شموس جديس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    شموس جديس

    شموس جديس
    شخوص النص
    الشموس : عفيرة جديس دون العشرين جميلة شاعرة تكره الظلم
    والعنت ،وتأباه نفسها ، إلا أنها تساق إليه مرغمة
    ولكنها تحول صحراء جديس لنهر من دماء
    عمرو :أخو عفيرة سيد قومه – حسب ما جاء عند أبى الفرج –
    هو الأسود الذي لا يطيق الذل حين يدركه هو في شخص
    عفيرة المغتصبة
    الربيع : الزوج المغدور ،والمحب
    عمليق : طاغية جديس وهو ينتمى لعما ليق اليمن أيام حسان اليماني
    وهو يتعامل كبطريريك أو تابو
    رجال : يمثلون الرجال الضحايا ،والرجال الأتباع ،ورجال عمليق
    نساء : يمثلن الضحايا ،والتابعين والراقصات
    أولاد
    وبنات :يمثلون سماد الأرض ، وبذرتها الطالعة

    المكان :جزيرة العرب - مكان يقال له جديس
    الزمان : فى تلك الفترة التى وقعت فيها أحداث الزباء فى تدمر والتي سبقت حرب البسوس
    وملحمة المهلهل الزير سالم
    وهذه القصة جاءت فيما أورد أبو الفرج فى الأغاني عن العرب البائدة


    المشهد الأول
    فى مضارب جديس
    عفيرة : لكنى لن أكونَ لغيرِكَ هل تَتَحَمَّلُ ياربيع انظرْ إلى ضَحَايَاه
    ، ضعْ نفسَكَ بَيْنَهُم هل تَتَحَمَّلُ المَهَانَةَ والإِذْلالَ فكرْ جيدًا فكرْ
    مالكَ صامتٌ ألاَّ تتكلمُ هل فقدتَ لسَانَكَ ؟
    الربيع : عُفَيْرَةُ عفيرةُ إِنَّك تُمَزِّقِينَ رُوحِى آه ياربِّى ماذا أفعلُ
    إن رجالَهُ يَتَخفون فى ذراتِ الرملِ ، وهبَّاتِ الهواءِ وبينَ ثَنَايَا
    ضُلُوعِنَا !!
    عفيرة : حين يَحْمِلُنِى زَبَانِيتُهُ ، وَيُلْقُونَ بِى عَلَى كَفِّهِ الضَّخْمِ ، ثُمَّ يَرُوحُ يُمَزِّقُ
    ثَوبَ عُرْسِي ياربِّى عروسُكَ عَارِيةٌ قَشَّرَهَا الظَّالِمُ قِطْعَةً قطعةً ،
    لا شيءَ يَسْتُرُ جَسَدَهَا ، جَسَدُهَا المخلوقُ لَكَ وحْدَكَ ، يُهِينُهُ ، ويُمَرِغُهُ فى
    وحْلِ الدَّنَسِ ، لن يُبْقِى على شيء
    الربيع : ( يقاطعها متهجما ) اسكتى اسكتى !!
    عفيرة : هل أحسستَ بِهَا ما رَأيُك ، يقهرُنِي ، وحْشًا يَنْهَشُ فِىَّ ، أصرخُ ،
    أصرخُ ألاَّ من مُغِيثٍ ياأهلَ جديسٍ الملعونينَ الأذلاءَ ألاَّ من رجلٍ !!
    الربيع : ( يدير لها ظهره ) عُفَيْرَةُ يا شَمُوسَ جديس يا ابنةَ العمِ إنك
    تُهِينِنَي تَذْبَحِيِنَنى بسكينٍ صدئةٍ !!
    عفيرة : أرأيتَ أنتَ لا تستطيعُ حتى مارأيُك يابنَ العمِ ، لو دُسْنَا
    على أوامرِهِ ، إِنَّنِى لا أستطيعُ عندما أفكرُ فى هندَ ، وحليمةٍ ، وليلى
    بناتِ جديس ، وكيف قَتلْنَ أنفُسَهُنَ عَقِبَ الخُروجِ من مَوتَتِهِ تُسْرَقُ
    رُوحِى ، تَهْرُبُ مِنِّى أي قسوةٍ أي ظلمٍ !!
    الربيع : بل أنا الذى سيقتلُ نفسَهُ !!
    عفيرة : ما رأيُك لو ضَحِكْنَا عليه ، ودخلتَ بِى الآن !!
    الربيع : عفيرة !!
    عفيرة : عفيرة عفيرة أليسَ عندَكَ ماتَقُولُهُ يارَبِّي هَيَّا إنني مِلْكُ يَمِينِكَ
    .. هيا خذْ عَرُوسَكَ !!
    الربيع : أَخْشَى عَلَيْكِ ، أُرِيدُكِ فى نَقَاءِ الحَلِيبِ ، وصفَاءِ الرملِ فى بردِ الشتاءِ
    القارص زَنْبَقَةً تُحَوِّمُ الفراشاتُ حولَها والندَى
    عفيرة : ربيع هيا الآن أريدُ أنفاسَكَ دَاخِلِى تَحْمِينِي يومَ الموتِ
    الأعظمِ اِلْقِ بِأَحْلاَمِكَ تحتَ القدمينِ وهيَّا ، دَعْ عنك كلامَ الشعرِ ،
    وغزلَ المحرومينَ وخذني ؛ أَعِدُكَ أَنِّى سأُبْقِى على شَرَفِكَ وأَمُوتُ
    دُونَهُ
    الربيع : شَمُوْس أنَا ما تمنيت من نساء الأرض إلا الشموس فلا جديس
    ولا مضر كلها ولانزار ، ولا نساء الفرس بقادرات على منحى هذا
    الإحساس الرهيف الشادي ، ذاك الذي يسرى بين ضلوعي
    عفيرة : وماذا بعد ؟!
    الربيع : ماذا لو غيرنا الثوب ، ووضعنا على الرأس عمامة ، ومن ذيل المهر أو
    من شعرك هذا ،كانت لحية وتحت الأنف كان الشارب !!
    عفيرة : ثم !!
    الربيع : يتسلل هذا الفارس أو هذا الرجل منطلقا يعبر صحراء جديس !!
    عفيرة : بالله عليك فكر ها أنت تبدأ هيا أكمل
    الربيع : أطلق أحد الصبيان من جهة أخرى خلفك أو ترحل أمى
    عفيرة : أحد الصبيان أمك !!
    الربيع : حتى لا يتحول رمل جديس لمشاعل نار
    عفيرة : أكمل ياربيع !!
    الربيع : هيا شدى ثيابك ياعفيرة على البدن الطاهر أرجوك هيا !!
    عفيرة : امنحني بعض الوقت أو لست بزوجتك أمام الدنيا ؟ !!
    الربيع : لو أنى وافقتك ، رويت الظمأ المغلول بين ضلوعي ؛ لانهالت فوق
    رأسينا جبال جديس !!
    عفيرة : هيا يا ربيع لا تتخاذل !!
    الربيع : أمامنا العمر كله فلم العجلة ؟ انظري فى كل ناحية عيون ، تبص
    وترقب انظري حين أدنو قليلا ( يتحرك فتظهر العيون بحمليها )
    أرأيت عمرو الأسود أخوك ، وأمك يا بنت عباد ، وأختاك !!
    عفيرة : يخفرونني لأجله كما الشاة ياربيع ، إنهم يحرسون حيواتهم منى
    ، أنت حكمت على نفسك بالحرمان ، تذكر أنى رجوتك يوما ، أن تقتل
    حرمانك فى ، وتذكر أنى مت بحرماني نعم !! ( ترتدي ثيابها )
    الربيع : أما قلت لك يا شموس ، غدا في المساء ترحلين ، في زى صبى أمرد
    ، على صهوة فرس وحدك !!
    عمرو : ( يدخل دون ضجيج ) ماذا لو أجلنا العرس سنة أخرى يا ربيع ؟
    الربيع : سبع سنين يا عمرو سبع سنين نؤجل ونؤجل ونؤجل ثم ماذا ؟
    عمرو : يقولون اصبر حتى تنجلي الظلمة ، وكل ظلام يدركه نهار أبيض !
    الربيع : ونهار جديس لا يأتي يا عمرو !!
    عمرو : قد يأتي ؛ فخل عنك اليأس !!
    الربيع : لن يأتي يا عمرو ، لن يأتي سوى موتى وموت جديس ، وهو مثل إله
    يضطجع على أكبادنا ، ينهش فينا ، يتجشأ ، ويقهقه ، ويتفل علينا ،
    وعلى أجدادنا !!
    عمرو : فهل أعددت العدة لتحمل أعباء الموقف ؟
    الربيع : أية موقف ؟!
    عمرو : ساعة تدخل طيعة عرين عمليق !!
    الربيع : لن تدخل أعددت خطة !!
    عمرو : خطة أية خطة يا ربيع أبهج قلبي ، وأعد روحي لمواطنها !!
    الربيع : ( يقوده من يده ، ويسر إليه – ميم ) ما رأيك يا عمرو ؟!
    عمرو : لن تنجح لن تنجح ( يبدو عليه التأثر )
    الربيع : فلتنجح فلتنجح ياعمرو ألست سيد قومك؟
    عمرو : سيد قومي نعم ولكن ليس في هذه ؛ فهو لا يستثنى أحدا منا ، ما
    جرى على نساء جديس يجرى علينا وفرعليك نصبك ؛ فقد سبق
    السيف العذل !!
    عفيرة : جعلت منه أمرا واقعا و انتهى الأمر ، واستوى عندك كل شيء كل
    شيء .. بدلا من خذلانه ومعارضته .. فكر معه يا عمرو .
    عمرو : أفكر كيف أفكر ؟ و أنا لم أنم منذ ليال ، تدبدب فى رأسي قطعان
    اليأس فتدميني حتى الموت لم لم تئد عفيرة يا عباد ، لم لم تصبح
    فى مملكة الديدان بقايا عظام هشة كنا نعرف ، كنا نعيش نسايره
    الظالم ، ونقول إن غدا لناظره قريب ، ربما ، ربما أغار الفرس ، أو
    شط الملك تبع فخلصنا منه آه يا أمي يا أبتى ( يصرخ )
    وضعتم حول عنقي حجرا أثقل من جبل جديس!
    عفيرة : ليتهم فعلوا ليتهم أحسد من تؤد كل مساء خلسة
    الربيع : حتى الوأد حرمه الظالم ، ومرغ فوق جباه الخلق حمارة غيظه ،
    وبال عليهم ، والبعض أذاقه ذل الوطء
    عمرو : أخائف أنت يا ربيع؟!
    الربيع : ليس بعد العار عيش !!
    عمرو : فلنحمل عار تخاذلنا يا ربيع ، فلنحمل عار
    عفيرة : يالك من رجل خاسر جبان !!
    عمرو : أنا ؟!
    عفيرة : نعم أنت جبان رعديد رميت ثياب النخوة على عتبة عمليق
    الغاشم
    عمرو : اسكتى !!
    عفيرة : لن أسكت حتى أرى جثث جديس تتخطفها الطير!!
    عمرو : ( يلطمها ) قلت لك ارحمينى أما كفاك ياشموس أما كفاك
    ماستفعلين بنا غدا !!
    عفيرة : غدا والبارحة وبعد غد وبعد بعد أيها الجبان !!
    عمرو : قلت لك اسكتى ( يضربها )
    عفيرة : لو أنك رجل لقضيت الساعة وحدك !!
    عمرو : ( مستمر فى الضرب ) اسكتى
    عفيرة : أي امرأة فى جديس أرجل منك !!
    عمرو : ( يوقع بها ، ويخنقها )
    عفيرة : اضغط يا جبان اضغطاضغط يا رجل أختك اضغط واحم
    شرفك وكبرياءك !
    الربيع : ( كأنه كان منوما ، يسرع ويخلصها ) ماذا تفعل يا أهوج ؟!
    عفيرة : وأنت الآخر أجبن من جرذ !!
    الربيع : أعرف !!
    عفيرة : لو كنت رجلا ما ارتضيت الظلم ، وتمردت عليه نعم
    الربيع : عفيرة
    عمرو : نحن العجزة محض خيالات مآتة ؛ حتى تأجيل العرس ليس بيدنا ،
    ليس بيدنا، الموت ليس بيدنا ؛ رهن بإرادة سيدنا !!
    الربيع : ننفذ الخطة !!
    عمرو : الخطة !!
    الربيع : نعم الخطة ليس من حل سواها
    عفيرة : ليتها تفلح يا ربيع ليتها تفلح
    الربيع : لن نخسر أكثر مما خسرنا ونخسرعفيرة
    : آه أستطيع أن أعفيكم جميعا !!
    الربيع : هيه
    عفيرة : بالموت اللحظة !!
    عمرو : تموتين فتقتل أمك وأبوك ، وأختاك وزوجك الضائع !!
    ( تظهر خيالات أربع فى زى أبيض ملائكي كأنهن طيوف )
    طيف1 : عفيرة
    طيف2 : عفيرة
    طيف3 :عفيرة
    طيف4 : شموس جديس
    عفيرة : من ينادينى ؟!
    طيف1 : أنا ليلى ألا تعرفينني ؟
    عفيرة : ليلى وأنتن بالطبع ضحايا عمليق الغاشم !!
    طيف2 : استمعى إليه اهربى !!
    عفيرة : والله ما أخشى عمليق ما أخشاه أهلي وربيعي !!
    طيف3 : تقول لا أخشى عمليق مازالت عذراء وجميلة .
    طيف4 : أعذرنها ياصبايا ؛ فهى شموس جديس الحلوة !!
    طيف1 : حين تقنصك كفه ، وبأظافره الحادة مثل المخلب يمزق ثوبك ومعه
    بعض اللحم البض
    طيف2 : ثم تذوقين الهول الموت وحش الوحش أقل ضراوة
    الوحش يدغدغ أنثاه فريسته حتى تستسلم طوعا !
    طيف3 : يدميك ، وتزهق روحك ، وفى آخر ليلته يلقيك كما ألقى ثوب العرس !
    طيف4 : أنفاس واهنة تقاوم موتا !!
    طيف3 : والوحش أمامك غول ، يسد طريق العينين إلى العالم !!
    طيف2 : يقهقه ويمزق لحم الشاة ، وهى تموء ، تموء ، وتنزف !!
    عفيرة : لا لا لا بل أنهى هذا الوضع الآن ( تسرع ، وتلتقط خنجرا
    فيبرز أربعة من رجال عمليق ، ويحولون بينها !!)

