كلبة مدام زوزو !!!!

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    كلبة مدام زوزو !!!!

    كتب مصطفى بونيف

    كلبة مدام زوزو !!!!


    هي سيدة في منتصف الخمسينيات من العمر، سيدة من الذوات وأصحاب الطبقات الراقية في المجتمع، كانت تتحدث إليَّ عن "زيزي"... فقالت: "والله يا أستاذ موس أنا أعتني بزيزي، وأشيلها في عيوني... تستيقظ صباحاً على أغاني الست فيروز (أعطني الناي وغني)، وتفطر على جُبْنة وكوب حليب، وتشاهد معي باهتمام برنامج صباح "الخير يا وطن"، وأقرأ لها الصحف، وتدخل على الإنترنت بل وحتى لديها إيميل خاص، وأنا بصدد تعليمها اللغة الألمانية، حتى تستطيع أن تتعايش مع المجتمع الألماني لأنها ستصطحبني في سفري إلى هناك..."، فقلت لها: "الله يخليلك زيزي حتى ترينها عروسا تزف إلى بيت الزوجية قادر يا كريم.."، انتفضت مدام زوزو وقالت "لن تتزوج زيزي إلا من واحد يكون من فصيلة راقية.."، فقلت لها: "معك حق بنات الذوات لا يتزوجن إلا أبناء ذوات مثلهن، وهذا أمر مشروع، يجب أن تزوجي ابنتك من الذي يستطيع أن يحفظ لها مكانتها..". وفجأة دخلت علينا كلبة بنية اللون ولأنني أخاف من الكلاب صعدت فوق الكرسي وقلت بلهجة المرعوب: "من الذي أدخل هذا الكلب هنا؟"، ضحكت مدام زوزو ثم قالت: "انزل يا موس. لا تخف هذه زيزي تريد أن تتعرف عليك، أنظر كيف تلعب بذيلها احتراما وتقديرا لحضورك..". الشهادة لله كانت زيزي "تري جونتي" ومؤدبة إلى أبعد الحدود... ولأنني ارتحت إلى حركة ذيل زيزي، ابتسمت ونزلت من مكاني وأنا أقول في قرارة نفسي ما قاله عادل إمام في مسرحية "الواد سيد الشغال": "أما ولاد شحيبر صحيح!!".
    وراحت مدام زوزو تتحدث عن كلبتها زيزي التي تنام في وداعة على حجرها، كيف تأخذها إلى الأطباء، وتقتني لها الطعام، وكيف أن زيزي تنتظر عودتها إلى البيت بفارغ الصبر، وراحت تتحدث عن ثقافة زيزي في اللغات.. فهي تفهم كل الأوامر وبجميع اللغات... وأنا أقول "يا ما شاء الله، يا ما شاء الله!".
    فجأة قامت زيزي وركضت نحو التلفزيون، وأخذت تلعق الشاشة... سألت مدام زوزو عن السبب، فقالت لي وضحكتها تملأ المكان: "لقد حان موعد مسلسلها المفضل..مهند، هي من أشد عشاق مهند، وأعلق لها صوره في غرفتها الخاصة، تخيل يا موس عندما تشاهد صوره تبدأ في النباح بطريقة رومانسية وتلعب بذيلها، أعتقد أنها تحبه"... فأجبتها ساخرا: "قد يكون مهند هو العريس المناسب لأنه من نفس فصيلتها..".
    ولم أخرج من بيت مدام زوزو إلا وأنا ألعن سنسفيل الكلاب، مدام زوزو ومهند!!!
    كنت أتمشى في الشارع وأنا أندب حظي التعيس.. لأنني علمت أن زيزي لا تتنقل إلا في السيارة.. بينما أقطع أنا مسافات "رالي داكار" على قدمي، فنحن في زمن أصبح فيه حظ الكلب أوفر من حظ بني آدم!!!
    وفي طريقي التقيت بالحاج سعيد وهو أحد أغنياء البلد، يصطحب ابنه سامي إلى الثانوية.. فطلب مني الركوب للذهاب معهما، بعد أن وصله استدعاء من السيد الناظر: "نرجو من سيادتكم الحضور فورا إلى الثانوية للنظر في أمر ابنكم سامي".
    دخلنا مكتب الناظر الذي وجدناه مستاءً من سامي وأعماله... فانفجر قائلا: "سامي ابنك تبول في حجرة الدراسة بعد أن خرج زملاؤه في الاستراحة.."، صعقتني الجملة التي قالها الناظر ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفع سامي على قفاه وأقول: "تتبول في حجرة الدرس يا سافل، إذا كانت كلبة مدام زوزو تتبول في "التواليت"، تأتي أنت وتفعلها في الحجرة يا منحط".
    أكمل الناظر كلامه: "ويا ليته توقف عند هذا الحد، ابنك يا سيدي ضعيف في اللغات ويتسبب في مشاكل لأساتذة اللغة الفرنسية والإنجليزية...". ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفع سامي مرة أخرى على قفاه صارخا: "كلبة المدام زوزو تتعلم جميع اللغات، وهي تقوم بـ"كورس" تدعيم في اللغة الألمانية، أريد أن أعرف من منكما الحيوان أنت أم كلبة المدام زوزو ؟؟؟". واصل الناظر كلامه قائلا: " كما أن ابنكم سامي لا يحترم أحدا، يتشاجر مع الناس، ويمزق ملابسهم... ويتسبب في جرحهم..". صفعت سامي مرة أخرى على قفاه قائلا: "كلبة المدام زوزو ترفع ذيلها ترحيبا بالضيوف، لدرجة أنها كانت ستقدم لي الشاي بنفسها، وأنت تمزق ثياب الناس... يبدو لي أنك أنت الكلب وزيزي بني آدم".
    وقبل أن يكمل الناظر كلامه في تعداد "بلاوي" سامي، قاطعته قائلا: "المدام زوزو ذاهبة لأداء فريضة الحج هذه السنة، وستكون مصيبة لو اصطحبت كلبتها معها.."، التفتت إلى الحاج سعيد الذي كان وجهه يتصبب عرقا وهمست له: "أتمنى أن تربي ابنك بمنهج لا يقل عن تربية المدام زوزو لكلبتها..!!!".


