قارن بين مصباح جلال الدين ومصباح خليل حاوي فرأى في الأفق معجزة الطيور المعادية.
المصباح
تقليص
X
-
وُلد الشاعر اللبناني خليل حاوي (1919 - 1983) في (الشوير)، ودرس في المدارس المحلية حتى سن الثانية عشرة وحين مرض والده، اضطر إلى احتراف مهنة البناء ورصف الطرق. وخلال فترة عمله عاملاً للبناء والرصف، كان كثير القراءة والكتابة، ونظم الشعر الموزون والحر، بالفصحى والعامية.
علَّم حاوي نفسه اللغات العربية والانجليزية والفرنسية، حتى تمكن من دخول المدرسة، ثم الجامعة الأمريكية التي تخرج فيها بتفوق مكنه من الحصول على منحة للالتحاق بجامعة كامبردج البريطانية: فنال منها شهادة الدكتوراه. وعاد إلى لبنان ليعمل أستاذاً في الجامعة التي تخرج فيها، واستمر في هذا العمل حتى وفاته.
ومنذ بداياته، بدا شعر خليل حاوي وكأنه قد (أدخل رعشة جديدة على الشعر العربي)، كما قال (فيكتور هيغو) عن شعر (بودلير).
وشعره الأخير تعبير عن المجالدة للوصول إلى يقين نهائي، أو إلى مطلق دائم، وكان الصراع بين المادة والروح واضحاً في ذلك الشعر: صراع من أجل التحرر من المادة ومن الكثافة، وحنين إلى الشفافية النافذة التي طالما حلم بها شعراء سبقوه أمثال (ماللّري) و(فاليري) و(رامبو).
كانت الرموز قوام شعر خليل حاوي: رموز حسّية، ونفسية، وأسطورية، وثقافية، وقرب النهاية، عرف شعره الرموز المشهدية، التي ضمت في قلبها رموزاً متعددة ومتوالدة.
من دواوينه المنشورة: (نهر الرماد) (1957)، (الناي والريح) (1961)، (بيادر الجوع) (1965)، (ديوان خليل حاوي) (1972)، (الرعد الجريح) (1979)، و(من جحيم الكوميديا) (1979)، وبعد وفاة الشاعر، نُشرت سيرته الذاتية بعنوان (رسائل الحب والحياة) (1987)
نقلاًعن جريدة الرياض خميس 8 محرم 1426هـ - 17 فبراير 2005م - العدد 13387
ما زال انتحار الشاعر خليل حاوي غداة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 سراً يتوّج حياته وشعره في آن واحد. قيل الكثير عن هذا الانتحار وأعاده بعضهم الى الهزيمة العربية الجديدة بُعيد الاجتياح، لكنّه لا يزال عصياً على التفسير وغامضاً أو ملغزاً. وما يزيد من غموضه أن الشاعر حاول الانتحار مرتين أو ثلاثاً في سنواته الأخيرة وفشل. وكان في تلك السنوات وحيداً جداً، خائباً خيبات عدة، شخصية وقومية، متوتراً ومتألماً لأسباب شبه مجهولة. وكان بدأ يلمح طيف الشيخوخة يلوح في الأفق المغلق، مهدداً إياه، هو الشاعر النبيل والمترفّع.
قد يُظلم خليل حاوي إن فُسّر انتحاره تفسيراً سياسياً وقومياً فقط. الخيبة السياسية سبب ضئيل من أسباب أخرى تراكمت حتى أغلقت كلّ المنافذ في وجهه. وجاء الاجتياح ذريعة أخيرة لينهي شاعر «نهر الرماد» حياته. خرج الى الشرفة وأطلق النار على نفسه. طبعاً لم يكن خليل حاوي قادراً على أن يبصر جيش العدو «يختال» في شوارع بيروت. كانت تلك اللحظة بمثابة الشرارة التي ألهبت النار في تلك الروح المهيضة.
