بيتُ الطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء عبدالرزاق
    عضو الملتقى
    • 30-07-2008
    • 447

    بيتُ الطين

    (بيتٌ الطين)


    وجهـُكِ الكتومُ على الحائطِ
    تسحّ ُ الجاراتُ من طينـِهِ
    عاصفة ُالنقيض هو
    ينقشُ عمرَهُ البذرُ
    يتناقلُ اللقاحُ بجفنِهِ
    وحجرٌ أقولُ له أضئني
    ظمئتُ حتى شاب دمي
    كلـّما خلتُ وقعَ نارهِ أتبخـَّر.

    وجهـُكِ عتبتانِ
    إيقاعُ البعيد أعوادُهُ
    عمّ ُالفصولِِ وشقيقـُها
    جرّدْني قصَبةً
    نحو السماءِ اندفاعُها
    فسحة ُالغصنُ الطريُّ
    على شفتي توأمُ مائِها
    وجهـُكِ زحفُ الصروح بابُـه
    طـَرقتــُهُ
    عضََّ أصابعي بنقيضيهِ
    وانتشرَ
    لنساءِ الغسقِ العاريات ثياباً
    رايتـُه في المنام شهيَّ السؤال:
    ووجنتـُِك الحقلُ
    لماذا حلبتِ ياسمينـَها؟
    لماذا تركتِ الريحَ تشربـُهُ؟
    أجبتـُهُ :أمومة ُعمري مالحٌ صبرُها
    لمْ أنتبه أنـِّي أشربُ البحرَ
    لم انتبه أنـِّي أُرْْضِعُ الريحَ
    لم أنتبه أنَّ ابنتي جرعة ٌفاسدة ٌ
    ربـَّما حكمة ُالصمتِ لهُ
    بابـُكِ حين طرقتـُهُ
    لم انتبه أنـِّي امرأة ُالظلامِ
    وسُمرتي قـُفلُ الخطى
    أُقتـَلـَعُ من رئتي حين أحادثهُ
    بابـُكِ لم تنمْ غابتـُهُ
    ما زلتُ واثقةً أنـَّهُ المجيب.

    بالنعناع أعجنُ سنابلي حنـَّاءَهُ
    أمسحـُه ُبركة َ وليٍّ وانتحبُ:
    رأيتـُها البارحة على الرحالِ تلتئمُ
    تكشط ُالطرقاتَ من قـُشور أضلعي
    رأيتُ القشورَ براحتيها وطناً
    أيحصلُ أن ينقرَ الحَبَّ بيدي
    عصفورُ الترابِ ويسرقَ ناظري
    كما كنتُ أسرقُ ضوءَها لرفــِّهِ
    أيحدثُ أن أراها بحجم البهجةِ
    فوق قحط الأرض ظلا؟

    حين تصبحُ غرفتي صلاة ًخجولة ً
    أعرفُ أنَّ ثماركِ تنضحُ
    من التصاق الشبابيكِ
    واختناقِ الحقائب بعذرها
    أتلمـَّسُ روحَكِ النهار
    وقتَ تكسِّر أجزائي ساعة اختناق
    يقدحُ الشايُ بكوبه وضوءاً
    وصهوة ُالماء في القدح تقرأُ المحيطـَ
    كتبي معجزةَ اندفاعٍ تتراقصُ
    أُصبحُ مدينة ًجاهزة ًللعناقِ
    وعلى عجَل خوفي أنهضُ
    أعرفُ انــَّكِ هنا
    تأتين بالقـَدرِ راكضاً
    كصغيرٍ يتبع أمـَّهُ
    تضمـِّدين سكوني
    تـُصهرين قيودَ أسئلتي
    تتصاعدينَ غامرةً بالمطر
    ويهطلُ ضلعكِ بالحنين.

    قابلة ٌأنتِ
    توّلـِّدُ جمرةً بكرُها النهرُ
    صرختُ ساعة الطلق
    صرختْ الطيورُ والأغاني ذهلتْ
    ها هنا مرقَ اختراقـُها
    وها هنا دماءُ الدخول دفاترٌ
    تسجـِّل مولدَ بكرٍ
    حين خلقهُ اللهُ لم يُثن ِ.

