ليالى الصبابة و الموت ( 1 ) الجائزة لعام 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    ليالى الصبابة و الموت ( 1 ) الجائزة لعام 2008

    مسرحية






    ليالي الصبابة والموت
    النص الفائز بالجائزة الثانية بعد حجب الأولى
    فى مسابقة وزارة الثقافة للتأليف المسرحى عام 2008

    تأليف
    ربيع عقب الباب




    إهداء
    إليه
    إلى روحه في العلياء
    وعلى الأرض السلام
    وفى الناس المسرة
    أهدى هذا النص لصديقي وأخي وجيه وليم عبده
    الذي فرح به ، وتمنى إبداعه على خشبة المسرح ؛
    فلم يسعفه الوقت !!

    الشخصيات
    موسى الهادى بويع لموسى بن محمد الهادى يوم الخميس لسبع بقين
    من المحرم ، وهو ابن أربع وعشرين سنة وثلاثة أشهر ،
    صبيحة الليلة التى كانت فيها وفاة والده المهدى ، وذلك
    فى سنة تسع وستين ومائة ،وتوفى بعيساباذ نحو مدينة السلام
    سنة سبعين ومائة ، لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع
    الأول من هذه السنة ، وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر .. كان يكنى أبا جعفر وأبا محمد .
    كان موسى قاسى القلب شرس الأخلاق ، صعب المرام ،
    كثير الأدب ، محباله ، وكان شديدا ، شجاعا بطلا ، جوادا
    سخيا
    الخيزران هى الخيزران بنت عطاء ، زوجة الخليفة المهدى العباسى
    ، وأم ولديه الهادى والرشيد . كانت من جوارى المهدى ،
    وكانت بربرية الأصل ، وقيل يمانية ، أعتقها المهدى ، وتزوجها
    .. وكانت ملكة حازمة قوية ، تحب النفوذ وتهوى السلطان
    ، وقد وجدت فى أخلاق المهدى ماوافق هواها ، وشجعها على
    التمادى ، فكانت تأمر وتنهى ، وتبرم وتنقض
    يحى بن خالد يحى بن خالد البرمكى أبو الفضل ، الوزير السرى ،
    سيد بنى برمك ، تولى الوزارة لأبى العباس السفاح بعد مقتل
    أبى سلمة الخلال . نال عند المهدى مكانة عظيمة ، وعهد إليه
    بتأديب ابنه الرشيد ،وأرضعته زوجته مع ابنها الفضل بن يحى ،
    فكان الرشيد يدعوه : يا أبى . لماتولى الرشيد الخلافة قلده أمر
    الرعية ، ودفع إليه خاتمه ، فنهض بأعباء الدولة على أحسن ما
    يكون ، وكان من النبل والعقل وجميع الخلال على أكل حال
    .. فى نكبة البرامكة قبض عليه الرشيد ، وسجنه فى الرقة إلى أن مات !
    الربيع بن يونس هو الربيع بن يونس بن كيسان مولى عثمان بن عفان ، كان
    له أمر الزمام وديوان الرسائل ، ومات فى حياة موسى الهادى
    الفضل بن الربيع تولى الزمام ، ووزر بعد موت أبيه ، وهو يحمل نفس سمت
    أبيه ، ونفس النفسية التآمرية .
    غادر جارية كانت لموسى الهادى ، وكان مولعا بها إلى حد بعيد ، وهى دون العشرين
    مزنة هى مزنة أو مزينة زوجة مروان بن محمد آخر خلفاء بنى مروان
    ، وفى رواية أنها ابنته ، قربتها الخيزران ، واتخذت منها حبيبة
    ووصيفة .
    ابن مالك عبدالله بن مالك الخزاعى تولى أمر الشرطة أيام المهدى
    وموسى الهادى والرشيد
    ماشاء الله منجم يهودى عاش فى زمن المنصور ، وامتدت حياته فى زمن المأمون ،
    واعتنق الإسلام .. كان أوحد زمانه فى الأخبار بأمور الحدثان ،
    وكان له حظ قوى فى سهم الغيب ، واشتهر عنه ذلك ، نقلت
    تصانيفه إلى الأندلس ، وترجمت إلى اللاتينية ، ومنها كتاب : صنعة
    الأسطرلاب والعمل بها ، وكتاب الأمطار والرياح ، وكتاب المعانى ،
    وكتاب السهمين ، وغير ذلك .
    أبو قريش طبيب خدم المهدى وموسى الهادى
    بن دأب عيسى بن دأب من أهل الحجاز ، وأكثر أهل عصره أدبا وعلما
    ومعرفةبأخبار الناس ، ومن ندماء الهادى .
    على على بن عيسى بن ماهان ، حاجب موسى الهادى ، ومن ندمائه .
    يزيد يزيد بن مزيد الشيبانى ، قائد من قواد الهادى ، ومن ندمائه .
    إبراهيم إبراهيم بن سلم الخاسر بن قتيبة من ندماء الهادى
    الحرانى قهرمان الهادى و نديمه .
    الرشيد تولى الخلافة بعد موت أخيه الهادى
    الخارجى خارجى كاد يفتك بموسى الهادى
    العبد صاحب المهمة السرية فى مطابخ الخيزران
    جوارى أربع جوارى حسان صاحبات المهمة الخطرة
    المكان بلاد العراق
    الزمان تسع وستون ومائة هجرية









    غناء أخلفْتِ عهدي بعد ما
    جاورتُ سكانً المقابرْ
    ونسيتي وحنثتِ في
    أيمانك الكذب الفواجر
    ونكحت غادرة أخي
    صدق الذي سماك غادرْ
    ونكحت غادرة أخي
    صدق الذي سماك غادرْ
    اللوحة الأولى
    الخليفة موسى الهادي على فراشه .. الإضاءة خافتة يبدو أنه
    يتعرض لكابوس .. من خلال حركته .. وصوته المتردد .. ثم
    يعلو صوت غناء فى مُخيّلته .. غادر محظيته تصحو فزعة .
    موسى لا .. لا .. لا .. غادر .. لا .. غادر
    الغناء أخلفْتِ عهدي بعد ما
    جاورتُ سكانً المقابرْ
    ونسيتي وحنثتِ في
    أيمانك الكذب الفواجر
    ونكحت غادرة أخي
    صدق الذي سماك غادرْ
    ونكحت غادرة أخي
    صدق الذي سماك غادرْ
    ونكحت غادرة أخي
    صدق الذي سماك غادرْ
    موسى لا .. لا ..لا ( يقعد على سريره مرعوبا والعرق يغطىوجهه ) .
    غادر موسى .. مولاى .. ما بك يا حبيبي !
    موسى نفس الكابوس .. نفس الرؤية .. نفس الأصوات ( يتحرك مغادرا
    سريره.. وهى خلفه )
    غادر مولاي ( تلتقط كوب ماء ) اشرب يا مولاي .. اشرب حبيبي .
    ( ترفع الكوب إلى فمه )
    موسى شيء عجيب ..رؤيا لا تتركني وشأني .. لا تتركني وشأني كأنها
    حقيقة واقعة .. حقيقة واقعة. ( يبعد الكوب ، ويلتقط قنينة النبيذ )
    غادر مولاي وحبيبي أفرط فى الشراب البارحة !!
    موسى لا .. لم أفرط .. إنه الوجع يقض مضجعي دائما .. غادر غادرة
    .. غادر تنتظر موتك دائما .. تنتظر موتك .. أنت مثل غيرك
    .. تروح ويكون غيرك .. تروح .. ويكون غيرك !
    غادر مولاي .. لست كلبة ضالة مباحة لكلاب السكك !
    موسى ليتك كلبة لهان على أمرك !
    غادر أنا كلبتك أنت فقط..كلبة موسى.. معشوقى وفارسي .. جنتي
    وناري !
    موسى تحبينني ؟
    غادر أو عندك شك فى حبي لك يا مولاي ؟
    موسى غادر .. أنت تكذبين !!
    غادر أنا .. والله أبدا .. أنى أذوب حبًّا فيك .. أنت الدنيا وما فيها ..
    وما بعدها.. كل شيء .. كل شيء !
    موسى كاذبة !
    غادر أنا موسى ..غادر ..أنت دنياها ..محياها ومماتها.. ألا تر بعينيك
    موسى ؟ ( تبكى )
    موسى إذن ما لهذه الكوابيس تراودني دائما .. نفس المشهد .. نفس
    الرؤية .. نفس الكلمات المسمومة !
    غادر قرة عيني موسى .. واحة أحلامي .. سمائي وأرضى .
    موسى هل تحبين الرشيد غادر ؟
    غادر موسى ؟
    موسى تحبين الرشيد ؟
    غادر أليس شقيق موسى ؟
    موسى تحبينه ؟
    غادر كيف لا أحب ما يحب موسى ؟
    موسى تحُبِّينه ؟
    غادر ولم أكرهه موسى .. أليس أخاك ؟
    موسى دائما أبدا .. أراك فى حجره .. بين ذراعيه .. تفعلين معه ما
    تفعلينه معي .. حية رقطاء .. نفس الكلام .. نفس الجلسة ..
    نفس النعومة ..أنت لا تحبينني .. أنت كاذبة .. كاذبة !!
    غادر ( تبكى ) قل لى .. كيف أثبت لك أنى لا أحب سواك .. كم
    تعبت ..وكم لاقيت لأجل نظرة واحدة منك..نعم ..كنت كنجم
    بعيد المنال ..وكنت أمنى نفسي ..هل يعطف على الله .. ويرحمني
    ولو بنظرة منك .. أنت الذي لا يحبني .. أنت لا أنا !!
    موسى ولا شياطين الأرض تستطيع أن تعطيك حبا مثلما أعطيك .. أنت
    أنفاسي غادر !
    غادر ثم من أنا حتى لا أحب مولاي موسى الهادي .. خليفة المسلمين ؟
    موسى أنت كل حياتي .. كل حياتي !
    غادر محض رقم فى سلسلة العبيد والجواري !
    موسى أنت .. و لا شيء بعدك !
    غادر وأمة العزيز أم جعفر .. وغيرها .. سبع أطفال .. و أنا لا شيء
    موسى مشيئة الله .. كم تمنيت لو رزقني الله منك بذرية !
    غادر كيف آتيك بذرية .. وأنا محض رقم ؟
    موسى لا تقولي هذا غادر .. لا تقـ....
    غادر بل أقوله يا مولاي .. اعطني ما تعطى أم الأولاد من وقتك .. من
    قلبك .. وأنا أمـ..........
    موسى أنت ؟
    غادر أعطيك ما تتمنى و أكثر .. لا أحد فيهن يحبك مثلي .. أنا أولى
    منهن بوقتك .. باهتمامك !!
    موسى أكثر من هذا .. أجن !
    غادر اجلس موسى .. وكفى شربا !
    موسى رأسي غادر.. رأسي لا تهدأ !
    غادر قل لي ماذا أفعل ؟
    موسى كلمات قاسية .. ومشاهد كطعن الخنجر .. أما لها من آخر!!
    غادر أنا هنا .. معك .. الدنيا ومافيها موسى .. فما الذي يوجعك ؟
    موسى أنت وجعي !
    غادر مرة أخرى يا مولاي ؟
    موسى أنت غادر
    غادر قل لي ما تسمعه يامولاي ؟
    موسى كلمات قاسية .. مميتة !
    غادر قلها .. ربما انطفأت جذوتها يا مولاي .
    موسى لساني لا يطاوعني .. عقلي .. جوارحي !
    غادر حاول معي .. لأجلى موسى !
    موسى أخلفْتِ عهدي بعد ما
    جاورتُ سكانً المقابرْ
    ونسيتى وحنثتِ في
    أيمانك الكذب الفواجر
    ونكحت غادرة أخي
    صدق الذي سماك غادرْ
    غادر كفى .. كفى موسى .. إنها فظيعة بالفعل .. فظيعة !!
    موسى تلطم وجهي .. تجلدني بسياطها كل ليلة !!
    غادر أضغاث أحلام يا مولاي
    موسى تكرار الرؤية له حد الوعيد !!
    غادر أكمل موسى .. أكملها.
    موسى أمسيتُ في أهلِ البِلى
    وعُددتُ في الموتى الغوابر
    لا يهنك الألفُ الجديدُ
    ولا تدورُ عنك الدوائرْ
    ولحقت بي قبل الصباح
    وصرتِ حيث غدوتُ صائرْ
    غادر موسى .. لا تقل هذا .. أمامنا العمر كله .. موسى مالك تتكلم
    كشيخ هرم .. ما تجاوزت الرابعة والعشرين ؟
    موسى ليأت هارون !!
    غادر فليأت مولاي هارون .
    موسى ويقسم أمامي !!
    غادر يقسم .. على ماذا ؟
    موسى وأنت معه !
    غادر مولاي !
    موسى يقسم أمامي ألا يتزوجك بعد موتى !
    غادر موسى لا تقل هذا .. أنت تقتلني .
    موسى نعم يقسم و تقسمين !
    غادر تشك في ؟
    موسى أشك .. إني لا أجد رأسي أين تكون !
    غادر إذن هاته يا مولاي !
    موسى الآن .. ( يتحرك .. يخرج )
    غادر لك الله يا موسى .. يا أحب خلق الله إلى قلبي ونفسي .. لن
    تهدأ.. أعرف .. تظن بمجيء هارون ينتهي وجعك .. ولكن
    وجعك أبدى .. وجعك ضارب فى الجسد إلى حد الموت .. أراك
    .. أرى يدك تحنو على .. بينما تغرس الأخرى خنجرا فى قلبي !!
    موسى ( يدخل مترنحا ) أرسلت فى طلبه !
    غادر موسى .. إننا بعد منتصف الليل ..ألا تخشى انزعاجه باستدعائك
    له فى هذا الوقت ؟
    موسى لتصحو الدنيا حين أصحو .. ينامون .. وأنا لا أجد النوم .. أنا
    أولى به منهم !
    غادر هون على نفسك موسى .. اهدأ ..
    موسى كل ما أخشى ؛ أن يتحول الأمر لضحكة استهانة ؟
    غادر هارون أخوك .. شقيقك
    موسى آه .. عذابي لا حد له .. يداك في يديه .. شفتاك فى شفتيه ..آه
    ..همساتك الحارة ..إيماءاتك .. لفتاتك القاتلة ..تسبيلة عينيك ..
    ذوبانك المميت ..آه ..لظى فى جوفي .. لحمك يا بنت الأبالسة
    .. ويلي .. لهذا الحد هونت .. وهانت عشرتي لك ؟ ألا تبا لها
    من حياة.. ما أشجعك أيها المقنع .. وما أبأسنى من رجل .. سمم
    كل زوجاته .. سممهن ..ساعة قرر أن يضع نهاية تليق به .. يا الله
    .. يالشياطينى التي لا تهدأ..فليأت هارون ..حالا..ويقسم أمامى
    ..نعم .. يا أبله ما فائدة قسم أرغم عليه ..لابد من قتلك..نعم
    .. قتلك دواء لكل أوجاعي.. نعم لا بـ...

