                                ولا أخشاها ،
                                وأظل أترنح فى هبوبها ،
                                عسانى أرمى فى ثورتها همومى وأفكارى
                                .

                                وصدق شاعرى الأثير نجيب سرور:

                                قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
                                أن يستريح،
                                فاحفر هنا قبرا ونم
                                وانقش على الصخر الأصم:
                                "يانابشا قبرى حنانك،ها هنا قلب ينام،
                                لافرق من عام ينام وألف عام،
                                هذى العظام حصاد أيامى فرفقا بالعظام.
                                أنا لست أحسب بين فرسان هذا الزمان،
                                إن عد فرسان الزمان
                                لكن قلبى كان دوماً قلب فارس،
                                كره المنافق والجبان،
                                مقدار ماعشق الحقيقة."[/align]
                                الأستاذ الكبير
                                عبد الرؤوف النويهي
                                أما آن الآوان لهذا القلب الجريح .. أن يستريح
                                أما آن الآوان لتلك الروح المتقرحة.. أن تريح
                                آواه ويحي من شجوني .. عصفت بيّ .. تعذبني
                                لعشق فوارس الزمان..شوامخ.. بعصفة الريح
                                تحياتي لك أيها الفارس
                                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                                تعليق

                                يعمل...
                                X