-1-
سألني
: " متى يحبط المبدع ؟ "
قلت : " لما جاهل يجي يرفع عينه فيه ويقيمه "
-2-
بعد أن مزقت آخر قصائدي .. قررت أن أحرقها .. في أثناء الحرق تشكل الدخان كائنا يشبهني .. لم أدهش حيث أنني اعتدت ذلك منذ فترة .. لما سألته .. من أنت .. قال : " شيطانك " . فزعت ،ثم انطلقت ثائرا : " شيطاني !! امش .. موش عايزك تقرب ..رد في هدوء : " لأه ، أنا عايز أخدمك ..و بعدين ما تخفش قوي كده "
تخدمني ! .. وماخفش يا عم روح .. يا عم روح لحالك .
ألح عليَّ قائلا " طب جربني " أجرب ؟!! … لأه .. و لا أقولك .. ماشي أجرب .. وديني الجنة .
الجنة دانت بتحلم .. قالها في نفسه ، ثم تحدث قائلا :" نادي الأدب ؟!! رددت مازحا : " يا عم باقولك الجنة .. الجنة !! .. موش جهنم !! .
-3-
بعد مداولات طويلة .. لم يعجبني شيء ،فقررت الافتراق ." وريني عرض أكتافك .. شكلك كده عاوز توديني النار !! امش من قدامي لاحسن أحرقك "
تحرقني ؟ أنا عارف أنت عايز تروح فين .. وبحذرك : زي ما فيه هناك سقراط .. حتلاقي برضه خلاصة السوفسطائيين ، و موش حتقدرأبداع الصراع
-4-
أنقذونا :
رائحة السوفسطائيين
تملأ كل أرجاء المكان
وتخنق كل إبداع حقيقي .
هناك .. وبعد صراخ الأطفال ، و اجتماع الناس بقرب النهر ؛ ليروا ماذا حدث .. امرأة تبكي وبيدها اليسرى منديل وعليه دم .. قالت أنه قد خرج من بين فخذيها .. أبتسم ابتسامة ساخرة ؛ فأنا أدرك أنه كذب ؛ فأنا أعرفها جيدا .. " عاهرة " التقط كل من الحاضرين شرشرة على شكل نصف دائرة ، وصرخ : "مين ده ؟ إحنا لازم نقتله " .
أشارت باليمنى إلى شجرة التوت ، وقال الأطفال بصوت يختلط بالبكاء
: " عمي هو اللي جرح عمتي " ؛ فثارت من بين الحاضرين بنت : " أستغفر الله .. أستغفر الله العظيم .. هي حصلت أنا لازم أموته بنفسي .. هو فين ؟!! .. قلت في نفسي : " يا ختي اتلهي هو إنت فاهمة أي حاجة .
اقترب أحد الحضور من الشجرة ، وأمسك بأحد فروعها ، وظل يهزه حتى بدا الآخر وهو يصرخ في الناس
" حقع .. أنا حقع يا ولاد الكلب وانتم برضه موش فاهمين حاجة ". ثم سقط على الأرض ؛ تعجبت الناس إذ أنه سقط بخفة .. سقط واقفا ولم يحدث له شيء .. برغم أنه سقط من مكان عال .
ظل يتجول بين الحاضرين بخفة ، ثم اتجه نحوي وهو يبتسم ، وأشار لي بسؤال ؛ أشرت : نعم أنا أدرك جيدا ، أخصب أراضي الخير شاعر ، ولما سألني عن أخصب أراضي الشر قلت : شاعر . ثم رددت : "
أصل الشاعر لو كان حقه بجد ..
يرمي قلوعه ف وسط الليل ..
إما الكلمة تعدي تجيب الصبح
إما تنادي إبليس يتعلم منها الشعر " .
-5-
وشمٌ غالٍ على جسد بخس
ذاك الجسد الملعونُ يحاول
جذب بساط الفكرِ
لعمق الهوة فاحذر
على الجانب الآخر من النهر ، وبعد انتهاء تلك الجولة الحارة و التي لم تحسم بعد
..خرجت " هناء "
جسد عارٍ شفاف ٌ
يستتر ُ
بعفاف الأرض العربيةِ
تحمله
أنفاس الشعرِ المنقوشة
فوق جناح الحرية .. بينما هو (شيطان بقلب حورية ) يلف .. يدور .. يبحث عن ذاك السهم الذي جرح " هراء " (الجسد البخس ) ؛ ليعلن للعالم كله أن عليه دم كذب .
