اللوحة الثالثة
الخيزران فى جناحها الخاص بالقصر .. فى حالة غضب لا تهدأ
الخيزران فى جناحها الخاص بالقصر .. فى حالة غضب لا تهدأ
الخيزران أنا الخيزران .. لم يعد لهذا الولد أمان .. لابد أنه يدبر شيئا ..
كان أفضل مافيه رفقه بي وحنانه على ..أصبح قاسيا..السنون
التى قضاها بعيدا .. فى جرجان ..حولته إلى وحش
مزنة مولاتى .. أم أمير المؤمنين .. اهدئي حبيبتي .. أراك مجهدة ..
اهدئي قليلا..أمير المؤمنين لا يحب سوى أمه..حبيبته .. اهدئي!
الخيزران مزنة الحبيبة .. ولدى يتهددني يامزنة .. ولدى .. حشا بطني..
يجلد صوته وجهي .. يلطمه لطما !
مزنة ألست أمه المحبوبة .. اعذريه.. قد يكون متوترا ..سمع كلاما
ضايقه .. رأى شيئا أنكره .. اهدئي .. وتذكري له كل جميل
صنعه !
الخيزران ظننت ذلك يامزنة .. لو كنت رأيت عينيه وهى تطفح شرا ..
جسده كان يرتعد بقوة ..يرتعد غضبا .. وأنا أعلم طلبي لم
يستدع هذى الثورة .. ولا هذا الفيضان !
مزنة خليفتنا طيب .. يبدو عنيفا بعض الشيء .. لكنه ليس كذلك
.. تعرفه أمه أكثر من معرفتى له ..لن يهدأ .. وينام حتى يأتـي
يسترضيك .. يطلب عفوك عنه !
الخيزران أتظنينه يفعل يا مزنة ؟
مزنة الأيام كفيلة ،وستثبت لك صحة قولى ..أين ضحكتك الحلوة ؟
ذاك النهر الفياض يرش الخير ، يروى كفوف الناس المتشققة
فيبرأها.. أين هي .. يا جميلة الجميلات ؟
الخيزران مزنة .. أرجوك .. أنا !!
مزنة مولاى موسى يغير عليك .. ألا تذكرين علي بن الحسين الملقب
بالجزري .. أتذكرينه .. حين تزوج رقية بنت عمرو العثمانية
أرملة مولاي المهدي .. ماذا فعل الهادي يومها ؟
الخيزران مرض .. هذا مرض يا مزنة .. مرض يقتل صاحبه .. إنى أذكر
ما تم ؛ كأنه حدث اليوم .. أرسل إليه ، بل حمل إليه
( فلاش باك .. قاعة العرش .. الهادي يروح ويجيء بعصبية
وأمامه على الجزرى مقيدا وخلفه الشرطيون )
موسى أعيتك النساء إلا امرأة أمير المؤمنين ؟
على ما حرم الله على خلقه إلا نساء جدي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ فأما غيرهن فلا.. ولا كرامة !!
موسى ارم اليمين .. وانه الأمر ؟
على والله ما أفعل إلا أكون معتوها أو مجنونا !!
موسى قلت لك طلقها ؟
على والله ما أفعل !
موسى ( ينهال عليه بعصا بيده فيشج رأسه ) ياابن عيسى ..خمسمائة
جلده .. وتطلقها رُغم الأنف !!
بن عيسى ( يسحبه إلى الداخل ) هيا
موسى بل هنا .. هنا.. ارني فعلك فيه !
بن عيسى ( يشد ذراعيه إلى حلقتين فيصبح على بطنه ويقبل مسرور
يحمل الكرباج ليبدأ الجلد )
مسرور ( يبدأ فى الجلد حتى يمتعض الخليفة ويخرج .. صوت على
ينقطع .. يقلب فيه مسرور ) غشي عليه .. أم مات ..
أنفاسه تتردد !
موسى لم توقفت ؟ ( يدخل فجأة )
مسرور غشى عليه يا مولاي .
موسى غرق رأسه فى آنية من ماء إذن ؛ واستكمل مابدأت( ينصرف )
مسرور إنه يموت ..فلأتركه ؛ سوف يحمد لى مولاى موسى هذا (
ينسحب ..فيقبل غلام من الغلمان .. يحدق فيه مليا .. يبصر
خاتما )
الغلام هذا خاتم ثمين .. ماحاجته إليه .. وهو ميت ميت .. سوف
أخلصه منه ( الغلام يحاول اقتلاع الخاتم ..يتقلب على .. يشعر
بما يحدث .. يقضم يد الغلام فيصرخ ) آه .. آه .. أتتماوت
كالثعالب ؟
موسى ( يدخل على غفلة ) ماذا يحدث ؟
الغلام ( يبكى ) انظر يا مولاي ما فعل بيدي !
موسى تفعل هذا بخادمي مع استخفافك بأبي .. وقولك لى ما قلت !
على ( بوهن ) سله .. واستحلفه أن يصدقك ما فعل !
موسى انطق يا غلام ! ( وهو يلوح بالسيف )
الغلام أمر مولاي .. أمر مولاي .. كنت أخلصه من خاتمه يا مولاى ؛
حتى لا يقتل نفسه !!
موسى لم أمر بهذا ؛ فلم فعلت ؟
الغلام ( وهو يرتجف ويلقى بنفسه بين قدمى الخليفة ) طمعا فيه
يا مولاي .. عفوك يامولاى .. عفوك
موسى ( يطعنه ) اذهب لا سامحك الله ( يقبل على علىٍّ ويفكه )
أحسن الله .. أشهد أنك ابن عمي ..ولو لم تفعل ذلك لانتفيت
منك . ( عودة من الفلاش باك )
مزنة وأمر بإطلاقه.. ريح هبوب إلى حد العاصفة ثم لا شيء !
الخيزران مزنة .. أنت ( تتفكك ثورتها )
مزنة ( تمسك بطبق به بعض الحلوى ) الغيظ يولد كل سيء .. أنـا
أريدك بيضاء دائما .. طيبة .. نقية السريرة .. ولدك ..
حبيبك .. من يحتمله غير آل بيته .. زوجه .. أمه ..صديقه..
أتعرفين .. بعد خروجك من عنده ماذا فعل ؟
الخيزران أفعل شيئا آخر؟
مزنة أنت خرجت من هنا .. ودخلت عليه غادر .. تلك الجارية
اللعوب..فنهرها..ونادى على الربيع بن يونس .. وأهداها له
.. وهو لا يطيق بعدا عنها لحظة ..كل هذا لأجل أنها اجتازت
حدود جناحها .. وراحت حيث يكون مجلسه مع الرجال !!