    إظلام
    sigpic
  • وفاء عبدالرزاق
    عضو الملتقى
    • 30-07-2008
    • 447

    #2
    اخي الغالي وصديقي المبدع ربيع عقب الباب

    المدن التي تتثاءب
    منذ ثلاثين وهما وانا اراها في برجها العاجي مجرد كسوف

    وما بغداد ومصر ودمشق الا نبتة ياسمين ننظر اليها من نوافذنا الزرق
    النوافذ التي لم تعد سفينة للسندباد

    أتدري صديقي العزيز ،، الشبه الذي بيننا أن شرفة العمر لم تتعلم الدرس


    كل ما ياتي منك مدرسة رغم القيظ أجدها الخلود

    الشكر لك

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
      اخي الغالي وصديقي المبدع ربيع عقب الباب

      المدن التي تتثاءب
      منذ ثلاثين وهما وانا اراها في برجها العاجي مجرد كسوف

      وما بغداد ومصر ودمشق الا نبتة ياسمين ننظر اليها من نوافذنا الزرق
      النوافذ التي لم تعد سفينة للسندباد

      أتدري صديقي العزيز ،، الشبه الذي بيننا أن شرفة العمر لم تتعلم الدرس


      كل ما ياتي منك مدرسة رغم القيظ أجدها الخلود

      الشكر لك
      نعم وفاء العزيزة .. لم تعد .. هى نزعات قهرية .. خضعنا لها برغمنا .. و سكتنا عليها .. حين سلمنا أنفسنا لحكامنا
      يديرون اللعبة حسب أمزجتهم و هواهم .. .....................................!!
      نعم .. و لن نتعلمه .. ربما يأتى من يعيه جيدا .. و لا أعرف كيف يكون
      بل أنت سيدتى .. لا أنا .. منك أجد الروح السامقة .. و القراءة الواعية لروح الأشياء و جوهرها
      تحيتى و تقديرى
      sigpic

      تعليق

      • يحيى الحباشنة
        أديب وكاتب
        • 18-11-2007
        • 1061

        #4
        تحية عطرة اخي ربيع
        عمل رائع جدا .. اسجل مروري
        [frame="4 98"]
        ولي عودة بالتأكيد

        يثبت

        دمت مبدعا وخلاقا ودام قلمك [/frame]
        شيئان في الدنيا
        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
        وطن حنون
        وامرأة رائعة
        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
        فهي من إختصاص الديكة
        (رسول حمزاتوف)
        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          استاذ ربيع الموقر
          المبدع القدير
          احترامي
          تعشق عهد الخلافه العباسيه وزمان هارون الرشيد فتغوص في ثناياه بعالمك الادبي الذي يتقارب بالتاريخي والسياسي ضمن اسلوبك الضامن للغه ادبيه راقيه تسمو هنا فيها بالنثر الشعري
          ودائما تعلو هامتك الادبيه وبكل وفاء لصديق الابداع تهدي اليه العمل الذي كان يود اخراجه للمسرح
          دام التالق
          وفخرنا انك بيننا

          تعليق

          • سعاد ميلي
            أديبة وشاعرة
            • 20-11-2008
            • 1391

            #6
            غادر .. النقطة الكامنة في مقتل
            موسى.. الشتات
            هارون.. اليد العليا
            هكذا تراءت لي شخوصك حية تتجول في مخيلتي حد الأفق...

            يا مبدعنا ربيع عقب الباب..
            لك الود ودمت للورد
            مدونة الريح ..
            أوكساليديا

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
              تحية عطرة اخي ربيع
              عمل رائع جدا .. اسجل مروري
              [frame="4 98"]
              ولي عودة بالتأكيد

              يثبت

              دمت مبدعا وخلاقا ودام قلمك [/frame]
              يالك يحيى الجميل
              ها أنت تحيى ميت المسرح هنا ، و تحوله لشعلة بروحك المثابرة و عزمك
              أحبك أيها المسرنجى الرائع
              سوف أقوم الآن بطرح باقى العمل

              محبتى
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب شراب مشاهدة المشاركة
                استاذ ربيع الموقر
                المبدع القدير
                احترامي
                تعشق عهد الخلافه العباسيه وزمان هارون الرشيد فتغوص في ثناياه بعالمك الادبي الذي يتقارب بالتاريخي والسياسي ضمن اسلوبك الضامن للغه ادبيه راقيه تسمو هنا فيها بالنثر الشعري
                ودائما تعلو هامتك الادبيه وبكل وفاء لصديق الابداع تهدي اليه العمل الذي كان يود اخراجه للمسرح
                دام التالق
                وفخرنا انك بيننا
                سلمت يسرى الحبيب على جميل ما نثر هنا
                دائما الخضار يحف طريقك أينما ذهبت

                خالص محبتى
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سعاد ميلي مشاهدة المشاركة
                  غادر .. النقطة الكامنة في مقتل
                  موسى.. الشتات
                  هارون.. اليد العليا
                  هكذا تراءت لي شخوصك حية تتجول في مخيلتي حد الأفق...

                  يا مبدعنا ربيع عقب الباب..
                  لك الود ودمت للورد
                  ربما لا !!
                  لم تتعجلين سعاد النهاية
                  مازال الطريق طويلا ، وهو قضاها سنة فى الحكم ، وذهب
                  عاش بين براثن الخيزران المرأة العملاقة ، ويحيى البرمكى
                  وهارون و غادر !!

