لعيون عبلة - للشاعر المصري مصطفى الجزار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د . محمد أيوب
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 101

    لعيون عبلة - للشاعر المصري مصطفى الجزار

    لعيون عبلة
    للشاعر المصري مصطفى الجزار
    كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه
    فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
    لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
    سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه
    قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
    واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ".. وارجُ المعذرَه
    ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
    فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه
    والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
    فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه
    فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
    واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه
    وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
    وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه
    اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
    تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
    :
    "يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"
    هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
    !
    هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
    وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
    !
    يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
    عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!
    متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
    نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه

    عَبْسٌ.. تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
    حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
    في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً
    أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
    لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
    فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرَه
    وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
    بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه

    "هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"
    كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
    !
    هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
    متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه

    "لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"
    ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه

    يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
    مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه

    فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم
    ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه

    ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
    فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه

    هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
    مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه
    ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها
    لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
    فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً
    في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرَه

    عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
    لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه

    وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
    تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    و هكذا تبعث هذه القصيدة من مرقدها !
    لقد نشرها الدكتور محمد أيوب منذ أكثر من سنتين (نشرها في 02/11/2008)و لم يلتفت إليها أحد لا بتعليق و لا بنقد و لا بنتويه،
    إلى أن أثارت ضجة في مسابقة أبوظبي الشعرية حيث رفضت،
    لأنها لا تخدم الشعر الفصيح كما جاء في قرار لجنة التحكيم،
    و ينظر الرّابط التّالي :

    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=70293




    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    يعمل...
    X