نون النسوة فى مسيرة الإبداع الأدبى والفكرى والفنى.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    نون النسوة فى مسيرة الإبداع الأدبى والفكرى والفنى.

    [align=justify]عبر سنوات طويلة ،شاركت المرأة العربية المثقفة بإبداعاتها المتميزة الرصينة الراقية فى مسيرةالفن والأدب والفكر العربى ،ولم تقف مكتوفة الأيدى ، بل كانت شاعرة وناقدة وقاصة وباحثة فى مجالات العلوم المتنوعة ومناضلة فى المعترك السياسى وناشطة فى الميدان الإجتماعى ، وبرعن براعة، تأخذ بالألباب وتسكر العقول .
    فى أحضانهن ترعرعنا ،وعلى أيديهن تعلمنا ، ومن إبداعهن ارتوينا ..وإليهن كل التقدير والإحترام .

    لن أنسى مارى زيادة وبنت الشاطىء ونازك الملائكة وفدوى طوقان وجميلة بوحريد ولطيفة الزيات وأم كلثوم وفيروز ومئات الأسماء المشرقات فى سماء وطننا العربى الكبير ،بل فى العالم أجمع.

    وها نحن نرى _فى ملتقانا _ شموساً يزدن المسيرة توهجاً واشراقاً.

    فليكن هذا الملف تذكاراً لإبداعهن ، وتقديراً لدورهن ، وعرفاناً بفضلهن على مدى الأجيال.[/align]
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    أخي الأستاذ عبد الرؤوف النويهي المحترم
    من يصف جميع النساء بذوات الأظافر الطويلة يبدو في تفكيره
    قزم مقزم ، قزم لأنه اختصر المرأة ودورها في البناء المادي والمعنوي
    على مجرد تطويل أظافرها ووضع ( المناكير ) عليها وطلائها بالألوان المختلفة وينسى في الدور السياسي دور أمهات المؤمنين ، وينسى الخنساء،
    والزباء ، وكليوترا ، وشجرة الدر وغيرهن , وهو مقزّم بكسر الزاي لأنه
    حاول ونظر نظرة دونية لنصف المجتمع ، ونظر بتعال وكبرياء مصطنعة
    لنفسه كونه ينتمي لعالم الذكور .
    كيف يسمح أحد لنفسه أن يتجاهل دور الأم والمعلمة ، والمفكرة ، والسياسية
    ، وناشرة الدعوة ، وفقيهة ومفتية ، ومقاتلة ، دافعت عن النبي صلى الله عليه
    وسلم ، وضمدت جراح المسلمين ، وحملت الماء بقربتها لتسقي الجيوش ،
    وتمرض المرضى والجرحى والزمنى .
    كيف يسمح أحدنا أن ينظر نظرة دونية للمرأة ، ويحرم عليها الإبداع والابتكار
    والإسهام الفعلي في البناء الحضاري والفني والأدبي ، أين تعلم هذا ، وأين
    تربى على الانتقاص من المرأة لتصبح فقط ذات أظافر طويلة لا أكثر !!
    المرأة هي المدرسة الأولى ، والحنان الأول ، والحرف الأول ، والكلمة الأولى
    والقيمة الأولى ، لا يحرم عليها أحد أن تبدع في العلم كمدام كوري التي قضت
    في مختبرها ضحية إشعاع البولونيوم ، ولا الأم تيريزا التي وهبت حياتها لإنسانية ، ولا لأم محمد الدرة التي غسلت وجه ابنها بدموع حزنها على محمد ،
    ومن يرى في نون النسوة نقصا فعليه أن يراجع نفسه ، وعليه أن يعتذر عن موقفه الذي يشين كل واو من واوات الجماعة ، تحياتي أخي النويهي وسلم
    قلمك وفكرك واستنارتك التي تضع الكلمة النظيفة في مكانها الصحيح !

    تثبت !!
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #3
      (1)

      منذ شهور طويلة شدتنى شداً هذه القصة القصيرة ،قرأتها بالملتقى بمنتدى القصة القصيرة،وكانت سطورى التالية هى حصاد هذه القراءة .
      القاصة الموهوبة /ماجدولين الرفاعى ..إحدى شموس الملتقى .
      لست أدرى أين نتاج هذه الموهوبة ولماذا توقفت؟؟!!