    إ ظـــلام


    المشهد الثانى
    فى بيت عباد
    الأم :( تحاط بالنسوة وهن يعددن ويهلين التراب على رؤوسهن ) بنيتى عفيرة
    ياويلى !
    معددة 1 : صبية زينة كيف الجمر ماشفتونماتشوفون عيون بوادى جديس
    ماتشوفون عيون مضر عيون مكحولين كيف البجر ورموش مسحوبين
    كيف السهام الجتَّلون ياويل جديس ياويلهم ياويلهم !!
    معددة2 : مافى حدا شافون الشموس فى الفضا يازينات العود كيف الخيزران
    يحملون رجبة من عاج كسرى أنوشروان ووجه بدر البدور يازينتهم
    ياويل جديس ياويلهم تبكون طول الدهر فارسة تبكون ماتنسون !!
    عباد : ( يتقدم منهن ) هيا انصرفن يابومات الشؤم رفقا بى ياامرأة( تنصرف النسوة )
    الأم : بنيتى عفيرة عمرو عفيرة عمرو ولدى ياحرقة قلبى عليهم يانارى
    يانارى
    عباد : ياأم عمرو مهلا وعد عمليق المليك بتركها ووعد الملوك على الرقاب نافذ
    الأم : ويلك ويلكم ياشيوخ جديس تعاهدون المذلة والخنوع هيا قصوا
    شواربكم يرحمكم الله !!
    عباد : ألم أقل لها ، وأغلظ القول أمامك ، ياعفيرة غَضْبَةُ العمليق لها رَجعُ البوارقِ
    فى السماء !
    الأم : ياويلتى أىُّ سقطةٍ تسقطون كيف لاتفعل يارجل هانت عليك بنُيتُك
    والكبرياءُ والشرف أم ياترى بعتُمُوها لليمانى حين هرولتم ثكالى
    يامليكًا جئناك حَبُّوا لنا إخوةٌ عاقون فينا ليتك بالجيوش تَجُزُّ ناصيةَ الرقابِ وتقيمُ فينا
    عباد : ( يقاطعها بعنف ) صهن ياامرأة هل فعلنا غير مافعل السلف أجدادنا
    الأكرمون ورغم هذا حين استنصرو ا زحفوا إلى كسرى مرة ومرة
    صوب اليمن !!
    الأم : أنتم شيوخُ المحنةِ لا افتئاتَ و لاجدال ولأجل ماذا؟ عنزةٍ أم ناقةٍ ؟ أم لأجل
    فريسةٍ تَأَبَتْ عليكم على الوجوه زحفتم سعيًا لتبع تستصرخون يامليكَ
    الدهر، لنا إخوةٌ ضَلُّوا ،احملْ عصَاك ، قد عقدنا العزم فيما بيننا،أن تُذَّلَ رؤوسُنا
    والكبرياء ،تعال لتقتلهم جميعًا ،هاقد بسطنا أرضنا بُسَطًا من الأجسادِ الفتية !
    عباد : ألا تنتهين اسكتِ
    الأم : والبُيَنَّةُ والولد والبينة والولد !!
    عباد : سوف نتدبرُ الأمر الآن أعودُ إلى الملكِ العمليق أحَثُو الترابَ ، وأُقبلُ الأرضَ
    بينَ خُفَّيْهِ حتى يترفقَ بنا
    الأم : بل أنا أنا يا شيخ جديس من ستفعل أنت كبير القوم حامى الدياركبيرُها
    لاتقتلْ الصغارَ مجددًا بانحنائك ( وهى تتحرك واقفة ، تجذب شالها الأسود
    الباب يطرق فجأة وصوت ينادى )
    عباد : ( وهو يتقدم صوب الباب ) من ؟
    صوت : افتح يا شيخ جديس افتح
    عباد : ( يفتح الباب فإذا أمامه حارسان يسوقان عفيرة ) أنتم تفضلا
    حارس : هيا ادخلي ابنتك يا شيخ عبَّاد !!
    الأم : ( تتقدم فرحة وتجذب ابنتها ) بنيتى بنيتى
    حارس : تجهز العروس فى يومين أسمعت يا شيخ ؟
    حارس2: من الآن أنت مسئول عنها أسمعت يا شيخ ؟
    عباد : سمعت سمعت ووعيت !!
    حارس1: إياك لن يكفى العمليق أن تكون وليمة لنسور قصره و أنت حى !!
    بل يطعم كل الرجال من سمرائك هذه ( يقصد الأم )
    حارس2: وأمام عينيك !
    حارس1: أسمعت !!
    عباد : اطمئن اطمئن ورجائي منكما أن تحملا كل امتناني للملك قولا له
    نحن عبيدك يا ملك أبكارنا وشبابنا و نساؤنا طوع البنان أيا سراجا فى
    الحلك !!
    الأم : ( تنتحي بابنتها جانبا ، وعفيرة متجلدة متماسكة ) احك لى ماذا فعلوا بك ؟
    حارس1: كى لا تنس يا شيخ ، لنا العيون السهد ، فى كل ذرات الرمال ، وهبات النسم
    حارس2: احذر وكن شيخا أريبا وأنت أعلم بالقسم هيا بنا ( يخرجان )
    عباد : حمدا لله
    الأم : تحمد الله ، وأنت لا تعرف بعد ، ما نالها منهم ؟
    عفيرة : ( تتحرك ) لاشيء يا أماه ما حدث شيء عمليق لا يخطف لا يسرق
    هل سمعت عن إله يسرق أو يخطف إنه لا يفعل هكذا لمزاجه أومتعته إنه ينالنا نحن أبكار جديس طوعا أو كرها، كصاحب حق فلم يخطف
    حقه ونحن نقره ؟
    الأم : الحق فى جانبك عفيرة 00 إن يريد إلا إذلالا لجديس وقهرا !!
    عباد : قلت لك بنيتي 00لاتفعلى ما يغضبه 00هاهي فعلتك عجلت بمأربه
    الأم : يا لقهر الرجال ، والشيوخ الذين أصابهم الكبر بالخبال والخبل 00 بعدا وسحقا يا
    شيوخ جديس !!
    عفيرة : أبتاه 00 لتعرف شيئا واحدا لا يقبل المراجعة ، هو أنني لن أكون لغير ما أحببت
    ، و ارتضيت لى زوجا ، دون زواج 0 لو الملك العمليق تزوجني الآن ، لن أعصى
    أو أرفض 00 سوف أجيب على الفور ودون تردد ، لكن أن يغتصب الملك منى
    العفة ويريق دماها00وهى ليست ملكا لى وحدي 00 هذا مالا أرضاه ، ولسوف
    أموت دونه !!
    عباد : هكذا أمرنا بنيتي 00 وما لنا حيلة !!
    الأم : ومن أمركم يا رجل ؟ يالذل جديس 0حماتكم الشرفاء ، من جاءوا من سبأ ومأرب
    ، ليضمنوا لكم البقاء ، والعيش كقطيع خراف 00 هاهم عليكم لا على أعدائكم !!
    عفيرة : أين عمرو يا أبى ؟
    الأم : عمرو 00لهفى عليه 00سحبوه فى القيود مع الربيع ،حين أوقعوا بك !!
    عفيرة : كدت أنجح يا أمي 00 كانت الفرس ترمح كالريح الهبوب ، حتى جاوزت جديس
    ، وأصبحت فى مأمن من يده ، فجأة صاح صاح 00 فنبتت فرسان الطاغية فى
    الصحراء كشياطين !! ( مج الصبايا تظهر حولها)
    صبية : كادت تنجح 00 كادت تنجح ( تضحكن وتبكين )
    عفيرة : نعم 00 أقسم أنها كادت تنجح !!
    صبية2 : تحلم 00 شموس جديس تحلم
    صبية3 : لم تخلق بعد ياعفيرة من يخطئها الجلاد
    عفيرة : بل خلقت 00 خلقت ( الأم تبكى والأب مذهول )
    صبية4 : الآن تزفين إليه رغما عنك !!
    صبية1 : هيا ياعفيرة 00 دربى نفسك على تقبل هذا الأمر !!
    صبية2 : آن لأمك أن تسعى لإحضار القابلة !!
    مجموعة: سنكون هنا 00 نغنى لك 00 ونهلل وندبدب !!
    عفيرة : لن يكون
    مج : بل يكون
    عفيرة : لن يكون
    مج : بل يكون
    عفيرة : على جثتي 00 على جثتي !!
    الأم : ( تسرع إلى ابنتها ، وتلمها فى صدرها ) بنيتي 00 ماذا بك ؟
    عفيرة : ابعدي هؤلاء عنى 00 اطرديهن يا أماه !!
    الأم : من 00 أبعد من وأطرد من 00 ولا أحد سوانا ؟
    عفيرة : بنات جديس 00 ضحايا الغاشم 00 هنا يا أمي !!
    الأم : بنيتي 00 سلمت بنيتي 00 سلمت عفيرة ( ترقيها )
    مج : هيا يا عفيرة 00 هل اهتز قلبك مرة لأجلنا ؟
    عفيرة : بل اهتزت فى داخلي الدنيا لأجلكن !!
    مج : هل ذرفت دمعة00 و نحن بين أنياب الوحوش ؟
    عفيرة : نهرا ذرفت من الدموع لأجلكن !!
    مج : ولأجل إتمام المسائل والحمائم لابد من إطلاق زوجك 00لن يُرضِى المليكَ سوى
    الربيع 00يقودُ هودَجَك إلى العرين !!
    عفيرة : لن يكون 00 لن يكون ( تصرخ بإصرار ، وتدور كمجنونة ثم تنهار على
    الأرض )

