شعري الصدى لتوجعي
[poem=font=",6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/100.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عُدِّي علي َّ الشعر من عثراتي=وقدِ انصرفتُ إليه من نكساتي
ما كان إلا أدمعًا مقهورةً=فدَعِيه مغتربًا كغربةِ ذاتي
إني تعبتُ بهِ وأتعبه معي=لم يغنني في البحثِ عن أشتاتي
كان الصَّدى لتوجعي أصدرتـُه=وأنا أطالعُ همَّ عمري الآتي
صدَّقتُ كذبةَ منْ يصدقُ كذبتي=في مطمع ٍبغدٍ ينير حياتي
وصُدِمتُ صدمةَ من يلاحقُ ضامئا=لمع السراب فعاد بالحسرات
لا تحسبي حيًّا يتيمَ قصيدةٍ=وئدتْ فلا شعرٌ يضمُّ رفاتي
فلقد تجرعتُ الأمرَّ فأصبحتْ=لا تشتهي إلا الأسى أبياتي
وانشقَّتِ الأفراحُ عن حسِّي فلا=توقا ولا ألقا على قسماتي
في موطنٍ نـُهـبَتْ رؤاه مجرَّدٌ=قد مزقته مخالبُ المأساةِ
لم يستطعْ ردَّ الأذى عن نفسه=فبنوه ناموا والهمومُ عواتِ
فشماله ممشى الرّدى وجنوبه=ملهى الفناء ومسرح الأزماتِ
يكبُو ولا آس بكى نكباتِه=أو رقَّ للأحلام منكسراتِ
فزفيره تصديرُ فيح ِ شكاتِهِ=وشهيقُهُ اسْـتيراد كل شكاةِ
في هونه ركبتْ مطاهُ هزائمٌ=وعلا على المحرابِ ذو النزواتِ
فأثرتُ مرثياتهِ في داخلي=ونثرتـُها في القلب كالجمراتِ
وبكتْ معي أحلى فصول حكايتي=وطنًا عزيزا كان كلَّ صلاتي
ووقفتُ لم أجدِ السبيلَ لرحلتي=والخوفُ سدَّ عليَّ كل جهاتي
فعجزتُ عن تفسير ضيعة أمتي=وخضوعها لليل والظلماتِ
وعن انْـتكاس الطيّبين وذلِهم=وشماتة الأحياءِ بالأمواتِ
فلبست ثوب الشعر غير مخيَّر=ليكون سترا في زمان عراةِ
فتقبليهِ ولو ترينـَه أسودًا=فلقد سقيتُهُ من حدادِ دواتي
وصنعتُ منهُ قوالبا لنوائبي=وجعلتُ منه لصاحبي مرآتي
فيرى الدّموعَ وإنْ أريتـُهُ بسمةً=كنتُ اصطنعْتُ بريقها لعُداتي
ويغوصُ يسمعُ أنـَّة ًّ في داخلي=غطـّـيتها في ضجَّةِ الضّحكاتِ
هذا هو الشعر الذي عيَّرتـِنِي=بضياع عمري فيه دونَ لدَاتـِي
هو مركبي في أبحري لسواحلي=إن كان ربك قد أرادَ نجاتي [/poem]
أحمد قميدة
تعليق