إلى زنبقتي الدمشقية...حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    إلى زنبقتي الدمشقية...حسام الدين مصطفى

    [align=justify]


    أيا زهرتي الندِيَة...
    عليك من روحي السلام وإليك من قلبي التحية
    أوحشتني عينيك يتهادى بصرهما على سطح "بردى" فيهز مراكب عشق شراعية، وبسمتك تُطِلُ من خلف وِشَاحَك كوجه النور خلف مشربية.... فهل خَضَبَ جبينك ضوء الشمس أم أن الشمس أنت أيتها الحورية....
    أتذَكَرُ جبينك الوضاء والجبهة الأبية تحت سماها تشرق بسمتك الرشيقة الشقية... فتتفتح أزاهير الوجنتين بأزهار وورود موسمية، وتكب على غصنك غلالات ضوء قزحية، وأريجك يلف الكون بعطور عبقرية، وعلى غصن خصرك استقرت يد من مرمر وكف مخملية، وحول خطاك تجثو كل ربات الرومان والآلهة الإغريقية، فدونك جميعهم يا بلقيس الشام شقيقة السبأية، ظبية في خطاك حرة وفي الشدو همسة مخفية، بريئة القلب النبل منك وأنت الصفو لكل نية.. بأرضك صنعوا أحد السيوف وما أخبرونا عن رماحك الهدبية، فيا ابنة دمشق ترفقي فعلى رماحك تضرجت روح قاهرية...
    كم حِرتُ فيكِ يا امرأتي الكونية ... فدُونًكِ كُل بنات الغرب وما رأيت مثلك مشرقية ؟! و أنت الآداب وأنت الفنون وأنت العلوم يا درتي الموسوعية... أيا أفروديت الضياء ... ربة عشقي فداك روحي فالروح مغنما لك وسبية، سافرت إلى كنفك وكانت دونك بعيدة مقصية ...

    وجودك يا حب عمري أدفأ حياتي وكنت أصطلي في حياة شتوية... أحسب كل أيامي راحت جليداً وأخشى كل جديد تأتي به البقية ، كم عشت موقناً أن الشقاء لي زنزانة سرمدية، وأن رجاءاتي للقدر قد ذهبت أو حفظت منسية، فأتاني هواك وأحياني وأعطاني اسماً جديداً وعمراً وهوية، وأعدت لي روحي بعد أن تاهت في عالم الشقاء طريدة منفية، وأعتقتني من أغلال وحدتي وشعرت معك بالأنس والحرية...
    الآن أَبسَمُ من قول صحبي والندامى .... أنني إن سرت في درب العشق فإن نهايتي حتمية، يهتفون بي أن أَحذَرَ وأن قصائد عشقي سترويها أنهار جراح فياضة الجريان أبدية ... وأن أتقي الهوى في قلبي ... فقلت: وأين أنا من هذه الملائكية؟؟!! ... إِليكُمُ عني فأنا طريد من جنة الحياة وهي رسول عناية إلهية .. أيا مُنذِري بالردى في معبد العشق ...أمَا علمت كم أمضيت في شقوتي ودنياي الضلالية ..... تقولون أن اتَقِي !!!! فبرب السماء كيف أتقي عشق تقية؟!!!
    وقالوا بأني قد أسلو !! فأجبتهم ..وأنى لي بسلوى هواها ذلك الخالد في سويداء القلب وكل حشية..
    وكيف لي بالصبر مرٌ علقمٌ وبين يدَي غدير عشقها مياهه عذبة وشهية… أقسمت أني لا أحب غيرها ولم أحب فهي مدى الدهر حبيبتي الأبدية.
    قبلك كانت حياتي جرداء وبك اخضرت يا واحتي السرمدية، يوم تَلَمَسني همسك بأنامل رقيقة يمشط جدائل شعر روحي الغجرية. لا عدمتك يوماً يا من أرسلك لي الرحمن هداية وهدية... فأرشدتني إلى صراط عشق مستقيم فآمنت بك وقبلك كم أضعت عمراً في جاهلية.
    آه يا مليكتي بحُبك عَلَي جُدتِي وكنت سخية طائية، ودونك كل طموحاتي وسعيي فما الهدف إن لم تكوني أنت القضية ...
    كلما أضناني شوقي إليك .. تطير إليك الروح في رحلة سماوية، وإن غِبتِ عني أموت... ويصبح قولهم تفنى رفاتي على ضفاف النيل و تجثو روحي عند فرات الدمشقية ... فمهما حييت فعشقي لكِ باق وفي دنيا الخلود سيشدو حرفي إن وافتني المنية
    يا كل الدنيا ...اعلمي أن حبي لابنة الفيحاء كَدِمَشقِها أقدم حاضرة بشرية
    عليك سلام الله يا مُنيَة الروح كل صبح وعَشية .... أُوصيك يا زهرتي أن تظلي بدوحة عشقي وأشدد على الوصية،،، ولا تجعلي جواد قلبي للأسى والأحزان موطئاً ومطية... فيا من تقدس عشقك بقلبي فأنقَذتِنِي من ضلالة وغوية، عشت قبلك حياة بربرية ... أصولُ، أجولُ وأنا الجهول جامح دون روية ... بك وحدك عرفت الحضارة والفنون وتبرأت من الفوضوية... لك مني كل الولاء فلولاك ما عرفت معنى الوطن أو الوطنية، فأنت المليكة وحبي وقلبي وعمري وحرفي هم الرعية ..
    كم سَجَل الزمانُ من قصص العشق .. كم منها منقوش وكم سمعها الناس مروية ؟.... فمهما قرؤوا ومهما سمعوا فكلها مرت وقليل تلك الغير منسية، وأما قصة حبنا فستبقى خالدة متجددة باقية أبدية
    وإن كان غيري تغنى بعشق فيكفيني اسمك هو عزفي والأغنية، أشدو بحروفه مبعثرة في كل صباح وألملمها في كل أمسية، تعلو فوق رُبَا "قاسيون" تعانق الأنجم الماسية...
    ذكر التاريخ أن قيساً جُنَ بالعامرية، وسيكتب أني برأت من جنوني على يد دمشقية
    [/align]
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    كلمات رائعه أقل مايقال عنها أنها صادقه ومن قلب دافئ
    تحيتي لك دوما