الخيزران ولم أعطاها للربيع ؟
مزنة إذلالا لها .. لكنه غدا يطلبها منه !
الخيزران من ؟ موسى ..يستطيع أن يقبض على قلبه ..ويمزقه تمزيقا !
مزنة سوف نرى يا مولاتى ..
الخيزران ألم تقولي أهداها للربيع .. فكيف يسترد الخليفة هديته .. ويل
للربيع !!
مزنة فلا تراعى .. ودعي عنك الوساوس يا مولاتى !
الخيزران أنت صديقتي يامزنة .. فلا تقولي مولاتى .. أنت حبيبة قلبي ..
إنه يفكر في إقصاء أخيه عن ولاية العهد !
مزنة لأن الخيزران حبيبتي شاكسته .. وأغضبته ..ويعلم الله وحده
ماذا يشغله .. افتحي فمك ( تلقمها قطعة حلوى من طبق
بيدها ) هيا .. لأجل خاطري .. هبه .. هم
الخيزران ليت الأمر كان مجرد غضبة وكفى .. لكنك لو رأيت عينيه
وهما .... لو رأيت ضلوعه ، وهى تتمزق غيظا .. طردني ..
طردني يامزنة !!
مزنة دخلت عليه فى وقت يعلمه الله ؛ فقد قتل خارجي كاد أن
يفتك به فى نفس الموضع !!
الخيزران مزنة .. من أين تأتى بكل هذه الأشياء ..أنا لا أعرف شيئا !
مزنة العبيد والخدم لا حديث لهم إلا أمير المؤمنين و الخارجي و كيف
هربت الحاشية من أمامه ، وظل هو واقفا كالأسد الجسور !!
الخيزران حبيبي موسى .. ريحانة المهدي !!
مزنة أرأيت .. لن نترك له الحبل على الغارب ..يعنى سوف نؤمن
جانبه ؛ فالوسواس الخناس طالما دخل بينك وبينه لن يتراجع
.. وسوف يحاول أن ينال شيئا .. إنه لا يرتضى الخسارة !
الخيزران من ؟
مزنة الوسواس
وصيفة ( تدخل ) سيدتي .. مولاي يحي بن خالد بالباب !
الخيزران دعينى يا مزنة .. دعيه يدخل .
مزنة ( تقبلها وتخرج ) فور الانتهاء .. نادى على .
يحي السلام على أم أمير المؤمنين .
الخيزران لماذا تأخرت على .. أين كنت ؟
يحي بعض الأمور التى لا تنتظر .. وها أنا ذا .
الخيزران تعال يا أبا الفضل .
يحي بلغني أنك كنت فى زيارة لأمير المؤمنين !
الخيزران ليتني ما ذهبت يا أبا الفضل..خرج موسى عن طاعتي .. انفلت
أمره !!
يحي لا تقولي هذا ياسيدتى .. سعة الصدر نعمة لا تقدر بمال !
الخيزران هددني .. أقسم .. ولوح بقبضته فى وجهي .. يا أبا الفضل
يحي مولاي موسى غيور ..الله خلقه هكذا .. لا لوم عليه .. هذه
أمور فى التنشئة يا مولاتى..وأنت تعلمين غيرته عليك .. إلى
جانب هذا يتعرض للكثير من الضغط على أعصابه.. يتحمل
.. ولكن إلى متى..حاشيته تدفعه لأشياء لا يريدها.. يسمنون
نزعة خطيرة فى صدره .. ليل نهار يحاولون .. وهو إلى الآن
يقاوم .. لقد أرسل فى طلبي !!
الخيزران أرسل فى طلبك .. وحدك ؟
يحي نعم وحدي .. و أعرف ما ينوى قوله !!
الخيزران شيء يخص هارون ؟
يحي بالطبع .. و سوف يطرح أمورا غاية فى الخطورة .. ولا أريد
أن أسبق الأحداث !!
الخيزران تقصد ؟
يحي احتمال كبير !
الخيزران أنت أيضا يا يحي .. أنت تعرفه جيدا .. كنت فى منزلة أبيه ..
أصدقني القول .. و لا تكذبني الرأي ..هل حقا يفكر فى تنحية
هارون ؟
يحي ( بدهاء ) ذهبت بعيدا يا مولاتى !
الخيزران تعرف أنى لم أذهب بعيدا .. هى الحقيقة ؟!
يحي لا .. ليست الحقيقة !
الخيزران و أنا أؤكد لك .. يريدها لابنه !
يحي أي ابن يريدها له ؟
الخيزران جعفر !
يحي جعفر .. الطفل .. لا ..اقلعى عن هذه الأرض فهي جدباء ..
ولن تجنى منها سوى الحسرة !
الخيزران يحي.. بحق العشرة الطويلة .. بحق رضعة الحليب التىرضعها
ولدك منى .. أصدقنى القول !
يحي مولاتى .. لو عرفت من قريب أو بعيد أنه يذهب إلى ذلك
حاربته بما أستطيع .. و أنت تعرفين هذا فى !!
الخيزران أنت تلاعبني يا يحي ..أعرفك جيدا .. إنك أسمى من أن تحارب
ولدا من أولاد المهدي !
يحي كل ما أريده منك أن تكوني على حذر .. إذا أرسل إليك أحد
الخدم أو الجواري ..تعاملي بحرص .. قولا وفعلا .. أرجوك !
الخيزران أرأيت .. أنت نفسك لم تعد تثق فى تصرفاته !
يحى هذا من باب الحرص والله .. لا أكثر و لا أقل .. أما مسألة
ولده فلا تفكري فيها مطلقا !!
الخيزران كان جميلا طيبا مطيعا .. فجأة انقلب على .. يقول اغلقى
عليك بابك .. قالها .. وهدد بقتل من يلتاذ بى .. أو يلجأ إلى !
يحي الأعباء .. دوامة الحكم تشفع له .. امسحي كل وجعك فى
ذقني .. هذا ولدك وقرة عينك .. فقط احرصي من الآن ؛
فالنفوس المريضة من حوله كثيرة..لا تحصى..اشغلي نفسك
بزوج هارون .. إنها على وشك الوضع !!
