عيد الصدق / د.فاروق مواسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د . فاروق مواسي
    كبار الأدباء والمفكرين
    • 30-05-2007
    • 101

    عيد الصدق / د.فاروق مواسي

    أحبتي
    ، وبعد تحيتي.. فقد ذكرتموني بقصتي ، وأرجو أن تجدوا بها ما يهمكم في هذا الباب:


    [align=center][glow1=CCCC33]عيد للصدق[/glow1][/align]


    عندما مررنا بمستشفى الأمراض العقلية القريب من باقة خطر لنا خاطر غريب – أن نكون ضيوفًا ليوم واحد في المستشفى ، ونفضي بسرائرنا ... نصرخ ... نضحك ... نلعب ... نبول أمام بعضنا البعض ... نسوق عربات الأطفال وكأننا نطير .
    وأخيرًا قر قرارنا أن نحتفل بعيد للصدق بدلاً من ذلك ، فنبوح بدخائل النفوس من غير أن نستلزم انتقاد المجتمع القاسي ، فمجرد زيارة للمستشفى تلعن " سنسفيل " اَبائنا وتقضي على مستقبلنا ، ولا يمكن أن يعقل الواحد بعدها .
    وحتى يصدق الواحد بالدقة المتناهية تناول كل منا حبة صنعت خصيصًا في معمل كيماوي أسس على الأمانة ورعاية حقوق العمال والتعاون المخلص .
    التأم الشمل في ليلة الحفل . ووزعت الكؤوس والحبوب ، وخطب صاحب فكرة "عيد الصدق " وقال :
    * أما أنا فلا أحب زوجتي ، لفمها رائحة كريهة .. أتمنى أن تزول من العالم حتى أتزوج صبية اسمها ( نرجس القاضي ) .
    * وأما أنا فلا أحب أحدًا حتى ( محمود الديوان ) الذي ترونه بصحبتي ، خسارة ، لأن أضلاعه لم تكسر ولم تهشم في حادث الطرق أمس . ويا للأسف قام سليمًا معافى .
    - أما أنا فأصلّي حتى يقول الناس إنني أصَلي . أتردد على المسجد الكبير أرمق الجميع بنظراتي ... أوزعها ، ابتسم ، هزة رأس لهذا ، هزتين لذاك ، قسمًا بأنني أكلت مالاً تابعًا للمسجد ( هذا في داخل داخلي ) ... ألسنا نأكل من خيرات الله ؟
    * أما أنا فأرجع " الشيكات" التي أكتبها مؤجلة ، بينما أخبئ الدولارات في الخزانة الخلفية وراء "الشرشف" ، وقد أرجعت "شيك" الفقير الحال (محمود ناصر) الذي يستحقه منذ مدة ، فالأفضل أن يموت جوعًا . جهنم !
    وتوالى الخطباء .
    والكلمات صارخة حادة حارقة مرة ،
    وما لبثت الكلمات أن تحولت إلى لكمات .
    وتأسفنا لأننا لم نعمد إلى الاقتراح الأول .
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة د . فاروق مواسي مشاهدة المشاركة
    أحبتي
    ، وبعد تحيتي.. فقد ذكرتموني بقصتي ، وأرجو أن تجدوا بها ما يهمكم في هذا الباب:


    [align=center][glow1=CCCC33]عيد للصدق[/glow1][/align]