      ************
      خدَعَني ظِلُّكَ

      ماجدولين الرفاعى
      ________________________________________
      (1)
      رجلٌ بظلِّ طويلِ
      جلسَ قربَ قلبي
      فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر
      حتى لامسَ الغيمَ
      (2)
      "باسمِ اللهِ"
      نطَقَتُ مبهورة بظله
      (3)
      باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ
      هرب الظلُّ
      وبقيَ صاحِبُهُ
      قُربي
      بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ
      (4)
      ومن يومها
      فقدت ثقتي
      بالظلال الشاهقة

      *************


      الظلال الزائفة
      القصة القصيدة،التكثيف والاقتصاد والعمق

      خدعنى ظلك
      ما أكثر الظلال التى تخدعنا ،وما أشق العثور على الحقيقة، بعد فوات الآوان.
      هناك خيط رفيع بين النثر والشعر ،فبورك لمن يحوم حولهما،ويمسك بطرفى بيانهما ويستخرج منهما اللآلى والمرجان والدر والياقوت.
      القاصة المبدعة وبكلمات معدودة للغاية 37كلمة ،تحكى لنا من أقاصيص الحياة الكثير والكثير.
      الظل/الغيم /شمس/ الظهيرة.
      مفردات تغزل منها قصيدة/قصة حب مُجهض،وتفتح أمامنا آفاقا ًشاسعةً من المد الروحى والاستغراق الوجدانى والوعى الإنسانى .
      قرأتُ القصة القصيدة مراتٍ عديدة فى أيامٍ متباعدة وبمشاعر متقلبة ،وتأكد لى فى كل قراءة ،المعنى الجديد والرؤية المتغايرة .

      رباعية تتجلى واضحة عبر صور ثلاث :

      (1)اللقاء

      رجلٌ بظلِّ طويلِ
      جلسَ قربَ قلبي
      فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر
      حتى لامسَ الغيمَ

      من أروع الصور الأدبية المحسوسة لعلاقة حب بين رجل وإمرأة .
      وكم كان هذا الرجل عظيما وشامخا فى قلب المرأة!
      كان شيئاً عظيما ومدهشا !
      امتلك كل حنايا القلب وكل خبايا النفس ،لم يترك مكاناً لأشياء أخرى، فصارهو كل الأشياء .تطاول بظله ومازرعه فى القلب من طمأنينة وسكينة وهدوء ،حتى بلغ عنان السماء ،ملأ مابين أرض الجسد وسماءالروح.

      (2)الانبهار

      "باسمِ اللهِ"
      نطَقَتُ مبهورة بظله

      الروعة والدقة والعمق فى خمس كلمات مشرقات
      باسم الله

      توقفت كثيراً وكثيراً جدا حيال هذه الفقرة المدهشة ،لم أجد تعبيرأ أصدق منها فى الإمساك بلحظة تتماهى فيها الروح مع الجسد فى نشدان ما يموج فى النفس من فرحة غامرة .
      باسم الله
      تعبيراً قوياً عن الفوز والنجاح فى العثور على رفيق الروح .
      نطقت مبهورة بظله

      ما كل هذا الجمال الذى يسرى فى الروح !!،وكأن الرجل عملاق يسكن أغوار القلب وظله الشاهق يتعالى ويسيطر على حنايا القلب،إنه لم يعد كائناً بشرياً محسوساً .

      (3)الصدمة

      باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ
      هرب الظلُّ
      وبقيَ صاحِبُهُ
      قُربي
      بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ

      أن يكون القلب مفعماً بالحب،وأن يهدرصاخباً فى الروح مبتهجاً مسرورا،ثم تأتى المباغتة التى تقصم الروح وتسحق حدائق العشق بقسوة ،فتحيل خضراءها هشيماً تذروه الريح فى يوم عاصف.
      فجأةً تسطع الحقيقة المرة ،أن الظل المتطاول فى الآفاق ،كان وهماً لقزمٍ يتداعى هشاشة وسقوطا.
      هرب الظل....ما أدقها من كلمة وما أصدقها من وصف دقيق يحفر فى العقل أخاديداً وأعماقا.

      الدهشة التى يهتز لها القلب (هرب الظل وبقى صاحبه،قربى ،بهامةلاتعلو عن الأرض)
      ما أقسى هذا الوصف على النفس!
      ما أشق مايوحى به من حطةٍ وخنوعٍ وإذلال!
      الهامة التى تتوسد الأرض ذليلة خانعة منكسرة !

      هذا الظل الشامخ الذى يطاول الغيم سموا وارتفاعا،لهامة فى التراب مثواها !!


