إعتراف كاتب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    إعتراف كاتب

    إعتراف كاتب

    بقلم: حسين أحمد سليم

    أنا لا أعرف إلى أين تقودني الكتابة؟! ولا أعرف إلى أين يقودني الحبّ الصّادق؟! ولا أعرف إلى أين تقودني الحقيقة التي أبحث عنها؟! وكلّ الذي ينبغي عليّ أن أعرفه, أن أعيش ذاتي والحقيقة رغم مرارتها مع النّاس, وأن أفهم العالم والحياة المعاصرة بتناقضاتها وقوانيننها المحرّكة, على أساس المصداقيّة مع الذّات, وقدسيّة الحبّ الشّفيف الذي أحمل للنّاس في صدري...

    عندما أكتب, فأنا لا أخطّط مسبقا للكتابة, فالكتابة عندي ليست هيكلا حروفيّا, أرود رحابه في وقت الفراغ, الكتابة عندي أعتبرها مشروعا آخر يجذبني للبوح والجهر بالحقيقة, أمسك القلم وليس في ذهني إلاّ عاصفة وزوابع من الخواطر والكلمات, ثمّ أبدأ بتشكيل هذه العاصفة, وتطويع زوابع الكلمات, أحاور بالتّخاطر كلّ أشكال التّصوّرات والرّؤى, ثمّ أخرج مدركا بالخواطر كلّ الحقائق, محاكاة تتوالد من رحم الحبّ الصّادق...

    بعدا آخر ليس بالمنظور المرئيّ, في كتاباتي أحقّق العلاقة الإنسانيّة, حتّى منتهى الإحساس الكامن في صدري, أعبر كثيرا عنه عند ضفاف البكاء, المتولّد من الوجد المفرز من طبيعة العلاقة مع الآخرين, أنا أعيش البوح في كلماتي حتّى الثّمالة, وأحيا الجهر في بوحي حتّى الجرأة, وعندما تتجلّى الأفكار ثملى, أحاول أن أشرك الآخرين منتهى أحاسيسي ومشاعري, تجسيدا للحقيقة التي أبحث عنها, في قالب من الحبّ الزّمني وأبكي...

    كثيرا ما أطرب أثناء فعل الكتابة, أمسك القلم بجرأة الواثق بالنّفس, أواجه الورقة بقوّة العارف بالبعد الآخر, وأحرّض التّفكّر عندي, ريادة الوعي الباطني, ومناجاة العرفان الذّاتيّ, منذ البدء في الحرف الأول, فالكلمة الأولى, فالخاطرة الأولى, حتّى آخر حرف في خاطرتي, أبدا لا أنكفيء لحظة, أعيش حروفي وكلماتي وخواطري, أغوص بعيدا في الآفاق, أهيم فرحا وحزنا في الأعماق, وفي كلّ الحالات أمارس فرحي ونشوتي, لأنّني مشحون القلب بالحبّ الشّفيف, وأشحن حبّا الآخرين بما أحمل من الحبّ...

    كلّ ما يهمّني يا نجمة الصّبح القدريّة, أن أقول الحقيقة تبريكا بالحقيقة, وأن أمارس البوح قناعة بما أحسّ به من المعاناة, وأن أجهر بجرأة في القول دون مواربة, لا يغريني اليمين ولا اليسار في الزّخرف, الجادة الوسطى عروة وثقى لمساراتي, كلّ ما أتوق إليه إيصال الحبّ إلى من أحبّ, وليس في إهتماماتي أيّ موازنات أخرى, سياسيّة كانت أو طائفيّة أو مذهبيّة أو... هو فعل حركة المصداقيّة مع النّفس, وجرأة البوح في الموقف الحرج, لا يثنيني المكان ولا الزّمان عن الجهر بالحقيقة, طالما رحمة الله ومودّته شملت شملت فكري وقولي وعملي, ورسمت لي مسارات الهدى إلى الحبّ, وشكّلت لوحة حياتي بالإيمان بالله...

    إيديولوجيا الكتابة عندي, رؤية واضحة لكلّ الأمور, أمارس فيها الإقتحام لكلّ الأشياء, رسالة تحريضيّة فاعلة على إسم الثّورة البيضاء, فعل حركة الرّفض لممارسات الشّرور, أحمل خطوط فورانها بشخصيّتي منذ ولادتي, أندغم في خواطري وأتمازج كلّيّة, وأضجّ وعيا وعرفانا بكلّ المؤثّرات, توكيدا لمصداقيّتي ككاتب مع نفسي أوّلا وآخرا, حملت وأحمل وأبقى حاملا مسؤوليّة الكتابة تكليفا في غمار الحياة, أتكامل مع ثلّة رفعها الله للمستوى الأرقى في تقوى البوح والجهر بالحقائق...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    أستاذنا الفاضل / حسين أحمد سليم
    السلام عليكم
    تذكرني خاطرتك هنا بنظرات المنفلوطي .. من حيث دسامة الفكرة وجزالة الأسلوب وقوة التعبير ، والعمق الفلسفي الـتأملي .. ولذلك أعتبر ما كتبته هنا الآن .. من النثريات القليلة التي تعيد العلاقة بين الخاطرة وبين الأدب العربي بعد أن ضاعت معالمها في زمن الشبكة العنكبوتية .
    شكرا استاذنا فقد أمتعتنا بقدر ما أفدتنا .
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • زياد القيمري
      أديب وكاتب
      • 28-09-2008
      • 900