    عندما مررنا بمستشفى الأمراض العقلية القريب من باقة خطر لنا خاطر غريب – أن نكون ضيوفًا ليوم واحد في المستشفى ، ونفضي بسرائرنا ... نصرخ ... نضحك ... نلعب ... نبول أمام بعضنا البعض ... نسوق عربات الأطفال وكأننا نطير .
    وأخيرًا قر قرارنا أن نحتفل بعيد للصدق بدلاً من ذلك ، فنبوح بدخائل النفوس من غير أن نستلزم انتقاد المجتمع القاسي ، فمجرد زيارة للمستشفى تلعن " سنسفيل " اَبائنا وتقضي على مستقبلنا ، ولا يمكن أن يعقل الواحد بعدها .
    وحتى يصدق الواحد بالدقة المتناهية تناول كل منا حبة صنعت خصيصًا في معمل كيماوي أسس على الأمانة ورعاية حقوق العمال والتعاون المخلص .
    التأم الشمل في ليلة الحفل . ووزعت الكؤوس والحبوب ، وخطب صاحب فكرة "عيد الصدق " وقال :
    * أما أنا فلا أحب زوجتي ، لفمها رائحة كريهة .. أتمنى أن تزول من العالم حتى أتزوج صبية اسمها ( نرجس القاضي ) .
    * وأما أنا فلا أحب أحدًا حتى ( محمود الديوان ) الذي ترونه بصحبتي ، خسارة ، لأن أضلاعه لم تكسر ولم تهشم في حادث الطرق أمس . ويا للأسف قام سليمًا معافى .
    - أما أنا فأصلّي حتى يقول الناس إنني أصَلي . أتردد على المسجد الكبير أرمق الجميع بنظراتي ... أوزعها ، ابتسم ، هزة رأس لهذا ، هزتين لذاك ، قسمًا بأنني أكلت مالاً تابعًا للمسجد ( هذا في داخل داخلي ) ... ألسنا نأكل من خيرات الله ؟
    * أما أنا فأرجع " الشيكات" التي أكتبها مؤجلة ، بينما أخبئ الدولارات في الخزانة الخلفية وراء "الشرشف" ، وقد أرجعت "شيك" الفقير الحال (محمود ناصر) الذي يستحقه منذ مدة ، فالأفضل أن يموت جوعًا . جهنم !
    وتوالى الخطباء .
    والكلمات صارخة حادة حارقة مرة ،
    وما لبثت الكلمات أن تحولت إلى لكمات .
    وتأسفنا لأننا لم نعمد إلى الاقتراح الأول .

    [align=justify]الحبيب د. فاروق،

    فكرة مبتكرة جدا، "عيد الصدق" ..

    نعم .. الصدق يحتاج إلى عيد سنوي يتذكره القوم لأنهم نسوه سائر العام .. فلا بد من استحضاره في الذاكرة مرة في العام، مثلما يستحضرون الحب مرة في العام في الرابع عشر من شباط/فبراير!

    وتحية فاروقية عطرة.[/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • بلعباس باسين
      عضو الملتقى
      • 04-06-2008
      • 55

      #3
      وبعد تحيتي.. فقد ذكرتموني بقصتي ، وأرجو أن تجدوا بها ما يهمكم في هذا الباب:



      عيد للصدق



      عندما مررنا بمستشفى الأمراض العقلية القريب من باقة خطر لنا خاطر غريب – أن نكون ضيوفًا ليوم واحد في المستشفى ، ونفضي بسرائرنا ... نصرخ ... نضحك ... نلعب ... نبول أمام بعضنا البعض ... نسوق عربات الأطفال وكأننا نطير .
      وأخيرًا قر قرارنا أن نحتفل بعيد للصدق بدلاً من ذلك ، فنبوح بدخائل النفوس من غير أن نستلزم انتقاد المجتمع القاسي ، فمجرد زيارة للمستشفى تلعن " سنسفيل " اَبائنا وتقضي على مستقبلنا ، ولا يمكن أن يعقل الواحد بعدها .
      وحتى يصدق الواحد بالدقة المتناهية تناول كل منا حبة صنعت خصيصًا في معمل كيماوي أسس على الأمانة ورعاية حقوق العمال والتعاون المخلص .
      التأم الشمل في ليلة الحفل . ووزعت الكؤوس والحبوب ، وخطب صاحب فكرة "عيد الصدق " وقال :
      * أما أنا فلا أحب زوجتي ، لفمها رائحة كريهة .. أتمنى أن تزول من العالم حتى أتزوج صبية اسمها ( نرجس القاضي ) .
      * وأما أنا فلا أحب أحدًا حتى ( محمود الديوان ) الذي ترونه بصحبتي ، خسارة ، لأن أضلاعه لم تكسر ولم تهشم في حادث الطرق أمس . ويا للأسف قام سليمًا معافى .
      - أما أنا فأصلّي حتى يقول الناس إنني أصَلي . أتردد على المسجد الكبير أرمق الجميع بنظراتي ... أوزعها ، ابتسم ، هزة رأس لهذا ، هزتين لذاك ، قسمًا بأنني أكلت مالاً تابعًا للمسجد ( هذا في داخل داخلي ) ... ألسنا نأكل من خيرات الله ؟
      * أما أنا فأرجع " الشيكات" التي أكتبها مؤجلة ، بينما أخبئ الدولارات في الخزانة الخلفية وراء "الشرشف" ، وقد أرجعت "شيك" الفقير الحال (محمود ناصر) الذي يستحقه منذ مدة ، فالأفضل أن يموت جوعًا . جهنم !
      وتوالى الخطباء .
      والكلمات صارخة حادة حارقة مرة ،
      وما لبثت الكلمات أن تحولت إلى لكمات .
      وتأسفنا لأننا لم نعمد إلى الاقتراح الأول
      .
      .......................
      الدكتور فاروق:
      أليس الجنون هو التصرف العاقل في هذا الزمن..
      ألم يكن كل الذي قيل في عيد (الصدق)هو التفكير بصوت مرتفع..؟
      والمجنون..؟؟
      هو الذي يقول ويفعل ما نكره ،لأننا لا نحب الصدق..
      تحية عصفورية
      ..