      (4)الفقد

      ومن يومها
      فقدت ثقتى
      فى الظلال الشاهقة


      فقد اليقين فى الظلال الشاهقة ،نتيجة حتمية لتهاوى الحقيقة ووقوعها فى مستنقع الخديعة .

      الخديعة بالظلال الشاهقة ،وهمٌ نمتلأ به أحياناً وننخدع به ونزهو بجبروته.

      كانت الثقة المستبدة بالنفس التى لاتخالجها شكٌ ولايعتريها نقصانٌ،كانت الشم الرواسى.
      ولكن للوهم سلطان قاهر على النفوس وسلطة مهيبةمسيطرة .
      وتأتى شمس الظهيرة وتتبخر الأوهام وتهرب الأشباح ،فتظهر الحقيقة عارية حتى من ورقة التوت.

      نعيش مع أقزام تافهة ونصنع منهم أبطالا وزعماءً ورجالاً.

      نعيش الوهم سنواتٍ وسنواتٍ ،ونفيقُ على زمنٍ مخادعٍ ،يضيع فيه العرض والأرض والمسير والمصير، وتتكأكأ علينا الضباع والنمور والثعالب والأفاعى والثعابين.

      أليس مانحن فيه _الآن _هو الخديعة بالظلال الشاهقة ؟

      أليس مانعانيه من أوهام ٍ صنعناها وأمجادٍ شيدناها وهزائم متلاحقة وسقوطٍ مُهين ،من الخديعة بالظلال الشاهقة بالرجال الجوف ؟؟

      وكان مآ لُنا الحصاد المُر وفقد الثقة فى كل شىء وأى شىء!!

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        (2)

        صابرين الصباغ ...إحدى علامات القصة فى الملتقى وفى القص العربى، تمتلك قلباً واعياً وفكراً شاسعاً وقلماً قوياً ولغةً تتجلى فيها العذوبة والبيان.

        كان لقائى مع هذه الخاطرة ،قد أدهشنى واسترعى انتباهى ،فكتبتُ شادياً.
        كم قرأت لها من الأقاصيص ،ما يجعلنى مستقبلاً لا أكف عن الكتابة.
        **************



        أكتبني فيكَ أو أكتبكَ فيّ ..!!
        ________________________________________


        جمعتني وأذبتني داخل دواتي بلحظة شعرتُكَ وتمنيت أن أكتبني فيكَ أو أكتبكَ فيّ ..

        دهشتُ لملامحي التي تكسوك أنتَ ؛ كأني بك لحمي وعظامي وشراييني ودمائي وسمائي ومائي وهوائي .

        صفحات تعتريني .

        صفحات في عيني تجمع فيها لقاءاتنا مرت أمامي كلحن للسماء بليلة قمرية ناعسة على صدر كوننا سكبنا فيها الليل بيننا ليوارينا

        صفحات من روحي مملوءة بحنيني وشوقي إلى وجهك لا قل قلبك لا بل كُلك ..

        صفحات من نبضي تسكن جزيرة نائية بشمال قارة وجداني اكتشفتها وسكنتها وحدكَ ورفعت عليها أعلامك أنتَ ، أنتَ فقط .

        عبأت قلمي بي لأكتب مشاعري لك وبك ومنك فذاب القلم من حرارة حروف اتلهبت من حمم شوقي إليكَ

        وقف قلمي حزيناً يبكي خرسة قال بعينيه :

        اميرتي ذابت أبجديتي فيكما ، استجديته أن يتفوه بكَ نظر خجلانا .

        جمعتُ صفحاتي من أدراج روحي لألملمك منها أصوغها بخيوط سطوري لأصنع منكَ جملة تشهد بك للعالمين فوهن الخيط مني واشتعلت الأوراق وهناً .

        كيف أكتبكَ بي وقد بكت الحروف من ثقل مشاعري وعشقي إليك؟

        كيف وحبري صار كمياه النار يحرق وجه ورقتي فتسيل ملامحها قبل أن ترتديكَ .

        كيف أكتبكَ وقلمي ينوح فكسرت قلمي واستعضت عنه بضلوعي وجعلت من صدري ورقة أكتبكَ فيها ..

        كتبتكَ فوق ملامحي فنظرت لمرآتي ووجدت ............