      #3
      الاستاذحسين أحمد سليم..
      (سلمت وحمدت ..وأحسنت)
      ...ماأروع الكلمات..حين تخرج من فم متمرس ،ومسبر لأغوار الانسانية..!!
      ...جراح غربتك -التي تعيشها - هي جراح كل الصادقين المبدعين في هذا الزمن المتبجح ب(الدولار..!!)
      ...أقدر ارهاصاتك ..واحساساتك النبيلة..
      ...وأرجو أن يغدو قلمك لعبتك وملاذك للخير...وإلى أن تسدل الستائر معلنة انتهاء (كابوسنا)....
      مع عظيم المودة..
      الاستاذ-زياد القيمري/القدس

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        وأنت هنا في هذا الاعتراف يا أستاذنا الفاضل
        حسين أحمد سليم
        وصلت بنا إلى الأعماق لتحدثنا عن اعترافات كاتب يمتطي صهوة جواد قلمه ليعبر بها الآفاق ويعلو صوته ليبث همومه وأشجانه عبر صفحاته البيضاء التي لا تعرف النفاق ولا الكذب ولا الخيانة ...
        لأنه أيقن أنه صاحب رسالة عليه أن يكون عليها أمينا مؤتمنا , صادقا ودودا لها , يجاهد لئن تكون صفحة ناصعة بعيدة عن فحش العبارة والكلم , وملتزما بالقيم والفضائل والمثل ....
        لأنه لم يعرف إلا الصدق والنقاء والطهر في داخله...
        فطوبى لقلم عرف حق نفسه وقدره .....

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • رحاب فارس بريك
          عضو الملتقى
          • 29-08-2008
          • 5188

          #5
          الأخ حسين احمد سليم
          وكانك نطقت كلماتي ,كونك تبدأ بالكتابه دون تخطيط مسبق
          فتنساب كلماتك صادقه معبره دون مكياج وتزيين
          فتولد هذه الحروف بشكل أفكار بصوت مرتفع
          لهذا كان توقيعي
          عندما امسك بقلمي لا أفكر ماذا ساكتب
          إنما أكتب ما أحس
          وأعود بعد أن كتبت أفكاري لاقراها
          فأجد بها الكثير من الجرأه , فاخشى الإنتقاد
          وأتسائل ماذا سيقول عني قرائي ؟
          وهل سيعتبرون ما أكتب جرأة لا لزوم لها
          أخاف من رأي المقربين وأفكر أن أمسح أفكاري عن شاشة الحاسوب
          ومن ثم اتراجع خطوة للوراء
          لاني أعلم باني بمسحي لحروفي إنما سأمسح جزءا من كيان وذات رحاب
          فاعود من حيث أتيت دون سبق الترصد والإصرار
          أذبح مشاعري لتنزف حبرا أزرق أخطه فوق صفحات يومياتي
          كلامك حاكاني وفهمته وأحسسته كونه يعيش بقلوب أغلب الكتاب
          تكتب بشكل مختلف وشيق
          لك كل التقدير
          التعديل الأخير تم بواسطة رحاب فارس بريك; الساعة 01-11-2008, 12:04.
          ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

          تعليق

          • حسين أحمد سليم
            أديب وكاتب
            • 23-10-2008
            • 147

            #6
            زملائي الأعزّاء

            [frame="1 98"]زملائي الأعزّاء

            الأساتذة الأجلاّء

            محمد شعبان الموجي

            زياد القيمري

            بنت الشّهباء

            رحاب فارس بريك

            حفظكم الله وأطال بأعماركم جميعا

            أثريتم بوحي بما جادت به قرائحكم المباركة

            بكم تتكامل كلماتي وخواطري

            تقديري ومودّتي لمشاراكاتكم البنّاءة[/frame]
            حسين أحمد سليم
            hasaleem

            تعليق

            • رنا خطيب
              أديب وكاتب
              • 03-11-2008
              • 4025

              #7
              اعترافا صادقا، صارخا ، يحطم كافة الأقنعة المزيفة الملونة بألوان النفاق الكتابي ...
              من يملك نعمة الكتابة يجب أن يؤدي شكرها لله تعالى.. و شكرها يكون بنشر رسالة الكتابة و هي الكشف دائما عن الحقيقة و محاربة الباطل بكافة اشكاله.

              المبدع حسين أحمد سليم:

              أعجبت كثيرا بهذا النص الغاية في الإبداع.. لذلك وجب علي أن أقدم شكري و احترامي لشخصك الكريم .

              مع تحياتي
              رنا خطيب

              تعليق

              • حسين أحمد سليم
                أديب وكاتب
                • 23-10-2008
                • 147

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
                اعترافا صادقا، صارخا ، يحطم كافة الأقنعة المزيفة الملونة بألوان النفاق الكتابي ...
                من يملك نعمة الكتابة يجب أن يؤدي شكرها لله تعالى.. و شكرها يكون بنشر رسالة الكتابة و هي الكشف دائما عن الحقيقة و محاربة الباطل بكافة اشكاله.

                المبدع حسين أحمد سليم:

                أعجبت كثيرا بهذا النص الغاية في الإبداع.. لذلك وجب علي أن أقدم شكري و احترامي لشخصك الكريم .

                مع تحياتي
                رنا خطيب

                الأخت رنا الخطيب الوارفة
                بوحك الشّفيف زادني قوة الشّدّ على يراعي لينزف بالحقيقة في هذا العصر في هذا المكان...

                نحن نتكامل فيما بيننا بهذه اللغة وهذا الأسلوب

                تقديري لعزفك المنفرد على وتر الإبداع
                حسين أحمد سليم
                hasaleem

                تعليق

                يعمل...
                X