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #4
        استاذنا الكبير د.فاروق مواسي
        أظن أن ردك الإبداعي المتفرد هذا .. يستحق أن نفرد له متصفحا مستقلا لتأخذ الفكرة حقها من الإهتمام .
        ولذلك قمت بهذه المبادرة لعلها تحوذ رضاكم .

        نسأل الله لنا ولكم العافية
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #5
          [align=justify]فكرة رائعة أخي الحبيب الأستاذ محمد!

          وأصدقك القول إن توقيعك (نسأل الله لكم ولنا العافية) رائع* لنا يا عافاك الله .. ذلك أن جدتي رضي الله عنها كانت تستعمل هذا الدعاء وقت رؤيتها (أو بالأحرى سماعها) المنكر .. وتردف قائلة (اللهم ثبّت علينا العقل والدين)!

          وهلا وغلا.
          ـــــــــــــــــــ

          * رائع: اسم الفاعل من راع يروع أي: مخيف![/align]
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          • أحمد حسن محمد
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 716

            #6
            أعتقد أنه يحتاج إلى عيد ميلاد في البداية

            عيد ميلاد الصدق

            يجب أن نربيه طورًا طورًا ونحتفل بعيد ميلاد بسيط له كل عام..

            يجب أن نشعر أنه من أبنائنا حتى نشعر بالمسؤولية تجاه عيد ميلاده

            أن نؤكد لأنفسنا أنه يوم يجب أن نكون صادقين فيه، ومن ثم فيجب أن أن نفعل الأشياء الحسنة لكي نقولها في ذلك الاحتفال السنوي ونحن راضون..

            إنها مسؤولية أسرية

            وعيد ميلاد مجيد لو كان..

            كالاحتفال الأخروي!!

            تحياتي أستاذي العزيز

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #7
              دكتور عبد الرحمن
              يرحم الله جدتك .. يبدو أنني وهي وحماة الدكتور الليثي من جيل واحد ههههه
              وكما قال أخونا الأستاذ الغالي أحمد محمد حسن أنه لابد أولا من الإحتفال بميلاد الصدق في نفوسنا إلا اننا من الممكن أن نبدأ بالعشرة بالمآئة صدق والتي يتمتع بها غالبية البشر .. لتنميتها والوصول بها إلى نسبة الخمسة عشر بالمآئة وهي على ما أعتقد أقصى حد ممكن .. إذا اعتبرنا أن الصمت في غالب أمره نوع من أنواع الكذب .. لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس .. فما رأيكم يبدأ كل من واحد منا في تناول حباية الصدق وكتابة رأيه بصدق في كل ما حوله .. ولنختار لذلك يوما قوميا نمارس فيه هذه الفضيلة .

              نسأل الله لنا ولكم العافية .
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • د . فاروق مواسي
                كبار الأدباء والمفكرين
                • 30-05-2007
                • 101

                #8
                [gdwl]أحبتي،
                سرتني ردودكم وأبسمتني ، وبودي أن أقول لأخي الذي لم تلده أمي - د. عبد الرحمن أن الفعل ( راع ) يعطي في الأصل أو في مقاييس اللغة معنى الدهشة، والدهشة تجمع بين الإعجاب والخوف، ثم توزعت الدلالة: فالرائع تعني المخيف وتعني المعجب، وما دمنا في حديث اللغة فأحب أن أصوّب من يخطئ، ويقول: سكن رَوعُه ووقع في رَوعه ( أي نفسه أو باله ) والصواب: رُوعُه
                .[/gdwl]
                [frame="1 98"][motr]وتحيـــــة فاروقيـــــــــة[/motr][/frame]

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #9
                  [align=justify]أخي الحبيب د. فاروق أبا السيد، أطال الله بقاءك ونفعنا بعلمك وحفظك لنا أستاذا جهبذا وأخا حبيبا.