الخيزران لله درك يا أبا الفضل .. تذكرنى بزيد بن عدى .. فأي نهاية
تنتظرك يا يحي .. أهي نفس نهاية زيد .. أسأل الله ألا تنالها ..
مكن النعمان بن المنذر من أخوته فكان جزاؤه أن فتك به حين
استولوا على قلبه ، وأوغروا صدره ؛ وانتقم الله لمظلمته !!
إنى أراها رؤيا العين كابوسا يحط على الصدر .. لا تنس أن
توصى جعفر بزيارتي ..لا أعرف لم أحب هذا الولد أكثر من
محبتي لأخيه الفضل .. رغم أن الفضل شرب من صدري !!
يحى لو رأيت مشاغبته مع هارون ماسرك .. إنهما لا يفترقان ..حتى
النوم .. هييه .. حفظهما الله .. هييه .. أمشى أنا ؛ فالخليفة
ينتظرني .. و لا تنسى .. الحذر من حسن الفطن .. ومولاي
موسى ولدك وقرة عينك .. وولى أمرنا .. له الكلمة العليا..ولا
يحق لنا عدم الإصغاء له..والإتمار بأمره.. حفظك الله ورعاك
يامولاتى ( يتحرك للخروج )
ولي كبد حري ونفس كأنها
... بكف عدو ما يريد سراحها
كأن على قلبي قطاة تذكرت
... على ظمأ وردا فهزت جناحها
كان أفضل مافيه رفقه بي وحنانه على ..أصبح قاسيا..السنون
التى قضاها بعيدا .. فى جرجان ..حولته إلى وحش
مزنة مولاتى .. أم أمير المؤمنين .. اهدئي حبيبتي .. أراك مجهدة ..
اهدئي قليلا..أمير المؤمنين لا يحب سوى أمه..حبيبته .. اهدئي!
الخيزران مزنة الحبيبة .. ولدى يتهددني يامزنة .. ولدى .. حشا بطني..
يجلد صوته وجهي .. يلطمه لطما !
مزنة ألست أمه المحبوبة .. اعذريه.. قد يكون متوترا ..سمع كلاما
ضايقه .. رأى شيئا أنكره .. اهدئي .. وتذكري له كل جميل
صنعه !
الخيزران ظننت ذلك يامزنة .. لو كنت رأيت عينيه وهى تطفح شرا ..
جسده كان يرتعد بقوة ..يرتعد غضبا .. وأنا أعلم طلبي لم
يستدع هذى الثورة .. ولا هذا الفيضان !
مزنة خليفتنا طيب .. يبدو عنيفا بعض الشيء .. لكنه ليس كذلك
.. تعرفه أمه أكثر من معرفتى له ..لن يهدأ .. وينام حتى يأتـي
يسترضيك .. يطلب عفوك عنه !
الخيزران أتظنينه يفعل يا مزنة ؟
مزنة الأيام كفيلة ،وستثبت لك صحة قولى ..أين ضحكتك الحلوة ؟
ذاك النهر الفياض يرش الخير ، يروى كفوف الناس المتشققة
فيبرأها.. أين هي .. يا جميلة الجميلات ؟
الخيزران مزنة .. أرجوك .. أنا !!
مزنة مولاى موسى يغير عليك .. ألا تذكرين علي بن الحسين الملقب
بالجزري .. أتذكرينه .. حين تزوج رقية بنت عمرو العثمانية
أرملة مولاي المهدي .. ماذا فعل الهادي يومها ؟
الخيزران مرض .. هذا مرض يا مزنة .. مرض يقتل صاحبه .. إنى أذكر
ما تم ؛ كأنه حدث اليوم .. أرسل إليه ، بل حمل إليه
( فلاش باك .. قاعة العرش .. الهادي يروح ويجيء بعصبية
وأمامه على الجزرى مقيدا وخلفه الشرطيون )
موسى أعيتك النساء إلا امرأة أمير المؤمنين ؟
على ما حرم الله على خلقه إلا نساء جدي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ فأما غيرهن فلا.. ولا كرامة !!
موسى ارم اليمين .. وانه الأمر ؟
على والله ما أفعل إلا أكون معتوها أو مجنونا !!
موسى قلت لك طلقها ؟
على والله ما أفعل !
موسى ( ينهال عليه بعصا بيده فيشج رأسه ) ياابن عيسى ..خمسمائة
جلده .. وتطلقها رُغم الأنف !!
بن عيسى ( يسحبه إلى الداخل ) هيا
موسى بل هنا .. هنا.. ارني فعلك فيه !
بن عيسى ( يشد ذراعيه إلى حلقتين فيصبح على بطنه ويقبل مسرور
يحمل الكرباج ليبدأ الجلد )
مسرور ( يبدأ فى الجلد حتى يمتعض الخليفة ويخرج .. صوت على
ينقطع .. يقلب فيه مسرور ) غشي عليه .. أم مات ..
أنفاسه تتردد !
موسى لم توقفت ؟ ( يدخل فجأة )
مسرور غشى عليه يا مولاي .
موسى غرق رأسه فى آنية من ماء إذن ؛ واستكمل مابدأت( ينصرف )
مسرور إنه يموت ..فلأتركه ؛ سوف يحمد لى مولاى موسى هذا (
ينسحب ..فيقبل غلام من الغلمان .. يحدق فيه مليا .. يبصر
خاتما )
الغلام هذا خاتم ثمين .. ماحاجته إليه .. وهو ميت ميت .. سوف
أخلصه منه ( الغلام يحاول اقتلاع الخاتم ..يتقلب على .. يشعر
بما يحدث .. يقضم يد الغلام فيصرخ ) آه .. آه .. أتتماوت
كالثعالب ؟
موسى ( يدخل على غفلة ) ماذا يحدث ؟
الغلام ( يبكى ) انظر يا مولاي ما فعل بيدي !
موسى تفعل هذا بخادمي مع استخفافك بأبي .. وقولك لى ما قلت !
على ( بوهن ) سله .. واستحلفه أن يصدقك ما فعل !
موسى انطق يا غلام ! ( وهو يلوح بالسيف )
الغلام أمر مولاي .. أمر مولاي .. كنت أخلصه من خاتمه يا مولاى ؛
حتى لا يقتل نفسه !!