    إ ظــلام


    المشهد الثالث
    فى القبو
    عمرو والربيع مقيدان ، وآثار السياط بادية عليهما ؛
    فالثياب ممزقة، والألم ينتشر على لحمهما ، وهما
    ملقيان فى القبو
    عمرو : ألم أقل لك يا ربيع !!
    الربيع : ليكن 0 طالما أنفاسي تتردد ، لن أتوقف ، لن أجعله أمرا واقعا ماحييت ، إن
    أجعله كذلك أسقط ، وأنا لن أسقط إلا بالموت !!
    عمرو : معتوه 00 تتصرف أنت كمعتوه 0 ونسيت عفيرة ، يا فارسنا الأرعن !!
    الربيع : عفيرة 00 شموس لن تسقط يا عمرو 00 كادت تفلح خطتنا ، خائنة صحراء
    جديس .. كفرت بنا ، وعقتنا ، حين التبس الأمر عليها !!
    عمرو : بل قل حين الخيبة أخذت بخناق كبار قبائلنا ، وساقتهم صوب الظالم تبع !!
    الربيع : اللعبة القديمة 00 اللعبة الأبيدة 00القطيع يحتكم للذئب 0 الجياد حين اختلفت
    تسعى إلى الأسد تحكمها 00 سنوات طالت ونحن نسوق القطعان 00 قطعان
    قبيلتنا لعمليق ؛ ليأكل ، يتجشأ ، ويبول علينا ، وينام على جلود فلذاتنا ، يمص
    دماء الخلق ، وتموت الكلمة فى الحلق ، أهلينا يا عمرو 00 نحن العرب مساكين
    00 مرة نسعى إلى الفرس ، ومرة نسعى لهرقل ، وآخر مسعانا إلى تبع 00 متى
    نسعى إلينا 00نحن 00 نحن الإخوة نسعى إلى الإخوة أولاد أبينا وعمومتنا
    والأخوال 00 متى يا عمرو 00 متى ؟!!
    عمرو : ربيع 00 أولا تعرف أين عفيرة ؟
    الربيع : تسألني يا عمرو ، وأنا في قيد ك ؟
    عمرو : مالا أعرفه 00 كيف كان تهالكنا لهذا الدرك المؤسف ؟ كيف شيوخ قبائلنا تهرول
    ، تطلب عونا، تمد اليد لغريب يتجهمها ، وعدو تملكه الأمر، لنصل إلى ما وصلنا
    الربيع : كارثة ياعمرو 00 كارثة أن تستنهض غرباء ، وتحكمهم بينك وأخيك 00 كارثة
    00 آن أن نضع نهايتها لا نجتر الأسباب ونواتجها00 نحن يا عمرو 00 شباب
    جديس 00 أن نحلم بوطن طيب تحكمه موازين العقل بالعدل وبالعفة 00والشرف
    العربى !!
    عمرو : أو نستطيع فكاكا 00نحن ظلال شيوخ قبيلتنا ، أو نقدر ؟!
    الربيع : نقدر 00 فى داخلنا الجذوة يا عمرو ، وإلا فلنمت شرفاء !
    عمرو : نسير مكتوفي الأيدي ،معصوبي العينين ،وللأسف لشيوخ فقدوا أياديهم وعيونهم
    الربيع : آه ( يتلوى ) ألم فظيع 00لايهم 00 المهم فكر معي00فكر معـ ( يغيب عن
    وعيه)
    عمرو : ربيع 00 ربيع 00 هل نمت 00 أغلظوا ما شاءت أياديهم 00 مزقوا جسده
    ضربا( يتثاءب 00 ينام )
    ( تركيز الإضاءة على الربيع 0ثم يظلم المسرح ، ويضاء على الصحراء )
    صوت غناء وزفة نسمع فيها هذه الأبيات
    ابدى بعمليق وقومى واركبى
    وبادرى الصبح لأمر معجب
    فسوف تلقين الذى لم تطلبى
    ومالبكر عنده من مهرب
    عمرو : ما كانت لتنجح يا أبله !!
    الربيع : كانت محض محاولة !!
    عمرو : كانت ستؤدى لنفس النتيجة كما رأيت !!
    الربيع : ليتنا تركناها إذن ، حين ارتأت الموت خلاصا !
    عمرو : وهل منعناها يا ربيع 00 منعوها هم00 رجاله !!
    الربيع : ليعجل ويحدد يوم الموت !!
    عمرو : كاد الخنجر يمنعها منه !!
    الربيع : كانوا أقرب منا إليها يا عمرو !! إنى تارك جديس !!
    عمرو : تتركها 00 تتخلى عنها ؟!
    الربيع : ستخرج من عنده بقايا امرأة ،لن تصلح لى ،ولا لغيري يا عمرو !!
    عمرو : ولو 00 لا تتخل عنها 00 انتظر 0
    الربيع : انتظر 00 لو انتظرت 00 عقلي لن ينتظر يا عمرو 00 أكاد أموت جنونا 00 أنت
    أخوها 00 أخوها 00 وأنا الرجل الذي اختارته لمعاشرتها ، أنا الرجل الذي تحمل
    اسمه يا عمرو 00 إنها زوجتي 00 وزوجتي بعد أيام قليلة ستكون فى خدر
    رجل ليس له قلب بشر
    عمرو : أبى وأمي فى حالة يرثى لها ، سيموتان حزنا وفرقا !!
    الربيع : بص إلى حفنات الرمل يا عمرو ، إنها تخرج رؤوسا 0بص هناك ، ألا ترى ما
    أرى ؟!!
    عمرو : إنهم يتقدمون ! هيا بنا يا ربيع !
    الربيع : إلى أين ؟
    عمرو : نزفها وننتظر؛ لنضمد جراحها يا ربيع !!
    الربيع : أية جراح أيها الرجل ستضمدها لعفيرة 00إنك لن تستطيع صلب قامتك أمامها
    حين تخرج منهارة كخرقه ، يقذفها زبانيته 00لن تستطيع 00انتظر هنا 00أو
    اضرب فى هذه الرمال رحلك ولا تعد !!
    عمرو : ( يقف ويدور ويتطلع فى الوجوه المنكسة من حوله لرجال أشداء ) ما جاء بكم
    الآن ؟!
    مج : ( مجموعة من الرجال كأطياف ) كنا ننتظركما !!
    عمرو : ( يقف مذعورا ) لم ؟!!
    مج : نحن السابقون و أنتم !!( يقهقهون )
    الربيع : لا 00لن أنضم لقطيعكم 00لا 0لن أقضي ما بقى لى من عمر ،في ظل التيه أو
    الغفلة ، أحمل بقايا كرامتي المذبوحة !!
    مج : وماذا فى وسعك يا مسكين !!
    الربيع : ارحم رأسي !!
    مج : هي الآن عنده 00 تناديك 00 اسمع
    صوت : ( صوت عفيرة ) يا ربيع 00 يا ربيع 00 الغوث 00 الغوث !!
    مج : هو الآن يطوف عبر الكرمة ، يقطف هذا ، يقشره،يبتلعه ، حتى يأتي عليها ،
    ويالعناقيد الشموس !!
    الربيع : اسكت !!
    مج : هذه جولته الأولى !!
    الربيع : ( يضرب رأسه فى الصخرة ) جبان !!
    مج : لا 00 ليست جبانا 00 نحن الجبناء المخذولون 00 الفسدة !!
    أنتم مغلبون على أمركم !!