                  موضوعك يجمع بين الطرافة والعمق، فلنتأمل في معانيه بطرافة وعمق أيضا، فرب طريقة تسمح لك بطرح ما لا تسمح لك بطرحه طريقة أخرى، فضلا عن أن كثرة الجد تتعب الذهن، وأن في بعض الهزل خيرا عظيما!

                  هذه حاشية في أصل الصدق لغويا لارتباط مفهومه بالأخلاق والفضيلة، أعيد نشرها للفائدة:

                  [align=center]حاشية في الجذر السامي /ص د ق/[/align]
                  يدل الجذر السامي /ص د ق/ على معاني "الصِّدْق والفضيلة والبِرِّ والعدل والإخلاص". وقد ورد بهذه المعاني في كثير اللغات السامية. ويدل في العربية على "الصِّدق" بمعنى قول الحقيقة، و"الصَّدق عند اللقاء" أي الثبات، ما إليهما من المعاني ذات الصلة. ويقرب من معنى الجذر العربي كثيراً أخوه في الأوغاريتية حيث يدل فيها /صدق/ على "الصَّدق عند اللقاء"، وكذلك "الفضيلة". ويُعتقد اعتقاداً قوياً بأن الأوغاريتيين كانوا عرباً لأن لغتهم شديدة الشبه بالعربية، ولأنها ـ أي الأوغاريتية ـ لا تشبه اللغات الكنعانية كثيراً على الرغم من استعمار الأوغاريتيين غربيَّ سورية ابتداء من بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، واحتكاكهم المستمر بأوائل الكنعانيين (الفينيقيين والآراميين، لأن اليهود لم يكونوا في ذلك التاريخ).

                  أما צדק في العبرية فيعني الفعل المجرد فيها "صَدَقَ" بمعنى استقامَ ورشد. وهو كذلك في الآرامية /صِدَق/ والسريانية: ܙܖܩ = /زَدِق/ ـ بالزاي ـ والحبشية /صَدَقَ/ والمعنى هو هو نفسه في كل هذه اللغات ما عدا العربية والأوغاريتية.

                  وأما צדק العبرية السيغولية فإنها تجانس "صِدْق" في العربية وצדקא = /صِدْقا/ في الآرامية وܙܖܩܐ = /زِدْقا/ ـ بالزاي وبإمالة الكسرة ـ في السريانية وكذلك /زِيدْقا/ ـ بالزاي وبإمالة ياء المد ـ في المندعية وكله بمعنى الصدق والعدل والاستقامة والإخلاص.

                  وفي الآرامية القديمة والآرامية التدمرية (التي كان عرب أذينة والزباء يستعملونها): צדקתא = /صِدْقِتا/ (والألف نهاية الكلمة للتعريف): "صَدَقة" بمعنى العدل والاستقامة والفضيلة. وأما في الآرامية الكتابية وفي العبرية فهي צדקה /صَدَقة/، بدون ألف، لأن التعريف فيهما لا يكون بالألف كما هو الحال عليه في الآرامية القديمة ولهجاتها الكثيرة مثل السريانية والآرامية التدمرية حيث ورد צדקתא، فانقلبت التاء المربوطة نهاية الكلمة تاءً بعد إضافة حرف إليها فصارت كما يلي: صِدْقَة < صِدْقِتا.

                  وليست "صدقة" في العربية دخلية من السريانية أو العبرية كما زعم زاعم لا يُصدَّق، فالجذر سامي مشترك استعمله أكثر الساميين، إلا أن بعض مشتقاته مثل "صديق" و"صدوق" وغيرهما غير موجود إلا في العربية، فضلاً عن أن لبعض المشتقات المشتركة مثل "صَدَقَة" معاني مختلفة في اللغات السامية حسب الملة، فالصَدَقة عند المسلمين والمسيحيين تكون نقداً أو عيناً أو حتى ابتسامة، بينما هي عند اليهود "فعل الخير"، دون أن يكلف ذلك الفعل فاعله مالاً أو متاعاً (مثل إرشاد الضرير ومساعدة العجوز في حمل شيء لا تقدر على حمله وما أشبه ذلك).