موسى لم أمر بهذا ؛ فلم فعلت ؟
الغلام ( وهو يرتجف ويلقى بنفسه بين قدمى الخليفة ) طمعا فيه
يا مولاي .. عفوك يامولاى .. عفوك
موسى ( يطعنه ) اذهب لا سامحك الله ( يقبل على علىٍّ ويفكه )
أحسن الله .. أشهد أنك ابن عمي ..ولو لم تفعل ذلك لانتفيت
منك . ( عودة من الفلاش باك )
مزنة وأمر بإطلاقه.. ريح هبوب إلى حد العاصفة ثم لا شيء !
الخيزران مزنة .. أنت ( تتفكك ثورتها )
مزنة ( تمسك بطبق به بعض الحلوى ) الغيظ يولد كل سيء .. أنـا
أريدك بيضاء دائما .. طيبة .. نقية السريرة .. ولدك ..
حبيبك .. من يحتمله غير آل بيته .. زوجه .. أمه ..صديقه..
أتعرفين .. بعد خروجك من عنده ماذا فعل ؟
الخيزران أفعل شيئا آخر؟
مزنة أنت خرجت من هنا .. ودخلت عليه غادر .. تلك الجارية
اللعوب..فنهرها..ونادى على الربيع بن يونس .. وأهداها له
.. وهو لا يطيق بعدا عنها لحظة ..كل هذا لأجل أنها اجتازت
حدود جناحها .. وراحت حيث يكون مجلسه مع الرجال !!
الخيزران ولم أعطاها للربيع ؟
مزنة إذلالا لها .. لكنه غدا يطلبها منه !
الخيزران من ؟ موسى ..يستطيع أن يقبض على قلبه ..ويمزقه تمزيقا !
مزنة سوف نرى يا مولاتى ..
الخيزران ألم تقولي أهداها للربيع .. فكيف يسترد الخليفة هديته .. ويل
للربيع !!
مزنة فلا تراعى .. ودعي عنك الوساوس يا مولاتى !
الخيزران أنت صديقتي يامزنة .. فلا تقولي مولاتى .. أنت حبيبة قلبي ..
إنه يفكر في إقصاء أخيه عن ولاية العهد !
مزنة لأن الخيزران حبيبتي شاكسته .. وأغضبته ..ويعلم الله وحده
ماذا يشغله .. افتحي فمك ( تلقمها قطعة حلوى من طبق
بيدها ) هيا .. لأجل خاطري .. هبه .. هم
الخيزران ليت الأمر كان مجرد غضبة وكفى .. لكنك لو رأيت عينيه
وهما .... لو رأيت ضلوعه ، وهى تتمزق غيظا .. طردني ..
طردني يامزنة !!
مزنة دخلت عليه فى وقت يعلمه الله ؛ فقد قتل خارجي كاد أن
يفتك به فى نفس الموضع !!
الخيزران مزنة .. من أين تأتى بكل هذه الأشياء ..أنا لا أعرف شيئا !
مزنة العبيد والخدم لا حديث لهم إلا أمير المؤمنين و الخارجي و كيف
هربت الحاشية من أمامه ، وظل هو واقفا كالأسد الجسور !!
الخيزران حبيبي موسى .. ريحانة المهدي !!
مزنة أرأيت .. لن نترك له الحبل على الغارب ..يعنى سوف نؤمن
جانبه ؛ فالوسواس الخناس طالما دخل بينك وبينه لن يتراجع
.. وسوف يحاول أن ينال شيئا .. إنه لا يرتضى الخسارة !
الخيزران من ؟
مزنة الوسواس
وصيفة ( تدخل ) سيدتي .. مولاي يحي بن خالد بالباب !
الخيزران دعينى يا مزنة .. دعيه يدخل .
مزنة ( تقبلها وتخرج ) فور الانتهاء .. نادى على .
يحي السلام على أم أمير المؤمنين .
الخيزران لماذا تأخرت على .. أين كنت ؟
يحي بعض الأمور التى لا تنتظر .. وها أنا ذا .
الخيزران تعال يا أبا الفضل .
يحي بلغني أنك كنت فى زيارة لأمير المؤمنين !
الخيزران ليتني ما ذهبت يا أبا الفضل..خرج موسى عن طاعتي .. انفلت
أمره !!
يحي لا تقولي هذا ياسيدتى .. سعة الصدر نعمة لا تقدر بمال !
الخيزران هددني .. أقسم .. ولوح بقبضته فى وجهي .. يا أبا الفضل
يحي مولاي موسى غيور ..الله خلقه هكذا .. لا لوم عليه .. هذه
أمور فى التنشئة يا مولاتى..وأنت تعلمين غيرته عليك .. إلى
جانب هذا يتعرض للكثير من الضغط على أعصابه.. يتحمل
.. ولكن إلى متى..حاشيته تدفعه لأشياء لا يريدها.. يسمنون
نزعة خطيرة فى صدره .. ليل نهار يحاولون .. وهو إلى الآن
يقاوم .. لقد أرسل فى طلبي !!
الخيزران أرسل فى طلبك .. وحدك ؟
يحي نعم وحدي .. و أعرف ما ينوى قوله !!
الخيزران شيء يخص هارون ؟
يحي بالطبع .. و سوف يطرح أمورا غاية فى الخطورة .. ولا أريد
أن أسبق الأحداث !!
الخيزران تقصد ؟
يحي احتمال كبير !
الخيزران أنت أيضا يا يحي .. أنت تعرفه جيدا .. كنت فى منزلة أبيه ..
أصدقني القول .. و لا تكذبني الرأي ..هل حقا يفكر فى تنحية
هارون ؟
يحي ( بدهاء ) ذهبت بعيدا يا مولاتى !
الخيزران تعرف أنى لم أذهب بعيدا .. هى الحقيقة ؟!
يحي لا .. ليست الحقيقة !
الخيزران و أنا أؤكد لك .. يريدها لابنه !
يحي أي ابن يريدها له ؟
الخيزران جعفر !
يحي جعفر .. الطفل .. لا ..اقلعى عن هذه الأرض فهي جدباء ..
ولن تجنى منها سوى الحسرة !
الخيزران يحي.. بحق العشرة الطويلة .. بحق رضعة الحليب التىرضعها
ولدك منى .. أصدقنى القول !
يحي مولاتى .. لو عرفت من قريب أو بعيد أنه يذهب إلى ذلك
حاربته بما أستطيع .. و أنت تعرفين هذا فى !!
الخيزران أنت تلاعبني يا يحي ..أعرفك جيدا .. إنك أسمى من أن تحارب
ولدا من أولاد المهدي !
