كان مستلق على سريره متخذا وسادته مسندا له ،فهو لا يقو على الجلوس حتى! غدا تكون ستون عاما مضت من عمره، كان مستغرقا في النظر عبر النافذة مستعينا بالأضواء المشعلة بالغرفة، يبدو أنه يحاول البحث عن شيء في تلك السماء ربما حلم أراد أن يحققه أو أمل تمنى لو يبلغه أو انجاز تطلع أن يحرزه. كانت السماء صافية تتزين بالنجوم كعروس تنتظر بعلها والقمر بدرا يتوسط السماء باعثا نوره في الظلام رغم وحدته، السكون كان يملا الغرف لولا أن ابنه بعد أن طرق الباب اخترق صمت المكان ليعلن دخوله الغرفة. أرجو أن لا أكون أزعجت خلوتك؟ خاطب والده، أجابه: لا بالعكس فقد كنت سأرسل بطلبك الابن: أأمرني؟ أهناك شيء ترغب أن أجلبه لك؟ الوالد: ليس شيء لتجلبه و لكني أريد إخبارك شيئا مهما ،الابن:وما هو هذا الشيء المهم؟ الأب: قبل أن أخبرك أريدك أن تقف هناك بالقرب من الشباك. تحرك الشاب بسرعة نحو الشباك مستغربا طريقة تصرف والده،الابن و ماذا بعد؟ الأب: التفت إلى السماء و أخبرني ماذا ترى؟ الابن ما بك يا والدي الليلة أنت تتصرف بشكل غريب،الأب فقط افعل كما أخبرك الابن لك ذلك، كل ما أراه هو قمر و نجوم و سماء صافية ليس إلا الأب: اقترب مني يا بني ،وبسرعة أيضا اقترب منه الابن الأب: سأخبرك شيئا لم تتمكن من رؤيته عبر الشباك و لكنني أنا تمكنت من رؤيته مع أن نظري أصبح بالكاد يساعدني،هناك في السماء يقبع القمر منذ بداية الخلق وحيدا دون أن يشكو الوحدة على الرغم من أن كل الناس تحبه وكل الناس تتمنى لو أنها تستطيع الذهاب إليه إلا أنه يبقى وحيدا أتعلم يا بني لقد عشت ستين عاما لم ألحظ فيها جمال القمر إلا اليوم مع أنه دائما هناك وأنا دائما انظر إلى السماء، لقد كنت أعتقد نفسي ذكي كفاية في صغري ولكن مع ما بلغ بي الكبر أدركت أنني لا زلت أحتاج الكثير ، الابن: ما بالك يا أبي تتكلم كما لو أنك لم تحقق شيئا أبدا في حياتك الأب: و من قال ذلك ،لقد حققت الكثير في حياتي و عملت الكثير من الأشياء إلا أن ذلك جعلني أفوت شيئا أهم من ذلك كله الابن: وما هو ذلك الشيء؟ الأب: انه يحيط بنا باستمرار إلا أننا نواصل تجاهله تماما الابن:أرجوك يا أبي لا تحيرني أكثر من ذلك فانا لست في مزاج جيد الأب: ألم أخبرك أننا نفوته، لا تقلق سأخبرك أنه جمال القمر،أقصد جمال الحياة ،أتعرف رغم جميع ما حققته فاتني أن أتمتع بجمال الحياة تخيل أنني كنت أعيش مع أمك لأكثر من ثلاثون سنة ولكن لم أستطع أن أرى كم هي جميلة، ثلاثون سنة لم ألاعبك فيها ولا مرة واحدة حتى ، ثلاثون سنة لم أخرج فيها لأروح عن نفسي، ثلاثون سنة لم أقبل فيها ابنتي الوحيدة ، ولكن للأسف لم أدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان ،الابن أرجوك يا أبي لا تقل ذلك، فلازلت صغيرا وأمامك العمر كله، الأب أرجوك يا ابني احترم شيبة رأسي ،أوتراني أحمقا أنا أعلم أنه لم يتبق لي الكثير في هذه الحياة، لذلك أريد أن أبلغك وصية ،ثم قرب منه يده و ضمها إلى يده و قال أعلم يا بني أن العمر مهما طال فلا بد له من نهاية ، و أنه مهما فعلت فلازال الكثير لتفعله،لذلك عليك أن لا تنغمس في عملك، وتجعله ينسيك الكثير من الأمور المهمة، عليك أن تتزوج، و أن تسعد زوجتك و تغمرها بحبك، عليك أن تنجب الأبناء و تعتني بهم و تربيهم، ولا تنس أن تروح عن نفسك من الفينة إلى الأخرى لأن النفس تكل و تتعب لدرجة أنها لا تدرك ذلك ، أحرص على ما أخبرتك و تذكر دائما أن العائلة هي أهم شيء في حياة الإنسان وحينما دقت الساعة لتعلن تماما الثانية عشرة ضغط الوالد على يد ابنه و قال أعذرني يا بني إلا أن موعد رحيلي قد جاء تذكر ما وصيتك به دائما، والآن وداعا سأراك لاحقا ثم استغرق في غيبوبة لم يكد يفق منها إلا ميتا