    صحا على نقر الجوارح الحلـُم ُ
    شَرِهة ًتخرجُ من صدري وتنهشُ.

    أصدقائي خناجرٌ وضيوفٌ
    يطاردون الزادَ بحثاً عن طفولتي
    عن كركرة الشوارع للصغار
    والعبث الطفل على قرص خبز البتول
    عن رغبة الأرض في احتضان مهابة أقدامهم
    وهُم يشدّون قفزاتـَهم
    على خصرِ الضفافِ حزاماً
    أنا الآن ألهو بتعثــّري
    كلـَّما هربتْ جثتي من تناقصِها
    أرجعتـُها لأحتمي بالشَللْ.

    يتـَّسع الهـَذر بحكايتي
    أصمتُ مشنوقة الصوت
    بأوتار عود غريب
    أقولُ له أغثني
    وترُكََ أفضت له أمومتي
    لي رغبة ُرقص اللجام
    حين يـُكبحُ
    رقصَ العودُُ مُرٌّ العروق
    خبـَّأ عينـَه ودسَّ في جيبي حالـَه ُ
    معولُ الشريان يهدمُ
    يتهدَّمُ ويختنقُ.

    لا تختنقْ
    كعادتها عندَ البابِ تسندُ قلبَها
    و تتزاحمُ في عيونها الصور
    حين لم تجدها السِدرةُ انتحرتْ
    أحمرُ النـَّبق ِسقفـُكَ ما لـهُ
    أليس فيه من أفواه الحمائم مضغة ٌ؟
    ملجأ ٌالعصافير صوتـُهُ
    عشقنا رجعَ غزارتهِ
    يجنـِّح للشمس كي تستظل.

    بيتُ الطين
    يا أنا في الصفعات ومذاق العصا
    قدمي لا تستريحُ
    وصلَ العدّ ُحدَّهُ
    اعرفني ولو بالشبَهِ الـظَّـنون
    الشاهدُ ما بكَ من هوى
    وضريحي وردة ٌ
    لا يـُدفنُ القرنفلُ
    قبري زجاجة ُعطر
    تقطـِّـرُ ماءكَ وتختمرْ.
    [/color
    [/SIZE
    ]]
  • عبد الرحمن الكرد
    أديب وكاتب
    • 25-08-2008
    • 70

    #2
    يا لهذا الألق الذي
    يتدفق تاره بعنفوان
    وتاره كالنسيم
    جميله كما أنت ورائعه
    تحياتي

    تعليق

    • وفاء عبدالرزاق
      عضو الملتقى
      • 30-07-2008
      • 447

      #3
      الفاضل عبد الرحمن الكرد

      بل الألق ألقك حين وقفت بباب بيتي الطيني

      هل مازالت الجارت تسح من طينه؟

      شكرا لكرمك

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        السلام عليكم

        المتألقة والمتميزة .. وفاء عبد الرزاق

        الجمال له وجود هنا

        ساقوم بالتثبيت

        ولي عودة

        تقديري لكِ
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          لاستاذه المتالقه دوما
          الجوهرة السومريه
          وسيدة النخيل الباسقه
          وابنة السماء الصافيه
          الارض في البصرة عشك
          وانت الحمامة في السما تطير هائمة فوقها
          السماء تعود الى اهلها ذاتها وذواتهم
          ليت الطفولة تعود لنا في الشيخوخة المبكره
          دائما مدهشه
          ودائما يسكنك الوطن
          بل البصرة بتخيلها والعتبات المقدسه
          فكوني لها الجوهره

          تعليق

          • وفاء عبدالرزاق
            عضو الملتقى
            • 30-07-2008
            • 447

            #6
            اخي الكريم علي جاسم


            كرم منك سيدي الفاضل
            واشكر هذا الفيض

            تعليق

            • وفاء عبدالرزاق
              عضو الملتقى
              • 30-07-2008
              • 447

              #7
              صديقي واخي العزيز المبدع يسري راغب

              في هذا الزمن الصعب لا أعتقد ان هناك كلمة أصدق من كلمة أخي ولو وجدتُ يوما أعز منها لاحتفظت بها لك وحدك
              دائما تغمرني بحنانك الابداعي والانساني
              لو الشكر يجدي لو؟؟؟

