ثـوانٍ تعب ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاة ومان
    عضو الملتقى
    • 12-12-2007
    • 15

    ثـوانٍ تعب ..

    ثـوانٍ تعب ..


    كثيراً ما تنتابنا لحظات نستوحد فيها أنفسنا..، حتّى الرفقة باتت تتعبنا..،
    فترات نعيشها في صمت..، نحياها على وقع نفس هزيلة المدى و عقل شارد التّأمل .. .
    لا شئ يتحرك غير قلبٍ متثاقل النّبض..، بينما يظلّ نابضاً.. .
    إنّه التّعب..لطول سفرٍ و تناثر ترحال.. من أجل سرابٍ من الأفكار خُلقت لتبقى مجرّد خيال..
    يغازل مَنْ أعدمته الآمال.. .
    تعبٌ ..لا تُزيله ساعات طويلة من الوسن و لا التّنزه ين الحدائق المروج،
    و لا تخففه متابعة واصلة لعديد من البرامج المسلية على اختلاف أنواعها ..

    تعبٌ.. قد يغيب ظاهراً.. بينما تستقطب النّفس من جديد حيوية العزم و المُضي قدماً بمجرّد إستحداث فكرة..،
    استشعارالإفادة كنتيجة..، تخطيط عمل أيجابي قابل للتحقيق و التّجسيد واقعاً..
    قد يذهب ذلك بعضاً و ربّما كثيراً من ذاك التّعب..
    إذ لا من دواء و لا استشفاء منه سوى الإرتماء بوادي الصّدق..
    و أين منّا مرتع الأمن و الأمان.. ؟ !

    قد نشتاق لصديق أمين.. إمتداد إنساني لذواتنا..،
    ليس ذلك معناه أنّنا سنرهقه بمتاعبنا و انكساراتنا..، بل على العكس تماماً ،
    إذ قد نحمل عليه الكثير من أثقاله ..، و ربّما جميعها دونما أن ينتابنا في ذلك أدنى تعب..،
    إذ يكفي فقط أنّه إلى جانبنا.. بلا سابق حساب أو سالف ترتيب ظروف..
    يأتي التّواجد منساقاً ضمن أعذب روافد العفوية و البساطة..؛
    قد يكون غائباً و فجأةً يحضر..،
    قد تشغله ظروف و تحول دونه مستوجبات بينما في زمنٍ ما .. ها هو هنا .. حاضرٌ معناَ ، كسابق العهد ،
    يشدّ أزرنا بتحية الرفاق ..، و يؤنسنا بمزحة وشقاوة الأصدقاء .. و بمشاكسة من نحبّ من الأطفال..،
    و تظلّ الفكرة قائمة ، مجسّدة في عمادها ..
    ما دام الإنسان النّابض فينا هو دوماً حاضراً في عمق إدراكنا.. .
    ذاك لأنّ هذا الإنسان الذي فينا إنّما هو مساحة فكر بطبيعته نَيِّر..، و سعة فؤاد فطرته أنّه نبيل...


    تعبٌ .. و توالي أيّام.. و تراكم زمن .. و حطامٌ يتلو حطام .. .
    في كلّ يوم .. و مع كلّ شعاع ترسله شمس الصّباح..، نغرس في المخيّلة فضاءًا رحيباً،
    يوما شاهداً و شهيداً .. على ضوء أملٍ جديد..، ربّما هي ربوة فاصلة لإنبعاث هواء نقي و رؤية واضحة.. .
    ليس حتماً أن يأت كلّ ذلك مجتمعاً ..، فقد علّمتنا الأقدار أنّ قليلٌ من القليل يغني في أكثر من حال عن كثير الكثير .. .
    و الطريف أنّه لا يعدو الغروب إلاّ و تمسي المخيلة كرسمٍ على رمال الشّاطئ..
    غشاها الماء فغاب فيها الرسم و تبعثرت الأشكال..،
    كلّ شيء قد غدى سراب ؛ نقشٌ سطحيّ ما أسهل أن يمحوه الماء ..!!


    و للبدء من جديد ..، يجب البحث من جديد عن البداية أو استحداث أخرى..،
    و يضيع المدى بين فسحة الفراغ.. ، و يضيع من بين اليدين ما نبحث عنه..؛
    كثيرٌ من الجهد..، عدة فوانيس من الأمل تحمل أسراباً للفرح..، و النتيجة دوماً سرابٌ و رماد.. .
    مجرّد خيال.. !!


    كانت الرحلات فيما مضى لا تعجزنا ..، و العودة الكئيبة لا تثني من عزيمتنا شئ ..،
    بينما غدت اليوم تثقل كاهلنا بمرارة مسبقة .. و تجهز على أجنحة أمانينا حتمية العدم ..

    إنّه ليس اليأس ..
    بل رداءٌ من ثقيلِ الحزن قد سكن عمق نفسٍ نابضة .. ، فأثار فيها سيلاً من الدموع .. (!)
  • حياة سرور
    أديب وكاتب
    • 16-02-2008
    • 2102

    #2


    أخي صاحب القلم الفلسفي الألق... نجاة ومان

    يالــ جرعة الألم والتعب الكامنة في نصّك الشجيّ ...

    أجنحة روح ترفرف في ملكوت حياة ارتسمت على صفيحة بكاء لــ ينطلق الألم

    إثرها بطير دموع ...

    لقد أوجعت الفؤاد أخي الكريم من قوة تعبيرك وجمال كلماتك وجعلتني أردد قول

    الشاعر أبي العلاء المعري (( تعبٌ كُلّها الحياة تعب فما أعجب إلا براغبٍ في ازديادِ))

    كما أن رجفةً سرت في جسدي هزّت أعطافه بــ معانٍ أجمل من الكلمات ، وكلماتٍ أجمل من الدرر..

    العمق في الطرح والرقي في الأسلوب لهما في النفوس وقع السحر وتأثير البلسم على الروح الواهنة..

    أشكر الحرف والمعنى ، وأشكر يداً أوصلت لنا رسالة عقل مستنير..

    تقبل دمعة ألم نضحت من قلم ..

    تحيتي وتقديري ...


    تعليق

    • نجاة ومان
      عضو الملتقى
      • 12-12-2007
      • 15

      #3
      سيّدتي ..

      وددت لو جمعت التعب بيميني
      و غرست مكانه أغصان الفرح و الحبور

      وددتُ منع روافده عن كلّ عزيز ..
      و لا بأس حينها إن أنا تعبت ..
      ما دام دام تعبي فيه راحة المحبّين


      للأسف ... لا أملك غير حرف ،
      أزرع به حينا و أبني به أحيانا أخرى ..

      ذاك كلّ ما بيدي .. !!


      لك عناقيد حرفي أيتها السرور من الحياة ..

      تعليق

      • د.مازن صافي
        أديب وكاتب
        • 09-12-2007
        • 4468

        #4
        الشاعر والأديب الراقي
        نجاة ومان

        صعب أن أصف مشاعري هنا ..
        والأصعب أن نقرؤك مرة واحدة ..
        دائما تثير فينا الذكريات ، وتأخذنا حيث
        طبيعة المفردات الخلابة والأحاسيس الصادقة
        والزمان الشجي الذي تقنعنا بالمكوث فيه برغم ما
        يسكنه من وجع وصدى أنفاس متعبة

        لا حرمنا الله منك أيها المبدع والرائع
        لك من قلبي كل التحية والسلام ،،


        د.مازن
        مجموعتي الادبية على الفيسبوك

        ( نسمات الحروف النثرية )

        http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

        أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

        تعليق

        • بلال عبد الناصر
          أديب وكاتب
          • 22-10-2008
          • 2076

          #5
          الأستاذ نجاة ومان

          لا يسعني هنا سوى الصمت , فالعجزُ دخل الى أصابعي

          رائع , و , أطغى

          تعليق

          يعمل...
          X