        ***********************
        عشقتُ الأدب الصوفى شعراً ونثراً،مفتوناً بزعمائه الرواد الذين هاموا عشقاً وولهاً،والكلمات لهم سترُ وحجاب،فلغة الصوفية هى لغة القلب والوجدان
        كنتُ أقرأ المواقف والمخاطبات لأبى عبدالله محمد بن عبدالله النفرى(ت354هجرية) هذه الدرة التى هام بها محيى الدين بن عربى والمتصوفة من بعده .
        تأثر بها أودنيس ومحمد عفيفى مطرالذى هام بلغة النفرى وكان حصاده ديوانه النهر يلبس الأقنعة.
        هذا الإعجاب بالنفَرى وأنا فى نضارة الصبا ،دفع بى دفعاً نحو التراث الصوفى ،أشعار عمر بن الفارض سلطان العاشقين ،وإشراقات السهروردى وفتوحات ابن عربى وفصوص حكمه والجنيد والشبلى وبشر الحافى وابن عطاء الله السكندرى والمحاسبى،أسماءُ كثيرة احتلت روحى ووجدانى .
        وحاولت الخوض فى بحر الصوفية المتلاطم أمواجه ،فكان جلال الدين الرومى صاحب المثنوى ،وفريد الدين العطار صاحب منطق الطير ، وحافظ الشبرازى صاحب أغانى شيراز ،وغيرهم الذين أخذوا روحى ووجدانى فى السماوات العلا


        (2)
        اللفظ عند الصوفية معنى ومبنى ،نور ونار ،ظاهر وباطن.
        الكلمة لديهم سفائن تمخر عباب المحيطات الروحية .
        وعندما قرأتُ للمرة الأولى هذا النص(أكتبني فيكَ أو أكتبكَ فيّ ..!! ) اجتاحنى ما يجتاح السكون من ريح عاصف،فلم أقترب منه بالحديث عنه ،بل عاودت القراءة مرةً بعد مرة.
        كان العنوان يشى ّ بالغموض وبلغة ثرية
        .


        (3)
        وقرأتُ النصَ (جمعتني وأذبتني داخل دواتي بلحظة شعرتُكَ وتمنيت أن أكتبني فيكَ أو أكتبكَ فيّ ..)
        ثم(دهشتُ لملامحي التي تكسوك أنتَ ؛ كأني بك لحمي وعظامي وشراييني ودمائي وسمائي ومائي وهوائي )
        الدهشة عقدت لسانى لملامح المحب التى تكسو الحبيب، أهى الروح للروح تقترنُ؟
        وكأنى بالحبيب هو المحب، لحماً وعظاماَ ودماً ، بل يصبح الحبيب السماء والأرض والهواء والماء.
        وكأنى بالمبدعة تقول لحبيبها أنت مرآة روحى أنظر فيها أجدك.


        (4)

        "
        صفحات في عيني تجمع فيها لقاءاتنا مرت أمامي كلحن للسماء بليلة قمرية ناعسة على صدر كوننا سكبنا فيها الليل بيننا ليوارينا "
        صورة من أروع وأعمق الصور هذا اللحن السماوى بليلة قمرية ناعسة على صدر كون كان الليل فيه الستروالغطاء ،حتى يجتمع الحبيبان.

        هذه اللغة المشرقة وما تومض بهامن أحاسيس فياضة تهصر القلب و وتتجلى فيها .


        (5)

        ""صفحات من روحي مملوءة بحنيني وشوقي إلى وجهك لا قل قلبك لا بل كُلك ..

        صفحات من نبضي تسكن جزيرة نائية بشمال قارة وجداني اكتشفتها وسكنتها وحدكَ ورفعت عليها أعلامك أنتَ ، أنتَ فقط .""

        الله ما أروع هذا العشق وهذا التوحد وهذا التوله.
        أنت كُلّى...........
        هذا الذوبان لحبيب إحتل الروح والجسد والقلب والوجدان ،فماذا بعد_ ياترى_ يحتل الحبيب؟؟


        (6)

        "عبأت قلمي بي لأكتب مشاعري لك وبك ومنك فذاب القلم من حرارة حروف اتلهبت من حمم شوقي إليكَ

        وقف قلمي حزيناً يبكي خرسة قال بعينيه :

        اميرتي ذابت أبجديتي فيكما ، استجديته أن يتفوه بكَ نظر خجلانا ."

        ماهذا القلم؟ هذا الذى ذاب من حرارة الحروف؟
        وذابت فيه الأبجدية !!
        إنها صورة العشق الذى يمتلك حنايا الروح .

        (7)

        "
        جمعتُ صفحاتي من أدراج روحي لألملمك منها أصوغها بخيوط سطوري لأصنع منكَ جملة تشهد بك للعالمين فوهن الخيط مني واشتعلت الأوراق وهناً .