    عمرو : جديس تحكمها لعنة ،لا نعرف مصدرها،جديس كلبة تتمرغ في ردغة وحل ،
    جديس 00 آه منها !!
    مج : لو أن جديسا وقفت فى وجهه أول مرة ، وكشفت عنه غطاءه !!
    مج : أصبح اليوم حديدا00حديدا00أهل جديس لا دين لهم 00لا شرف 00اصطفوا أمام
    الوحش ركعا سجدا، سخروا من دمعات الزوج الأول، وبكاء الزوجة بين يديه ،
    وتناسوا أنها كأس مترعة ، سوف يكون لأهل جديس، منها نصيب أوفى 00
    دارت !!
    مج : ( فرد من المجموعة ) حتى طال الكل !!
    الربيع : طال جديسا0ترعى له ،تنطق صحراء الجبل كلاما من فضة،يتجرعه وحده ، يأكل
    أكباد مواشيهم وحده ، من عرق النسوة والأطفال يأتيه السندس من فارس ،
    وحرير تدمر يسعى بين أصابع قدميه
    مج : لا تحزن 00 ليلة له ، وكل الليالي القادمات لك !!( يقهقون)
    الربيع : ليلة هي العمر 00 حياة أم موت !!
    مج : ( رجل من المجموعة ) حين ساقوا زوجتي البكر00كنت يا ربيع تتابع ، ما نطق
    فؤادك كلمة ، أو بان عليك 000000، كنت خواء ، ورقة شجر صفصافة ،
    تقهقرت لمطعمك وسكرك !!
    الربيع : كذب 00 كذب !!
    مج : ( رجل آخر من المجموعة ) وحين دفعت بزوجتي إليه ، انسحبت كل جديس ،
    وغلقت الأبواب ، وقالت : هنيئا لك !
    مج : ( رجل ثالث من المج ) أما الحمراء زوجتي العذراء فكانت تتشبث بى كصبية دون
    العاشرة 00وجديس تبصق 00 لا أعرف ، هل تبصق فى وجهى أم وجهه !
    مج : ( رجل رابع من المج ) أما أنا ففقأت العينين حين خروجي من دارى ،أقدمها له ،
    حتى لا أشهد مأتمها 0
    مج : ( رجل خامس من المج ) وأنا أثخنت الأذنين حتى لاتسمع أصوات الغوث تأتى من
    مخدعه !!
    الربيع : وماذا على أن أفعل ؟ أشيروا على أيها التعساء ؟
    عمرو : ( يقف ويمسك بالربيع ) ربيع 00 هيا 00 لا تنصت لهم00هيا00 إني لا
    أتحمل00هيا نبعد
    مج : تبعد عنا 00 أم من جديس يا أسود الوجه ؟
    عمرو : غربان00غربان تنعق 00لم أتحول بعد لغراب 00 أنا الأسود ، ستكون نهايته
    بيدي هاتين
    مج : أخيرا يعلو صوتك يا سيد قومه !!
    مج : ( رجل 3 ) حين الكأس طالت بيته !!
    مج : ( رجل 5 ) وأين يداك يا سيد قومه ؟
    عمرو : هاهما ( يرفعهما )
    الربيع : لم يبق إلا أن تروى ظمأ الرمال من دمك يا ربيع 00 ما فائدة أن تعيش منكس
    الرأس مجـرد غراب ، ينوح ليل نهار ، مجرد مسخ ينام ويصحو على نفس
    المشهد !!
    مج : ( رجل 2 ) انتظر 00 ربما خلصتك منه عظمة الشاه التى يلتهمها !!
    مج : ( رجل 1 ) أو جيوش الفرس !!
    مج : ( رجل 4 ) أو جاءه عارض عاد وثمود وأصحاب الرس !( يقهقهون بمرارة
    ويبكون )
    الربيع : لن أتحمل 00 لن أتحمـ00000
    مج : بل ذق كأسك 00كن رجلا صلدا كجديس 00عش أعمى وأصم وأبكم إن شئت !!
    الربيع : لا 00 لن انتظر 00 لن انتظر ( يحاول أن يطعن نفسه )
    عمرو : ( يمنعه ) كأي جبان تمضى يا ربيع 00 لا0 إن لم يكن من الموت بد فمن العار
    أن تموت جبانا!
    الربيع : موت كريم 00 وهل عادت لنا كرامة !!
    عمرو : أقسم لك 00 وبرأس أمي ستكون نهايته !!
    الربيع : أنت تحلم ، تحلم !!
    عمرو : ولم لا أحلم مثل كل جديس 00 لم تكن عاهرة جديس يا ربيع 00 ولم يأكل
    رجالها أبناءهم بعد !!
    الربيع : وما تسمى مانحن فيه ياعمرو ؟ لا تخدع نفسك 00 أفق إن كنت ثملا 0واقع
    مر 00 وقوم فقدوا نخوتهم ، لفظوا رجولتهم ، ألقوها للكلاب !!
    عمرو : إنى أحسها يا ربيع ، جلجلة لن تبقى على أحد ، إني أرى عفيرة كتلة من نار
    الجحيم ، تخرج من بين يديها طيور ، تملأ سماء جديس، تحيلها إلى بحر من دم !
    الربيع : أوهام 00 أوهام ملوك ضاعت أحلامهم 00ونسيت تبع فى اليمن ؟
    عمرو : أنت تقتل مهرا يصهل فى جوانحي 00 أنت لا ترى 00 ليكن تبع ولتكن الدنيا
    كلها 00 لن أتراجع يا ربيع !!
    الربيع : أحسدك 00 إني أحسد عليك تماسكك 00 أنسيت أنى رجل محب 00 وعفيرة
    حبيبتي 00 زوجتي ياعمرو 00 لا 00 لا ( يطعن نفسه )
    عمرو : ربيع أيها الأبله 00 ربيع 00 أنهيتها 00 وقضيت علينا ( يسرع إليه وهو
    يحتضر )
    مج : كان الأشجع
    عمرو : بل الأشر ف أيها التعساء !!
    ( إظلام ثم يعقبه إضاءة على وجه الربيع 00 وهو يصرخ )
    الربيع : لا 00 لا 00 عمرو 00 عمرو أيها الأسود !!
    عمرو : ( تتسع الإضاءة ) مالك يا ربيع 00 ماذا أصابك ؟
    الربيع : لا تراجع 00 أسمعت لا تراجع 00 لن ينالها 00 لن ينالها !!
    عمرو : لن ينالها اهدأ 00 اهدأ !!( أصوات أقدام قوية 00 يظهر الملك بين رجاله وهو
    مارد لا مثيل له فى الطول والحجم ، على وجهه إمارات الوحشية )
    الحرس : ( يسرعون ويضربون ذات اليمين وذات الشمال ) اسجدا 00 اسجدا
    عمليق : لا أحد يضحك على عمليق 00هل تفهمان00 لا أحد من الأقدمين والأبعدين 00
    أمامكما يومان فقط 00ثم تزف إلى عروسك 00 تتقدم هودجها حتى باب القصر 0
    تأتيني بكرا 00 إياكما والمكر00 أنتما لا تدركان إلى أي مدى يكون غضبى 00
    هيا 00 أريدها في موكب تشيب له الولدان 00 هيا ( للحراس ) فكوا قيدهما
    حالا00إنى أنتظر وأرى ما تفعلان 00 هيا !!