حكمة على سرير الذكرى
تقليص
X
-
*** مسابقة الموضوعات الصفرية.
[frame="11 98"]
*** وصية من القلب ***
حكمة على سرير الذكرى .قصة جميلة جدا , تحمل في طياتها مشهدا حواريا يجمع الأب والأبن في ليلة قمرية صافية , أكمل فيها الهلال دورته المعتادة. ليلة ليست كباقي الليالي . أنها ليلة الوداع الأبدي ونصيحة ووصية من القلب الى القلب . أب مودع و ابن مقبل على الحياة . نسجت باسلوب حواري متقن .
ابدعت أخي أحمد عمر القاروط. أطلب منكم اعادة صياغتها من جديد مع الحرص على رسم الحوارمع استعمال أدواته التشويقية مع الرجوع الى السطر. و التفضل بنشرها في ركن القصة القصيرة. سيستفيذ منها المتصفح بكل تأكيد. شكرا و السلام عليكم .
[/frame][frame="1 98"]
*** حفصة الغالية أنت دائما في أعماق أعماق القلب, رغم الحرمان...فلا مكان للزيارة ما دمت متربعة على عرش القلب.
***
[/frame]
-
-
*** مسابقة الموضوعات الصفرية.
[frame="11 98"]
*** وصية من القلب ***
حكمة على سرير الذكرى .قصة جميلة جدا , تحمل في طياتها مشهدا حواريا يجمع الأب والأبن في ليلة قمرية صافية , أكمل فيها الهلال دورته المعتادة. ليلة ليست كباقي الليالي . أنها ليلة الوداع الأبدي ونصيحة ووصية من القلب الى القلب . أب مودع و ابن مقبل على الحياة . نسجت باسلوب حواري متقن .
ابدعت أخي أحمد عمر القاروط. أطلب منكم اعادة صياغتها من جديد مع الحرص على رسم الحوارمع استعمال أدواته التشويقية و الرجوع الى السطر.
التفضل بنشرها في ركن القصة القصيرة. سيستفيذ منها المتصفح بكل تأكيد. شكرا و السلام عليكم .
[/frame][frame="1 98"]
*** حفصة الغالية أنت دائما في أعماق أعماق القلب, رغم الحرمان...فلا مكان للزيارة ما دمت متربعة على عرش القلب.
***
[/frame]
تعليق
-
-
*** مسابقة الموضوعات الصفرية.
[frame="11 98"]
*** وصية من القلب ***
حكمة على سرير الذكرى .قصة جميلة جدا , تحمل في طياتها مشهدا حواريا يجمع الأب والأبن في ليلة قمرية صافية , أكمل فيها الهلال دورته المعتادة. ليلة ليست كباقي الليالي . أنها ليلة الوداع الأبدي ونصيحة ووصية من القلب الى القلب . أب مودع و ابن مقبل على الحياة . نسجت باسلوب حواري متقن .
ابدعت أخي أحمد عمر القاروط. أطلب منكم اعادة صياغتها من جديد مع الحرص على رسم الحوارمع استعمال أدواته التشويقية و الرجوع الى السطر.
التفضل بنشرها في ركن القصة القصيرة. سيستفيذ منها المتصفح بكل تأكيد. شكرا و السلام عليكم .
[/frame][frame="1 98"]
*** حفصة الغالية أنت دائما في أعماق أعماق القلب, رغم الحرمان...فلا مكان للزيارة ما دمت متربعة على عرش القلب.
***
[/frame]
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 79165. الأعضاء 3 والزوار 79162.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
Powered by vBulletin® Version 6.0.7
Copyright © 2025 MH Sub I, LLC dba vBulletin. All rights reserved.
Copyright © 2025 MH Sub I, LLC dba vBulletin. All rights reserved.
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش-1. هذه الصفحة أنشئت 18:58.
يعمل...
X
😀
😂
🥰
😘
🤢
😎
😞
😡
👍
👎
☕
تعليق