قصة قصيرة
"أم صابر" تركل "الأَبجر ؟!!"
( مهداه إلى"ناقد عبقري" )
هادي زاهر
يحكى أن "أم صابر" أُعجبتْ "بالأَبْجَر" واعتبرت صهيله قصيدة؟!! علمًا أن صهيله لا يمت إلى الشعر بصلة، كانت تنتظر إطلالته بإعجاب شديد، فأرادت أن تتحرش به، تحتك به، تستدير أمامه، ترقِّص ذيلها وترفعه في اتجاه وجهه مع ضربات خفيفة علها تثير به الرغبة؟!! لكن "الأَبْجَرَ" أدرك إن الاستجابة إلى رغبتها ستثمر بغلاً فنفر منها مبتعداً.
عادت "أُم صابر" واقتربت منه لكنه عاد وابتعد عنها ثانية وثالثة وعندما لم تكرّ مثله، عله يُعجب بها ويدنو منها، لكنها تعثرتْ مع انطلاقتها الأولى.
حارتْ "أُم صابِر" في أمرها لفترة، ووجدت نفسها تتسلل إلى ملعبه؟!! أخذت تستوعب سبب نفوره منها غافلته بركلة عدوانية مزدوجة، تألم "الأبجر" كثيراً من الركلة المباغتة التي تلقاها عدوانًا، أحس بأن الأرض أختلت رواسيها إذ جاءت ركلتها في موقع حساس. لم يعلم في البداية لماذا ركلته، خاصة وأنها حاولت في البداية أن تتودد إليه، فكَّر أن يرد لها الركلة لكنه سرعان ما تعالى عن ألمه عندما خف عليه الوجع ورأى مدى ركاكتها، فقال:
- إنها لن تقوى على تلقي ركلتي.
فكر أن يشكو "لأبي الشبل"، ولكنه عدل عن ذلك وأضاف لنفسه:
- إن العفو عند المقدرة....
تذكر المثل القائل:- "اللي بدو حقه كامل..هامل". أخذته موجات عديدة من الشكوك:
- إني لم أقم بأي فعلة مسيئة لها، فلماذا ركلتني؟.
فكر في أنها وقعت ضحية لجو ما، لجو الشهرة ولفت الانتباه أو أن هناك من غرر بها، هز برأسه:
- ترى هل تعتقد أنني بصهيلي أهجوها؟ وأضاف إنها عقدة من يعانون من الشعور بالنقص.
وعاد يحاور نفسه:
- أهي الغيرة بسبب عجزها عن مجاراتي؟!! أَهو الحسد كون المحيطين بي يقدِّرون إمكانياتي في الجري وتبوّء الصدارة في عدة ميادين، أو حقداً بسبب رفضي أن أعلو ظهرها، إنها ليست من فصيلتي ثم إني إذا أردت ابناً فأريده مهراً أصيلا..وليس بغلاً عاقراً لا يمكنه أن ينوب عني ويحفظ استمرارية وجود أصالتي، إن مِن حقها أن تحاول، من حقها أن ترفع صوتها ولكن ليس من حقها أن تفتح فاها بعيدًا عن ألأدب... ليس من حقها أن تنفث أنفاسها -التي تدفع للقيء- في وجهي، ليس من حقها أن تركلني، ليس من حقها أن ترغمني على معاشرتها.
عاد الألم يشتد عليه مجدداً فأخذ يصر على أسنانه:
- ثم كيف لي أن أتلقى ضربة هناك دون أن أتألم؟ أشتد به الألم أكثر وأكثر فأحس بأنه سيغمى عليه:
- عليّ أن أرُدَّ الضربة بأكبر منها فهي التي بدأت والبادئ أظلم، ثم هل تعتقد أنها أذا ركلت من هو مثلي ترتفع في مرتبتها؟ ولماذا تشرئب بعنقها على حسابي ؟؟؟.
فكر"الأبجر" قليلاً ثم ابتسم بسخرية بعد أن خفَّ به الوجع، وابتعد مشفقًا دون أي رد فعل وذلك بعد أن تعزز شكه من خلال حركاتها بأنها وقعت ضحية لشبقها المجنون؟!!. وواصل حواره الذاتي، قال مبتعداً عن الموضوع:ً
- إني بصهيلي أعبِّر عن حالات عامة ولا أتحدث أبداً عن حالات خاصة فلماذا لا يستوعبون؟!!..