              تعليق

              • صالح مريح
                أديب وكاتب
                • 10-10-2008
                • 71

                #8
                سيّدتي العملاقه
                وفاء عبد الرزّاق
                تحيه وبعد
                الصمتُ في حرم الجمالِ جمالُ
                طربتُ كحقولِ القمحِ
                تارةً تميلُ الى الأسفل
                وتارةً تميلُ الى الأسفل
                خشوعاً لوهجِ شخصكِ ومفرداتهِ
                تقبلي مروري

                تعليق

                • وفاء عبدالرزاق
                  عضو الملتقى
                  • 30-07-2008
                  • 447

                  #9
                  اخي المبدع صالح مرح

                  لا يسيل من النهر الا الكرم
                  كريم نهر دخولك سيدي الفاضل

                  شكرا

                  تعليق

                  • على جاسم
                    أديب وكاتب
                    • 05-06-2007
                    • 3216

                    #10
                    السلام عليكم

                    المبدعة وفاء عبد الرزاق ..

                    ها أنا هنا مرة ثانية والهدف من هذا الدخول الثاني هو القراءة المتأنية

                    فالنص يغري بالدخول لمرات عدة
                    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
                    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
                    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
                    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

                    تعليق

                    • وفاء الأيوبي
                      أديبة وكاتبة
                      • 15-09-2008
                      • 643

                      #11

                      الشاعرة الفاضلة وفاء عبد الرزاق

                      الحرف البديع لا يخفى على كل ذي نظر
                      ما شاء الله سيدتي الفاضلة
                      حرف تتخدر النفس بأفيائه الوارفة

                      لك تقديري وإعجابي

                      sigpic
                      إجمعني جنى في عين مغامر
                      طيف جحافل ، هدير العمر
                      في حدقة وطن !!

                      تعليق

                      • وفاء عبدالرزاق
                        عضو الملتقى
                        • 30-07-2008
                        • 447

                        #12
                        الحبيبة وفاء الايوبي

                        عيناي انت بهما رايت اليت ودخلت

                        كل الشكر لك غاليتي

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #13

                          الشاعره التي تتوهج ألقا
                          وفاء عبد الرزاق
                          طوفان أجتاح روحي وكأني أقرأ نغمات أسمعها ترن بأذنيّ ..أن قلت أبداع وتألق فهو قليل ولن يفيك حقك..أنت خلاقة صدقيني .


                          وضريحي وردة ٌ
                          لا يـُدفنُ القرنفلُ
                          قبري زجاجة ُعطر
                          تقطـِّـرُ ماءكَ وتختمرْ
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • وفاء عبدالرزاق
                            عضو الملتقى
                            • 30-07-2008
                            • 447

                            #14
                            الاخ الفاضل عائد محمد نادر

                            كل الهلا بك اخي العزيز في بيتنا العراقي البصري
                            شكرا لدخولك مساحتي

                            تعليق

                            • د.مازن صافي
                              أديب وكاتب
                              • 09-12-2007
                              • 4468

                              #15
                              وتسافرين في نسمات عابرة
                              تلامس سقيع الليل لتذيب جليد أنفاسي
                              وترتحل طيور الميناء ككل مساء تودع المحبين
                              ونسافر هناك ونعود هنا
                              وتبقين أنتِ قمري الذي يزور نافذتي
                              وتعطرين أجواء قصيدتي المخملية
                              وترقصين فوق حروفي الوردية
                              وأنا أضحك طويلا .. بلا توقف
                              ثملت منكِ من ذكرياتك من حروفك
                              تراني بدأت اراك اثنتين ...
                              واحدة أنتِ .. والثانية أنتِ ..
                              وما بينهما أنتِ أيضا ..
                              هل ترين لازلت أحلم بك


                              الأديبة العراقية الراقية
                              وفاء عبد الرازق

                              نثر رائع وحضور جميل ومفردات لؤلؤية ...
                              مجموعتي الادبية على الفيسبوك

                              ( نسمات الحروف النثرية )

                              http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

                              أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X