يحي كل ما أريده منك أن تكوني على حذر .. إذا أرسل إليك أحد
الخدم أو الجواري ..تعاملي بحرص .. قولا وفعلا .. أرجوك !
الخيزران أرأيت .. أنت نفسك لم تعد تثق فى تصرفاته !
يحى هذا من باب الحرص والله .. لا أكثر و لا أقل .. أما مسألة
ولده فلا تفكري فيها مطلقا !!
الخيزران كان جميلا طيبا مطيعا .. فجأة انقلب على .. يقول اغلقى
عليك بابك .. قالها .. وهدد بقتل من يلتاذ بى .. أو يلجأ إلى !
يحي الأعباء .. دوامة الحكم تشفع له .. امسحي كل وجعك فى
ذقني .. هذا ولدك وقرة عينك .. فقط احرصي من الآن ؛
فالنفوس المريضة من حوله كثيرة..لا تحصى..اشغلي نفسك
بزوج هارون .. إنها على وشك الوضع !!
الخيزران لله درك يا أبا الفضل .. تذكرنى بزيد بن عدى .. فأي نهاية
تنتظرك يا يحي .. أهي نفس نهاية زيد .. أسأل الله ألا تنالها ..
مكن النعمان بن المنذر من أخوته فكان جزاؤه أن فتك به حين
استولوا على قلبه ، وأوغروا صدره ؛ وانتقم الله لمظلمته !!
إنى أراها رؤيا العين كابوسا يحط على الصدر .. لا تنس أن
توصى جعفر بزيارتي ..لا أعرف لم أحب هذا الولد أكثر من
محبتي لأخيه الفضل .. رغم أن الفضل شرب من صدري !!
يحى لو رأيت مشاغبته مع هارون ماسرك .. إنهما لا يفترقان ..حتى
النوم .. هييه .. حفظهما الله .. هييه .. أمشى أنا ؛ فالخليفة
ينتظرني .. و لا تنسى .. الحذر من حسن الفطن .. ومولاي
موسى ولدك وقرة عينك .. وولى أمرنا .. له الكلمة العليا..ولا
يحق لنا عدم الإصغاء له..والإتمار بأمره.. حفظك الله ورعاك
يامولاتى ( يتحرك للخروج )
ولي كبد حري ونفس كأنها
... بكف عدو ما يريد سراحها
كأن على قلبي قطاة تذكرت
... على ظمأ وردا فهزت جناحها
إظلام
اللوحة الرابعة
موسى الهادي في بستانه .. قلق .. يروح فى المكان المحبب إليه
والذي يتخذ منه قاعة عرش
اللوحة الرابعة
موسى الهادي في بستانه .. قلق .. يروح فى المكان المحبب إليه
والذي يتخذ منه قاعة عرش
موسى لم أكن أدرى أنى أحبها إلى هذا الحد .. كانت تعرف اللئيمة ..
تماسك يا أمير المؤمنين .. أعصابك لا تبدو فى حالة جيدة ..
عاملت أمك بقسوة ..تحملتها كثيرا..ولو ياموسى ..أقل القليل
يرضى ..ويثلج صدرها ..وختمت بغادر ..تهديها للربيع .. لن
تستطيع التراجع .. فما العمل ؟
أكاد أجن .. فاقت كل نسائي .. بل كل نساء العالم .. ما بقى
أمامك سوى أن تلبس رداء ممزقا..تمشى فى الطرقات كمجنون
.. ما المخرج ؟ ابن مالك سبب هذه المصائب جميعا .. ويله منى
.. لماذا تأخر على ..هل عاقه عائق ..هرب .. لم تجده جندي ؟
الحاجب مولاي أمير المؤمنين .. عبد الله بن مالك ينتظر الإذن.
موسى ليدخل حالا !
الحاجب أمر مولاي .
موسى ( بصوت كالرعد ) كيف صور لك خيالك .. أن أستعملك
ياابن مالك .. أنسيت ماكان منك .. ولم لجأت للأبواب الخلفية
و لم تأتني ؟
ابن مالك ( يدخل منهارا أمام قدميه ) عفوك يا أمير المؤمنين !!
موسى لم لم تأتني أنا يا ابن مالك ؟
ابن مالك خفت منك ، ومن غضبك يا مولاي !
موسى إذن لم تنس ماكان منك أيام المهدي ؟
ابن مالك لم أنس يا مولاي .. لكنى أرجو صفحك !
موسى أتذكر يوم بعثت إليك في أمر الحراني ..للإمساك عن ضربه ؛
لضعفه وعدم تحمله ضرباتك ، لكنك كنت صخرا .. أتذكر ما
فعلت ..ما أنصت إلى .. وكأني لا قيمة لي .. ورحت تضرب
وتضرب ..يا رجل لقد زرعت شجرا للرعب فى قلوب ندمائي
إبراهيم بن سلم .. وعلى بن عيسى هذا .. وغيره !!
ابن مالك أفتأذن لي يا مولاي في ذكر الحجة ؟
موسى تكلم لا أم لك !
ابن مالك ناشدتك الله.. أيسرك أنك وليتني ما ولاني مولاي المهدي ..
وأمرتني بما أمر..فبعث إلي بعض بنيك بما يخالف أمرك .. فاتبعت
أمره وخالفت أمرك يا مولاي !
موسى أنزع رقبتك !
ابن مالك فكذلك أنا لك .. وكذا كنت لأبيك !
موسى شيء عجيب ..تحللت منها بمنتهى اليسر ..اقترب يا عبد الله ..
لا خوف عليك ( يتبخر الغضب تماما )
ابن مالك مولاي ( يقبل يده ويدنو منه )
موسى وليتك ما كنت تتولاه فامض راشدًا !
ابن مالك ( لا يتمالك نفسه..يندفع مقبلا يده ) ستجدني إن شاء الله خير
من يقود شرطيكم يا مولاي !
موسى ( إيماءة إلى الخارج ) تعال يا أبا الفضل .. انته يا عبد الله هيا
.. ( يتحرك لاستقبال القادم )
عبد الله أمر مولاي !
يحيى ( يدخل ) السلام على أمير المؤمنين ، درة بنى العباس ..وريحانة
المهدي !!
موسى تعال يا أبى ..أولا بارك لابن مالك..أعدت إليه منصبه القديم !
يحي مبارك اختيار مولاي أمير المؤمنين .. عبد الله أقدر من يلعب
هذا الدور !