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      الأستاذ حسام الدين مصطفى
      إن ما قرأته هنا أحسست وكأنه ملحمة تاريخية قد ازدانت بأجمل المعاني الإنسانية , وأرق العواطف البشرية وقد صدحت موسيقاها الموزونة لما بلغت إليه من مستوى أدبي رفيع هذه الرسالة الأدبية استطاع من خلالها الكاتب أن ينقلنا إلى أصداء الأدب العربي القديم لنسمع معه صوت جلجلة الحروف ،وببراعة استطاعت أن تشتبك مع تناحر السيوف بمعانيها اللغوية ، ودلالتها المجازية لتأتي وكأنها صورة حيّة نابضة إن لم يعرفها القارئ بأسمائها فإنه سيعرفها بموسيقى أجراسها ، وهو يرسم لنا الغاية الحقيقية التي دعته إلى أن ينثر لنا رويته التي أخذت بمجامع قلبه وروحه وفكره ...
      الكاتب كان بارعا في رسالته وذلك باستخدامه لهذه الرموز التاريخية التي استطاع من خلالها أن يحافظ على نغمة الأوزان بما فيها من مفردات ملحونة ، ومعان موغلة في الخفاء أحيانا , وأحيانا أخرى تأتي معان مفهومة يرسمه لنا مداد حبره بألوان مطرّزة بقوس قزح ليعيدنا لصورة امرؤ القيس ، وعنترة بن شداد ، وقيس بن الملوح ، وابن زيدون فيقرّب لنا الزمان والمكان بصوره التاريخية الحيّة ...
      وبهذا نرى أن الكاتب استطاع أن يجمع في رسالته إليها بين الوجهين وجه الماضي والحاضر ، والقريب والبعيد في صور نابضة امتزجت بعراقة بلقيس الشام وقاهرة العزّ ، وجبل قاسيون والهرم ...وهو يحدثنا عن تجربته الذاتية لتكون مقياسا لمعنى الوفاء والودّ الذي جمع بينهما
      ولكن نسي الكاتب أن يذكر بأن رفاته ستجثو عند بردى الدمشقية ، وليس فرات الدمشقية ، أو ربما كان هناك معنى لم يستبن لنا بعد ! ......

      وأعتذر منك يا أديبنا المتألق الأستاذ حسام الدين مصطفى
      من القراءة المتواضعة لهذه الرسالة الأدبية الرائعة التي أحببت من خلالها أن أضع للنص تحليلا كما فهمته واستوعبته ....و أعترف بأنني لا أجيد فنون النقد الأدبي , ولا دراسته وأصوله ومبادئه ،لكن هي محاولة بسيطة مني ، وآمل من الله أن أكون دائما عند حسن الظن ...
      ودمت بألف خير

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • حسام الدين مصطفى
        رئيس الجمعية المصرية للترجمة
        • 04-07-2007
        • 408

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
        كلمات رائعه أقل مايقال عنها أنها صادقه ومن قلب دافئ
        تحيتي لك دوما
        الأخت الكريمة المبدعة ... ريمة الخاني (أم فراس)....
        أشكر لك مرورك العطر وتعقيبك الذي ذكرني بمقولة أن الكلمة إذا خرجت من القلب وقرت في القلب وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان .... تحية لك ولزنبقتي الدمشقية التي أكرمتني بما جاد به بنانك
        حسام الدين مصطفى
        مترجم - باحث- كاتب
        رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
        رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
        أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
        www.hosameldin.org
        www.egytrans.org

        تعليق

        • حسام الدين مصطفى
          رئيس الجمعية المصرية للترجمة
          • 04-07-2007
          • 408

          #5
          الأديبة المبدعة ابنة حلب الشهباء
          لك جميل التحية وبالغ العرفان بردك والذي تشبع بقراءة إنسانية اكتست ثوب النقد فجاءت عميقة الأثر والتأثير ... رغم أن كل سطر مما خطه قلمك يستحق الوقوف عنده ويقصر أي شكر عن تأدية حقه ... إلا أنني أنتخب من ردك هذا الاقتباس:
          ولكن نسي الكاتب أن يذكر بأن رفاته ستجثو عند بردى الدمشقية ، وليس فرات الدمشقية ، أو ربما كان هناك معنى لم يستبن لنا بعد ! ......

          أتفق معك في أن هناك بعض من المعاني قد توارت عن عمد في هذا النص تحديداً .... ومنها ما ورد بالاقتباس أعلاه ... فإذا كانت أهرامات مصر قد حجت إليها ... أنستغرب أن ينبع الفرات تحت قدميها ....

          أكرر لك عميق شكري وتقديري
          حسام الدين مصطفى
          مترجم - باحث- كاتب
          رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
          رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
          أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
          www.hosameldin.org
          www.egytrans.org

          تعليق

          • لميس الامام
            أديب وكاتب
            • 20-05-2007
            • 630

            #6
            كلماتك كالندى -اخي حسام الدين مصطفى- الذي يلامس توجيات الزهور وأوراق الشجر ليوقظ النائم منها بعد ليل السهد والضنى
            سيدي كلماتك تنعش النفوس المحبة
            فقد سقتنا كأس الجمال وأسكنت في نفوسنا الراح والهنا..
            وقد كانت رسالتك -كما تفضلت الاخت الغالية بنت الشهباء- ملحمة ، لاسطورة عالم عشقي نادر رائع صنعتها مشاعرك وكلماتك التي ادت المعنى بكل صدق..

            تحية لقلمك السامق دوما..

            لميس الامام

            تعليق

            • على جاسم
              أديب وكاتب
              • 05-06-2007
              • 3216

              #7
              السلام عليكم

              كل هذا الجمال من نصيب الزنبقة الدمشقية

              يقيناً تستحق هذا الجمال

              تقديري لك أخي حسام الدين مصطفى
              عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
              يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
              فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
              فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

              تعليق

              • رحاب فارس بريك
                عضو الملتقى
                • 29-08-2008
                • 5188