                  ومنه الصديق والصُدَيِّق وقد صغر تصغير المدح لا التقليل للدلالة على خاصة الأصدقاء. وتقول العرب: صديقك من صدقك، لذلك ينعت الصديق الوفي بالصدوق. ومنه سمي سيدنا أبو بكر بالصديق (وليس صحيحا ما يقال عن آراميتها وعلى من ادعى البينة العلمية) لصدقه الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولتصديقه كل ما كان يصدر عنه لعظيم الثقة بالصادق الصدوق. ومنه أيضا الصادقُ الثابتُ اللقاءِ في الملحمة، قال حسان:

                  صلى الإله على على ابن عمر إنه === صَدقَ اللقاء، وصَدْقُ ذلك أوفقُ!

                  ما أحوجنا إلى الصِّدْق (بكسر الصاد) والصَّدْق (بفتح الصاد) أيها الحبيب!

                  ومن الجذر /صدق/ اشتق الفرس كلمة (زنديك) التي وردت مرتين في الأبستاق (كتاب المجوس المقدس)، وهي من النادر والغريب في الأبستاقية. وفي الكلمة لغو كثير والأقرب إلى الحقيقة هو أنها مشتقة من "صِدِّيق" في السريانية (ܨܕܝܩ) الذي يجانس لفظاً ومعنى "صِدِّيق" في العربية. وكان المانويون استعملوها للدلالة على "مَن وصل إلى أعلى مراتب المانوية". فالزنديق هو الصِّدِّيق عند الفرس .. فأصدقكم القول وأقول إن (الزندقة) وافدة إلينا من جهة الشرق .. مثلما وفدت (الهرطقة) إلينا من جهة الغرب (من اليونانية: αιρετικός = Hairetikos). وبما أن (الزندقة) استعملت في الأصل للدلالة على أتباع المانوية والزردشتية والمزدكية والصابئة، وأن (الهرطقة) استعملت أساسا للدلالة على الفرق النصرانية الخارجة عن إجماع البطارقة في مجمع نيقيا (القرن الرابع) مثل النساطرة واليعاقبة وغيرهم، فنستخلص ألا زنادقة ولا هراطقة عندنا، فقط "شوية" مبتدعة

                  فدعونا نحتفل بالصدق ونخصص له عيدا .. ما رأيكم بفاتح شعبان من كل عام؟!

                  وتحية فارقية عطرة.
                  [/align]
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • د . فاروق مواسي
                    كبار الأدباء والمفكرين
                    • 30-05-2007
                    • 101

                    #10
                    [mark=#CCCCFF]أغبط نفسي لأنني صديق صدوق لعالم علامة ! ولعل هذه الدراسة أجمل هدية لي وأنا في السابعة والستين منذ أمس. رحلة لغوية باهرة يا أخي ! شكرًا، ونفعنا الله بعلمك، راجيًا أن تنشر مثل هذه المواد ورقيًا...[/mark].

                    [align=center][/align][rainbow]تحيــــة فاروقيـــــة[/rainbow]

                    تعليق

                    • آمال يوسف
                      أديب وكاتب
                      • 07-09-2008
                      • 287

                      #11
                      السلام عليكم
                      في الحقيقة تذكرني قصتكم هذه د.فاروق مواسي والموضوع الذي تبحثون بما حدث بالضبط في إحدى مسرحيات دريد لحام
                      ولكن ألا ترون معي أن من لم يكن الصدق طبعه فلن يدفعه أي عيد ولو مرة في العام إلى أن يكون صادقاً ؟
                      ولكم التحية


                      آمال يوسف شعراوي




                      تعليق

                      • جلال فكرى
                        أديب وكاتب
                        • 11-08-2008
                        • 933

                        #12
                        د. فاروق مواسى:
                        من حقنا أن نحتفل بكل شىء نادر ولو لمرة فى السنة
                        فكرة رائعة أحبذها كثيرا أرجو تحديد اليوم حتى نستمتع بالكذب اللذيذ
                        قبل وبعد يوم الصيام
                        بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