    إ ظـلام


    المشهد الرابع
    فى منزل عباد .. ليلة الحناء السابقة لليلة زفاف عفيرة
    عمرو : ( يدخل ) أُمَاه 00 ياأمَّ عَمْرُو 00 لم تَعُدْ بَعْدُ !!
    عفيرة : ( تقبل من الداخل ) لبَّيكَ ياعَمْرُو 0
    عمرو : عُفيرةُ00أنتِ هنا ( يدنو ويهمس ) هيه 00ما أخبارُ عَرُوسَتِنَا الحُلوةِ ؟
    عفيرة : قلبي لا يطاوعني ياعمرو 00 كيف بالله عليك تَرْضَى نَفْسِى 0000
    عمرو : عفيرةُ 00 لاسبيلَ إلى التَّرَاجُعِ 00 ما بقى فى الجُعْبَةِ شيء أَمْ تَبْغِينَ
    الـ000
    عفيرة : ( تضع كفها على فمه ) لا تُكْمِلْ عَمْرُو ، فَأَنتَ بِى أَدْرَى 00 لَكِنِّى
    خائفةٌ 00 انْظُرْ جَسَدِى كُلُّهُ تَتَمَلَّكَهُ الرَّجْفَةُ ، وَأَكَادُ أَذُوبُ هَواءً !!
    عمرو : بعضُ الخوفِ من بعضِ الفِطَنِ 00 لا يهم 00 هل أَتّمَمّتِ مُهِمَتَكِ
    الكُبَّرَى ؟
    عفيرة : عمرو 00 إِيَّاك 00 قلبى يَقْتُلُهُ الخَفَقُ ، ولا أَدْرِى هل أُفْلِحُ أم لا ،
    صعبٌ ياعمرو ، هذا رَبِيعِى ، رَجُلِى يَتَحَوَّلُ بينَ يَدَىَّ 00000
    ( تخجل )
    عمرو : عفيرة ياحبيبتى 00 ليس أمامَنَا وقتٌ 0 حين يَنْجَلِى الليلُ ويطْلُعُ وجْهُ
    الكونِ الأبيضُ يكونُ زِفَافَكِ !!
    عفيرة : فَكِرْ فى حَلٍّ آخر عمرو 00 إِنِّى مرعوبةٌ 00 الربيع 000000
    عمرو : عفيرة 00 شبابُ جديسٍ على قلبِ رجلٍ واحدٍ ، وحين يأخذُ موكِبُكِ
    طريقَهُ صوبَ القصرِ 00تكونُ جديسٌ حيثُ تكونِينَ !!
    عفيرة : لكن 00 الربيع ( بتردد )
    عمرو : هذا لَونُهُ ، والمُحِبُونَ يَخْتَارُون أَلوَانَهم 00أنتِ تُضَيِّعِينَ الوقتَ 00
    تذكَرِى ولا تنسي 00لحظاتٍ ولا أجدُ لكما أثرًا ، كيف ؟ لا أعرفُ 00
    كلُّ ما أريدُ ألاَّ يرَاكُمَا أحدُ 00 هيا 00 أين أُمُّكِ ؟!
    عفيرة : ألا تعرفُ 00 إنَّها تُعِدُ صناديقَ العُرسِ ، كاملةً تبدو أمامَ جديسٍ
    وقبلُهُمُ العمليقِ ، أنسيتَ أنِّى للربيعِ أُزَفُ ، وليس لعمليقٍ ، يُسَلِمُنِى
    لرِجَالِهِ ، ويرحلُ بالأشياءِ إلى دارِهِ حتى يجدَ تسليةً فيها ( تبكى )
    عمرو : عفيرةُ 00 لا أَرْفُضُ ضَعْفَكِ ، ولن أَغْفِرَهُ لك ، أنتِ وأُمُّكِ والقَابِلَةُ
    مَوءُوداتٌ 00إِنْ هِىَ إِلاَّ لحظاتٌ 00 وحذارِ يراكُنَّ طيرٌ أو طيرةُ أو حتى
    حبةُ رملٍ !!
    عفيرة : لا تَخَف عمرو 00 لا تخف
    عمرو : هيا اِنْتَهِيَا من إعدادِ عرُوسِ الباكرةِ00 هيا !!
    عفيرة : قلبى مازالَ يُرفرفُ ، كيف وَافَقْتُكُمَا على هَذِى الخُطَّةِ 00إلاَّ أَنْ يكونَ
    جُنُونًا مَسَّنِى ؟
    عمرو : عُفَيرَةُ 00 أَنَسَيِّتِ عيونَ العمليقِ 00 كُونِى خرساءَ من السَّاعة !!
    عفيرة : رِفْقًا بِى ياعمرو !!
    عمرو : آه 00كِدْتُ أَنْسَى أَمْرَ الشَّيْخِ عَبَّاد 00 هوووه 00 هذا لا يُتْرَكُ حُرًّا ،
    بل كُلُّ شُيُوخِ جديس 00 هيييه 00 يُدَلَّى بِهمُ فى بِئْرٍ سَحِيقَةٍ00 أو
    يُكَمَّمُوا ويُقَيَّدُوا بِكهفٍ مهجورٍ وإلا ضاعَ كلُّ شىءٍ !!
    عفيرة : معقولٌ هذا ياعمرو 00 تَشُدُّ أَبَاك وشيوخَ جديس فى الأَغْلاَلِ 00
    قلوبُهُمُ معنا ياعمرو ولولا خوفُهُمُ علينا لدَفَعُوا بنا مُنْذُ بَعِيدٍ !!
    عمرو : تَعْرِفِينَ ياعُفيرةُ 00 كَمْ يَهَابُونَ المَلِكَ 00 وأَخْشَى مَا أَخْشَاه إِذْ مَا
    أَحَسُّوا بِأَمْرِنَا ، أن تَنْتَابَهُمُ حُمَّى التَّهَرْولِ صَوبَ قَصْرِهِ ، ويُبْلِغُوه
    طواعيةً ما قَصَدْنَا 00فليسَ إِفْسَادًا ولكن 000000
    عفيرة : أنتَ جِدٌّ مُتَشَائِمٌ ، لا لا ، ليس لهذا الدَّرَكِ انزَلَقَ شيوخُ جديس !!
    عمرو : مُتَشَائِمٌ أنا ، لأَنَّنِى أُرِيدُهَا الأَخِيرَةَ 00 أختاه هيا 00وارْقُبِى تلك العَجُوزَ
    00هيا
    عفيرة : قُلْ لِى عمرو 00 وإِذَا العمليقُ يسألُ عن ربيعٍ وعنك !!
    عمرو : لم تَفُتْنِى هذه 00 أَطْلَقْتُ عَصْرًا من الشُّبَّانِ واحدًا 00من رآه ظَنَّهُ هُوَ
    الربيعَ ، وبرِفْقَتِهِ شابٌ فى مثلِ سوادِى ، ثم أطلقتُ الألسنةَ ترددُ هذا
    عمرُو وذاك الربيعُ 00 ثَقُلتْ عليهما الزيجةُ 00 إِنَّهما يَفْرَّان 00
    جبانان يَفْرَّان 00 وهذا أَبْلَغَ ذَاك حتى عَلِمَتْ كُلُّ جُدَيسٍ بما فيها قصرُ
    العمليقِ !!
    عفيرة : ألم تُشْفِقُ عليهما حين يُطَارِدْهُمَا أعوانُ القصرِ ؟
    عمرو : ربُّكِ والحقُّ 00 كدتُ أتراجعُ عنها 00 ولكن مَرّتْ 00 هى مُقَامَرَةٌ
    حتى لحظتُهَا الأخيرةُ !!
    عفيرة : ما كنتُ لأعرفَكَ قبلَ اليومِ 00 داهيةٌ فى التدبيرِ!
    عمرو : لو يهتزُّ الليلةَ شىءٌ ضِعْنَا عفيرة !
    عفيرة : وَتُبَّعُ اليَمَنِ ؟!!
    عمرو : زَرَعْتُ حُدُودَ صحراءِ جديسٍ سِهَامًا وَنِبَالاً ، عُيُونًا تَرْصُدُ ،وشُهُبًا
    كالصَّاعِقَةِ !!
    عفيرة : إنى ماضيةٌ ، بِى شوقٌ لعُفَيْرَةِ 00 شَمُوسِ جديس الأَجْمَل 000000
    عمرو : ( يقاطعها لتنصرف بينما تدخل الأم ) أمى 00 أين كُنتِ ؟
    الأم : ( منهكة ) صبرًا حتى أَلَقُطَ أَنْفَاسى !!
    عمرو : أماه 00 ليس لدينا وقتٌ يَكْفِى 00 هيا
    الأم : ألا تنتظر قليلا 00 إنى متعبة عمرو 0
    عمرو : أمى 00 الوقتُ يمرُ 00 قد آنتْ لحظتُكِ الآن 00 أماه ( يقبل عليها
    ويقبل رأسها ) هيا ياأم عمرو 00 تعبُ ليلةٍ ولا كلَّ الليالى 00 هيا هيا !
    ( تقوم من قعودها فيأخذها إلى الداخل بينما تظلم الإضاءة )
    إظلام