                  خالص مودتى
                  sigpic

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    اللوحة الثانية
                    الخليفة موسى الهادي على فراشه .. الإضاءة خافتة يبدو أنه
                    يتعرض لكابوس .. من خلال حركته .. وصوته المتردد .. ثم
                    يعلو صوت غناء فى مُخيّلته .. غادر محظيته تصحو فزعة .
                    موسى لا .. لا .. لا .. غادر .. لا .. غادر
                    الغناء أخلفْتِ عهدي بعد ما
                    جاورتُ سكانً المقابرْ
                    ونسيتي وحنثتِ في
                    أيمانك الكذب الفواجر
                    ونكحت غادرة أخي
                    صدق الذي سماك غادرْ
                    ونكحت غادرة أخي
                    صدق الذي سماك غادرْ
                    ونكحت غادرة أخي
                    صدق الذي سماك غادرْ
                    موسى لا .. لا ..لا ( يقعد على سريره مرعوبا والعرق يغطىوجهه ) .
                    غادر موسى .. مولاى .. ما بك يا حبيبي !
                    موسى نفس الكابوس .. نفس الرؤية .. نفس الأصوات ( يتحرك مغادرا
                    سريره.. وهى خلفه )
                    غادر مولاي ( تلتقط كوب ماء ) اشرب يا مولاي .. اشرب حبيبي .
                    ( ترفع الكوب إلى فمه )
                    موسى شيء عجيب .. حلم لا يتركني وشأني .. لا يتركني وشأني كأنه
                    حقيقة واقعة .. حقيقة واقعة. ( يبعد الكوب ، ويلتقط قنينة
                    النبيذ )
                    غادر مولاي وحبيبي أفرط فى الشراب البارحة !!
                    موسى لا .. لم أفرط .. إنه الوجع يقض مضجعي دائما .. غادر غادرة
                    .. غادر تنتظر موتك دائما .. تنتظر موتك .. أنت مثل غيرك
                    .. تروح ويكون غيرك .. تروح .. ويكون غيرك !
                    غادر مولاي .. لست كلبة ضالة مباحة لكلاب السكك !
                    موسى ليتك كلبة لهان على أمرك !
                    غادر أنا كلبتك أنت فقط..كلبة موسى.. معشوقى وفارسي .. جنتي
                    وناري !
                    موسى تحبينني ؟
                    غادر أو عندك شك فى حبي لك يا مولاي ؟
                    موسى غادر .. أنت تكذبين !!
                    غادر أنا .. والله أبدا .. أنى أذوب حبًّا فيك .. أنت الدنيا وما فيها ..
                    وما بعدها.. كل شيء .. كل شيء !
                    موسى كاذبة !
                    غادر أنا موسى ..غادر ..أنت دنياها ..محياها ومماتها.. ألا تر بعينيك
                    موسى ؟ ( تبكى )
                    موسى إذن ما لهذه الكوابيس تراودني دائما .. نفس المشهد .. نفس
                    الرؤية .. نفس الكلمات المسمومة !
                    غادر قرة عيني موسى .. واحة أحلامي .. سمائي وأرضى .
                    موسى هل تحبين الرشيد غادر ؟
                    غادر موسى ؟
                    موسى تحبين الرشيد ؟
                    غادر أليس شقيق موسى ؟
                    موسى تحبينه ؟
                    غادر كيف لا أحب ما يحب موسى ؟
                    موسى تحُبِّينه ؟
                    غادر ولم أكرهه موسى .. أليس أخاك ؟
                    موسى دائما أبدا .. أراك فى حجره .. بين ذراعيه .. تفعلين معه ما
                    تفعلينه معي .. حية رقطاء .. نفس الكلام .. نفس الجلسة ..
                    نفس النعومة ..أنت لا تحبينني .. أنت كاذبة .. كاذبة !!
                    غادر ( تبكى ) قل لى .. كيف أثبت لك أنى لا أحب سواك .. كم
                    تعبت ..وكم لاقت لأجل نظرة واحدة منك..نعم ..كنت كنجم
                    بعيد المنال ..وكنت أمنى نفسي ..هل يعطف على الله .. ويرحمني
                    ولو بنظرة منك .. أنت الذي لا يحبني .. أنت لا أنا !!
                    موسى ولا شياطين الأرض تستطيع أن تعطيك حبا مثلما أعطيك .. أنت
                    أنفاسي غادر !
                    غادر ثم من أنا حتى لا أحب مولاي موسى الهادي .. خليفة المسلمين ؟
                    موسى أنت كل حياتي .. كل حياتي !
                    غادر محض رقم فى سلسلة العبيد والجواري !
                    موسى أنت .. و لا شيء بعدك !
                    غادر وأمة العزيز أم جعفر .. وغيرها .. سبع أطفال .. و أنا لا شيء
                    موسى مشيئة الله .. كم تمنيت لو رزقني الله منك بزرية !
                    غادر كيف آتيك بزرية .. وأنا محض رقم ؟
                    موسى لا تقولي هذا غادر .. لا تقـ....
                    غادر بل أقوله يا مولاى .. اعطني ما تعطى أم الأولاد من وقتك .. من
                    قلبك .. وأنا أمـ..........
                    موسى أنت ؟
                    غادر أعطيك ما تتمنى و أكثر .. لا أحد فيهن يحبك مثلي .. أنا أولى
                    منهن بوقتك .. باهتمامك !!
                    موسى أكثر من هذا .. أجن !
                    غادر اجلس موسى .. وكفى شربا !
                    موسى رأسي غادر.. رأسي لا تهدأ !
                    غادر قل لي ماذا أفعل ؟
                    موسى كلمات قاسية .. ومشاهد كطعن الخنجر .. أما لها من آخر!!
                    غادر أنا هنا .. معك .. الدنيا ومافيها موسى .. فما الذي يوجعك ؟
                    موسى أنت وجعى !
                    غادر مرة أخرى يا مولاي ؟
                    موسى أنت غادر
                    غادر قل لي ما تسمعه يامولاي ؟
                    موسى كلمات قاسية .. مميتة !
                    غادر قلها .. ربما انطفأت جذوتها يا مولاي .
                    موسى لساني لا يطاوعني .ز عقلى .. جوارحى !
                    غادر حاول معي .. لأجلى موسى !
                    موسى أخلفْتِ عهدي بعد ما
                    جاورتُ سكانً المقابرْ
                    ونسيتى وحنثتِ في
                    أيمانك الكذب الفواجر
                    ونكحت غادرة أخي
                    صدق الذي سماك غادرْ
                    غادر كفى .. كفى موسى .. إنها فظيعة بالفعل .. فظيعة !!
                    موسى تلطم وجهي .. تجلدني بسياطها كل ليلة !!
                    غادر أضغاث أحلام يا مولاي
                    موسى تكرار الرؤية له حد الوعيد !!
                    غادر أكمل موسى .. أكملها.
                    موسى أمسيتُ في أهلِ البِلى
                    وعُددتُ في الموتى الغوا بر
                    لا يهنك الألفُ الجد يدُ
                    ولا تدورُ عنك الدوائرْ
                    ولحقت بي قبل الصباح
                    وصرتِ حيث غدوتُ صائرْ
                    غادر موسى .. لا تقل هذا .. أمامنا العمر كله .. موسى مالك تتكلم
                    كشيخ هرم .. ما تجاوزت الرابعة والعشرين ؟
                    موسى ليأت هارون !!
                    غادر فليأت مولاي هارون .
                    موسى ويقسم أمامي !!
                    غادر يقسم .. على ماذا ؟
                    موسى وأنت معه !
                    غادر مولاي !
                    موسى يقسم أمامي ألا يتزوجك بعد موتى !
                    غادر موسى لا تقل هذا .. أنت تقتلني .
                    موسى نعم يقسم و تقسمين !
                    غادر تشك في ؟
                    موسى أشك .. إني لا أجد رأسي أين تكون !
                    غادر إذن هاته يا مولاي !
                    موسى الآن .. ( يتحرك .. يخرج )
                    غادر لك الله يا موسى .. يا أحب خلق الله إلى قلبي ونفسي .. لن
                    تهدأ.. أعرف .. تظن بمجيء هارون ينتهي وجعك .. ولكن
                    وجعك أبدى .. وجعك ضارب فى الجسد إلى حد الموت .. أراك
                    .. أرى يدك تحنو على .. بينما تغرس الأخرى خنجرا فى قلبي !!
                    موسى ( يدخل مترنحا ) أرسلت فى طلبه !
                    غادر موسى .. إننا بعد منتصف الليل ..ألا تخشى انزعاجه باستدعائك
                    له فى هذا الوقت ؟
                    موسى لتصحو الدنيا حين أصحو .. ينامون .. وأنا لا أجد النوم .. أنا
                    أولى به منهم !
                    غادر هون على نفسك موسى .. اهدأ ..
                    موسى كل ما أخشى ؛ أن يتحول الأمر لضحكة استهانة ؟
                    غادر هارون أخوك .. شقيقك
                    هارون ( يدخل ملهوفا ) أخي .. موسى .. ما بك يا أمير المؤمنين ( يتحسسه )
                    موسى لا شيء يا هارون .. أردت رؤيتك فقط
                    هارون فى هذه الساعة ؟
                    موسى فجأة أحسست بوحشتي .. هل أجرمت ؟
                    هارون ( وقد هدأت انفعالاته ) أخي .. إنني لا أتمالك نفسي منذ جاءني ابن عيسى .. لله
                    درك يا أبا محمد !
                    موسى اقسم يا هارون ؟
                    هارون على أي شيء يا مولاي ؟
                    موسى إذا وافتني منيتي .. ألا تتخذ من غادر زوجة .. اقسم !
                    هارون مولاي .. أطال الله عمرك
                    موسى أرحني يا هارون .. أرح أخاك ؟
                    هارون أخي .. لا يعلم أمر الآجال إلا الله .. ربما كنت
                    موسى ( يقاطعه ) أرحني .. أرحني يا هارون
                    هارون وهل مجرد قسمي يريحك يا موسى ؟
                    موسى نعم .. نعم يا أبا جعفر .. اقسم
                    هارون كما تحب .. أقسم بالله العظيم .. وأشهده على ذلك .. ألا أتخذ من غادر جارية
                    أخي موسى زوجة لى بعد مفارقته الحياة .. أيكفى هذا ؟
                    موسى لا يكفى .. لا يكفى
                    هارون موسى .. أنا لا أحنث بعهدي لله
                    موسى بل قل وهذا القسم لا يحله إلا الحج ماشيا حافيا من بلاد العراق حتى أرض الحرمين
                    هارون كما تحب .. هل هذا يرضيك يا أخي ؟
                    موسى قله هارون .. وهى معك !!
                    هارون موسى
                    موسى أرح أخاك يا هارون .. هيا .. هيا قل معها .. أريحاني .. إني لا أجد النوم ..خلصاني
                    من كوابيسي .. خلصاني من هذه اللعنة ..ألا تبا لحياة تقاسمك فيها كوابيس لا تنتهى
                    .. آه آه .. عذابي لا حد له .. يداك في يديه .. شفتاك فى شفتيه ..آه
                    ..همساتك الحارة ..إيماءاتك .. لفتاتك القاتلة ..تسبيلة عينيك ..
                    ذوبانك المميت ..آه ..لظى فى جوفي .. لحمك يا بنت الأبالسة
                    .. ويلي .. لهذا الحد هونت .. وهانت عشرتي لك ؟ ألا تبا لها
                    من حياة.. ما أشجعك أيها المقنع .. وما أبأسنى من رجل .. سمم
                    كل زوجاته .. سممهن ..ساعة قرر أن يضع نهاية تليق به .. يا الله
                    .. يالشياطينى التي لا تهدأ..فليأت هارون ..حالا..ويقسم أمامى
                    ..نعم .. يا أبله ما فائدة قسم أرغم عليه ..لابد من قتلك..نعم
                    .. قتلك دواء لكل أوجاعي.. نعم لا بـ...