                        sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

                        تعليق

                        • بنت الشهباء
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 6341

                          #13
                          قرأت ما أجاد به لسان قولك النزيه أستاذنا الفاضل
                          الدكتور فاروق مواسي
                          ولم أكن أتوقع حتى المجانين تتحول كلماتهم إلى لكمات وهم يعلنون بأنهم لم يستطيعوا أن يعودوا إلى الاقتراح الأول !!!؟؟.......
                          وأقول وبكل جرأة يا أستاذنا فاروق لأن هؤلاء مجانين , ولن يعيب عليهم أحد حينما تنقلب القيم في موازينهم ..... لكن الأصحاء لم يعرفوا الكذب في حياتهم ذلك لأنهم ولدوا في بيئة نظيفة أحسنت تربيتهم ....

                          وهنا أعود بكم إلى الصحابي الجليل والشاعر المسلم كعب بن مالك حينما تخلف عن غزوة تبوك وبعد أن تاب الله عليه ,كما جاء في صحيح مسلم
                          " قَالَ كَعْبٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ وَيَقُولُ أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ قَالَ فَقُلْتُ أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ قَالَ وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ قَالَ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ فَقُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِيَ الَّذِي بِخَيْبَرَ قَالَ وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا أَنْجَانِي بِالصِّدْقِ وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِي هَذَا أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي اللَّهُ بِهِ وَاللَّهِ مَا تَعَمَّدْتُ كَذِبَةً مُنْذُ قُلْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِي هَذَا وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ }
                          حَتَّى بَلَغَ
                          { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
                          قَالَ كَعْبٌ وَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ وَقَالَ اللَّهُ
                          { سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَاعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }
                          "

                          أمينة أحمد خشفة

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د . فاروق مواسي مشاهدة المشاركة
                            [mark=#CCCCFF]أغبط نفسي لأنني صديق صدوق لعالم علامة ! ولعل هذه الدراسة أجمل هدية لي وأنا في السابعة والستين منذ أمس. رحلة لغوية باهرة يا أخي ! شكرًا، ونفعنا الله بعلمك، راجيًا أن تنشر مثل هذه المواد ورقيًا...[/mark].

                            [align=center][/align][rainbow]تحيــــة فاروقيـــــة[/rainbow]

                            [align=justify]أكرمك الله يا أبا السيد: مَن جاد عليه الدهر بمكرمة اللقاء بك والاستماع إلى أحاديث الأنس والأدب ــ وذلك رغم المطر! ــ لا يملك إلا أن يسلم ويقول إن الشباب شباب القلب! مدّ الله في عمرك أيها الصديق الصدوق ونفع بك.
                            وأما الأبحاث فقد أعددت منها كتابين واحد شارف على الانتهاء والآخر بحاجة إلى تنقيح وإضافة المصادر إليها للتوثيق. وأنوي نشر الأول لدى دار توبقال في المغرب إن شاء الله.

                            [/align]
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • يسري راغب
                              أديب وكاتب
                              • 22-07-2008
                              • 6247

                              #15
                              روعة القدير حكمة

                              الدكتور القدير
                              الاستاذ الكاتب
                              فاروق مواسي
                              هو عيد للصدق استاذي
                              ام انه التمرد على القوالب الجامده
                              هي ارض النفاق هذه الدنيا
                              كتبها الحكيم روايه وكانت فيلما ومسرحيه
                              مات الرئيس
                              عاش الرئيس
                              اي رئيس ولو في ورشه محدده
                              الصراحة في اغلب الاوقات مضيعه
                              ومن قال الصدق منجي لم يكن صادقا
                              اعجبتني كلمة سنسفيل وهي من العامية التي ارددها وانا غاضب دائما
                              اما الشرشف ففي كل ليله اتدثر به منعا للبرد المفاجيء في ليالي الصيف الساخنه
                              اما الشيب فنصفنا هنا تجاوز الخمسين ربيعا من عمره الطويل باذن الله
                              وناظم الغزالي غنى مقامته العراقية المشهورة قائلا :-
                              عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرتني بما هو عار
                              انحني تقدبرا لكل حرف كتبته بحكمة السنين التي ازهرت علينا معطره
                              وكما قال الدكتور / عبد الرحمن ، الدنيا ليست سنونا ولكنها قلوب بالحب عامره
                              دمت متالقا متانقا مبدعا وحكيما بيننا لتقول الحق حقا ولو كرهه غيرنا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X