موسى هيا يا عبد الله .. انصرف .. وكن على أتم استعداد !
ابن مالك ( غير مصدق ) أمر مولاي .. أمر مولاي .
موسى ما أخبار الرشيد وبيته ؟
يحي لو لا علمه بانشغالكم لكان هنا منذ وصولكم يامولاى
موسى قل لى يا أبى .. لو أنك أهديت هدية لعامل لك .. ثم اكتشفت
أن هذه الهدية ماكان يجب إهداؤها .. فماذا تفعل لاسترداد ما
أهديت ؟
يحي موقف محير بالفعل .. ويحتاج إلى تفكير !
موسى إلى هذا الحد ؟
يحي هذا يتوقف على نوع الهدية يا مولاي ؟
موسى جارية !
يحي نرسل رجلين ليلا فيحملانها إلى هنا ..ويضعا مكانها مالا يكفئها
لديه !
موسى هييه .. وبعد ؟
يحي نسأل صاحبها عنها بعد يوم أو اثنين .. يرتبك .. ويملأه العرق
.. وبعد تردد سيقول هربت !!
موسى أنت لا تحبذ هذا النوع من اللف و الدوران .. ولا ترتضيه
لنفسك يا أبا الفضل ؛ فلم تشر بذلك ؟
يحي أقول لك .. أتغنى هذه الجارية ؟
موسى تغنى وترقص..قل كما تشاء في أمرها (يتناول قنينة ويشرب )
يحي انتهى الأمر !
موسى كيف ؟
يحي نطلب من صاحبها تهيئة جلسة استماع بداره ، ووقت الشراب
كل شىء مباح ميسور
موسى نعم .. هو ذلك .. أما الخطف ؛ فربما خطفوا الربيع بدلا منها
( يضحكان )
يحي الربيع وحده مشكلة ..سيموت فيها ..إنالله و إناإليه راجعون!
موسى ما استدعيتك إلا لأمر هام يا أبا الفضل ؟
يحي و أنا طوع أمر مولاي .
موسى ولاية العهد ؟
يحي عقدها المهدي رحمة الله عليه لأخيك من بعدك !
موسى ولكني أريدها لولدي جعفر ؟
يحي مولاي .. هذا أمر شائك !
موسى ولم يكون شائكا يا يحي ؟
يحي أعرف موسى الهادي خليفة المسلمين .. وأعرف أن
أمر الخلافة فى العباسيين تهمه أكثر من ولده !
موسى هو كذلك فعلا !
يحي لو أننا عقدناها لجعفر ولدك اليوم .. أطال الله عمر
مولاي ..فهل يرضاه القوم لحجهم .. وصلاتهم .. و
حربهم ؛ وهو على هذه السن ؟
موسى لا !
يحي وطالما الأمر بالرفض كما قلت .. من أين نضمن ألا يثب عليها
فلان أو فلان من الطامعين فيها .. ويضيع كل ما أسسه ، وبنى
له المنصور والمهدي !!
موسى ( يتأمل الكلام .. ويشرب ) خذ كأسا يا أبى ؟
يحي يظل الأمر على حاله ، حتى إذا مدَّ الله عمر مولاي موسى ،
وترعرع جعفر وكبر ، وأصبح يليق بها ، أحضر الرشيد،وطالبه
بالتنازل عنها ، حينئذ لن يرفض الرشيد .. بل يباركه !!
موسى رد والله مقنع .. وسليم !!
يحي لو يسمح لي مولاي ..أمر أريد الخوض فيه مع مولاي
موسى تكلم يا أبا الفضل .
يحي استدعتني الوالدة .. أم أمير المؤمنين ..قلت لعلها تريد السؤال
عن مولاي هارون وزوجه .. فوجدتها حزينة .. مكتئبة !!
موسى حدثتك ؟
يحي بعد إلحاح .. ورأس المهدي بعد إلحاح .
موسى سئمت يا أبا الفضل تدخلها في أمور الدولة والسياسة
يحي الأمر بيدك أنت .. عندما تحل مشكلة .. أو ترد نازلة..أو تقيل
من فاقة .. فهي توكل الأمر لمولاي ليتصرف .. أليس كذلك ؟
موسى ليت الأمر وقف عند هذا الحد .. إنها تتوسط لهم .. ..تختار لي
رجالي .. ولا ترد أحدا ..إنها تعد كل من يسعى إليها .. وعودا
لا تنتهي .. لا تنتهي !!
يحي فرحة بك .. تكاد تطير .. ومن هنا فقط تتصرف .. ليس لها
مطمع إلا رضاء الناس وحبهم لمولانا !
موسى يا أبا الفضل لا يخفى عليك ما حدث مع خالي وكيف أدى
الأمر إلى طلاق ابنته ؟!!
يحي يكفى أن أقول لمولاي..أنها أم تحب ولدها..فلا تتركها حزينة !
موسى ( الخمر لعبت برأسه ) لا أخفى عليك يا يحي .. لم أنم منذ ..
تحدثت معها..والله .. رحت إلى جناحها وظللت خلف الباب
إلى الفجر..ولكني لم أتجاسر على الدخول
يحي أرأيت .. أنا أعرفك يا مولاي ..أنت بالذات تختلف كثيرا عن
هارون .. أليس أخاك .. ومع ذلك تختلفان فى هذا الأمر !!
موسى يالك من رجل ..كلما قلت لنفسي سوف أمسك على هذا
الرجل خطأ وأحبسه ..ولو ليوم واحد .. لكنك تفوت علىَّ
تدبيري .. وتقلب موازين الأمور !!
يحي الحمد لله .. عدني أن تذهب إلى الأم ؟
موسى لن أجعلها تنتظر .. ولكن ليتها تستمع لى !
يحي حتى تستريح سأقول لمولاي قولا ؛ عله يعجبه !
موسى قل يا أبا الفضل ؟
يحي فى أقرب جلسة مع الندماء والأحباب و الحاشية .. عرِّضْ بهذا
الأمر .. وهدد كل من يسعى إليها فى أمر يخصك .. سوف
ينقطعون فورا .. وبالتالي لا تكون أزمة بينك وبين الوالدة !!
موسى ألاتقل لى من أين تجلب نبيذك يا أبا الفضل .. ماشاء الله .. هذا
نصح غال .. وهو ما سأفعله بمشيئة الله !
يحي بارك الله فيك يامولاى وحفظك من كل سوء .. إذن مولاي !