                    إظلام


                    اللوحة الثالثة
                    فى مجلس الخليفة .. حديقة القصر.. موسى منفعل .. يلوح بسيفه !
                    موسى أيما خير أنا أم أنتم وأمي.. أم أمهاتكم ؟
                    الندماء ‏ بل أنت وأمك خير‏يا أمير المؤمنين !
                    موسى فأيكم يحب أن يتحدث الرجال بخبر أمه فيقال‏:‏ فعلت أم فلان وصنعت أم فلان ؟
                    الندماء لا نحب ذلك‏.‏
                    موسى فما بالكم تأتون أمي فتتحدثون بحديثها ؟
                    الندماء والله لا نفعل يا أمير المؤمنين !!
                    موسى والله لو علمت أنه وقف ببابها أحد لأقطعن رأسه بسيفي هذا..و لا تأخذني فيه قرابة
                    ولا عهد ولا ذمة !!
                    الندماء أمرك .. أمرك يا مولانا
                    موسى هذا للحاضر هنا .. و للغائب أن يعلم !!
                    الندماء ألا نسمع شيئا من الغناء ؟
                    موسى كما تحبون ( يصفق ) ياغلام
                    غلام مولاى
                    موسى إلينا بالشراب .. وعليهم الغناء
                    غلام أمر مولاى
                    الجوارى ( يدخلن حاملات الكؤوس و الأطعمة لزوم الجلسة ) بينما يعلو الغناء )
                    غادر بالله ربكما عوجا على سكني
                    وعاتباه لعل العتب يعطفه
                    وعرضا بي وقولا في حديثكما
                    ما ضر لو بوصال منك تسعفه
                    فإن تبسم قولا عن ملاطفة
                    ... ما بال عبدك بالهجران تتلفه
                    وإن بدا لكما من سيدي غضب
                    ... فغالطاه وقولا ليس نعرفه
                    الفضل ( يدخل مقتربا من أمير المؤمنين ) مولاي .. لم نجد الرشيد..وقال يحى أنه استأذن
                    مولاي في رحلة صيد؟
                    موسى ( يصفق ..يتوقف الغناء ..ويقف الحضور ) وبعد ؟
                    الفضل إنها لعبة من ألاعيب يحي بن خالد
                    موسى أتظن ذلك ؟
                    الفضل وربما الأم الوالدة .. متى فلح خليفة له أم ؟
                    موسى ماذا تقول يا فضل ؟
                    الفضل أقول .. متى فلح خليفة تتدخل أمه فى أمور الدولة !!
                    موسى إن لك ألفاظا جامدة كحد السيف .. و لكنها الحقيقة يا فضل .. متى فلح .......!!
                    الفضل وجاءك الداهية ؟
                    موسى تقصد يحي .. ليت القوم مثل يحي !!
                    الفضل مولاي يقصد شخصا آخر غير الذي أعرفه ؟
                    موسى ماذا دهاك يا فضل ؟
                    الفضل يستترون خلف نعومة المظهر و معسول الكلمات !!
                    موسى فضل .. إلى هذا الحد ؟
                    الفضل وأكثر يا أمير المؤمنين..كان فى ضيافة مولاتى الخيزران.. و أتاكم ليقرأ النوايا و يقف
                    على الجديد من الأمر
                    موسى أتظن ذلك ؟
                    الفضل أظن .. إني أجزم يا مولاي .. إنه يفسد عليناكل شيء .. حتى الرشيد !
                    موسى لا تكن قاسيا على الرجل !
                    الفضل ملكته الأم يا مولاي ؛ فأصبح لعبة بين أصابعها
                    موسى أقول لك .. لا تكثر .. وقل ما عندك ؟
                    الفضل أمامنا أمور جسام يا مولاي .. وهذا الرجل سيفسد كل طريق أصلحناها !!
                    موسى تقصد أخذ البيعة لجعفر ولدى ؟
                    الفضل نعم .. لا يجب أن ندع ثغرة ينفذ منها هذا اللئيم الكافر ابن الكافرة !
                    موسى فضل لا تغال .. اقصر !!
                    الفضل لو استطاعوا حملوا النار إلى الكعبة ؛ لتعبد من جديد
                    موسى فضل .. ماذا تفعل بى .. أنت تؤلمني ؟
                    الفضل الرأي ما يرى مولاي !
                    موسى دعنا نفكر بعيدا عن العصبية .. لله درك يا فضل .. ألهبت النار بين رياش صدري يا
                    رجل .. فقت أباك بمراحل ومراحل !!
                    الفضل هكذا يجب أن يكون أولو العزم من الرجال ؛ فبعد أن كان أمرك مع الأم على هذا
                    النحو ؛ فالأمر لم ينته بعد .. ومازال حيا .. ولن ترتدع !!
                    موسى صبرا .. إن لي تدبيرا آخر !!
                    الفضل أرجو ذلك يا مولاي .. حتى نؤمن لجعفر الطريق .. ونمهدها تماما !
                    موسى اتركني الآن ..وأرسل لى عبدا من عبيدك فورا !
                    الفضل أعرف ؟
                    موسى لا يهم !
                    الفضل أمر مولاي ( يستعد للخروج )
                    موسى فورا يا فضل ( يخرج الفضل ) أي مصيبة جئت بها لبيتي ..كان الربيع أخوف ..وألين
                    .. خرج ابنه شيطانا فبنى عشا للثعابين و الحيات فى رأسي .. توقف يا موسى.. هدأت
                    الأم بعد حل مشكلة ابن مالك .. ألم تكن سببا فيما وقع بينكما ؟ .. وخالي وابنته ..
                    أرضيتها بتوليته اليمن ..والرشيد يا موسى .. إنها لن تتركك .. هي وراؤك بالمرصاد
                    تعد عليك أنفاسك مع ابن خالد .. ألم يوصيك المهدي بأمك وأخيك .. هل تذكر
                    المهدي .. وجهه وبسمته النورانية .. وهو يأخذ بيديك وينادى بك أمام القوم :
                    ريحانتى .. موسى ريحانتى .. ومات .. وكنت بعيدا .. لو كانت تريدها للرشيد ..
                    لأخذتها يا موسى..فعلتُ مالم يفعله المهدي .. فتوحات .. وغزو..وبلدان جديدة ..
                    ومطاردة للزنادقة الملاعين .. والخوارج .. و الطالبيين !!
                    العبد مولاي أمير المؤمنين
                    موسى ( يفاجأ به .. يتحرك .. صمت ) تعال
                    العبد أمر مولاي
                    موسى اقترب( يقترب العبد فيضع ذراعه على كتف العبد ) ستذهب فورا إلى مطابخ الأم (
                    يضع أصابعه فى حزام وسطه ويستخرج قارورة ) إن الأم تعانى من مرض عضال ..
                    وترفض أى دواء .. تعطى هذه القارورة .... أو تعرف أحدا هناك ؟
                    العبد أعرف .. أعرف يا مولاي
                    موسى لا أريد أن يعرف أحد ماتبغى .. ليتك لا تدخل المطابخ .. هل تستطيع أم أكلف
                    غيرك ؟
                    العبد جربني يا مولاي
                    موسى و إذا فشلت ؟
                    العبد اقتلني يا مولاي
                    موسى لك عندي مكافأة كبيرة .. كبيرة للغاية .. هذه مهمة سرية ..لا يعلمها إلا أنا و أنت
                    العبد أمر مولاي
                    موسى هذا الدواء يوضع بكامله فى وعاء الأم .. الأم فقط ..
                    العبد أمر مولاي
                    موسى لو أن أحدا أحس بك قتلتك بسيفي هذا !
                    العبد كما يرى مولاي
                    موسى إني فى انتظارك .. لا تجعلني أنتظر .. هيه
                    العبد لحظات ..وأنهى الأمر ..لحظات ..لحظة واحدة يامولاى
                    موسى هيا .. كن على ثقة أن مكافأتك على قدر فعلك !!
                    العبد أمر مولاي ( يخرج )
                    موسى ( يصفق فتأتى الجواري ، تحلقنه ، ويصببن له الكأس تلو الكأس ) أريد أن أثمل .. أثمل
                    حتى الموت .. أيتها الحوريات الصبوحات .. هيا أرقصن ..غادر ( وهى تتعلق برقبته )
                    غنى غادر .. غنى
                    غادر أمرك ياحبيبى ( تغنى )
                    وإذا صفا لك من زمانك واحد
                    فهو المراد وعش بذاك الواحد
                    يامن يلوم على الهوى أهل الهوى
                    هل تستطيع صلاح قلب فاسد
                    العبد ( يدخل العبد على حذر ويقترب من الخليفة ) مولاي أمير المؤمنين
                    موسى ماذا تريد .. اغرب عن وجهي ؟
                    العبد ( وهو يتراجع فى ذعر ) مولاي .. أأأأنا
                    موسى ( وهو يقف بصعوبة .. يصفق فتنصرف الجواري كلهن ) تعال .. لا تخف منى .. هل
                    أنهيت الأمر ؟
                    العبد أنهيته يا مولاي
                    موسى هل تأكدت أنه وعاؤها ؟
                    العبد نعم يا مولاي
                    موسى هل حملنه إلى الأم ؟
                    العبد حملنه يا مولاي
                    موسى هل أنت متأكد أنك لم تخطيء ؟
                    العبد متأكد يا مولاي
                    موسى أصدقني القول .. هل أنا ثمل ؟
                    العبد ليس تماما يا مولاي
                    موسى فلم تكذب ؟
                    العبد حاشاى أن أكذب على أمير المؤمنين !!
                    موسى كذبت .. كيف عرفت أنهن ذهبن به إلى الأم ؟
                    العبد الجارية مرجانة
                    موسى من الجارية مرجانة ؟
                    العبد جارية تعمل فى المطابخ يا مولاي
                    موسى هل هي جميلة ؟
                    العبد ليس تماما
                    موسى هل تحبها ؟
                    العبد أنا عبدك يا مولاي
                    موسى ألا تحبها ؟
                    العبد الحب للسادة وما خلق للعبيد يا مولاي
                    موسى اشرب هذه الكأس ( يقدم له كأسه )
                    العبد عفوا يا مولاي .. فأنا لا أشرب
                    موسى لا تحب .. و لا تشرب .. فلم تعيش ؟
                    العبد هكذا أراد مولاي !
                    موسى أنا ؟
                    العبد مولاي أمير المؤمنين !
                    موسى أتعرف ماذا فعلت ؟
                    العبد وضعت الدواء فى وعاء الأم .. مولاتى أم أمير المؤمنين
                    موسى هل أنت واثق أنه دواء ؟
                    العبد هكذا قال مولاي
                    موسى هل صدقته ؟
                    العبد الملوك لا تكذب يا مولاي
                    موسى قد يكذبون ؟
                    العبد العبد لا يناقش أوامر مولاه
                    موسى ألم تقل لنفسك لماذا جعل مولاي الأمر سرا ؟
                    العبد العبد ينفذ أوامر سيده
                    موسى أصدقني القول .. ألم تتساءل ؟
                    العبد وما فائدة تساؤلي يا مولاي ؟
                    موسى أنت تساءلت ؟
                    العبد لا يجب أن أتساءل فى أوامر مولاي
                    موسى لم أنت خائف .. لا تخف .. وأصدقنى القول ؟!
                    العبد مولاي
                    موسى ألم تقل لنفسك قد يكون سما ؟
                    العبد لم يحدث !
                    موسى ولم لم تفكر .. أليس لك عقل بشر ؟
                    العبد عقلي لمولاي و لتنفيذ أوامر مولاي !!
                    موسى مادام الأمر كذلك ؛ فأنت تستحق المكافأة ( يستل خنجرا ، ويطعن الخادم بقوة ..
                    وهو فى قمة مأساته ويتجمد المشهد ) .
                    وإذا صفا لك من زمانك واحد
                    فهو المراد وعش بذاك الواحد
                    يامن يلوم على الهوى أهل الهوى
                    هل تستطيع صلاح قلب فاسد


