السيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أكرم سلمان حسن
    أديب وكاتب
    • 16-10-2008
    • 56

    السيف

    السيف

    بقلم : أكرم حسن (منصورة)

    كانتْ تصاحبُ بوابة البيت, ترقبُ بلا ملل، مروره اليومي، مدندناً فيروزيته الأولى( بيت الحبيب ما أجمله..خضر الغصون بتظلله) وعندما تتعانق العيون.. يصلها صوته (بتمرجح بقلبك.. بقلك أنا بحبك ) .

    قالت أنه.. بسيفه الفولاذي.. آمرُ القلعة، فارسها.. قمرُ ليلها.. شالُ نائم بعمق على سرير كتفيها، و حقيبةُ مدرسية تتأبطها، وأنه.. احمر الشفاه وحمرة الخدود، و الكحل لعينيها.
    قالت أنها مَلِكَةٌ متوجةٌ، حبه.. تاجها.. وأنها تنظرُ بازدراء.. لأميرات، يخطرن أمامها بتيجانٍ ماسيةٍ.. و أن كلماته.. أحجارٌ كريمةٌ ترصعُ قلبها. و أنه.. لحن المواوييل و الأغاني، وأنه لها أولَ و أخرَ قصيدة، وأنها في حبه.. شهيدة.

    يذّكُرُها.. صورة.. مقيمةٌ بين وريقات كراسته الجامعية، يحملها ، ويجولُ على واجهات المحال، يروم أولَ حرف من اسمها، يُسلْسِلُه.. ويدليه فوق صدره.. هناك.. يلامسُ قلبه.. فتهونُ عليه الغربة عن عينيها.

    يذّكرُها.. بعيداً عن وطنه الثاني!! مجنداً لخدمة الوطن!! يحضنُ رسماً، لونته يداها.. درب ترابي.. شجر وجبل وسماء.. وطيران عاشقان.. هناك.. على مفترق طرق.. التقيا.. تشابكت أياديهما.. وسارا ملتصقين.. كواحد، يقصدان اللا مكان..غائبين عن الزمان.
    يذّكرُها! درةً نادرةً.. يغارُ عليها.. من مشط و مرآة.. من صفحة في كتاب.. ودمية تعانقها ليلاً، يغار من كل شيء.. إلاه!!.

    متسلحاً بحبها.. معتداً بقوةِ سيفه, تحدى، و رمى القفّازَ في الوجه، طالباً المبارزة .. لكن سيفه تشظى.. نثراتِ خشبية، عندما قامَ بصدِ أولِ ضربة.. من سيفٍ صغير مذهب.. معلقٍ في سلسلة، تتدلى من مرآةِ أمامية، لسيارةٍ معطرةٍ يمتطيها.. قردُ!!.

    يبحثُ عن فيروزيةٍ للدندنة.. لا يجدها..تحضره "حليميةٌ".. لا .. لاتكذبي.. يتذوق مرغماً، ملوحة موجات من الدمع، انداحت على خديه.. دون أن تخفف لظى نار شبت في أحشائه.. لكن" فيروز" المنزرعة في وجدانه.. تغار.. وتحزن.. تحضر من بقايا لا وعيه لتهمس !!

    لا أنت حبيبي ولا ربينا سوا.. قصتنا الغريبة شلعها الهوى
    التعديل الأخير تم بواسطة أكرم سلمان حسن; الساعة 29-10-2008, 05:33.
    أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
    أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
    akrammansura@gmail.com
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    مازال سيفك ماضيا أكرم .. و مازال صوت فيروز يتردد فى دمى
    ليتنى أملك هذا السيف القوى الذى أردى .. لا السيف المنهزم الضعيف المقهور
    برغم ما يحمل من تشبب وصدق مشاعر .. كم فى لحظات الضيق أتمنى لو قهرت كل سيوف البطش .. لأنتصر لضعيف .. لفقير .. لسيف من خشب
    و اجعله قويا لامعا .. يعكس للشمس نورا .. و إشعاعا .. و لكن مع التمنى فقط .. وهذه حيلتنا نحن المسكونون بالكلمات و عفاريت الحكايات .. لن أستطيع إلا كتابة الألم و الانكسار .. و ربما الانتصار لهذا الضعيف سيفه !!!
    تمتعت بهذه القصيرة التى كانت فى حجم عالم
    ربيع عبد الرحمن
    sigpic

    تعليق

    • مجدي السماك
      أديب وقاص
      • 23-10-2007
      • 600

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أكرم سلمان حسن مشاهدة المشاركة
      السيف

      بقلم : أكرم حسن (منصورة)

      كانتْ تصاحبُ بوابة البيت, ترقبُ بلا ملل، مروره اليومي، مدندناً فيروزيته الأولى( بيت الحبيب ما أجمله..خضر الغصون بتظلله) وعندما تتعانق العيون.. يصلها صوته (بتمرجح بقلبك.. بقلك أنا بحبك ) .