    المشهد الأخير
    ليلة موعودة فى عرين الأسد
    عفيرة : ياربَّ جُديس 00 كُن معنا الليلةَ ولا تتخلَّ عنا 00نحنُ العاصيين 00نرجو عفُوَ ك
    00 وسدادُ خُطَانَا مكفولٌ برضاك 00 إن تَمنحْنا الليلةَ نصرًا نُبْعَثْ أحياءَ 00 ونكن
    الخلقَ الأوفى 00 إذ تطلقُ عزًّتَنا المغلولةَ بعدَ مهانتِنَا 00 نحمدُك كثيرًا حتى نُوفَّى
    الحرس : ( يمنعون العجوز أم العروس من الدخول ) حذارِ سيدتى 00 لدينا أوامرُ صارمةٌ
    00 للإنسِ وللجنِ !!
    الأم : بنيتي يا ولدى 00قد تحتاجُ إلىَّ فى ليلتِهَا الأولى 00فَهِىَ غَرِيْرَةٌ !
    حارس : هذا ممنوعٌ ياأمى 00فى العصيانِ هلاكٌ للكلِّ !!
    الأم : ممنوعٌ كيف ؟ إنِّى سيدةٌ دُرِّبْتُ على خدمةِ رجلي فدعنى أُسَاعِدُها فى خدمةِ سَيِّدِنَا
    العِمْلِيق 00 ملكِ جُدَيْس 00 ربِّ جديس !!
    حارس : لحظاتٍ 00 أَسَمعتِ 00 لحظاتٍ لا أكثرَ من ذلك !!
    الأم : تكفِى 00 تكفِى يا ولدى لحظاتٌ 00 أُهَيُّئها لمليكِ جُدَيْس 00 مازالتْ طِفْلَةً
    حارس : لك هذا 00 هيا
    الأم : أين عَرُوسِي الحُلوةُ 00 عفيرةُ 00 يا أجملَ من دخلتْ للأُسْدِ عَرِينًا !!
    عفيرة : ( يتضح أنه صوت الربيع ) عَمْرُو 00 هَيَّا 00 لا وقتَ لَدَيْنَا 00 اخترْ رُكْنًا وتَوَارَ
    فيه 00 هيا
    الأم : ( إنه عمرو يلبس ثوب الأم ) انتظرْ قَلِيلاً
    حارس : سيدتي أرجوك 00 الملكُ تَحَرَك !!
    الأم : حالاً يا ولدى 00 لا تتعجلني 00 ألستُ الأمَّ
    الربيع : هيا 00 لا تَتَلَكّأ !!
    عمرو : حالاً ( يبحث 00 يتجه صوب ركن ويتوارى فيه )
    الربيع : كُن حَذِرًا 00 هيا
    حارس : الملكُ قادمٌ 00الملكُ قادمٌ 00 هيا ياسيدتى 00 هيا( يدخل أحدهم ) أين العَجُوزُ ؟
    الربيع : رحلتْ أمي !!
    حارس : رحلتْ 00 لَمْ أَرَهَا 00 عِفْرِيْتَةٌ أُمُّك سيدتى ( يخرج )
    الربيع : حمدًا للهِ 00 الوقتُ يَمُرُ كَوَتَرِ يتمزق 00 الوقتُ الخِنْجَرُ والْمُدْيَةُ 00 اثبتْ ياربيع
    00 لم تَبْقَ سِوَى لحظَاتٍ !!
    هتاف : ( من الخارج ) عاشَ مليكُنَا العِمْلِيق 00 عاشَ مليكُنَا العمليق
    الملك : ( يدخل ) أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ 00 كُوْنُوا قَرِيْبًا منى 00 أمازلتِ ياسيدةَ الليلةِ واقفةً
    ( تتحرك ولا تتوقف ) تَنْتَظِرِينَ مليكَكَ 00 هاقدْ جَاءَكِ يَسْعَى ( يتحرك فتتحرك )
    أَنتِ خَجْلَى 00 خَجْلَى مِنِّى 00 أنا الملكُ 00 ربُّ كُلِّ شىءٍ فى هَذِى الأرضِ 00
    الرمالِ والحَصَى 00 الرجالِ والنساءِ 00 الأطفالِ والشيوخِ 00 الجِمَالِ والجِيَادِ
    00 الماعزِ والخِرَافِ 00 البيوتِ والخيامِ 00 كلِّ شىءٍ 00أنا صاحبُ كلِّ شىءٍ0
    أَلاَ تَتَكَلَمِين ( يطاردها00 يتوقف ) أمامَنَا وقتٌ طويلٌ 00 سوفَ نَمْرَحُ وَنَلْعَبُ 00
    الليلةَ كُلُّها لنا ( يرفع عنه ملبسه الأعلى 00 فجأة ينط ويقبض عليها ثم يرفع
    عنها خباءها ) الله 00 كلُّ هذا الحسنِ 00 هُنَا فى جُدَيْس 00 ماكنتُ أَعرفُ أن
    جديسًا اللئيمةَ فِيها كلُّ هذا الحُسْنِ تَعَالَى ( يجذبها بشدة ووحشية منقطعة
    تطعنه يشده عيناه مخيفتان تطعنه ثانية ثالثة )
    الربيع : عَمْرُو عَمْرُو هيا
    عمرو : ( يخرج مسرعا شاهرا خنجرا يطعنه معه لا يتركانه إلا مطروحا على
    الأرض ) نهايةٌ عادلةٌ نهايةٌ عادلةٌ ( يصرخ ) هَلُمِّى جُدَيْس هَلُمِّى
    ( تنشق الأرض عن شباب جديس و يحيطون بعمرو ) هيا يا رجالٌ أمامُنا عملٌ
    كبيرٌ ( يندفعون إلى الخارج )
    الربيع : ( يرفع عنه ثياب العرس فيبدو دون شارب يحدق فى الملك القتيل يدور
    حوله ثم يحط خلفه ، يتأمله ، ويتأمل الخنجر ، فيلقى به بسرعة ، يجهش باكيا ، ثم
    يضحك ، يبكى - فجأة تدخل عفيرة وبيدها سيف بتهلل تدنو منه، تتأمله )
    عفيرة : ربيع ربيع لم أَكُنْ أَعَرفُ أَنَّك جَمِيلٌ إلى هذا الحد !!
    الربيع : عفيرة عفيرة لم أكنْ أَعْرِفُ أنك أَغْلَىَ من ملكٍ فى قوةِ العمليقِ قبل اليوم !
    ( تدخل مجموعتا الرجال )
    رجل1 : هذا كَذِب !!
    رجل2 : ( من نفس المجموعة ) نعم كَذِب ما حدث كانَ غيرَ ذلك !!
    رجل3 : لستُمُ أُمناءَ فى عَرضِ روايتكم ( تدخل جوقة النساء )
    امرأة1 : عفيرةُ أَلَم يَدخلُ بك العمليقُ الليلةَ ؟
    امرأة 2 : نُريدُ حقيقةَ ماتمَ لا شيء سِوَاها !!
    رجل : ( من المجموعة الثانية ) الحقيقةُ ومَنْ يَعْرِفُها لا يعلَمُهَا إلا الله !!
    رجل1 : النَّصُ يقولُ ، دخلَ العمليقُ بكِ ،وعندَ الفجرِ ، لُفِظْتِ شَبَحًا يَتَسَرْبَلُ فى دَمِهِ
    امرأة : دومًا يفعلُ ذلك !!
    رجل2 : ( من المجموعة الثانية ) ِنْ تُرِيْدُون إِلاَّ فَضْحَ تَخَاذُلَنا ، وَقَتْلَنَا مَرَّةً أخرى !!
    رجل3 : ربما كُنَا نَقْصِدُ ذَلك ، وربما لا ، فمأساةُ عفيرةِ أو مأساةُ العمليقِ الغاشمِ ، كانتْ
    عَقِبَ خروجِ ضحيتِهِ عفيرةِ من خِدْرِهِ ، تصرخُ ، وتقولُ الشعرَ ، كانت جذوةَ نارٍ
    ، لَمْ تَهْدَأ ،حتى جمعتْ أشتاتَ شبابِ جديسٍ ، وكان السحرُ ، أن تصحو النجدةُ
    والنخوةُ بعدَ مَواتٍ ، لتضعَ نهايةَ هذا الظالمِ !!
    رجل3 : ( من المجموعة الثانية ) هل كان الشعرُ الجذوةَ؟
    رجل3 : ( من المجموعة الأولى ) أم كان المشهدُ ، إذ خرجتْ ودمَاها تَنْزِفُ ؟
    رجل4 : ( من المجموعة الثانية ومعه امرأة ) أيًّا كان الأمرُ ، يكفِيهَا شَرَفًا لَمَّ شتاتِ
    الناسِ ، وشحذَ الفالحِ والطالحِ بِنِصَالِ الغيرةِ !!
    رجل 4 : ( من المجموعة الأولى ) لستُ حَزِيْنًا من تَأويلِ القصةِ ، بل فَرِحًا إِذ يَنْتَصِرُ القومُ
    لكلِّ ضحايا العمليقِ ، فَهَيَّا لا تُفْسِدُوا اللحظاتِ الحلوةِ !!
    الكل : هيا لفرح الليلة فالليلة عيد طال ميعاده هيا يا قوم !!
    ( فينال العرض متروك لرؤية المخرج )