        كيف أكتبكَ بي وقد بكت الحروف من ثقل مشاعري وعشقي إليك؟

        كيف وحبري صار كمياه النار يحرق وجه ورقتي فتسيل ملامحها قبل أن ترتديكَ .

        كيف أكتبكَ وقلمي ينوح فكسرت قلمي واستعضت عنه بضلوعي وجعلت من صدري ورقة أكتبكَ فيها ..

        كتبتكَ فوق ملامحي فنظرت لمرآتي ووجدت ..........."

        أقف أمام هذا الشموخ اللغوى البيانى متمهلاً،وهذا اللهاث المتصاعد بالروح.
        طوفان الأسئلة يجتاح المحب العاشق ويخلعه من جذوره حتى ليحيله إلى وهج من نور فياض.
        طوفان اللهفة التى تمور بالروح .

        كيف ..وكيف ..وكيف؟
        صار الصدر معبداً للحبيب.
        وصارت دماءُ القلب مداداً لعشق متأجج.

        إن المبدعة تأخذنا عبر مسارب الروح لتلقى بنا على شواطىء الأبدية.
        إنها هائمة فى حب جبار لاتقهقر فيه ولا تراجع.
        إنها فيضُ من فيضِ ، من نبع الروح تروينا وإلى سماء العشق تأخذنا وإلى سدرة المنتهى منتهانا.

        إنها تبحث عن " جملة تشهد بك للعالمين "

        يالك من مبدعة قديرة !
        ويالى من كاتب فقير يحوم حول قصورك الشامخة وأسوارك الشاهقة!!

        تعليق

        • علي بخوش
          • 12-09-2008
          • 5

          #5
          أدب النساء

          المرأة كلها طاقة وإبداع، فإن أحسنا معشر الرجال الاصغاء والإنصات إليها ـ وقد نزعنا كل ما في عقولنا وأذهاننا من المقولات المحبطة والأفكار السخيفة عنها أو على الأقل حاولنا ذلك ـ ألفينا إبداعها الأدبي الخالص شيء شفاف يخاطب النفوس الشفافة ويدغدغ الأفئدة الرقيقة ويتلمس القلوب البيضاء، وكلما ارتقينا إلى عالمها الأدبي بصدق واناة، وفهمناه ونظرنا إلى مواطن الجمال فيه جنينا من ذلك العسل المصفى والأدب الراقي.
          ويمكن لكل قارئ عادي ومحترف أن يكتشف النصوص النسائية الجميلة ويقراها ويتذوقها شرط أن يكون النص الأدبي المقروء " أدبيا خالصا " بعيدا عن النصوص الوقحة ـ لا الجريئة ـ التي لا تعرف من الإبداع إلا النصوص الاباحية وبعيدا كذلك عن الأسماء المصنوعة عن طريق المحاباة والمتاجرة بالأخلاق واشياء أخرى .
          لك خالص المودة على هذا الموضوع الجميل الرائق.

          تعليق

          • كمال عبد الرحيم
            شاعر
            • 16-08-2008
            • 388

            #6
            أسعدتنى

            أستاذنا الكبير / الدكتور عبد الرؤوف النويهى
            أسعدك الله كما أسعدتنى
            أولا قررت هنا أن أجلس منك مجلس التلميذ من أستاذه وهذا الوضع لا يكون إلا للكبار فقط ( ملحوظة : أنا غير قابل للمجاملة ولا أحبها )
            ثانيا لك الشكر على هذه النماذج من أدب الأظافر الطويلة ( ملحوظة هذا المصطلح ليس ذما كما يفهمه ذوو الثقافة الضحلة)
            وأنت يا أستاذنا النويهى هيأت لى شخصيا المتعة كاملة بهذه النماذج لأديبات لهن قامتهن الأدبية المتوهجة( نص ماجدولين الرفاعى كلما قرأته شعرت بالرغبة فى الطيران لأنها أديبة حقيقية لها كل التقدير وبقية النماذج سأنصرف الآن لقراءتها والاستمتاع بها
            لك الشكر يا أستاذنا

            كمال عبد الرحيم
            عضو اتحاد كتاب مصر
            عضو رابطة الأدب الحديث
            عضو جمعية دار الأدباء
            التعديل الأخير تم بواسطة كمال عبد الرحيم; الساعة 16-10-2008, 21:10.

