(9)
[align=justify]صديقى الحميم "قلبى" القابع بصدرى وبين أضلاعى.
هذا الذى يمدنى بدم الحياة .
لم يسلم من أذى الحياة .
تكأكأت عليه الهموم والإحباطات ، صمد طويلاً وتحمل كثيراً،وفى الآونة الأخيرة ،تعرض للسقوط فى جراحات عديدة ،ألزمته السرير الأبيض والأردية البيضاء والسكون القاتل والنظرات الراجية الصحة والهمهمات بالشفاء.
صديقى قلبى ..
تعاود النبض ومازلت تقبع يسار الصدر .
أُحيى فيك هذا التمرد وهذا الصمود وهذه الشجاعة فى مواجهة الموت.
أقول لك أيها الصديق الوفى
شكراً شكراً..[/align]
***********
المخاض
[align=right]"إنى أموت ..
يا إخوتى ..إنى أموت
كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر
كالورد فى الإبريق ..أنفاس ولكن تحتضر
كالحقل مخضرا..يدب الجدب فى بطء إليه
كالنيل تمتص الرمال حياته من جانبيه
كالسنديانة أن تكون ملء العيون
فالنمل ينخب قلبها ..ياإخوتى هل تسمعون
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى خرجت اليوم من بيتى على ظهرى صليب
جيبى خراب
قلبى خراب
أحستنى كالخنفساء
يغتالها نعل كبير
فى حجم ألف من قباب الأولياء
وهناك شىء لا أراه
كالفأر ..يقرض بين جنبى الحياة
وزحفت تلفظى الدروب
والكون مسود كأن القار قد صبغ الصباح
أو أننى أعمى أفتش فى الضياء عن الضياء
أو أننى خفاشاً كريهاً كالعمى
حجب السما
كالرخ فى أقصوصة للسندباد
فرش السواد على المدى ..فرش السواد
ياإخواتى ..والجوع فى طول الطريق
أفعى لها مليون ناب
والأعين الحمرا تعانى فى غموض
شيئاً كآلام المخاض!
وذكرت أمى ..أنها ماتت بآلام المخاض:
ياقصة الموت الذى يلد الحياة
يا إخوتى ..إنى أرى فى داخل الموت الحياة:
فالعطر فى هذا العفن
والنور فى هذا الظلام
والنبت كالأطفال فى بطن الجليد
والنار فى جوف الرماد
والماء يجرى تحت هذا التبن فى صمت عنيد
والمارد المرصود ينحت فى جدار من حديد
"أماه ..ما أقسى الطريق إلى الحياة"
ياإخوتى ..
كنا ..وكانت فى مساء
تحكى عن التجار فى واد عجيب
خلف البحار السبع -ماسى الحصى-
يرمون من أعلى الجبل
بالشاة بعد السلخ للقاع الرهيب
فتعود ترفعها النسور إلى القمم
والماس فى اللحم الرطيب!!
كنا نصلى للشياه ..
الماس مغروز بأضلعها ..فما أغنى الشياه!!
ومشيت تلفظنى الدروب إلى الدروب
حولى عيون
والشاه فى كل العيون!
يا إخوتى ..وأتى المساء
فرجعت للبيت الكئيب
أمشى على ظهرى صليب!
جيبى خراب
قلبى خراب
والماس فى لحمى خراب!
يا إخوتى ..أن أرقص المسخ القرود
أو أركب العنزات عمدا من بكر
أو دق طبلا فاستقامت -كالأناسى - الحمر
تمشى على رجلين..أو تلقى التحية كالجنود
أو أخرج الحاوى من الطوب البلح
أو صور البطيخ من حب السبح
أو أطلق الكتكوت يصوى من قدح
أو راح يلعب بالحجر ..
والبيض ..فى حذق كإعجاز الإله
يا إخوتى ..إن كنت أضحك للمسوخ وللحواه
ويلوح فى عينى إشراق المرح
لاتحسبوا إنى فرح
فاللحن أصفى مايكون إذا تهيأ للخفوت
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى أموت
لكننى ألد الحياة ..
كالأمهات يلدن فى الألم الحياة
أمى ..وكل الأمهات!...[/align]نجيب سرور
[align=justify]صديقى الحميم "قلبى" القابع بصدرى وبين أضلاعى.
