في مديح الشعر

لكي
لا يفر المغنون من شرفتي
وأبقى وحيدا
كطاغية فوق عرشٍ
من الماس والميتينْ
لكي
لا تصير البلاد ذؤابات ريحٍ
وتغدو المسافات محض افتراءٍ
وتخبو في الليل
نكهة أطفاليَ النائمينْ
ألملم عند القصيدة رجع اشتهائي
وأعرى كفيض من التوقِ
بين يديها
وأكتب شعرا عن الخبزِ
والمدن المستحيلهْ
فليس سوى الشعرِ
في زمن الموتِ
يملك حيلهْ
يا سيدي الشعرُ
يا سيدا مدّ في عشب أرواحنا
نسغ كفيهِ
كن مثل دهشة ماء خبيئا جليا
وكن مثل جرح الخواءِ
أنيسا عصيا
وكن مثل نهج الترابِ
قريبا قصيا
وكن مثل أنت, لأنك أنت.
تنام على ضفة اللونِ
ملء الحروفِ
أطل عليك
فأدرك أن الظلال قناديل وقتٍ
وأن الوجوه رسوم بطعم الرحيلْ
وأنيَ طفل يواقع قطرة ماءٍ
على سدة الماءِ
يجثو على باب قصركِ
يملأ جيبيه من بيت مالكَ
قمحا وصيفا وبعض حنينْ
لكي لا يظل وحيدا
كطاغية فوق عرشٍ
من الماس والميتينْ.