            تعليق

            • كمال عبد الرحيم
              شاعر
              • 16-08-2008
              • 388

              #7
              ليتك يا دكتور / عبد الرؤوف تمدنا من علمك وتمتعنا بنماذج أخرى وليتك لا تقتصر على النماذج العربية وفقط فهناك الكثيرات من الأدب العالمى ينتمى لمبدعات عالميات مثل نادين جورديمر والروائية الأمريكية جبليان هوفمان وباربارا ديلينسكاي وغيرهن من المبدعات
              نشكر لك هذا الجهد الرائع

              تعليق

              • عبدالرؤوف النويهى
                أديب وكاتب
                • 12-10-2007
                • 2218

                #8
                (3)
                سلوى فريمان..إحدى مثقفات الملتقى اللواتى يُشار إليهن بالبنان.
                صاحبة الموضوع الأشهر "رسائل مجهولة المصدر"
                عندما تكتب عن المشاعر فهو العذب الفرات.
                وعندما تكتب عن السياسة فهو الملح الأجاج.
                صراحتها فى عرض آرائها والدفاع عن فكرها يساوى حياتها .
                قد نتفق معها وقد نختلف ..ويبقى الود ما بقى العتاب.
                قرأت لها الكثير والكثير ،كانت بيننا مساحات واسعة للود والتقدير .
                أحياناً تتمرد على نفسها ،ثم تثوب آخر الأمر إلى جوهرها الثمين فتشدو شدو الطائر الجريح،لتأخذ بأيدينا إلى الهم العربى المتراكم عبر عصور وعصور.
                ومن بعض كتاباتى عنها ،هذه السطور .


                لم يزل القلب ينبض ،ولم تزل الحياة تسرى بالعروق.
                كلما قرأتُ تيقن لدى أن الكتابة عالمٌ شاسعٌ تتوه فيه الأفكار .
                وعندما أجد سطوراً تحكى واقعاً لامفر منه ولامحيص عنه،أهتف بنفسى :لست وحدك تعانين.

                الرسائل مجهولة المصدر هى عالم تشرق فيه الكلمة ويعلو فيها شأن الحرف .
                ألم يكن فى البدء الكلمة .

                تأخذنا صاحبة الرسائل معها وتطوف بنا فى أرجاء الكون الفسيح وتشد على أيدينا بالعزم ألا نتخاذل أو نتقاعس أو يتسرب فى قلوبنا الوهن أو تخور العزائم فى مواجهة واقع مرفوض.

                صار ديدنى الذى لا أجد له بديلاً ، مطالعة الرسائل المجهولة ،فأجد نفسى غير مجهول.

                البداية... من يملك مالاً يملك كل شىءٍويخفى كل شىء ويصنع له ألف وجه وألف مجدٍ.

                هذا الوباء فى مداراة القبح الذى يتفشى فى بعض الوجوه ،واللياذ بالتجميل والحرص عليه،أظن أنه زيفُ ما بعده زيف وكذبٌ يجعل من القبح جمالاً مصطنعاً ووهماً نعيش فيه.

                تقول صاحبة الرسائل المجهولة /المعلومة ""أن إنها فعلاً ظاهرة وبائية أخذت بأنفاس العالم و جيـوب الناس الغني منهم و الفقير
                و جعلت من المثل القائل : "يخلق من الشبه أربعين" مثلاً مضللاً و ناقصاً
                لأن "سكينة" الجراح تخلق من الشبه "مئة و أربعين"
                في عصر التناسخ و التطبع الذي نعيشه اليوم...""

                إن صاحبة الرسائل المجهولة تنعى إلينا أنفسنا وتترحم على زمن شاع فيه الكذب والتضليل والنفاق.
                فكما نعمل على تجميل الوجوه والأجساد القبيحة والمرذولة ،تعمل حكوماتنا على التضليل والتجميل لقبائحٍ نعيش فيها ونعب منها ليل نهار.
                إن صاحبة الرسائل تأخذنا إلى دنيا بعيدة عنا وتسكب فى عقولنا شهد الحقيقة التى نجاهد على إقصائها .

                وأتسائل مع صاحبة الرسائل المجهولة
                كيف يموت الإنسان و هو لا يزال في هذا العالم حياً يُرزق ؟؟؟

                ولا أجد أعمق من ردها القاطع والجازم.