    مصطفى بونيف
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون
  • عثمان علوشي
    أديب وكاتب
    • 04-06-2007
    • 1604

    #2
    مصطفى... يا مشاغب
    سبق وقلت لك إنني قرأت في هذا المقال الساخر أفكارا توجد خلف الكلمات واحتراما للجراء فقد آثرت الصمت..
    تأكد دائما أنه حتى الحجر الأصم يتزحزح عند قراءة مقالاتك

    تحية طيبة
    عثمان علوشي
    مترجم مستقل​

    تعليق

    • يوسف الديك
      شاعر وأديب
      مؤسس ملتقى نخبة الإبداع
      • 22-07-2008
      • 894

      #3
      جميل أخي مصطفى

      كانت لي ملاحظة صغيرة

      ولكن أعفانا الأستاذ محمد شعبان الموجي

      بتعديل العنوان .

      له ولك الشكر
      التعديل الأخير تم بواسطة يوسف الديك; الساعة 28-11-2008, 17:16.
      عَلَى الذينَ تهمُّهم المدائحُ ويزعِجُهمْ النَّقدْ ..
      أن يَبحثوا لذواتِهم الضَيّقة عنْ منطقةٍ خارجَ طُهرِ الكَلمة.. ونقاءِ الأدبْ ...
      وسُبُلِ الإبْدَاعْ .المُجَامَلة...فجورٌ لمنْ لا يستحقّونْ .
      يوسف الديك​

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #4
        اعذرني أخي مصطفى فقد غيرت العنوان لآن العنوان السابق كان صادما لمشاعر الكثيرين .. وحاجزا يحول دون الإستمتاع بما كتبت .. ولي عودة للقراءة المتأنية إن شاء الله
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • محمد سليم
          سـ(كاتب)ـاخر
          • 19-05-2007
          • 2775

          #5
          الرائع الجميل مصطفى بونيف...
          قالها لك استاذنا يوسف الديك
          نصيحة صريحة واضحة صادقة لبقة ..وبحكم الزمالة أنا خجلتُ من قولها لك سابقا.. فكان عدم تعليقى وكأننى أعاقبك بلا قافية ..... فمن غير المنطقى أن تفش غلك من (كلبة الست سوسو ) على قفا أبن الحاج سعيد ... وأنا لا أفش غلى منك ( إلا بعدم التعليق وعدم حك ظهرك ) ههههههههه.... مش كده والا ايه ؟؟؟ حتى من قرأ موضوعك ( نسى ) يسجل اسمه !!!!!.ههههه.....
          بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

          تعليق

          • مصطفى بونيف
            قلم رصاص
            • 27-11-2007
            • 3982

            #6
            الإخوة الكرام ، عثمان ، الشاعر يوسف الديك ، الاستاذ الموجي ، وأخي الساخر أحمد سليم
            بداية أرفع أسفي الشديد ، مع أنني اخترت اسم السيدة "زينب" لأن القصة أساسا تتطلب أن يكون اسم صاحبة الكلب "زينب "....ومع ذلك أنا سعيد بالعنوان الذي اختاره الأستاذ الموجي .
            محبتي !
            [

            للتواصل :
            [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
            أكتب للذين سوف يولدون

            تعليق

            • ريمه الخاني
              مستشار أدبي
              • 16-05-2007
              • 4807

              #7
              صدقني بعد ما تجدد جراحي في صدمات مع البشر كنا نحسبهم قدوة او ربما اعلاما, لم اعد استغرب شيئا بعد الان..
              معك دوما نقرا الواقع الغريب بحذافيره
              تحيتي

              تعليق

              • مصطفى بونيف
                قلم رصاص
                • 27-11-2007
                • 3982

                #8
                الأخت الراقية ريمة الخاني / عطرت المتصفح بمرورك ، محبتي وتقديري .
                [

                للتواصل :
                [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
                أكتب للذين سوف يولدون

                تعليق

                • على جاسم
                  أديب وكاتب
                  • 05-06-2007
                  • 3216

                  #9
                  اه منك يا مصطفى

                  الروح الساخرة مازالت مُحلقة

                  جميل كعادتك ورصاصاتك تصل إلى كل مكان

                  تقديري لك يا صديقي مصطفى
                  عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
                  يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
                  فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
                  فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

                  تعليق

                  • مصطفى بونيف
                    قلم رصاص
                    • 27-11-2007
                    • 3982

                    #10
                    الأخ الجميل والصديق الكريم علي جاسم
                    أشكرك على كلامك المشجع .
                    ولكن الصورة التي في توقعيك تثير أشجاني .

                    دمت طيبا
                    [

                    للتواصل :
                    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
                    أكتب للذين سوف يولدون

                    تعليق

                    يعمل...
                    X