                    إظلام

                    اللوحة الرابعة
                    فى جناح الخيزران – فرش ومتكئات ومساند – بساط على الأرض .. مناضد متناثرة
                    الخيزران ( بين وصيفاتها ومزنة بجوارها ) ورجعت الخادمة بالماء البشرى من عند أبى قريش
                    الطبيب ..كانت أياما بيضاء .. وأبلغتني الخادمة بقول أبى قريش .. هذا الماء لامرأة
                    حامل فى ولد .. ذكر .. شالتني الأرض .. طرت فرحة .. لكنى خفت إن أنا أذعت
                    الأمر وأخبرت المهدي ، أن ينتهي الأمر على غير ما أحب .. كتمت فرحتي ..
                    وانتظرت شهرا ، اثنين ، ثلاثا ، حتى وافيت حملي .. وجاء موسى .. يا الله .. كان
                    ولدا رائعا !!
                    مزنة لكن كيف صبرت على سرك .. كيف بالله عليك ؟
                    الخيزران لا أعرف والله يامزنة ..خفت .. ربما أن يقال عن الخيزران كاذبة .. ثرثارة .. ناهيك
                    عن ........
                    وصيفة ( تقبل وصيفة ) مولاتى .. آن وقت العشاء
                    الخيزران انتظرن .. ربما أتى الرشيد .. أو يحي .. إني أسمع نباح الكلاب فى الخارج .. هيا
                    يا بنات .. أقول لك .. هاتى الطعام هنا !
                    مزنة أرى سيدي يحي لا يغيب عنا هذه الأيام ؟
                    الخيزران رجل خير .. بار .. والله اشتقت للرشيد كثيرا .. لله درك ياابن خالد .. مزنة لا
                    تنسى .. إن مراجل فى شهرها الأخير .. زوريها من وقت لآخر .. و لا تنتظريني
                    .. فربما انشغلت عنها !
                    مزنة مراجل شهية .. وجميلة .. وجلستها ندية
                    الخيزران وطيبة والله يامزنة .. بلسم .. لها رائحة العنبر و أنفاس الندى ..
                    مزنة ( وهى تتهتك ) هنيئا لمولاي هارون !!
                    الخيزران أما قلت لك إن الرشيد فى رحلة صيد ؟
                    مزنة تصوري نسيت يا أم !!
                    وصيفة سيدي يحي يا مولاتى
                    الخيزران دعيه يدخل .. ادخل يا أبا الفضل .. ياعشرة السنين الطوال .. ورائحة الأحباب
                    القائمين و الذاهبين !!
                    يحي سيدتى أم أمير المؤمنين .. كلابكم تحاول منعي من الدخول !!
                    الخيزران مزنة .. اطردي هذا الكلب ؟
                    مزنة (تطارد الكلب ، لا يستجيب ) يالك من كلب ابن كلب !!
                    يحي ربما كان جائعا .. انتظرى !
                    الخيزران مزنة .. ضعي له بعض الأرز فى طبق .. هناك فى الردهة !!
                    مزنة أيأكل العبد طعام الكلاب .. لن أتركه حتى أفضحه !
                    الخيزران هيا يامزنة .. الطعام كثير .. هيا
                    مزنة ( تتقدم تحمل طبقا وتمسك بملعقة خشبية وتضع بعض الأرز .. ثم تتحرك والكلب
                    خلفها ) صحيح ..كلب
                    الخيزران أهلا بك يا أبا الفضل .. هيه ألا من أخبار ؟
                    يحي دائما عندي أخبار .. أرسل يريد العودة !
                    الخيزران وبم أشرت عليه ؟
                    يحي ليس الآن يامولاتى
                    الخيزران لم ؟
                    يحي مولاي أمير المؤمنين وصل إلى حد الهياج والتهديد .. يريده فورا .. وأنا أشفق على
                    الرشيد !!
                    الخيزران يا لموسى حين يغضب !!
                    يحي لا أريد مواجهات .. تعرفين الرشيد .. لن يتردد فى التنازل وعقدها لجعفر .. ولهذا
                    قلت له ابعد قدر ما تستطيع !!
                    الخيزران ألا تخف يا رجل على نفسك .. هم يعلمون أنك المحرك لهذا الأمر ؟
                    يحي وهل يقبضها إلا بأمر الله .. هي مرة واحدة .. يامولاتى ( صوت صرخة لامرأة من
                    الخارج )
                    الخيزران ما هذا ؟
                    مزنة ( تدخل مرتاعة ) مولاتى .. مات الكلب .. مات !
                    الخيزران مات الكلب ؟
                    مزنة بمجرد ابتلاعه الأرز يامولاتى
                    يحي من أين جاء هذا الأرز ؟
                    مزنة من مطابخ الأم !
                    الخيزران ( تحط على السرير فى حالة رعب ) يريدون قتلى !!
                    يحي اهدئي
                    الخيزران ليس أحد غيره يا أبا الفضل .. هو من يريد قتلى !!
                    يحي هو من يامولاتى ؟
                    الخيزران موسى .. ابني .. حشا بطني .. ولدى
                    يحي لا .. لا .. رحتى بعيدا يامولاتى .. مستحيل .. لم يحدث بينكما ما يستدعى هذا..
                    وفوق هذا مستحيل أن يفكر مولاي بهذه الطريقة !!
                    مزنة نعم مستحيل يامولاتى
                    الخيزران عدو خفي .. ليس لي أعداء ..ليس لي أعداء !!
                    يحي سوف نعرف يامولاتى .. ونعرف من المقصود .. إني نازل إلى المطابخ ..بإذن مولاتى
                    ( يتحرك بغضب ) مزنة .. احتفظي بهذه المائدة بعيدا ( يتوقف مترددا .. يخرج )
                    الخيزران لم أكن أتصور أن سواد قلبه وصل إلى هذه الدرجة .. لم يفعل هذا .. يسمم أمه ..
                    أمه .. من يفكر بهذه الطريقة سهل عليه أن يتخلص من أخيه..نعم .. لولا عناية الله
                    لأصبحت في عداد الموتى .. الرشيد .. الرشيد .. إنه يفكر في قتله .. نعم .. يحي..
                    يايحى يابن خالد .. يا يحي !!
                    مزنة مولاتى .. مولاي يحي فى المطبخ
                    الخيزران أريده حالا .. حالا يامزنة ؟
                    مزنة اهدئى .. اهدئي و قولي الحمد لله
                    الخيزران يجب أن أتحرك بسرعة ..من يفكر بهذه الطريقة سهل عليه كل شيء .. كل شيء ..
                    لا شيء مقدس .. لا شيء له حرمته .. أين يحي؟( لنفسها ) لابد من التخلص منه
                    ..لن يترك أحدا .. لن يترك .. إنه الجنون بعينه ..أصبح الأمر بيدي أنا .. الخيزران
                    .. لا بد من قتل هذا الجاحد .. هذا الجاحد العاق .. روح طالها العطب .. كالكلب
                    المسعور إن لم يعقر خرب وقتل ( يعلو صوتها .. تجهش ) أين يحي ؟
                    وأجيل فكري في هواك
                    ... بلا لسان ناطق
                    أدعو عليك بحرقة
                    ... من غير قلب صادق