                "عندما يتغير طعم الهواء في افواهنا
                عندما تغادر الشمس جوارنا
                عندما تجف دمعة القمر حزناً معنا و تنهمر حزنا علينا
                عندما يكف الزهر عن التعطر في حدائقنا
                عندما تتخلى العصافير عن التغريد في اشجارنا
                عندما يشحب لون الحنطة في سنابلنا
                عندما تموت شهقة العناب في ريق فجرنا
                عندما يرحل الأقحوان من مقلتنا
                عندما يتسلى الليل بهمومنا
                عندما تفقد الأيام ساعاتها و القيثارة اوتارها
                و المعابد آلهتها و الذكريات نبضاتها
                و تبقى أجسادنا .... علب فارغة
                من مفاتن الروح و روح الحياة تهجرنا"

                تعليق

                • عبدالرؤوف النويهى
                  أديب وكاتب
                  • 12-10-2007
                  • 2218

                  #9
                  (4)

                  شهاب من الشهب سطع فجأة فى سماء الملتقى ثم اختفى.
                  تغريد عبدالعال..هذه المبدعة التى وقعت تحت سحر سطورها ،فكانت سطورى قراءة ثانية لقصتها القصيرة .



                  خطوات ملائكة..
                  قصة قصيرة

                  كنت أعلم أن ملائكة ما تقيم في ضوء فراشات جميلة قرب النافذة ...النافذة وان كانت تطل على زقاق لكنها تتسع حين تصدح فراشاتي بضوئها...
                  غيوم ما تقرع بوابتي الموصدة ونشيد يتواصل ..خائفة لأنه يشبه صوتي . يشبه ما كنت أبوح به للفراش.
                  ,
                  مدينتي التي نامت طفولتها نامت منذ ساعات ... حشرات الضوء ساهرة ...فأهرب اليها وهي الاخرى تبوح لي وتحاوني بالضوء أن داخلها ملائكة تسمعني....وأنا منذ زمن أحاصر صوتي الا ان ألتقيهم فأبوح بما أحلم.
                  ركضت خائفة . كأن أحدا سرق ملابسي...
                  أطل من النافذة أتبع صدى روحي ..الحشرات الصامتة قابعة هناك ..كانت خطوات ما تحفر الرمل ..ماذا هل هربوا تركوا أضواءهم وسرقوا صوتي؟ ؟هل سيدفنوه لا ربما سيملؤون فيه أضواء فراشات أخرى..أو ربما لم يعجبهم فصرخوا به بأعلى أصواتهم انتقاما وذهبوا..
                  لعلهم....



                  على هامش الخطوات
                  **********

                  "هذه أنا
                  إمرأة وحيدة
                  على عتبة فصل البرد
                  فى بداية مشوارهم لفهم
                  الوجود الملوث للأرض
                  والتشاؤم البسيط والحزين للسماء
                  وعجز هاتين اليدين الملموستين"

                  فروغ فرخزاد
                  الشاعرة الإيرانية الأشهر
                  1935م-1967م

                  (1)
                  استحواذ النص على العقل وانشغال العقل به ،هو تميزٌ ،قلّ أن تتمتع به نصوصُ منشورة.
                  أن نفلت من أسر هذه النصوص المتميزة ، لهو المستحيل بعينه.
                  قرأت "خطوات ملائكة" للقاصة المبدعة _حقا وصدقا_ تغريد عبدالعال،فتملكنى جمالها الهادىء وحزنها الشفيف وصوتها الخافت ولغتها الآسرة .

                  قدمت هذه السطور بجزء من قصيدة للشاعرة فروغ فرخزاد ،هذا الريح العاصف فى الشعر الإيرانى الحديثوشهرتها التى طغت فى الآفاق.

                  أحسست بحميمية العلاقة بين الشاعرة والقاصة ،وكلتاهما رغم البعد الزمانى والمكانى ،يعزفان موسيقى شجية، تأخذ بالقلوب وتسبى الواجدان ،وتغوص فى عمق الإنسان الوحيد ، وتستظهر مكنوناته ومخاوفه وبواطن مشاعره الحبيسة .

                  إنها الوحدة التى تسيطر على القاصة ومع فراشاتها الجميلة وملائكتها النورانية،تحيا وتعيش.