انتظرت "أم صابر" طويلاً لكي يعيرها "الأبجر" ولو التفاتة صغيرة، كانت تحاول أن تمشي خبباً لتنطلق كدافاً رافعة عنقها مستعرضة نفسها بثقة كبيرة ولكن عبثاً لقد جاءت مشيتها هيدبة ولما أيقنت بعد طول انتظار أنها لن تستطيع مجاراته وإنها لن تكون رقماً في معادلته، فتَّشت عن ملعب آخر تنطلق منه وسرعان ما وجدت بليق يحتضنها داخل ملعبه، استغل بساطتها وأسقطها في شباكه،... سُرَّت هي بهذا السقوط؟!! وسُرَّ هو بهذا الصيد الثمين خاصة وقد علم بأنه ليس هناك من يوجهها أو يردعها وليس هناك من يعترض طريقه متى يريد أن ينال مبتغاه منها؟!! وبدأت تصول وتجول مبتهجة بزاويتها داخل ملعبه...لقد أتاح لها ذلك الظهور....لقد أشعرها بثقلها المفقود، فواصلت اتهاماتها المختلفة معتقدة بأنها ستوهم من حولها بأن المحيط يناصرها ويعادي أصالة "الأبجر"..!!
زعمت مزاعم شتى منها إن "الأبجر" عاجز جنسياً والحقيقة أنها استطاعت أن توهم البعض من البسطاء ممن لم يطلع على الأمور بشكل جيد بصدق ما ذهبت إليه؟!! فازدادت نشوتها حتى بطرت كلياً، وبدأت تركل على الشمال واليمين، لقد غافلت كل أصيل وركلته، انتظرت بفارغ الصبر لتحظى برد فعل من ذاك "الأبجر" الذي وضعته نصب أعينها "حصان أحلامها" التي أتهمته بالعجز، عاد الأمل يغزوها ولكن هذا "الأبجر" كان يسابق الريح؟؟.
كانت أنظاره إلى الأمام. فلا وقت لديه لهذا وذاك ممن يريد أن يقول أني هنا، وهو لا يريد أن يتعامل مع من هم دونه .
ولكن.....ولكن واصلت "أم صابر" عدوانها، وبدأت الرائحة النتنة تنبعث في الأجواء وتلوث البيئة..فقرر "الأبجر" وضع حد للمهزلة بعد أن غض الطرف وأعطاها مساحة زمنية طويلة لتهدأ وتعود إلى رشدها.
"أم صابر" تركل "الأَبجر ؟!!"
( مهداه إلى"ناقد عبقري" )
هادي زاهر
يحكى أن "أم صابر" أُعجبتْ "بالأَبْجَر" واعتبرت صهيله قصيدة؟!! علمًا أن صهيله لا يمت إلى الشعر بصلة، كانت تنتظر إطلالته بإعجاب شديد، فأرادت أن تتحرش به، تحتك به، تستدير أمامه، ترقِّص ذيلها وترفعه في اتجاه وجهه مع ضربات خفيفة علها تثير به الرغبة؟!! لكن "الأَبْجَرَ" أدرك إن الاستجابة إلى رغبتها ستثمر بغلاً فنفر منها مبتعداً.
عادت "أُم صابر" واقتربت منه لكنه عاد وابتعد عنها ثانية وثالثة وعندما لم تكرّ مثله، عله يُعجب بها ويدنو منها، لكنها تعثرتْ مع انطلاقتها الأولى.
حارتْ "أُم صابِر" في أمرها لفترة، ووجدت نفسها تتسلل إلى ملعبه؟!! أخذت تستوعب سبب نفوره منها غافلته بركلة عدوانية مزدوجة، تألم "الأبجر" كثيراً من الركلة المباغتة التي تلقاها عدوانًا، أحس بأن الأرض أختلت رواسيها إذ جاءت ركلتها في موقع حساس. لم يعلم في البداية لماذا ركلته، خاصة وأنها حاولت في البداية أن تتودد إليه، فكَّر أن يرد لها الركلة لكنه سرعان ما تعالى عن ألمه عندما خف عليه الوجع ورأى مدى ركاكتها، فقال:
- إنها لن تقوى على تلقي ركلتي.
فكر أن يشكو "لأبي الشبل"، ولكنه عدل عن ذلك وأضاف لنفسه:
- إن العفو عند المقدرة....
تذكر المثل القائل:- "اللي بدو حقه كامل..هامل". أخذته موجات عديدة من الشكوك:
- إني لم أقم بأي فعلة مسيئة لها، فلماذا ركلتني؟.
فكر في أنها وقعت ضحية لجو ما، لجو الشهرة ولفت الانتباه أو أن هناك من غرر بها، هز برأسه:
- ترى هل تعتقد أنني بصهيلي أهجوها؟ وأضاف إنها عقدة من يعانون من الشعور بالنقص.
وعاد يحاور نفسه:
- أهي الغيرة بسبب عجزها عن مجاراتي؟!! أَهو الحسد كون المحيطين بي يقدِّرون إمكانياتي في الجري وتبوّء الصدارة في عدة ميادين، أو حقداً بسبب رفضي أن أعلو ظهرها، إنها ليست من فصيلتي ثم إني إذا أردت ابناً فأريده مهراً أصيلا..وليس بغلاً عاقراً لا يمكنه أن ينوب عني ويحفظ استمرارية وجود أصالتي، إن مِن حقها أن تحاول، من حقها أن ترفع صوتها ولكن ليس من حقها أن تفتح فاها بعيدًا عن ألأدب... ليس من حقها أن تنفث أنفاسها -التي تدفع للقيء- في وجهي، ليس من حقها أن تركلني، ليس من حقها أن ترغمني على معاشرتها.
عاد الألم يشتد عليه مجدداً فأخذ يصر على أسنانه:
- ثم كيف لي أن أتلقى ضربة هناك دون أن أتألم؟ أشتد به الألم أكثر وأكثر فأحس بأنه سيغمى عليه:
- عليّ أن أرُدَّ الضربة بأكبر منها فهي التي بدأت والبادئ أظلم، ثم هل تعتقد أنها أذا ركلت من هو مثلي ترتفع في مرتبتها؟ ولماذا تشرئب بعنقها على حسابي ؟؟؟.
فكر"الأبجر" قليلاً ثم ابتسم بسخرية بعد أن خفَّ به الوجع، وابتعد مشفقًا دون أي رد فعل وذلك بعد أن تعزز شكه من خلال حركاتها بأنها وقعت ضحية لشبقها المجنون؟!!. وواصل حواره الذاتي، قال مبتعداً عن الموضوع:ً
- إني بصهيلي أعبِّر عن حالات عامة ولا أتحدث أبداً عن حالات خاصة فلماذا لا يستوعبون؟!!..
انتظرت "أم صابر" طويلاً لكي يعيرها "الأبجر" ولو التفاتة صغيرة، كانت تحاول أن تمشي خبباً لتنطلق كدافاً رافعة عنقها مستعرضة نفسها بثقة كبيرة ولكن عبثاً لقد جاءت مشيتها هيدبة ولما أيقنت بعد طول انتظار أنها لن تستطيع مجاراته وإنها لن تكون رقماً في معادلته، فتَّشت عن ملعب آخر تنطلق منه وسرعان ما وجدت بليق يحتضنها داخل ملعبه، استغل بساطتها وأسقطها في شباكه،... سُرَّت هي بهذا السقوط؟!! وسُرَّ هو بهذا الصيد الثمين خاصة وقد علم بأنه ليس هناك من يوجهها أو يردعها وليس هناك من يعترض طريقه متى يريد أن ينال مبتغاه منها؟!! وبدأت تصول وتجول مبتهجة بزاويتها داخل ملعبه...لقد أتاح لها ذلك الظهور....لقد أشعرها بثقلها المفقود، فواصلت اتهاماتها المختلفة معتقدة بأنها ستوهم من حولها بأن المحيط يناصرها ويعادي أصالة "الأبجر"..!!
زعمت مزاعم شتى منها إن "الأبجر" عاجز جنسياً والحقيقة أنها استطاعت أن توهم البعض من البسطاء ممن لم يطلع على الأمور بشكل جيد بصدق ما ذهبت إليه؟!! فازدادت نشوتها حتى بطرت كلياً، وبدأت تركل على الشمال واليمين، لقد غافلت كل أصيل وركلته، انتظرت بفارغ الصبر لتحظى برد فعل من ذاك "الأبجر" الذي وضعته نصب أعينها "حصان أحلامها" التي أتهمته بالعجز، عاد الأمل يغزوها ولكن هذا "الأبجر" كان يسابق الريح؟؟.
كانت أنظاره إلى الأمام. فلا وقت لديه لهذا وذاك ممن يريد أن يقول أني هنا، وهو لا يريد أن يتعامل مع من هم دونه .
ولكن.....ولكن واصلت "أم صابر" عدوانها، وبدأت الرائحة النتنة تنبعث في الأجواء وتلوث البيئة..فقرر "الأبجر" وضع حد للمهزلة بعد أن غض الطرف وأعطاها مساحة زمنية طويلة لتهدأ وتعود إلى رشدها.
تعليق