عبد المقصود الصياد
سألني
: " متى يحبط المبدع ؟ "
قلت : " لما جاهل يجي يرفع عينه فيه ويقيمه "
-2-
بعد أن مزقت آخر قصائدي .. قررت أن أحرقها .. في أثناء الحرق تشكل الدخان كائنا يشبهني .. لم أدهش حيث أنني اعتدت ذلك منذ فترة .. لما سألته .. من أنت .. قال : " شيطانك " . فزعت ،ثم انطلقت ثائرا : " شيطاني !! امش .. موش عايزك تقرب ..رد في هدوء : " لأه ، أنا عايز أخدمك ..و بعدين ما تخفش قوي كده "
تخدمني ! .. وماخفش يا عم روح .. يا عم روح لحالك .
ألح عليَّ قائلا " طب جربني " أجرب ؟!! … لأه .. و لا أقولك .. ماشي أجرب .. وديني الجنة .
الجنة دانت بتحلم .. قالها في نفسه ، ثم تحدث قائلا :" نادي الأدب ؟!! رددت مازحا : " يا عم باقولك الجنة .. الجنة !! .. موش جهنم !! .
-3-
بعد مداولات طويلة .. لم يعجبني شيء ،فقررت الافتراق ." وريني عرض أكتافك .. شكلك كده عاوز توديني النار !! امش من قدامي لاحسن أحرقك "
تحرقني ؟ أنا عارف أنت عايز تروح فين .. وبحذرك : زي ما فيه هناك سقراط .. حتلاقي برضه خلاصة السوفسطائيين ، و موش حتقدرأبداع الصراع
-4-
أنقذونا :
رائحة السوفسطائيين
تملأ كل أرجاء المكان
وتخنق كل إبداع حقيقي .
هناك .. وبعد صراخ الأطفال ، و اجتماع الناس بقرب النهر ؛ ليروا ماذا حدث .. امرأة تبكي وبيدها اليسرى منديل وعليه دم .. قالت أنه قد خرج من بين فخذيها .. أبتسم ابتسامة ساخرة ؛ فأنا أدرك أنه كذب ؛ فأنا أعرفها جيدا .. " عاهرة " التقط كل من الحاضرين شرشرة على شكل نصف دائرة ، وصرخ : "مين ده ؟ إحنا لازم نقتله " .
أشارت باليمنى إلى شجرة التوت ، وقال الأطفال بصوت يختلط بالبكاء
: " عمي هو اللي جرح عمتي " ؛ فثارت من بين الحاضرين بنت : " أستغفر الله .. أستغفر الله العظيم .. هي حصلت أنا لازم أموته بنفسي .. هو فين ؟!! .. قلت في نفسي : " يا ختي اتلهي هو إنت فاهمة أي حاجة .
اقترب أحد الحضور من الشجرة ، وأمسك بأحد فروعها ، وظل يهزه حتى بدا الآخر وهو يصرخ في الناس
" حقع .. أنا حقع يا ولاد الكلب وانتم برضه موش فاهمين حاجة ". ثم سقط على الأرض ؛ تعجبت الناس إذ أنه سقط بخفة .. سقط واقفا ولم يحدث له شيء .. برغم أنه سقط من مكان عال .
ظل يتجول بين الحاضرين بخفة ، ثم اتجه نحوي وهو يبتسم ، وأشار لي بسؤال ؛ أشرت : نعم أنا أدرك جيدا ، أخصب أراضي الخير شاعر ، ولما سألني عن أخصب أراضي الشر قلت : شاعر . ثم رددت : "
أصل الشاعر لو كان حقه بجد ..
يرمي قلوعه ف وسط الليل ..
إما الكلمة تعدي تجيب الصبح
إما تنادي إبليس يتعلم منها الشعر " .
-5-
وشمٌ غالٍ على جسد بخس
ذاك الجسد الملعونُ يحاول
جذب بساط الفكرِ
لعمق الهوة فاحذر
على الجانب الآخر من النهر ، وبعد انتهاء تلك الجولة الحارة و التي لم تحسم بعد
..خرجت " هناء "
جسد عارٍ شفاف ٌ
يستتر ُ
بعفاف الأرض العربيةِ
تحمله
أنفاس الشعرِ المنقوشة
فوق جناح الحرية .. بينما هو (شيطان بقلب حورية ) يلف .. يدور .. يبحث عن ذاك السهم الذي جرح " هراء " (الجسد البخس ) ؛ ليعلن للعالم كله أن عليه دم كذب .
عبد المقصود الصياد
تعليق