                    إ ظـلام

                    اللوحة الخامسة
                    فى جناح موسى الهادى ..فى حالة غير طيبة .. وقريبا منه جاريته غادر.. وهى فى حالة
                    ذعر من رؤيا رآها الخليفة
                    غادر مولاي وحبيبي .. ألم ننه أمر هذه الرؤية ؟
                    موسى لم تزل تعاودني يا غادر .. والليلة جاءت ومعها نفس الأبيات !
                    غادر يالها من رؤية !
                    موسى نعم .. اقتلي هذه الرؤية بالغناء .. هيا غنى الأبيات
                    غادر ( تبكى ) لكنها قاسية .. قاسية يا أبا محمد
                    موسى لأجلى غادر .. غنها لي لأجل خاطري عندك !
                    غادر كما تحب .. كما تحب ( تبكى ) قلبي لا يطاوعني
                    موسى ( يقدم لها كأسا ) اشربي .. اشربي .. يالها من رؤية
                    أخلفت عهدي بعد ما
                    جاورت سكان المقابر
                    ونسيتي وحنثت في
                    أيمانك الكذب الفواجر
                    ونكحت غادرة أخي
                    صدق الذي سماك غادر
                    غنى غادر .. اخلعيني من حبائل هذه الرؤية ..اخلعيني من نفسي .. وروحي أيتها الحبيبة
                    .. إنها تلح علىْ غادر
                    غادر وليلة زرتك .. أوقفت الدنيا على قدم .. وجئت بالرشيد .. وأغلظت لك الأيمان معه
                    بالطلاق والعتاق والحج ماشيا حافيا ..
                    موسى كأنها النهاية غادر
                    غادر نهاية من ؟
                    موسى نهايتي
                    غادر ( تنشج ) لا تقل هذا يا موسى .. لا تقله
                    موسى بالأمس كدت أقتل روحي
                    غادر موسى .. ماذا تقول ؟
                    موسى دفعتني شياطيني ؛ فكدت أسممها !
                    غادر من ؟
                    موسى روحي .. روحي غادر
                    غادر تقتل روحك .. لأجل هذه الرؤية ؟
                    موسى لا لم تكن هذه الرؤية .. كانت رؤية أخرى
                    غادر موسى .. ماذا ألم بك ؟
                    موسى الأحمال ثقال .. ومازال أمامي عهدا للمهدي لا بد من الوفاء به !!
                    غادر وما شأن هذا بتلك يا موسى ؟
                    موسى أحس بدنو الأجل !
                    غادر لا تقل هذا .. لا تقتلني موسى.. مازلت فى ريعانك .. أوجك .. مالك تتكلم كشيخ ؟
                    أنا السبب .. اقتلني موسى .. وانه وجعك من هذه الرؤى .. اقتلني !!
                    موسى أقتل نفسي غادر .. أنت روحي وعقلي..كل الدنيا( يقف مترنحا ) يبدو أنني أوغلت
                    كثيرا فى موضوع ولاية جعفر ولدى !!
                    غادر مازال الوقت طويلا يا موسى !!
                    موسى كلهم يتعجلني ..كل جلسائي يا غادر .. يصرون عليها .. كأنهم يدفعونني لقتل أخي ..
                    وهاهو يبتعد عنى .. أناديه و لا يجيب..سكن الخوف قلبه .. قالوا الرشيد يتصل بالولاة
                    .. الرشيد يحيك المؤامرة..صده قبل أن يصيدك .. الرشيد والخيزران يريدان قتلك !
                    غادر موسى .. أنت تتوهم .. لم أر أما تحب ولدها مثلما تحبك الخيزران ..دع شياطينك ترحل
                    .. دعها .. الرشيد .. ألم تقل فيه شعرا موسى ..ألم يحارب معركتك الأولى ياموسى
                    .. لو أرادها أخذها بحد السيف .. وكانت بين أصابعه .. أنسيت ماقلت لى .. أنسيت ؟
                    موسى إنهم لايتركون لى فرصة للتراجع ..اعقدها لجعفر .. يحي يفسد عليك الأمر .. الخيزران
                    ستقتلك .. بادر وتخلص منها .. أمي .. إنها أمي .. روحي ( يبكى .. يقهقه .. يبكى )
                    الكلاب تحب الخيزران .. حتى الكلاب .. وأنت يا موسى كنت أدنى من كلب ..
                    موسى الهادي صاحب البريد .. والغزوات .. قاتل الكفرة ..أدنى من كلب .. أدنى !!
                    وصيفة مولاي أمير المؤمنين !
                    موسى ما وراؤك ياجارية ؟
                    وصيفة مولاي الفضل فى انتظار الإذن بالمثول !
                    موسى لينتظر الفضل .. قولي له غدا يافضل .. غدا .. ألا ينتظر
                    وصيفة أمر مولاي
                    موسى انتظري ياجارية ( يلوح لغادر فتسرع بالتحجب ) دعيه يدخل
                    وصيفة أمر مولاى
                    موسى لقيط الربيع ..ثعلب ابن كيسان .. ظلمت نفسك بتوليته يا موسى .. كان النور فى
                    عينيك أينما سرت .. الآن .. أظلمت عيناك منذ ركبت مهرة الغدر .. تعال يافضل ..
                    ادخل .. ألا تدخل !!
                    الفضل عفوا يا مولاي
                    موسى حتى فى وقت راحتي يا فضل ؟
                    الفضل الأمر لا يحتمل التأجيل يا مولاي
                    موسى لا يحتمل التأجيل .. أنت دائما تتأبط شرا
                    الفضل مولاي
                    موسى لا عليك .. لا عليك ..وما الأمر الذي لا يحتمل التأجيل؟
                    الفضل يحي بن خالد
                    موسى ماله يحي ؟
                    الفضل يموت بحثا عن العبد !
                    موسى أي عبد يا فضل ؟
                    الفضل العبد الذي أرسله مولاى لمطابخ الأم
                    موسى من قال لك أنى أرسلت عبدا لمطابخ الأم ؟
                    الفضل مولاي
                    موسى من أدخل فى رأسك .. أنى أرسلت عبدا يا فضل ؟
                    الفضل مولاي
                    موسى ذكاؤك يخونك يا فضل .. أتتجسس على ؟
                    الفضل أبدا يا مولاي
                    موسى تتجسس على .. من أعلمك أن مولاك أرسل عبدا لمطابخ الأم ؟
                    الفضل مولاي عفوك .. ما قصدت تجسسا
                    موسى فأي شيء قصدت .. تكلم .. تكلم وإلا فصلت رأسك عن جسدك .. الآن ؟ ( وهو
                    يشهر سيفه )
                    الفضل ( يقعى أمام قدمي الخليفة ) عفوك يا مولاي
                    موسى لا عفو .. و لا سماح
                    الفضل جارية من المطابخ .. دلت عليه !
                    موسى دلت على من ؟
                    الفضل على العبد
                    موسى عبد من يافضل .. قف يا فضل ..كن وزيرا بحق .. و إلا
                    الفضل مولاي
                    موسى تذهب بأمري إلى هرثمة بن أعين
                    الفضل أمر مولاي
                    موسى يقبض على يحي بن خالد .. ويحبسه عنده .. فقط يحبسه
                    الفضل أمر مولاي
                    موسى هيا اخرج..اخرج..لا ترنى وجهك هذه الليلة مرة أخرى .. هيا ..بادر وتخلص منها ..
                    لن تتوقف .. لم يفلح خليفة له أم .. متى فلح خليفة له أم .. لماذا ؟ أمازلت هنا ..
                    اغرب عن وجهي !!
                    الفضل أمر مولاي ( يكاد يقع من خوفه .. يختفي )
                    موسى لم ياموسى .. ما أخطأ يحي بن خالد..نبهك إلى ضعف فيك آخر مرة .. نصحك ألا
                    تحنث .. تصبح قانونايا موسى .. لو حنث خليفة .. ماعاد لقسم أو عهد حرمة ..
                    يقيلك من عثرتك .. فتجازيه بالحبس ( فجأة يظهر ملك أبيض فى صورة المهدي أبيه )
                    أبى .. المهدي .. إنى فى حاجة إليك .. أبى .. خذنى بين ضلوعك !!
                    ‏المهدي أتذكر يوم قلت لك .. يا بني إذا صار الأمر إليك فتجرد لهذه العصابة ..أصحاب ماني ‏.‏
                    موسى ‏ لأقتلن هذه الفرقة‏.‏
                    المهدي أرحتني بالكلام فقط
                    موسى لا يا أبى .. لا
                    المهدي شغلك الندماء والنساء وذاتك الفارغة بحب السلطة والتسلط
                    موسى لا يا أبى .. ما شغلني شيء
                    المهدي وأمك يا موسى .. الخيزران ؟
                    موسى وسوسة شيطان يا أبى
                    المهدي وما للرشيد يبتعد عنك ؟
                    موسى يقولون يتصل بالولاة
                    المهدي تحفر قبرا بيديك يا موسى
                    موسى أبى .. إنهم يتآمرون على
                    المهدي تحفر قبرا بيديك .. انه ماوكلته إليك
                    موسى أفعل يا أبى .. أفعل
                    المهدي لا تقتل نفسك بقتل محبيك ..لا تقتل ..( وهو يختفي )
                    موسى أبى..أبى ..انتظر يا مهدى ..يا على ..ياعلى بن عيسى
                    على ( يدخل خائفا يرتعش ) مولاي
                    موسى هيىء لي ألف جذع من جذوع النخيل .. هيىء لي ألف جذع فورا
                    على مولاي
                    موسى لأصحاب الاثنين .. أصحاب الاثنين
                    على أمر مولاي .. أمر مولاي
                    موسى المهدي غاضب على ..المهدي غاضب على..غاضب على ( يترنح ويقعى أرضا ..
                    ويصدر بكاء )
                    غادر ( ترفع الخباء وتسرع نحوه ) مولاي
                    أغار عليك من نظري ومني
                    ومنك ومن مكانك والزمان
                    ولو أني خبأتك في جفوني
                    إلى يوم القيامة ما كفاني



