هناك .. قبل محطة الحرف الأخير.. رحل...
رحل ولا شيء يعبر هذا السواد غير رياح صمت لا تبقي ولا تذر
المطر الأزرق يعبر مواسم الصحو
يسرع بالخطى من فوق مظلة اللآ لقاء
ينحدر أيضا نحو رحيل آخر
وكأن الخطى الــ متصارعة أخذت آخر بقايا جنون الأمل
شتاء قارص بات في الصبر يمنع حلما من أن يلتحف القمر
كل الاتجاهات دروب سفر تأتي كي لا تكون ويكون الضجر
يتكون كل ما يتأمله ظلام بياض البصر
شرب الرحيل نخب الزمن البعيد في صفحة الأسم ما قبل الأخير
وبقي الهطول يجرف مجداف شط الحنين
إلى عمق نهر ممتد ينزف جرح يسقط بهاوية الوجود
سيول الأرق تشرب أوراق حلم ألقى فارغ الكأس على المرايا وانكسر
لا مكان لغير أسئلة جامدة على أنفاس ورد غص بطعم هجين
لا مكان لغير باقة من أماني لم يكن لها مكان في نثر حكايا لم تقال
ولا خطرت على حرف شفاه هاربة من درب بكي التراب عليه
حتى الغبار عاد للدرب جن وحن انحنى يقبل وجنتيه
هناك منازل نور على جبين الأرض وبين جانبيه
وهنا الرحيل قيد عتمة الأسى لا ينام ولا يجلس من حدة الأوجاع
الــ عبرت جيدا بالروح إليه
لن يعود الحرف كما كان لا لن يعود هناك
ربما يعود هنا وهنا ما يكفي من موانئ تنتحب عيون المدن
ما يكفي من دمع يروي البحر ليرفع ذراعيه ملوحا ..هل من مزيد
للحقيقة لحظة اغتسلت بماء غيمة ورثت زمان لمكان
في مهب الوقت أطال الوقوف في اللانتظار
يقبض بيديه الريح يرتمي أكثر يتمتم أكثر من أقل بالـ سلام عليه
هناك ..على قارعة حرف ما قبل الأخير.
تعليق