                  (2)

                  قمتُ بتقسيم القصة إلى ثلاثة مشاهد .
                  "المشهد الأول "

                  "كنت أعلم أن ملائكة ما تقيم في ضوء فراشات جميلة قرب النافذة ...النافذة وإن كانت تطل على زقاق لكنها تتسع حين تصدح فراشاتي بضوئها...
                  غيوم ما تقرع بوابتي الموصدة ونشيد يتواصل ..خائفة لأنه يشبه صوتي . يشبه ما كنت أبوح به للفراش"

                  حديث القاصة عن مخاوفها ووحدتها واستمرار حياتها مع ملائكتها /فراشاتها ،وهذه المناجاة التى تعصف بالروح وتعصر القلب ،وتشعل فى الأفئدة نيران الأبواب الموصدة والنشيد الحزين والغيوم القارعة لليلٍ طويل ،لفراشٍ يطوى القاصة وحيدة ،تبوح له بمخاوفها .

                  "المشهد الثانى"

                  مدينتي التي نامت طفولتها نامت منذ ساعات ... حشرات الضوء ساهرة ...فأهرب إليها وهي الأخرى تبوح لي وتحاورني بالضوء أن داخلها ملائكة تسمعني....وأنا منذ زمن أحاصر صوتي إلا أن ألتقيهم فأبوح بما أحلم.

                  المدينة النائمة وحشرات الضوء الساهرة والملائكة التى تناجيها القاصة الحالمة ، بشغف وولهٍ، إنها الوحدة ..لإمراة وحيدة حالمة ،بوح ينتزعها من وحدتها ومخاوفها انتزاعا .

                  "المشهد الثالث"

                  ركضت خائفة . كأن أحدا سرق ملابسي...
                  أطل من النافذة أتبع صدى روحي ..الحشرات الصامتة قابعة هناك ..كانت خطوات ما تحفر الرمل ..ماذا هل هربوا تركوا أضواءهم وسرقوا صوتي؟ ؟هل سيدفنوه لا ربما سيملؤون فيه أضواء فراشات أخرى..أو ربما لم يعجبهم فصرخوا به بأعلى أصواتهم انتقاما وذهبوا..
                  لعلهم....
                  القاصة تبوح بمخاوفها وتركض خائفة مذعورة ،كل شىء صامت ،هرب منها كل شىء، فراشاتها وملائكتها ، بل هرب وجودها وضاع صوتها ،سُرِق منها صوتها ،ما أقسى أن تكون وحيدا فى عالم يموج بالحياة والضجيج والحركة!!


                  (3)
                  الوحدة.. فى عالم يموج بالحياة ،قسوة مابعدها قسوة ،ويظل النص يحمل بين جنباته الكثير من الأسئلة، ويطرح إشكاليات السرد القصصى ،بهذه اللغة المتوازية مع أحزان القاصة ووحدتها القاسية .
                  تشيكوف ..عبقرى القصة العالمى وبلامنازع ،وقصته الفارقة" لمن أسرد أحزانى "،عن هذا الحوذى الذى فقد ابنه الوحيد ،لم يستمع له أحد لم يجد فى الدنيا الواسعة، من يشاركه همه ويطبطب على أحزانه ويضمد جراح نفسه المهزومة ،لم يجد سوى حصانه ،صار يحكى له عن ابنه الفقيد ،عن حياته وعن أحزانه وعن مخاوفه واحباطاته .
                  أصبح الحصان كل وجوده الحى ،يتكلم معه ويحدثه ويقص عليه ما عاناه فى دنياه وما يعانيه ،هذا الضجيج ولا أحد ..لا أحد.
                  وها هى قاصتنا المبدعة تحكى لفراشاتها وتبوح بمكنونات نفسها وتستشعر الآمان والأمن بصحبتها .

                  هذه الملائكة النورانية والفراشات الجميلة التى تنتظرها القاصة ،لكنها فجأة لاتجد سوى الصمت القاتل ، بل هو إلى الموت أقرب.سرقوا صوتها واختفوا ،تركوها وحيدة .لن يُجدى صراخها فى عودتهم ، فقد سرقوا معهم بوحها وصوتها ،صارت كتلةً صماء لايسترها ثوب ولايخرج منها صوت.

                  (4)

                  عنوان القصة الذى يطلب المستحيل ويسعى إليه ،من منا يسمع خطوات الملائكة؟؟
                  إنه عنوان يؤكد على الوحدة والترقب لما لايجىء .

                  اللغة الهامسة الحزينة واستجلاؤها لمكنونات النفس ومخزون الحزن المتنامى الذى سيطر سيطرة كاملةً على القصة والقاصة، على المفردات اللغوية المعبرة عن حالة الخوف وضباب النفس وعتمتها ووحدتها القاصمة ،هذا الذى يزحف بالقاصة ويتربص بها .

                  تعليق

                  يعمل...
                  X