                #8
                ألأستاذ حسام الدين مصطفي
                ما أجمل ملامحها , رسمناها بخيالنا , حين رسمتها بدورك لنا ,
                من خلال غزلك بسحرها, بجمال وجهها وروحها ..
                وحين طارت إليها روحك ومنحتك حبها ,غرقنا بعمق المعاني ..
                فشعرت وكاني أقرأ قصيدة , رائعة المعالم والمعاني ..
                هي المراة الشرقية بجمالها , بروعتها , وقد صدقت فحين
                جبت الأرض لم تجد بجمالها وبروعتها ,وحتى لو بقيت العمر
                تجوب البلاد , لن تجد شبيهة لحبيبتك , فالمرأة العربية
                متميزة عن باقي نساء الأرض .....
                جميل ما كتبت أستاذ حسام
                تحياتي لهذا الكم الهائل من الجمال
                رحاب بريك
                ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

                تعليق

                • آداب عبد الهادي
                  أديب وكاتب
                  • 17-12-2007
                  • 74

                  #9
                  الأديب الكبير الأستاذ حسام الدين مصطفى المحترم
                  على الرغم من أن الموضوع قديم، لكني - وأمام هذه الشاعرية وهذا البوح النقي -لم أجد بداً من التوقف قليلاً والتمتع بهذا الشدو وهذا اللحن الجميل الذي عزفه أديبنا الكبير والرائع الأستاذ حسام الدين مصطفى، الذي أعادنا في لحظات إلى أيام خلت، أيام تؤكد حقيقة محبة وتقارب وتآلف الشعب العربي مع بعضه البعض، حقيقة تؤكد أنه مهما علت وارتفعت الحواجز السياسية والجغرافية،فإنها لا تكاد تكون أكثر من حاجز وهمي، لا أثر له، أمام الحقيقة الواقعة والتي مفادها أننا شعب واحد، مشاعرنا واحدة وهوانا واحد، فيلفعلوا ما يريدون، كل الحواجز تتكسر عند لحظة صدق ولحظة حب حقيقة .
                  هذا البوح الشجي وهذه الشاعرية وهذا الصدق الذي أتى به مبدعنا حسام الدين مصطفى، يحلق بنا في سماء عربية واحدة ،شهدت من القصص والروائع الكثير في الزمن الماضي الجميل ،والذي بتنا في شوق لها في هذا الزمن المادي القاسي.
                  المبدع حسام الدين مصطفى، من القلب أقول لك، أمتعت حقاً بما قرأت لك اليوم، وانتشيت بعناق النيل والفرات وقاسيون والهرم وتوحد مشاعر مصريين وسوريين ومصرين وعرب وسوريين وعرب في زمن بات فيه التوحد حلماً صعب المنال.
                  كل احترامي وتقديري لك ولهذا الإبداع الراقي
                  التعديل الأخير تم بواسطة آداب عبد الهادي; الساعة 21-02-2010, 11:15.
                  آداب عبد الهادي
                  المركز العربي الإفريقي
                  للأبحاث والدراسات الاستراتيجية

                  تعليق

                  • عبير هلال
                    أميرة الرومانسية
                    • 23-06-2007
                    • 6758

                    #10
                    كم سَجَل الزمانُ من قصص العشق .. كم منها منقوش وكم سمعها الناس مروية ؟.... فمهما قرؤوا ومهما سمعوا فكلها مرت وقليل تلك الغير منسية، وأما قصة حبنا فستبقى خالدة متجددة باقية أبدية
                    وإن كان غيري تغنى بعشق فيكفيني اسمك هو عزفي والأغنية، أشدو بحروفه مبعثرة في كل صباح وألملمها في كل أمسية، تعلو فوق رُبَا "قاسيون" تعانق الأنجم الماسية...
                    ذكر التاريخ أن قيساً جُنَ بالعامرية، وسيكتب أني برأت من جنوني على يد دمشقية

                    /

                    أسلوب بديع

                    وكلمات رائعة للغاية

                    اقتبست منها هذهِ الباقة

                    لأعبرَ لك عن اعجابي

                    بما خطته أناملك الراقية

                    أرق تحياتي لك
                    sigpic

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11
                      [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      الأديب الرائع حسام الدين مصطفى
                      أقف إجلالا أمام هذه الكلمات التي تلامس الروح و تستقر في الوجدان لتظفي رقة و جمالا يعطر المكان و يأخذنا على أجنحة الحب و العشق عبر الزمان
                      كل التحية و الورد و الود إلى أديبنا الراقي [/align]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X