      قالت أنه.. بسيفه الفولاذي.. آمرُ القلعة، فارسها.. قمرُ ليلها.. شالُ نائم بعمق على سرير كتفيها، و حقيبةُ مدرسية تتأبطها، وأنه.. احمر الشفاه وحمرة الخدود، و الكحل لعينيها.
      قالت أنها مَلِكَةٌ متوجةٌ، حبه.. تاجها.. وأنها تنظرُ بازدراء.. لأميرات، يخطرن أمامها بتيجانٍ ماسيةٍ.. و أن كلماته.. أحجارٌ كريمةٌ ترصعُ قلبها. و أنه.. لحن المواوييل و الأغاني، وأنه لها أولَ و أخرَ قصيدة، وأنها في حبه.. شهيدة.

      يذّكُرُها.. صورة.. مقيمةٌ بين وريقات كراسته الجامعية، يحملها ، ويجولُ على واجهات المحال، يروم أولَ حرف من اسمها، يُسلْسِلُه.. ويدليه فوق صدره.. هناك.. يلامسُ قلبه.. فتهونُ عليه الغربة عن عينيها.

      يذّكرُها.. بعيداً عن وطنه الثاني!! مجنداً لخدمة الوطن!! يحضنُ رسماً، لونته يداها.. درب ترابي.. شجر وجبل وسماء.. وطيران عاشقان.. هناك.. على مفترق طرق.. التقيا.. تشابكت أياديهما.. وسارا ملتصقين.. كواحد، يقصدان اللا مكان..غائبين عن الزمان.
      يذّكرُها! درةً نادرةً.. يغارُ عليها.. من مشط و مرآة.. من صفحة في كتاب.. ودمية تعانقها ليلاً، يغار من كل شيء.. إلاه!!.

      متسلحاً بحبها.. معتداً بقوةِ سيفه, تحدى، و رمى القفّازَ في الوجه، طالباً المبارزة .. لكن سيفه تشظى.. نثراتِ خشبية، عندما قامَ بصدِ أولِ ضربة.. من سيفٍ صغير مذهب.. معلقٍ في سلسلة، تتدلى من مرآةِ أمامية، لسيارةٍ معطرةٍ يمتطيها.. قردُ!!.

      يبحثُ عن فيروزيةٍ للدندنة.. لا يجدها..تحضره "حليميةٌ".. لا .. لاتكذبي.. يتذوق مرغماً، ملوحة موجات من الدمع، انداحت على خديه.. دون أن تخفف لظى نار شبت في أحشائه.. لكن" فيروز" المنزرعة في وجدانه.. تغار.. وتحزن.. تحضر من بقايا لا وعيه لتهمس !!

      لا أنت حبيبي ولا ربينا سوا.. قصتنا الغريبة شلعها الهوى
      اخي الرائع اكرم حسن..تحياتي
      رائعة كما عهدتك..ممتاز ما كتبته..وفيروز الجميلة زينت الحروف.
      مودتي
      عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4

        الكاتب الرقيق اكرم سلمان
        أخذني حزن عميق وانا أقرأ قصتك التي جسدت ومع الأسف معيار هذا الزمن الرديء..كم مرة تلاشت احلامنا بهكذا أقدار.
        اجدت الصياغة والطرح سيدي الكريم .
        ((ولاأنت حبيبي ولاربينا سوى)) كم مرة غناها المرغمون على احتضان الألم.
        التعديل الأخير تم بواسطة عائده محمد نادر; الساعة 30-10-2008, 13:00.
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • أكرم سلمان حسن
          أديب وكاتب
          • 16-10-2008
          • 56

          #5
          أستاذي ربيع
          صباحك خير
          أولاً الآن فقط.. انتبهت إلى صفة المشرف التي يتشرف بحملك لها.. أي موقع .. فهنيئاً للموقع ولنا ولك.