نقلاً عن مجلـّة ديوان العرب الاحد ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨ستبقـى حروفنــــا.. ونذهـــــبُ
مدوّنتي
http://mahmoudadelbadinjki.ektob.com/
تفضـّلوا بزيارة صفحتي على فيسس بوك
www.facebook.com/badenjki1
sigpic
إهداء من الفنّان العالميّ "سامي برهان"
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمود عادل بادنجكي مشاهدة المشاركةوُلد الشاعر اللبناني خليل حاوي (1919 - 1983) في (الشوير)، ودرس في المدارس المحلية حتى سن الثانية عشرة وحين مرض والده، اضطر إلى احتراف مهنة البناء ورصف الطرق. وخلال فترة عمله عاملاً للبناء والرصف، كان كثير القراءة والكتابة، ونظم الشعر الموزون والحر، بالفصحى والعامية.
علَّم حاوي نفسه اللغات العربية والانجليزية والفرنسية، حتى تمكن من دخول المدرسة، ثم الجامعة الأمريكية التي تخرج فيها بتفوق مكنه من الحصول على منحة للالتحاق بجامعة كامبردج البريطانية: فنال منها شهادة الدكتوراه. وعاد إلى لبنان ليعمل أستاذاً في الجامعة التي تخرج فيها، واستمر في هذا العمل حتى وفاته.
ومنذ بداياته، بدا شعر خليل حاوي وكأنه قد (أدخل رعشة جديدة على الشعر العربي)، كما قال (فيكتور هيغو) عن شعر (بودلير).
وشعره الأخير تعبير عن المجالدة للوصول إلى يقين نهائي، أو إلى مطلق دائم، وكان الصراع بين المادة والروح واضحاً في ذلك الشعر: صراع من أجل التحرر من المادة ومن الكثافة، وحنين إلى الشفافية النافذة التي طالما حلم بها شعراء سبقوه أمثال (ماللّري) و(فاليري) و(رامبو).
كانت الرموز قوام شعر خليل حاوي: رموز حسّية، ونفسية، وأسطورية، وثقافية، وقرب النهاية، عرف شعره الرموز المشهدية، التي ضمت في قلبها رموزاً متعددة ومتوالدة.
من دواوينه المنشورة: (نهر الرماد) (1957)، (الناي والريح) (1961)، (بيادر الجوع) (1965)، (ديوان خليل حاوي) (1972)، (الرعد الجريح) (1979)، و(من جحيم الكوميديا) (1979)، وبعد وفاة الشاعر، نُشرت سيرته الذاتية بعنوان (رسائل الحب والحياة) (1987)
نقلاًعن جريدة الرياض خميس 8 محرم 1426هـ - 17 فبراير 2005م - العدد 13387
ما زال انتحار الشاعر خليل حاوي غداة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 سراً يتوّج حياته وشعره في آن واحد. قيل الكثير عن هذا الانتحار وأعاده بعضهم الى الهزيمة العربية الجديدة بُعيد الاجتياح، لكنّه لا يزال عصياً على التفسير وغامضاً أو ملغزاً. وما يزيد من غموضه أن الشاعر حاول الانتحار مرتين أو ثلاثاً في سنواته الأخيرة وفشل. وكان في تلك السنوات وحيداً جداً، خائباً خيبات عدة، شخصية وقومية، متوتراً ومتألماً لأسباب شبه مجهولة. وكان بدأ يلمح طيف الشيخوخة يلوح في الأفق المغلق، مهدداً إياه، هو الشاعر النبيل والمترفّع.
قد يُظلم خليل حاوي إن فُسّر انتحاره تفسيراً سياسياً وقومياً فقط. الخيبة السياسية سبب ضئيل من أسباب أخرى تراكمت حتى أغلقت كلّ المنافذ في وجهه. وجاء الاجتياح ذريعة أخيرة لينهي شاعر «نهر الرماد» حياته. خرج الى الشرفة وأطلق النار على نفسه. طبعاً لم يكن خليل حاوي قادراً على أن يبصر جيش العدو «يختال» في شوارع بيروت. كانت تلك اللحظة بمثابة الشرارة التي ألهبت النار في تلك الروح المهيضة.
نقلاً عن مجلـّة ديوان العرب الاحد ١٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
الصديق الجميل عادل : شكرا على هذه اللمحة التاريخية عن شاعر خلّده شعره... و تبقى كيفية انتحاره غامضة .
في الأفق طيور معادية
في الأفق طيور سود.
و للناي حكاية في شعره.
التحية و احترامالتعديل الأخير تم بواسطة خالد ساحلي; الساعة 07-11-2008, 19:13.[SIZE=5][/SIZE]
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 85227. الأعضاء 7 والزوار 85220.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق