بربك عزيزتي الرائعة كما عهدتك دائما تقدمين مواضيع لا يمكن الإجابة عنها بسهولة.. فما الذي يمكن أن يقال عن مقارنة هي أصلا كمن يبحث عن قطة سوداء، في حجرة مظلمة، ولا وجود للقطة أصلا.. من يجرؤ أن يقدم هذه المقارنة والحال أن كلاهما يكمل الآخر..؟ صدق أفلاطون حين اعترف بمنطق الإنسان السوي وصرخ قائلا: « إنني أبحث عن نصفي الثاني»، أي المرأة.. لا يوجد فرق بين مكون واحد في اعتقادي .. وكم لا يوجد في اعتقادي المتواضع أيضا أي فرق حين يتعلق الأمر بثنائية بنيية تكون كتلة واحدة.. وبالتالي، يكون من الصعب علي أن افرق، أو أحاول أن أقيم فرقا بين الروح والجسد حين يتعلق الأمر بالإنسان، وما أدراك ما الإنسان؛ بل لا يمكن لي أن أتصور الإنسان روحا بلا جسد، أو جسدا بلا روح.. والمعادلة بني أمي تقتضي الكلام عن روح + جسد= إنسان.. إنها معادلة أتحمل مسؤوليتها وحدي، فما أعظم مخلوقات الخالق التي سواها فعدلها في أحسن صورة ما شاء ركبها، ومن ثم استطيع أن أعترف وبخشوع: أن وحدة الله تتراءى وتتجلى حقا في وحدة خلقه..
شكرا عزيزي الرائعة روعة أسئلتك التي تبحثين عنها في ماغما الحياة..
أخوك عبد السلام فزازي

بداية نحن نحمد الله على أن منّ الله عليك بالشفاء العاجل لتعود إلينا ونلتقي هنا على أرض ملتقى الأدباء والمبدعين فنعود إلى نقاشاتنا وحواراتنا التي كان يسعد بها كل من مرّ عليها بما فيها من صدق النوايا , وسلامة الطوية التي لم تكن تعرف يوما الغش ولا الكذب ولا النفاق ....

وأعود معك إلى ماجاء في ردك النزيه - الذي طالما دائما عهدته منك – وأنا سعيدة وفخورة بكل كلمة جاءت على لسان قولك بأن المعادلة تقتضي الكلام هي :
روح + جسد = إنسان
وأنا معك في هذا أوافقك في هذه المعادلة وأقرّ بها ..
لأنه لا يمكن للإنسان سواء كان رجلا أو امرأة أن يبعدا عن هذه المعادلة وإلا لما لفقدا ميزات الإنسانية التي خصهما الله بها ....
وجاذبية الفطرة ما بين المرأة والرجل لم تكن إلا لإقامة البيوت وبناء الأسر وحفظ النوع وإلا لما جعل الله الزوجين بينهما المودة والرحمة , وكلاهما يتمم نصفه الآخر حينما يجتمعان معا لتتحقق شروط الراحة والطمأنينة والهدوء والسكينة التي هي من أصل الفطرة التي فطرهما الله عليها ليكتمل بناء الأسرة كما ينبغي أن تكون ..
وحينما تختل الموازين فيما بين الطرفين ذلك يعني أن موازين الفطرة قد أصابها الاعوجاج والانحراف ..
وللحديث بقية يا أخي الكريم عبد السلام
ولك مني جزيل الشكر والتقدير لمرورك الطيب الذي أسعدني