          لحروفك صديقي..دائماً لذة نادرة.. يمتزج فيها روعة الأسلوب و جمال اللغة ورهافة الحس ونبل المشاعر فيأتي ردك..أبهى من العمل.
          أيا ليت لديك ذاك السيف .. فيمتنع عن المظلوم ويضرب الظالم ..
          ربيع أيها المسكون بالروعة والمنسكب إبداعاً
          دمت بألف خير
          أكرم
          التعديل الأخير تم بواسطة أكرم سلمان حسن; الساعة 01-11-2008, 08:33.
          أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
          أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
          akrammansura@gmail.com

          تعليق

          • أكرم سلمان حسن
            أديب وكاتب
            • 16-10-2008
            • 56

            #6
            مجدي الجميل
            تحيتي لك
            يابن الوطن الثاني الجريح.. أم أقول الأول!!!
            دائما أسعد بمرورك. وبه تكتمل الزينة
            مودتي واحترامي
            أكرم منصورة
            أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
            أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
            akrammansura@gmail.com

            تعليق

            • أكرم سلمان حسن
              أديب وكاتب
              • 16-10-2008
              • 56

              #7
              المبدعة عائدة
              تحيتي لك
              وللعراق الغالي
              نعم سيدتي..( لا أحزنك الله).. تلك هي أيامنا هذه,, ويحق لنا أن نتساءل من الذي غير في قيمنا وقتل الجميل فينا!! وجرفنا إلى إلى شاطىء الاستهلاك والنفعية..
              أسعدني مرورك ورأيك بالعمل
              مودتي واحترامي لك
              أكرم منصورة
              التعديل الأخير تم بواسطة أكرم سلمان حسن; الساعة 01-11-2008, 08:53.
              أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
              أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
              akrammansura@gmail.com

              تعليق

              • مريم محمود العلي
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 594

                #8
                قصة قصيرة حزينة ذات شجن
                لكنها من الواقع المر
                كتبت بفنية عالية
                كل الشكر والتقدير لك
                تحياتي

                تعليق

                • أكرم سلمان حسن
                  أديب وكاتب
                  • 16-10-2008
                  • 56

                  #9
                  أستاذة مريم
                  مساء الخير
                  أشكر القراءة والرد ورأيك في العمل ..
                  نعم سيدتي .. هي من الواقع المر..
                  يبدو أن قدر بعض الأشخاص أن يعيشوا الحالة الدونكيشوتيه( وقد يعونها بخلاف "دون كيشوت " بلا ملل
                  والأهم بلا رغبة في العودة إلى واقع يرفضونه!!!
                  أحييك ودمت مبدعة
                  مودتي وتقديري
                  أكرم منصورة
                  أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
                  أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
                  akrammansura@gmail.com

                  تعليق

                  • أسماء رمرام
                    أديب وكاتب
                    • 29-07-2008
                    • 470

                    #10
                    استمتعت بقراءة قصتك المنسابة ذات الأسلوب الجميل
                    تحياتي
                    التعديل الأخير تم بواسطة أسماء رمرام; الساعة 06-11-2008, 11:11.

                    تعليق

                    • زهار محمد
                      أديب وكاتب
                      • 21-09-2008
                      • 1539

                      #11
                      القصة رائعة وحبكتها الفنية أروع
                      لكن أين السيوف في زمن الذلة والمسكنة
                      حيث أصبحت طأطأة الرؤوس والركوع لغير الله
                      سمة العصر وشيمة الناس غير الشرفاء
                      كان الله في عون من يحمل سيفا في زماننا
                      [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                      حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                      عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                      فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                      تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                      تعليق

                      • أكرم سلمان حسن
                        أديب وكاتب
                        • 16-10-2008
                        • 56

                        #12
                        استاذة أسماء
                        تحيتي لك
                        لك كل المتعة التي أرجوها لك دائماً
                        مودتي واحترامي
                        أكرم منصورة
                        أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
                        أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
                        akrammansura@gmail.com

                        تعليق

                        • أكرم سلمان حسن
                          أديب وكاتب
                          • 16-10-2008
                          • 56

                          #13
                          أستاذ زهار
                          كل التحايا
                          أشكرك على ردك وسعيد لأنها أعجبتك
                          أشاركك الرأي .. كان الله في عون من يحمل سيفاً..
                          ولو كان قلماً.. و .. قلباً أبيض.
                          مودتي وتقديري
                          أكرم منصورة
                          أحبك أيها المظلوم.. مهما كان عرقك لونك أو دينك
                          أكرم سلمان حسن (أكرم منصورة)
                          akrammansura@gmail.com

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            اجعله قويا لامعا .. يعكس للشمس نورا .. و إشعاعا .. و لكن مع التمنى فقط .. وهذه حيلتنا نحن المسكونون بالكلمات و عفاريت الحكايات .. لن أستطيع إلا كتابة الألم و الانكسار .. و ربما الانتصار لهذا الضعيف سيفه !!!
                            sigpic

                            تعليق

                            يعمل...
                            X