    ختام

    ربيع عقب الباب
    Elbab_2004@hotmail.com
    المحلة الكبرى - مصر
    sigpic
  • جلال فكرى
    أديب وكاتب
    • 11-08-2008
    • 933

    #2
    أنار الله طريقك وهداك إبداعا فوق إبداع
    قرأت مشهدين و نسخت البقية حتى أتمكن
    من القراءة المتأنية بدون قلق
    أنت رائع كالعادة.. لكنها جوانب أخرى
    من إبداعك.. سأطاردك اينما ذهبت ايها المبدع
    التعديل الأخير تم بواسطة جلال فكرى; الساعة 12-11-2008, 19:47.
    بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

    sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جلال فكرى مشاهدة المشاركة
      أنار الله طريقك وهداك إبداعا فوق إبداع
      قرأت مشهدين و نسخت البقية حتى أتمكن
      من القراءة المتأنية بدون قلق
      أنت رائع كالعادة.. لكنها جوانب أخرى
      من إبداعك.. سأطاردك اينما ذهبت ايها المبدع
      أين أراضيك جلال أخى؟
      و كيف أراضيك حتى تأتى فى موعدك بعد أن أخلفته ؟
      انتظرتك طويلا
      اللهم اجعله خيرا
      و الصحة على ما يرام
      و لا يكون هناك ما يكدر ...!
      حصنك الله و رعاك

      محبتى
      sigpic

      تعليق

      • يحيى الحباشنة
        أديب وكاتب
        • 18-11-2007
        • 1061

        #4
        اخي ربيع عمل في منتهى الروعة

        يا لجمال اللغة المنسكبة في الحروف الهادئة الوديعة ..لتحدث فينا ثورة ، واحييت فينا جذوة الفرح فرح الانتصار

        كم نتوق الى مثل هذه النهايات .. أمتعتنا والله يا صديقي المبدع .. وتركتنا نهيم في البوادي والآكام .. وأعدتنا الى هنا في مشهد سحري بديع .

        أدام الله قلمك سيدي .
        شيئان في الدنيا
        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
        وطن حنون
        وامرأة رائعة
        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
        فهي من إختصاص الديكة
        (رسول حمزاتوف)
        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
          اخي ربيع عمل في منتهى الروعة

          يا لجمال اللغة المنسكبة في الحروف الهادئة الوديعة ..لتحدث فينا ثورة ، واحييت فينا جذوة الفرح فرح الانتصار

          كم نتوق الى مثل هذه النهايات .. أمتعتنا والله يا صديقي المبدع .. وتركتنا نهيم في البوادي والآكام .. وأعدتنا الى هنا في مشهد سحري بديع .

          أدام الله قلمك سيدي .
          زرعت بحديثك ألف وردة يحى
          حاولت تنفيذها على مسرح التربية و التعليم
          و كادت تعرض .. و قبل البروفة الجنرال ، كان هناك صوت قبيح
          يتردد .. ممن يدعون التربية و الثقافة و هم ........ خلق الله !

          دمت أخى جميلا نقيا
          sigpic

          تعليق

          • يحيى الحباشنة
            أديب وكاتب
            • 18-11-2007
            • 1061

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            زرعت بحديثك ألف وردة يحى
            حاولت تنفيذها على مسرح التربية و التعليم
            و كادت تعرض .. و قبل البروفة الجنرال ، كان هناك صوت قبيح
            يتردد .. ممن يدعون التربية و الثقافة و هم ........ خلق الله !

            دمت أخى جميلا نقيا
            [frame="1 98"]بعد قراءتي الثالثة لهذاالعمل الجميل الرائع..
            وجدت أنه جدير بأن يثبت ..
            دام قلمك ايها المبدع وننتظر المزيد .[/frame]
            شيئان في الدنيا
            يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
            وطن حنون
            وامرأة رائعة
            أما بقية المنازاعات الأخرى ،
            فهي من إختصاص الديكة
            (رسول حمزاتوف)
            استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
            ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
              [frame="1 98"]بعد قراءتي الثالثة لهذاالعمل الجميل الرائع..
              وجدت أنه جدير بأن يثبت ..
              دام قلمك ايها المبدع وننتظر المزيد .[/frame]
              خالص محبتى أستاذى يحيى
              شرفت بقراءاتك كثيرا ، و أسعدتنى إلى حد بعيد !

              شكرا لك أخى على التثبيت

              تحيتى و احترامى
              sigpic

              تعليق

              • رشا عبادة
                عضـو الملتقى
                • 08-03-2009
                • 3346