                    إ ظـلام


                    اللوحة السادسة
                    إضاءة على وجه الخيزران دون كشف ملامح المكان
                    الخيزران ماتركت أمامي إلا بابا واحدا يا موسى ..باب النقمة .. أضنيت القلب ..وحرقت
                    كبدي .. غدت فحمة سوداء .. ماعاد بها ذرة حب أورحمة ..من رحمى جئت .. دمى
                    وأوردتي .. حرقت كل شيء ..كل شيء ..أي مصيبة حلت بك ياخيزران ..ولدك
                    قاتلك .. يتشهى موتك .. يامغيث .. مازرعت إلا الخير .. أينما سرت يمشى فى
                    ركابي .. وما نفضت عهد المهدي .. ولاخنته بكلمة واحدة .. حيا أو ميتا ؛ فلما كتبت
                    على كاهلي هذه الشقاوة يا ربى ؟ نهاية غير شريفة .. أسم بروحي وهواجسها ..
                    والشياطين تدبدب فى رأسي وكياني .. تصرخ فى وجهي ليل نهار ( تتحرك فى أرجاء
                    المسرح ) لن يتوقف .. لن يتوقف .. دبر قتلى..وسجن يحي البرمكى ليصيد الرشيد
                    .. غدا يقتله .. ولدى .. لا .. لا .. لا أنا سوف أضع النهاية .. أنا وليس هو ..
                    الخيزران سوف تضع نهايتك يا موسى ..يا ابن بطني ( تجهش ..إظلام .. إضاءة على
                    وجه الخليفة ، وقد نال منه السكر )
                    موسى قتلت روحك يا موسى .. واديك المقدس .. أمي .. سامحيني .. اعذري فعلى .. أنت
                    تهينني بين الناس .. تجعلين منى أضحوكة ..أمي ..يا روح قلبي وآية وجودي .. تركت
                    أذنيك للفضل بن الربيع يبث فيها سمومه ..كأنه يأخذ ثأر أبيه .. وأنت تعلم مايدور ..
                    تعلم جيدا .. ماذا فعل أبوه الربيع مع جدك وأبيك .. ما تركاهما حتى انقلبا على
                    أحبائهما .. على الأوفياء .. الأصدقاء والنخبة .. أسلمت نفسك له ؛ لتجدد المأساة ؛
                    كأنها لعبة .. لعبة كريهة ومكرورة .. ليست صديقا و لا صاحبا .. إنها أمك .. أمك ..
                    أفق يا موسى ..أفق ( صمت) بدأت طريقا فأتمها .. أكمل مابدأت .. أكمل مابدأت
                    .. أمى .. أكمل مابدأت .. أمى ( يترنح .. يسقط ..إضاءة على المكان .. يفزع القوم
                    .. يلتفون حوله )
                    الندماء مولانا أمير المؤمنين .. مولانا !!
                    بن دأب الخمر .. كان يشرب بنهم
                    إبراهيم أين الفضل .. يافضل .. يافضل يابن الربيع ؟
                    الفضل ( يدخل مسرعا ) ماذا هناك ؟
                    إبراهيم الخمر !
                    الفضل ( يحط بجانبه .. يتحسسه ) إنه مريض
                    خاسر الخمر .. سوف يكون بخير .. هيا يارجال
                    الفضل الطبيب .. أبو قريش
                    بن دأب أحسن علاج له الآن .. النوم يا فضل
                    موسى ( ترن فى أذنيه كلمات الرؤية التى غنتها غادر )
                    صوت أخلفت عهدي بعد ما
                    جاورت سكان المقابر
                    ونسيتي وحنثت في
                    أيمانك الكذب الفواجر
                    ونكحت غادرة أخي
                    صدق الذي سماك غادر
                    أمسيت في أهل البلى
                    وعددت في الموتى الغوابر
                    لا يهنك الألف الجد
                    يد ولا تدور عنك الدوائر
                    ولحقت بي قبل الصباح
                    وصرت حيث غدوت صائر
                    ( يغلق أذنيه ، يرفع رأسه ، يبصر القوم ) أمازلتم هنا .. هيا .. اتركوني وحدي .. على
                    ( يحاول الوقوف .. يترنح .. ينسحب القوم .. يعود الصوت يملأ أذنيه متداخلا مع
                    صوت الرشيد وهو يأخذ عليه العهد بعدم الزواج بغادر .. يغلق أذنيه .. يصرخ ) لا ..
                    لن تكوني لأحد غيري .. لى ( يتعثر.. يترنح ) غادر ..لن تكوني لأحد غير موسى
                    الهادي .. غادر ( تقبل مسرعة ، تدنو منه ) تعالى غادرالصوت يقتلني غادر .. لن تكوني
                    لأحد غيري !!
                    غادر ألم أقسم لك يا مولاي ( وهى تبكى )
                    موسى تكذبين .. أنت تكذبين .. رأيتك فى أحضان الرشيد .. كما كنت معي .. تماما .. تماما
                    آه .. عذابي لا حد له .. يداك في يديه .. شفتاك فى شفتيه .. آه .. همساتك الحارة ..
                    إيماءاتك .. لفتاتك القاتلة ..تسبيلة عينيك .. ذوبانك المميت .. آه .. لظى فى جوفي ..
                    لحمك يا بنت الأبالسة .. ويلي .. لهذا الحد هونت .. وهانت عشرتي لك ؟ ألا تبا لها
                    من حياة .. ما أشجعك أيها المقنع .. وما أبأسنى من رجل .. سمم كل زوجاته .. سممهن
                    .. ساعة قرر أن يضع نهاية تليق به .. يا الله .. يالشياطينى التي لا تهدأ لابد من قتلك ..
                    نعم .. قتلك دواء لكل أوجاعي .. نعم لا بـ...
                    غادر أرح نفسك .. اقتلني موسى .. اقتلني
                    موسى ( يجهش ) اقتل نفسي غادر .
                    غادر أرح نفسك .. اقتلني .. هي طعنة من يد أحبها .. وأعشق لمستها .. هيا يا موسى (
                    تقبل يده .. وهى تبكى ) هيا
                    موسى اقتل نفسي .. اقتل نفسي ( داخلي ) ألم تقتل أمك .. لكن كلبا أحبها أكثر منك ..
                    فمات عنها( يترنح يصيح ) لست كلبا.. لست كلبا ..
                    غادر ( تقعى تحت قدميه ) أرح نفسك .. موسى ( تقف .. تلمه بين ذراعيها )
                    موسى ابعدي عنى يا غادرة .. تنتظرين موتى .. تنتظرين موتى .. لكنني لن أجعلك تنتظرين
                    .. لن أجعلك تنتظرين ( يستل خنجرا ويطعنها وهى بين أحضانه ) .
                    غادر قتلتني موسى .. استرح ياحبيبى .. استرح .. ضمني .. ضمني (تلقى برأسها على
                    صدره ) حبيبي موسى يا أحب الناس .. لا تنس غادر .. تذكر أنها لم تغدرك كما
                    غدرتها موسى ( تسقط .. يقعى إلى جوارها غير مصدق )
                    موسى ( يتأمل وجهها الساكن .. يحاول الوقوف .. يترنح .. يمضى إلى جانب المسرح ) قتلتها
                    .. قتلتها .. ما عاد غادر .. ما عاد غادر ( يتحرك مقتربا منها )
                    الفضل ( يدخل ) تفضل يا أبا قريش ( يفاجأ بمولاه على هذا الشكل .. يسرع إليه ) مولاي
                    موسى ما عاد غادر .. ما ( يترنح ؛ فيتلقفه الفضل قبل أن يسقط )


                    إظلام



                    اللوحة السابعة
                    فى جناح الأم .. الخيزران ترتب لشيء ..وتتخذ قرارا صعبا
                    الخيزران يامزنة
                    مزنة ( تدخل مسرعة ) سيدتي المحبوبة
                    الخيزران ألا من أخبار ؟
                    مزنة أية أخبار تريدين يا حبيبة ؟
                    الخيزران الرشيد .. يحي .. مراجل ؟
                    مزنة لم يعد .. مازال بعيد .. ليته يعود .. إن مراجل تتألم !
                    الخيزران إيه .. آلام الوضع ؟
                    مزنة مازالت فى أولها .. يومين .. ثلاثة .. ويأتي ولى العهد
                    الخيزران ويحي ؟
                    مزنة لا جديد يامولاتى .. مازال فى قبضة هرثمة بن أعين !
                    الخيزران مزنة .. أريد أربع جواري من أفضل ما عندنا
                    مزنة لم يا حبيبة ؟
                    الخيزران لا .. إنما أردت إهداءهن لموسى .. ولدى
                    مزنة الله ما أجملك .. ما أروع قلبك يا خيزران
                    الخيزران أريدهن حالا يا مزنة !
                    مزنة حالا
                    الخيزران أريد الاختلاء بهن قبل أن يذهبن !
                    مزنة أمرك يا حبيبة ! ( تخرج )
                    الخيزران إيه ياخيزران .. هكذا قررت بعد طول تفكير .. لا حل .. لم يترك لى خيار .. سامحني
                    يا ربى .. كل شيء يتهدده الخطر .. الخلافة ..الرشيد .. الناس .. من يقتل أمه ..
                    يقتل أخاه .. يقتل الناس .. سيكون بحر دم !!
                    مزنة مولاتى .. الجواري
                    الخيزران أدخلهن على !
                    مزنة هيا .. ادخلن ( تدخل أربع جواري )
                    الخيزران سلمت يداك وعيناك يا مزنة ..كلهن أصحاء .. جميلات .. اتركيني معهن يا مزنة !
                    مزنة أمرك يا حبيبة !
                    الخيزران هل فيكن من ترقص أو تغنى ؟
                    جارية1 أنا .. أنا أرقص يا مولاتى !
                    جارية2 وأنا أيضا يا مولاتى
                    جارية3 أما أنا .. فأغنى يا مولاتى .. هل أسمعك شيئا
                    الخيزران نعم .. أسمعيني صوتك
                    جارية 3 يا خيزران هناك ثم هناك إن العباد يسوسهم ابناك
                    الخيزران أحسنت .. وأنت ؟
                    جارية4 أجيد النقر على الدف والندب إذا لزم الأمر
                    الخيزران جميل جدا .. تلبسن أجمل ما لديكن من ثياب.. وتذهبن إلى جناح الخليفة .. تدخلن
                    عليه وتقلن .. أرسلتنا مولاتى الخيزران هدية لأمير المؤمنين .. أريد نعومة .. تهتك ..
                    عرى .. حتى يأمن لكن .
                    الخيزران سوف أعطيكن بنجا .. تستخدمنه إذا لم الأمر !
                    الجواري بنجا ؟
                    الخيزران إيه يا جارية السوء .. اسمعي واحتفظي بلسانك فى فمك وإلا قصصته !
                    الجواري السمع والطاعة يا مولاتى
                    الخيزران تلاعبنه حتى تصلن به إلى سريره مخمورا .. متهتكا .. ثم تداعبنه .. وتتلاعبن به ..وفى
                    أثناء ذلك تضعن وسادة على وجهه .. وتجلسن فوقها ..كلكن .. إنه قوى .. قوى
                    للغاية .. لو أفلت منكن قتلكن شر قتلة .. الآن عرفتن ما أريد !!
                    الجواري عرفنا يامولاتى
                    الخيزران الموت لمن تفتح فمها بكلمة
                    الجواري مولاتى فإذا كشف أمرنا
                    الخيزران لن يكشف أمركن إلا إذا تراخيتن فى تنفيذ أوامري !
                    الجواري نقصد دهمنا الوزير أو إحدى زوجاته ؟
                    الخيزران لم تفعلن شيئا .. تداعبن الخليفة .. وطالما كان الخليفة فى سريره لن يجرؤ أحد على
                    الاقتراب .. هيه !
                    الجواري أمر مولاتى
                    الخيزران فى مقابل ذلك إذا نجحتن فى المهمة أعطيكن حريتكن .. مع أموال وجواهر ثمينة
                    الجواري لك السمع والطاعة يا مولاتى
                    الخيزران هيا .. تطيبن .. والبسن أجمل ما عندكن من ثياب .. هيا
                    الجواري ( ينسحبن ) أمر مولاتى
                    الخيزران لا حديث مع أحد .. لا كلمة .. قطع الرقبة إذا مافاهت أحداكن بكلمة .. هيا ..
                    حتى مزنة المروانية .. هيا !
                    إ ظـلام

