[glow=CC9900]جـمــر الصــبر[/glow]
[poem=font=",6,darkred,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/63.gif" border="solid,1,firebrick" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]طاغٍ هو الشعر .. بركانٌ يزلزلني = فأستحيلُ شظايا في قوافيهِ
أكونُ في كل حرفٍ منه داعيةً = للحبّ , والحبُّ سارت بي أغانيهِ
هل يعرف القلبُ إلا البوحَ محترقاً = في غيهبِ الحزنِ مسكوناً بماضيهِ
في عالمٍ ماردُ الحرمانِ سيّدُهُ = والقهرُ والجَوْرُ بعضٌ من ذراريهِ
في عالمٍ يُفْقِدُ الأشياءَ عِفَّتَها = ويشحذ العزمَ في تعكير صافيهِ
تكالبتْ حولَ وجْهِِ الطُّهْرِ حاقِدةً = كواسر الزّمن العاتي تعاديهِ
وضاقت الأرضُ والدُّنيا بما رحُبَتْ = على المحبّ الذي رَثت صَوَاريهِ
تُراودُ البحرَ في شوقٍ مراكبُهُ = فيبعثُ الصدَّ ردّاً من موانِيهِ
وفي الدُّجى خطواتٌ دونما بصَرٍ = في سبسبٍ مُبهمٍ أودى بِهَادِيهِ
بريئةٌ لغة الآمال .. حالمةٌ = لكنّ رائِدَها خابت مساعِيه
كَرِيشَةٍ هو في الإعصار تائهةٍ = ماذا تؤثر .. بل ما وزنُهَا فِيهِ ؟!
أيشربُ الكونُ كأسَ الذلّ مُتْرعةً = ولا تؤرّقُ عينيهِ مآسيهِ
والزّيف كم مادحٍ يروي محاسنَهُ = والحبُّ مبتذلٌ في الناس راعِيهِ
حتى الأساطير باتت غيرَ مدهشَةٍ = حيث الجنون تعدّى حدَّ شاطِيهِ
حيث الترانيم تذوي في براعمِها = حيث الجمالُ غدت مسخاً معانِيهِ
هَلْ ينفع الرّمزُ والإحساس منطفئٌ = أو يسمع المَيْتُ ما قالت مراثِيهِ
أم تمتطي الريحُ خيلَ الثأر عاصفةً = بِوَاقِعٍ ساء قاصيهِ ودانِيهِ
ماذا تراه يُرَجّي من عوالِمِهِ = والعدل .. تخرسه أسيافُ باغِيهِ
من يطلب الحق ممّن فاض باطِلُهُ = على الزَّمان شروراً من أياديِهِ ؟؟
كالليلِ يرقُبُ من طاغوته قمراً = كالموت يصفح عن روحٍ تداجِيهِ
هذي القواميسُ يأتي من يزوّرها = ويهدم الصرح ، والتَّضليلُ حادِيهِ
والدِّين يَحْمِلُ جمرَ الصبرِ صاحبُهُ = يكاد يلقي به ممّا يعانيهِ
مازال يمتدحُ المقتولُ قاتِلَهُ = ويسأل اللهَ جنَّاتٍ لعاصِيهِ
بل صار يرجو فناءَ الزّرع زارِعُهُ = والخير يأنف منه اليوم دَاعِيه
طاغٍ هو الشعر .. لكنّي بلا فَرَحٍ = فهل تعود كما كانت ليَاليهِ ؟!!
****[/poem]
تعليق