                #8
                عفيرة : حين يَحْمِلُنِى زَبَانِيتُهُ ، وَيُلْقُونَ بِى عَلَى كَفِّهِ الضَّخْمِ ، ثُمَّ يَرُوحُ يُمَزِّقُ
                ثَوبَ عُرْسِي 00ياربِّى00عروسُكَ عَارِيةٌ 00 قَشَّرَهَا الظَّالِمُ قِطْعَةً قطعةً ،
                لا شيءَ يَسْتُرُ جَسَدَهَا ، جَسَدُهَا المخلوقُ لَكَ وحْدَكَ ، يُهِينُهُ ، ويُمَرِغُهُ فى
                وحْلِ الدَّنَسِ ، لن يُبْقِى على شىءٍ0
                الربيع : ( يقاطعها متهجما ) اسكتى 00 اسكتى !!
                [align=center]
                يا الله
                الله يا سيدي
                ألتهمتني الأحداث
                غرقت لساعة ربما أكثر هنا
                ما بين أوجاع عفيرة ووإنتظارها للذبح
                ورغبتها بالنهاية السريعة
                وحرصها على الشرف
                وحروق هذا الربيع الجميل
                أحببته حتى فى لحظات ضعفه وإستسلامه كان جميلا
                وكانت ثورتهم أجمل
                وخطتهم قوية كيف خطرت ببالك يا سيدي
                خطة محكمة"سلمت رأسك"
                والله أشعلتني هنا
                إشتعلت كل تفاصيلي
                ووودت لو أشارك بطعنة لهذا المتوحش
                نعم يا أستاذي
                أدركت بعض من الحقيقة
                "حين نستسلم .... نهون ونُهان أيضا"
                "شرف المحاولة حتى الموت أرحم من الحياة فى صورة مسخ يرجو الموت"
                تحياتي
                ماذا أهديك هنا
                هل أصفق
                سأصفق على وجهي ورأسي
                سأصفق حتى يصلك صوت تهليلي حتى المحلة الكبرى
                لاحرمنا الله إبداعك وطيبة قلبك
                كنت أنت هنا المؤلف والشموس كلها[/align]
                " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
                  عفيرة : حين يَحْمِلُنِى زَبَانِيتُهُ ، وَيُلْقُونَ بِى عَلَى كَفِّهِ الضَّخْمِ ، ثُمَّ يَرُوحُ يُمَزِّقُ
                  ثَوبَ عُرْسِي 00ياربِّى00عروسُكَ عَارِيةٌ 00 قَشَّرَهَا الظَّالِمُ قِطْعَةً قطعةً ،
                  لا شيءَ يَسْتُرُ جَسَدَهَا ، جَسَدُهَا المخلوقُ لَكَ وحْدَكَ ، يُهِينُهُ ، ويُمَرِغُهُ فى
                  وحْلِ الدَّنَسِ ، لن يُبْقِى على شىءٍ0
                  الربيع : ( يقاطعها متهجما ) اسكتى 00 اسكتى !!
                  [align=center]
                  يا الله
                  الله يا سيدي
                  ألتهمتني الأحداث
                  غرقت لساعة ربما أكثر هنا
                  ما بين أوجاع عفيرة ووإنتظارها للذبح
                  ورغبتها بالنهاية السريعة
                  وحرصها على الشرف
                  وحروق هذا الربيع الجميل
                  أحببته حتى فى لحظات ضعفه وإستسلامه كان جميلا
                  وكانت ثورتهم أجمل
                  وخطتهم قوية كيف خطرت ببالك يا سيدي
                  خطة محكمة"سلمت رأسك"
                  والله أشعلتني هنا
                  إشتعلت كل تفاصيلي
                  ووودت لو أشارك بطعنة لهذا المتوحش
                  نعم يا أستاذي
                  أدركت بعض من الحقيقة
                  "حين نستسلم .... نهون ونُهان أيضا"
                  "شرف المحاولة حتى الموت أرحم من الحياة فى صورة مسخ يرجو الموت"
                  تحياتي
                  ماذا أهديك هنا
                  هل أصفق
                  سأصفق على وجهي ورأسي
                  سأصفق حتى يصلك صوت تهليلي حتى المحلة الكبرى
                  لاحرمنا الله إبداعك وطيبة قلبك
                  كنت أنت هنا المؤلف والشموس كلها[/align]
                  وصلنى رشا .. و أبكانى
                  و تحملت كل هذا العناء ؟
                  سوف أهديها لك ، فقد صدرت منذ عامين من الهيئة العامة للكتاب فى كتاب " أنشودة الصقر ".
                  كل يوم أكتشف فيك شيئا جديدا لم اره من قبل ، يدل على رسوخ موهبتك
                  و على حلم سوف اراه يتحقق قريبا بأمر الله ، و إرادتك بالفعل !

                  تحيتى و احترامى
                  sigpic

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #10
                    استاذنا الكبير
                    الناقد والروائي الاديب القدير
                    العزيز ربيع عقب الباب
                    احترامي
                    ندخل النص عبر الشخوص التي تمثل اسقاطا على ذات المكان وعلى كل الازمنه
                    الجميله والحبيب والشقيق الحاكم او الامير الضعيف
                    عفيره والربيع وعمرو ثلاث شخصيات من العرب تتحدث عن تاريخ قديم وحديث
                    والعمليق من العماليق الذين كانوا قبل ميلاد سيدنا اسماعيل عليه السلام
                    يخافهم الربيع وعمرو ويكونوا كالجبناء امامه مرتعدين
                    وعفيره الكرامه والشرف تبحث عن الحمايه لشرفها والصون لجمالها
                    تتحرك اناملك في حوار عميق ضمن اسقاطات سياسيه وفكريه تشير باصابع الاتهام الى كل المتقاعسين
                    وامعتصماه ليست مجديه في زماننا
                    ولكنك تكتبها دائما
                    احترامي وكل التقدير
                    ودمت سالما منعما غانما مكرما

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب شراب مشاهدة المشاركة
                      استاذنا الكبير
                      الناقد والروائي الاديب القدير
                      العزيز ربيع عقب الباب
                      احترامي
                      ندخل النص عبر الشخوص التي تمثل اسقاطا على ذات المكان وعلى كل الازمنه
                      الجميله والحبيب والشقيق الحاكم او الامير الضعيف
                      عفيره والربيع وعمرو ثلاث شخصيات من العرب تتحدث عن تاريخ قديم وحديث
                      والعمليق من العماليق الذين كانوا قبل ميلاد سيدنا اسماعيل عليه السلام
                      يخافهم الربيع وعمرو ويكونوا كالجبناء امامه مرتعدين
                      وعفيره الكرامه والشرف تبحث عن الحمايه لشرفها والصون لجمالها
                      تتحرك اناملك في حوار عميق ضمن اسقاطات سياسيه وفكريه تشير باصابع الاتهام الى كل المتقاعسين
                      وامعتصماه ليست مجديه في زماننا
                      ولكنك تكتبها دائما
                      احترامي وكل التقدير
                      ودمت سالما منعما غانما مكرما
                      أستاذى و صديقى الجميل يسرى
                      كانت صفحة فى كتاب أبى الفرج الأصفهانى ( الأغانى ) توقفت عندها مليا
                      تتحدث عن العرب البائدة ، عن جديس و هى إحدى البطون البائدة مثلها مثل عاد وثمود و أصحاب الرس .. و رأيت كيف حكم العمليق على كل الشيوخ ، أن تكون الليلة الأولى لأى عروس له هو .. و هذا ما وجدته فى أوربا فى العصور الوسطى ، ووجدناه فى حكم الانجليز لأيرلندا و غيرها فى بعض المقاطعات فى العصور الاستعمارية ، وكيف أيضا أن قرر الملك أن تكون الليلة من حقه و أتباعه ، و قد شاهدنا الفيلم الخطير ( القلب الشجاع brave heart )
                      و أسقطت الحالة على حالة الضعف ، و الاستعانة بالامريكان فى الكويت ، و تدمير الاقتصاد العربى و الكرامة العربية و بأيدينا كان عصر البوشنة !!

                      محبتى أخى الجميل
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رشا عبادة مشاهدة المشاركة
                        عفيرة : حين يَحْمِلُنِى زَبَانِيتُهُ ، وَيُلْقُونَ بِى عَلَى كَفِّهِ الضَّخْمِ ، ثُمَّ يَرُوحُ يُمَزِّقُ
                        ثَوبَ عُرْسِي 00ياربِّى00عروسُكَ عَارِيةٌ 00 قَشَّرَهَا الظَّالِمُ قِطْعَةً قطعةً ،
                        لا شيءَ يَسْتُرُ جَسَدَهَا ، جَسَدُهَا المخلوقُ لَكَ وحْدَكَ ، يُهِينُهُ ، ويُمَرِغُهُ فى
                        وحْلِ الدَّنَسِ ، لن يُبْقِى على شىءٍ0
                        الربيع : ( يقاطعها متهجما ) اسكتى 00 اسكتى !!
                        [align=center]
                        يا الله
                        الله يا سيدي
                        ألتهمتني الأحداث
                        غرقت لساعة ربما أكثر هنا
                        ما بين أوجاع عفيرة ووإنتظارها للذبح
                        ورغبتها بالنهاية السريعة
                        وحرصها على الشرف
                        وحروق هذا الربيع الجميل
                        أحببته حتى فى لحظات ضعفه وإستسلامه كان جميلا
                        وكانت ثورتهم أجمل
                        وخطتهم قوية كيف خطرت ببالك يا سيدي
                        خطة محكمة"سلمت رأسك"
                        والله أشعلتني هنا
                        إشتعلت كل تفاصيلي
                        ووودت لو أشارك بطعنة لهذا المتوحش
                        نعم يا أستاذي
                        أدركت بعض من الحقيقة
                        "حين نستسلم .... نهون ونُهان أيضا"
                        "شرف المحاولة حتى الموت أرحم من الحياة فى صورة مسخ يرجو الموت"
                        تحياتي
                        ماذا أهديك هنا
                        هل أصفق
                        سأصفق على وجهي ورأسي
                        سأصفق حتى يصلك صوت تهليلي حتى المحلة الكبرى
                        لاحرمنا الله إبداعك وطيبة قلبك
                        كنت أنت هنا المؤلف والشموس كلها[/align]
                        البهاء دائما فى حديثك ينبض بلا توقف
                        sigpic

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          فى انتظار دار عرض لها
                          الشموس لن تنطفىء ،
                          إلا إذا كان العمى هو السيد و المصباح !!
                          sigpic

                          تعليق

                          يعمل...
                          X