كانت وحيدة أبويها, تتنقل من حضن أحدهما إلى حضن الآخر, كفراشة في حديقة ...
تقبل الزهور
ظفائرها,تطير في الهواء
كأنها تريد أن تبلغ قرص الشمس
والقدر يرعاها بدفء وحنان
يتأمل بهجتها كما تتأمل أم طفلها وهو يلعب
لكنه كان يتربص بها
بلغت الرابعة من العمر
فقلب لها الدهر ظهر المجن
وكانت الضربة التي
شطرت روحها نصفين
انفصل والداها
وأخذ كل واحد منهما نصفا
فبقيت هي بدون روح
في بيت (جدها)
أحست بالغربة
لأول وهلة
فأصبح كل شيء بلا طعم
اشتد بها الحنين يوما
الى مهدها
فجرت إلى بيت أبيها
فاذا أبوابه موصدةفي وجهها
وجدرانه لا تعرفها
حتى زهور حديقته تنكرت لها
وأرجوحتها هربت منها
وحين دخلت غرفتها
يا لهول ما رأت
غرفتها عروس مزينة لاستقبال عريسها الجديد
بكت الصغيرة ...صرخت...تمسكت بثياب أبيها
تستجدي حضنه الذي طالما احتواها بدفئه
لتجده قطعة من فولاذ
قاسي البرودة
استجارت به كي يعيد لها حقها
فقذف بها بعيدا
واخبرها ألا حق لها عنده
حتى قلبه لم يعد لها به مكان
جرت خطاها
وابتعدت
وهي تلقي آخر نظرة
على عمر سعادتها
الذي كان قصيرا ..قصيرا...قصيرا
وحجبت الدموع مرآى ذلك البيت الذي لفظها
وتاهت في الزحام....
بقلم رشا البيد
تقبل الزهور
ظفائرها,تطير في الهواء
كأنها تريد أن تبلغ قرص الشمس
والقدر يرعاها بدفء وحنان
يتأمل بهجتها كما تتأمل أم طفلها وهو يلعب
لكنه كان يتربص بها
بلغت الرابعة من العمر
فقلب لها الدهر ظهر المجن
وكانت الضربة التي
شطرت روحها نصفين
انفصل والداها
وأخذ كل واحد منهما نصفا
فبقيت هي بدون روح
في بيت (جدها)
أحست بالغربة
لأول وهلة
فأصبح كل شيء بلا طعم
اشتد بها الحنين يوما
الى مهدها
فجرت إلى بيت أبيها
فاذا أبوابه موصدةفي وجهها
وجدرانه لا تعرفها
حتى زهور حديقته تنكرت لها
وأرجوحتها هربت منها
وحين دخلت غرفتها
يا لهول ما رأت
غرفتها عروس مزينة لاستقبال عريسها الجديد
بكت الصغيرة ...صرخت...تمسكت بثياب أبيها
تستجدي حضنه الذي طالما احتواها بدفئه
لتجده قطعة من فولاذ
قاسي البرودة
استجارت به كي يعيد لها حقها
فقذف بها بعيدا
واخبرها ألا حق لها عنده
حتى قلبه لم يعد لها به مكان
جرت خطاها
وابتعدت
وهي تلقي آخر نظرة
على عمر سعادتها
الذي كان قصيرا ..قصيرا...قصيرا
وحجبت الدموع مرآى ذلك البيت الذي لفظها
وتاهت في الزحام....
بقلم رشا البيد
تعليق