                    اللوحة الثامنة
                    الخليفة موسى الهادي فى فراش المرض .. الطبيب معه
                    أبوقريش لا .. لا .. أنت اليوم أفضل بكثير
                    موسى ( بضعف ) وعكة لم تخطر على بالى
                    أبو قريش أثقلت على نفسك يا مولاي
                    موسى كأسان .. فقط كأسان لا أكثر!
                    أبوقريش كأسان .. قل قارورة .. اثنتين .. ثلاث
                    موسى والله يا أبا قريش
                    أبوقريش لا تجهد نفسك يا مولاي .. بحق الله لا تكثر
                    موسى أمرك يا أبا قريش
                    أبوقريش الأمر لله وحده يا مولاي .. إن لم تخف على نفسك .. أولادك .. رعيتك .. ما متعك
                    به الله سبحانه من فتوح وبلدان فاقت الآفاق !
                    موسى ألا تجلس قليلا ؟
                    أبوقريش تحت أمر مولاي ..أتركك لتنام .. وتمرالأزمة على خير
                    موسى هل الأمر خطير يا أبا قريش ؟
                    أبوقريش وعكة بسيطة نتيجة الإفراط فى الشراب .. قلة النوم ...
                    موسى أصحاب الاثنين قاتلهم الله !
                    أبوقريش وزيرك ..نوابك .. فرسانك .. أما أنت ؛ فحياتك علينا غالية !!
                    موسى هناك أمور لا يقوم بها إلا خليفة !
                    أبو قريش تؤجل يا مولاي .. تعلق حتى تسترد صحتك ( يخرج )
                    موسى لم تأتى أمي .. الخيزران .. أمازلت ناقمة على ؟ أسأت إليك يا أمي ( يجهش بضعف )
                    أتضحك على نفسك يا موسى .. داخلك إصرار على الفتك بها .. تراجعت .. ليتك
                    تراجعت يا موسى !
                    الفضل مولاي
                    موسى تعال يا فضل .. كيف تسير الأمور ؟
                    الفضل بخير .. حسك فى الدنيا يا مولاي .. شفاك الله وعافاك
                    موسى ألم يصل أمر مرضى إلى الخيزران ؟
                    الفضل لابد أن الأمر وصل إلى سمعها .. إن لم يكن من الأمراء و الأقارب ؛ فمن الجواري
                    والعبيد !
                    موسى لا تكن قاسيا على يا فضل !
                    الفضل أنا .. وعلى من .. أمير المؤمنين .. ليتني مكانك
                    موسى أريد أمي يا فضل .. أريدها ؟
                    الفضل نسيت أمرا .. أرسلت إليك منذ يومين أربع جواري حسان .. يبدو أنها تسترضيك
                    بهن !
                    موسى لم تقل لي ؟
                    الفضل كنت فى غيبوبة المرض !
                    موسى أريد أمي حالا !!
                    الفضل أمر مولاي .. لكن .......
                    موسى لكن ماذا .. أسرع .. ربما كانت الأخيرة
                    الفضل مولاي .. لا تقل هذا .. أنت بخير
                    موسى أريد رؤيتها حالا .. لماذا تماطلني يا فضل .. هاتها .. هاتها !!
                    الفضل جعفر ابن مولاي موسى و أخواته بالباب !
                    موسى ليس الآن .. لا تقتلني يا فضل .. لا تقتلني
                    الفضل أنا .. شلت يميني قبل
                    موسى ( يقاطعه ) حين أسترد صحتي .. الآن أريد أمي
                    الفضل مولاي .. الأولاد يبكون يريدون رؤيتك
                    موسى لا تثقل على .
                    الفضل أمر مولاي
                    موسى وأين غادر .. لم لا أراها ؟(يهمس صوت غادر ثم يتضح بشكل أقوى وأنعم )
                    غادر موسى .. حبيبى .. تعال .. تعال .. تعال !!
                    موسى غادر .. أين أنت غادر .. كأن صوتك يأتى من جب !
                    غادر تعال موسى .. أغثنى موسى .. أغث غادر .. أغثنى
                    موسى غادر ( يهم بإجابتها يعجز ) ليتنى أستطيع .. ليتنى .. إنى أموت غادر .. غادر .. تعالى
                    .. تعالى غادر!
                    غادر ليتنى أقدر .. ليتنى موسى ( تختفى من أمامه )
                    موسى غادر .. لا تتركينى .. لا تتركينى .. غادر .. أين غادر؟
                    الفضل ( يحدق فيه باستغراب ) باكية نادبة ؛ فخشيت أن تزيد الأمر سوءا ؛ فأغلقت عليها !!
                    موسى هاتها يافضل .. خل بينها وبينى !
                    الفضل ليتنى أستطيع .
                    موسى قلت لك هاتها .. أتعص أمر الخليفة ؟
                    الفضل مولاي .. حتى تسترد عافيتك !
                    موسى نعم نعم ؛ لك كل الحق يافضل ، لا يجب أن تراني هكذا
                    الفضل أترك مولاي ليستريح !
                    موسى أمي يا فضل .. هيا ..لا تغب عنى .. انتظر يا فضل .. على بعبد الله بن مالك .. الآن
                    .. وقبل أن تذهب إلى الأم !
                    الفضل أمر مولاي ( وهو يخرج ) يموت .. إنه يموت .. هذا شيء لم يكن فى الحسبان .. ربما
                    بالفعل هي صحوة ما قبل الموت .. ربما ( يخرج )
                    موسى بيدي حفرت قبري يا أبى .. أحس بدنو الأجل .. الموت يحاصرني .. أمازال الرشيد بعيدا
                    .. عد يا أخي .. لا تخف منى .. أرنى وجهك الطيب يا هارون .. أمي .. لست خائفا ؛
                    فالموت حق على كل كائن .. أريد هارون .. الأولاد سبع صغاريا موسى .. سبع .. لمن
                    تتركهم .. الله ( يتنهد بها ).. أمي ..سامحيني يا أمي.. لا تكليني لذنبي .. يا خيزران .. يا
                    خيزران حنانيك .. ادفئى روحي من هذا الثلج .. يا خيزران !!
                    عبدالله مولاي أمير المؤمنين
                    موسى من ؟
                    عبدالله خادمك .. ابن مالك
                    موسى تعال يا عبد الله .. اقترب منى .. تذهب بأمرى إلى هرثمة بن أعين .. قل له أطلق سراح
                    يحي بن خالد .. بل قل له .. هات يحي بن خالد لمقابلة الخليفة !!
                    عبدالله أمر مولاي
                    موسى فورا يا عبد الله .. فورا
                    عبدالله أمر مولاي ( يخرج )
                    الجواري ( يدخلن متهزهزات .. يتراقصن .. يصبحن على سريره .. يداعبنه )
                    جارية1 ماذا ألم بالحلوة .. البيضاء .. الجميلة ؟
                    جارية2 هيا .. اشتقن إليك يا مولاي
                    موسى من أنتن .. ومن أذن لكن ؟
                    جارية3 الأم الوالدة .. أرسلتنا لنثلج صدر مولانا
                    جارية4 تعالى ياجميلة الجميلات ( يلتففن حوله ..كل من ناحية )
                    موسى ابتعدن قليلا .. أكاد أختنق
                    جارية3 ألا تشرب يا مولاي ؟
                    موسى ابتعدن .. هيا ابتعدن يا عاهرات .. يا على .. يا على ابن عيسى
                    جارية1 هل أستدعيه لمولاي ؟
                    موسى يابن عيسى
                    الجواري ( فجأة يضعن الوسادة على وجهه .. وينمن فوقها .. هو يتملص ويقاوم .. بينما
                    تدخل الخيزران صارخة )
                    الخيزران لا .. لا .. توقفن .. توقفن .. موسى .. ولدى موسى .. ولدى .. ريحانتي !!
                    صوت ( ماشاء الله ) يموت خليفة ويعلو خليفة ويولد خليفة ( تتكرر مع صرخة الخيزران ..
                    ويعلو أخيرا بكاء طفل ولد توا )
                    ما للمنازل لا يُجِبْنَ حزينـا.
                    أصممن أم بَعُدَ المَدَى فبلينا.
                    رَاحُوا العشيَّةَ روحة مذكورة
                    إن متن متنا ، وإن حيين حيينا




                    ستار














                    الأشعار المذكورة في النص من التراث العربي لنفس زمن الأحداث
                    sigpic

                    تعليق

                    يعمل...
                    X