موسى سريعا تمشى .. وموضوع غادر ؟
يحي أنسي مولاي .. جلسة غناء وشراب و لا مانع من تكرارها
موسى سوف يموت الفضل غيظا ( يضحك )
يحي راحة مولانا أهم ..وهى فى النهاية أشياؤنا ردت إلينا !
موسى لو أستطيع الاستغناء عنها لفعلت،لكني أحبها ..أحبها غير كافية
.. أموت فيها يا يحي .. إنها تذوب مثل قطعة سكر.. تدخل فى
لحمى كهرة .. وتتشبث بى كطفلة .. آه يا أبى .. المشكلة ولده
.. اللحوح .. الفضل ولده .. الذي يسعى به هنا وهناك !
يحي لا .. ليست مشكلة .. هو مثل أبيه .. إذن مولاي
موسى لا تغب عنى يا أبا الفضل .. في أمان الله
يحي السلام على مولاي أمير المؤمنين( يتراجع حتى يخرج )
موسى غادر ..كيف أمنت العيش يا قطتي فى بيت غير بيتي.. في حضن
غير حضني .. في ......( ينادى بصوت قوى) يا ربيع !!
( إظلام على صوت غادر يعلو بالغناء )
أمن المروءة أن أبيت مسهدا
قلقا أبل ملابسي بدموعي
وتبيت ريان الجفون من الكرى
وأبيت منك بليلة الملسوع
تماسك يا أمير المؤمنين .. أعصابك لا تبدو فى حالة جيدة ..
عاملت أمك بقسوة ..تحملتها كثيرا..ولو ياموسى ..أقل القليل
يرضى ..ويثلج صدرها ..وختمت بغادر ..تهديها للربيع .. لن
تستطيع التراجع .. فما العمل ؟
أكاد أجن .. فاقت كل نسائي .. بل كل نساء العالم .. ما بقى
أمامك سوى أن تلبس رداء ممزقا..تمشى فى الطرقات كمجنون
.. ما المخرج ؟ ابن مالك سبب هذه المصائب جميعا .. ويله منى
.. لماذا تأخر على ..هل عاقه عائق ..هرب .. لم تجده جندي ؟
الحاجب مولاي أمير المؤمنين .. عبد الله بن مالك ينتظر الإذن.
موسى ليدخل حالا !
الحاجب أمر مولاي .
موسى ( بصوت كالرعد ) كيف صور لك خيالك .. أن أستعملك
ياابن مالك .. أنسيت ماكان منك .. ولم لجأت للأبواب الخلفية
و لم تأتني ؟
ابن مالك ( يدخل منهارا أمام قدميه ) عفوك يا أمير المؤمنين !!
موسى لم لم تأتني أنا يا ابن مالك ؟
ابن مالك خفت منك ، ومن غضبك يا مولاي !
موسى إذن لم تنس ماكان منك أيام المهدي ؟
ابن مالك لم أنس يا مولاي .. لكنى أرجو صفحك !
موسى أتذكر يوم بعثت إليك في أمر الحراني ..للإمساك عن ضربه ؛
لضعفه وعدم تحمله ضرباتك ، لكنك كنت صخرا .. أتذكر ما
فعلت ..ما أنصت إلى .. وكأني لا قيمة لي .. ورحت تضرب
وتضرب ..يا رجل لقد زرعت شجرا للرعب فى قلوب ندمائي
إبراهيم بن سلم .. وعلى بن عيسى هذا .. وغيره !!
ابن مالك أفتأذن لي يا مولاي في ذكر الحجة ؟
موسى تكلم لا أم لك !
ابن مالك ناشدتك الله.. أيسرك أنك وليتني ما ولاني مولاي المهدي ..
وأمرتني بما أمر..فبعث إلي بعض بنيك بما يخالف أمرك .. فاتبعت
أمره وخالفت أمرك يا مولاي !
موسى أنزع رقبتك !
ابن مالك فكذلك أنا لك .. وكذا كنت لأبيك !
موسى شيء عجيب ..تحللت منها بمنتهى اليسر ..اقترب يا عبد الله ..
لا خوف عليك ( يتبخر الغضب تماما )
ابن مالك مولاي ( يقبل يده ويدنو منه )
موسى وليتك ما كنت تتولاه فامض راشدًا !
ابن مالك ( لا يتمالك نفسه..يندفع مقبلا يده ) ستجدني إن شاء الله خير
من يقود شرطيكم يا مولاي !
موسى ( إيماءة إلى الخارج ) تعال يا أبا الفضل .. انته يا عبد الله هيا
.. ( يتحرك لاستقبال القادم )
عبد الله أمر مولاي !
يحيى ( يدخل ) السلام على أمير المؤمنين ، درة بنى العباس ..وريحانة
المهدي !!
موسى تعال يا أبى ..أولا بارك لابن مالك..أعدت إليه منصبه القديم !
يحي مبارك اختيار مولاي أمير المؤمنين .. عبد الله أقدر من يلعب
هذا الدور !
موسى هيا يا عبد الله .. انصرف .. وكن على أتم استعداد !
ابن مالك ( غير مصدق ) أمر مولاي .. أمر مولاي .
موسى ما أخبار الرشيد وبيته ؟
يحي لو لا علمه بانشغالكم لكان هنا منذ وصولكم يامولاى
موسى قل لى يا أبى .. لو أنك أهديت هدية لعامل لك .. ثم اكتشفت
أن هذه الهدية ماكان يجب إهداؤها .. فماذا تفعل لاسترداد ما
أهديت ؟
يحي موقف محير بالفعل .. ويحتاج إلى تفكير !
موسى إلى هذا الحد ؟
يحي هذا يتوقف على نوع الهدية يا مولاي ؟
موسى جارية !
يحي نرسل رجلين ليلا فيحملانها إلى هنا ..ويضعا مكانها مالا يكفئها
لديه !
موسى هييه .. وبعد ؟
يحي نسأل صاحبها عنها بعد يوم أو اثنين .. يرتبك .. ويملأه العرق
.. وبعد تردد سيقول هربت !!
موسى أنت لا تحبذ هذا النوع من اللف و الدوران .. ولا ترتضيه
لنفسك يا أبا الفضل ؛ فلم تشر بذلك ؟
يحي أقول لك .. أتغنى هذه الجارية ؟
موسى تغنى وترقص..قل كما تشاء في أمرها (يتناول قنينة ويشرب )
يحي انتهى الأمر !