هذا الذى يمدنى بدم الحياة .
لم يسلم من أذى الحياة .
تكأكأت عليه الهموم والإحباطات ، صمد طويلاً وتحمل كثيراً،وفى الآونة الأخيرة ،تعرض للسقوط فى جراحات عديدة ،ألزمته السرير الأبيض والأردية البيضاء والسكون القاتل والنظرات الراجية الصحة والهمهمات بالشفاء.
صديقى قلبى ..
تعاود النبض ومازلت تقبع يسار الصدر .
أُحيى فيك هذا التمرد وهذا الصمود وهذه الشجاعة فى مواجهة الموت.
أقول لك أيها الصديق الوفى
شكراً شكراً..[/align]
***********
المخاض
[align=right]"إنى أموت ..
يا إخوتى ..إنى أموت
كالشمعة الخرساء أعصاب رقاق تنعصر
كالورد فى الإبريق ..أنفاس ولكن تحتضر
كالحقل مخضرا..يدب الجدب فى بطء إليه
كالنيل تمتص الرمال حياته من جانبيه
كالسنديانة أن تكون ملء العيون
فالنمل ينخب قلبها ..ياإخوتى هل تسمعون
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى خرجت اليوم من بيتى على ظهرى صليب
جيبى خراب
قلبى خراب
أحستنى كالخنفساء
يغتالها نعل كبير
فى حجم ألف من قباب الأولياء
وهناك شىء لا أراه
كالفأر ..يقرض بين جنبى الحياة
وزحفت تلفظى الدروب
والكون مسود كأن القار قد صبغ الصباح
أو أننى أعمى أفتش فى الضياء عن الضياء
أو أننى خفاشاً كريهاً كالعمى
حجب السما
كالرخ فى أقصوصة للسندباد
فرش السواد على المدى ..فرش السواد
ياإخواتى ..والجوع فى طول الطريق
أفعى لها مليون ناب
والأعين الحمرا تعانى فى غموض
شيئاً كآلام المخاض!
وذكرت أمى ..أنها ماتت بآلام المخاض:
ياقصة الموت الذى يلد الحياة
يا إخوتى ..إنى أرى فى داخل الموت الحياة:
فالعطر فى هذا العفن
والنور فى هذا الظلام
والنبت كالأطفال فى بطن الجليد
والنار فى جوف الرماد
والماء يجرى تحت هذا التبن فى صمت عنيد
والمارد المرصود ينحت فى جدار من حديد
"أماه ..ما أقسى الطريق إلى الحياة"
ياإخوتى ..
كنا ..وكانت فى مساء
تحكى عن التجار فى واد عجيب
خلف البحار السبع -ماسى الحصى-
يرمون من أعلى الجبل
بالشاة بعد السلخ للقاع الرهيب
فتعود ترفعها النسور إلى القمم
والماس فى اللحم الرطيب!!
كنا نصلى للشياه ..
الماس مغروز بأضلعها ..فما أغنى الشياه!!
ومشيت تلفظنى الدروب إلى الدروب
حولى عيون
والشاه فى كل العيون!
يا إخوتى ..وأتى المساء
فرجعت للبيت الكئيب
أمشى على ظهرى صليب!
جيبى خراب
قلبى خراب
والماس فى لحمى خراب!
يا إخوتى ..أن أرقص المسخ القرود
أو أركب العنزات عمدا من بكر
أو دق طبلا فاستقامت -كالأناسى - الحمر
تمشى على رجلين..أو تلقى التحية كالجنود
أو أخرج الحاوى من الطوب البلح
أو صور البطيخ من حب السبح
أو أطلق الكتكوت يصوى من قدح
أو راح يلعب بالحجر ..
والبيض ..فى حذق كإعجاز الإله
يا إخوتى ..إن كنت أضحك للمسوخ وللحواه
ويلوح فى عينى إشراق المرح
لاتحسبوا إنى فرح
فاللحن أصفى مايكون إذا تهيأ للخفوت
إنى أعيش الموت فى صمتى ..أموت
إنى أموت
لكننى ألد الحياة ..
كالأمهات يلدن فى الألم الحياة
أمى ..وكل الأمهات!...[/align]نجيب سرور
تعليق