موسى كيف ؟
يحي نطلب من صاحبها تهيئة جلسة استماع بداره ، ووقت الشراب
كل شىء مباح ميسور
موسى نعم .. هو ذلك .. أما الخطف ؛ فربما خطفوا الربيع بدلا منها
( يضحكان )
يحي الربيع وحده مشكلة ..سيموت فيها ..إنالله و إناإليه راجعون!
موسى ما استدعيتك إلا لأمر هام يا أبا الفضل ؟
يحي و أنا طوع أمر مولاي .
موسى ولاية العهد ؟
يحي عقدها المهدي رحمة الله عليه لأخيك من بعدك !
موسى ولكني أريدها لولدي جعفر ؟
يحي مولاي .. هذا أمر شائك !
موسى ولم يكون شائكا يا يحي ؟
يحي أعرف موسى الهادي خليفة المسلمين .. وأعرف أن
أمر الخلافة فى العباسيين تهمه أكثر من ولده !
موسى هو كذلك فعلا !
يحي لو أننا عقدناها لجعفر ولدك اليوم .. أطال الله عمر
مولاي ..فهل يرضاه القوم لحجهم .. وصلاتهم .. و
حربهم ؛ وهو على هذه السن ؟
موسى لا !
يحي وطالما الأمر بالرفض كما قلت .. من أين نضمن ألا يثب عليها
فلان أو فلان من الطامعين فيها .. ويضيع كل ما أسسه ، وبنى
له المنصور والمهدي !!
موسى ( يتأمل الكلام .. ويشرب ) خذ كأسا يا أبى ؟
يحي يظل الأمر على حاله ، حتى إذا مدَّ الله عمر مولاي موسى ،
وترعرع جعفر وكبر ، وأصبح يليق بها ، أحضر الرشيد،وطالبه
بالتنازل عنها ، حينئذ لن يرفض الرشيد .. بل يباركه !!
موسى رد والله مقنع .. وسليم !!
يحي لو يسمح لي مولاي ..أمر أريد الخوض فيه مع مولاي
موسى تكلم يا أبا الفضل .
يحي استدعتني الوالدة .. أم أمير المؤمنين ..قلت لعلها تريد السؤال
عن مولاي هارون وزوجه .. فوجدتها حزينة .. مكتئبة !!
موسى حدثتك ؟
يحي بعد إلحاح .. ورأس المهدي بعد إلحاح .
موسى سئمت يا أبا الفضل تدخلها في أمور الدولة والسياسة
يحي الأمر بيدك أنت .. عندما تحل مشكلة .. أو ترد نازلة..أو تقيل
من فاقة .. فهي توكل الأمر لمولاي ليتصرف .. أليس كذلك ؟
موسى ليت الأمر وقف عند هذا الحد .. إنها تتوسط لهم .. ..تختار لي
رجالي .. ولا ترد أحدا ..إنها تعد كل من يسعى إليها .. وعودا
لا تنتهي .. لا تنتهي !!
يحي فرحة بك .. تكاد تطير .. ومن هنا فقط تتصرف .. ليس لها
مطمع إلا رضاء الناس وحبهم لمولانا !
موسى يا أبا الفضل لا يخفى عليك ما حدث مع خالي وكيف أدى
الأمر إلى طلاق ابنته ؟!!
يحي يكفى أن أقول لمولاي..أنها أم تحب ولدها..فلا تتركها حزينة !
موسى ( الخمر لعبت برأسه ) لا أخفى عليك يا يحي .. لم أنم منذ ..
تحدثت معها..والله .. رحت إلى جناحها وظللت خلف الباب
إلى الفجر..ولكني لم أتجاسر على الدخول
يحي أرأيت .. أنا أعرفك يا مولاي ..أنت بالذات تختلف كثيرا عن
هارون .. أليس أخاك .. ومع ذلك تختلفان فى هذا الأمر !!
موسى يالك من رجل ..كلما قلت لنفسي سوف أمسك على هذا
الرجل خطأ وأحبسه ..ولو ليوم واحد .. لكنك تفوت علىَّ
تدبيري .. وتقلب موازين الأمور !!
يحي الحمد لله .. عدني أن تذهب إلى الأم ؟
موسى لن أجعلها تنتظر .. ولكن ليتها تستمع لى !
يحي حتى تستريح سأقول لمولاي قولا ؛ عله يعجبه !
موسى قل يا أبا الفضل ؟
يحي فى أقرب جلسة مع الندماء والأحباب و الحاشية .. عرِّضْ بهذا
الأمر .. وهدد كل من يسعى إليها فى أمر يخصك .. سوف
ينقطعون فورا .. وبالتالي لا تكون أزمة بينك وبين الوالدة !!
موسى ألاتقل لى من أين تجلب نبيذك يا أبا الفضل .. ماشاء الله .. هذا
نصح غال .. وهو ما سأفعله بمشيئة الله !
يحي بارك الله فيك يامولاى وحفظك من كل سوء .. إذن مولاي !
موسى سريعا تمشى .. وموضوع غادر ؟
يحي أنسي مولاي .. جلسة غناء وشراب و لا مانع من تكرارها
موسى سوف يموت الفضل غيظا ( يضحك )
يحي راحة مولانا أهم ..وهى فى النهاية أشياؤنا ردت إلينا !
موسى لو أستطيع الاستغناء عنها لفعلت،لكني أحبها ..أحبها غير كافية
.. أموت فيها يا يحي .. إنها تذوب مثل قطعة سكر.. تدخل فى
لحمى كهرة .. وتتشبث بى كطفلة .. آه يا أبى .. المشكلة ولده
.. اللحوح .. الفضل ولده .. الذي يسعى به هنا وهناك !
يحي لا .. ليست مشكلة .. هو مثل أبيه .. إذن مولاي
موسى لا تغب عنى يا أبا الفضل .. في أمان الله
يحي السلام على مولاي أمير المؤمنين( يتراجع حتى يخرج )
موسى غادر ..كيف أمنت العيش يا قطتي فى بيت غير بيتي.. في حضن
غير حضني .. في ......( ينادى بصوت قوى) يا ربيع !!
( إظلام على صوت غادر يعلو بالغناء )
أمن المروءة أن أبيت مسهدا
قلقا أبل ملابسي بدموعي
وتبيت ريان الجفون من الكرى
وأبيت منك بليلة الملسوع
إ ظـلام
تعليق