هوامش على منعطف العشرين
شعر : مختار السيّد صالح (مختار الكَمالي)
الحمدُ للهِ ,
أنَّي لم أدع ذاتي
تَنأى وَ تُوغِلُ في وَحلِ الملذَّاتِ
و لم أدع قدمي تمشي على عوجٍ
و ما دنوت بعمري للضلالاتِ
***
عشرينَ عاماً ..
و ما قلَّتْ ملاذاتي
إلَّا نقلتُ بشعري للملا ذاتي
فَلَمْ أدع هدفاً إلَّا إلى هدف ٍ
أرقى و أكبر من كلِّ العباراتِ
و لو تحدَّثَ في المرآةِ لي كِبَرٌ
من دون ريبٍ أنا حطَّمتُ مرآتي
و كنتُ أعلمُ أنَّ النَّخلَ تيَّمني
حتّى اقترفتُ كثيراًَ في كناياتي !
***
أدري بأنَّيَ في كلِّ احتضاراتي
مثلي وقفتُ ! ..
و ما أخفضتُ راياتي
عشرينَ عاماً ..
و لا غيري معي , فَإذا
يوماً مُنِحتُ شريكاً في البداياتِ
تحالفَ الحظُّ و الأقدارُ في فَلَكي
لِكَي أعودَ وحيداً في النِّهاياتِ !
***
عشرون عاماً ..
و لا أدري عن الآتي
أنا الغريبُ و أوطاني طموحاتي
أنا الغريبُ و قلبي فيَّ مُغتربٌ
غريبةٌ أضلعي , غُربٌ جراحاتي
حتَّى شراييني في داخلي اغتربت
وَ غَرَّبتْ بِدَمي حُمرَ الكُريَّاتِ !
تقاذفتني بحارٌ لا انتهاء لها
حتَّى ظننتُ بأنِّيْ من عَدَاواتي !
يا عالِمَاً بدمي ..
قُلْ لي فداك دمي
مَن لي وَ هُنَّ ؟.. ألا مَن للغريباتِ ؟!
***
عشرينَ عاماً ..
و كان الحبُّ في ذاتي
ينمو و يكبرُ .. من أحلى حبيباتي
تلكَ التي مَنَحتْ للقَلبِ أجنِحَةً
حَتَّى يَطِرنَ بهِ فوقَ الكَآباتِ
تلك الكتبتُ لها شعراً به خُلِقَتْ
كلُّ العذوبةِ من بين العذاباتِ
و الشِّعرُ و الحبُّ ما اجتمعا لأجل هوًى
إلَّا و كانَ الهوى مهدَ الحَضاراتِ
تلك العشقتُ بلادي , عشتُ أعشقها
و عشتُ فيها على طول انعطافاتي
و الآنَ أرمي ورائي ألفَ مُنعَطَفٍ
لكي أقول لعشريني تحيَّاتي
دمشق
27 - 11 - 2008
شعر : مختار السيّد صالح (مختار الكَمالي)
الحمدُ للهِ ,
أنَّي لم أدع ذاتي
تَنأى وَ تُوغِلُ في وَحلِ الملذَّاتِ
و لم أدع قدمي تمشي على عوجٍ
و ما دنوت بعمري للضلالاتِ
***
عشرينَ عاماً ..
و ما قلَّتْ ملاذاتي
إلَّا نقلتُ بشعري للملا ذاتي
فَلَمْ أدع هدفاً إلَّا إلى هدف ٍ
أرقى و أكبر من كلِّ العباراتِ
و لو تحدَّثَ في المرآةِ لي كِبَرٌ
من دون ريبٍ أنا حطَّمتُ مرآتي
و كنتُ أعلمُ أنَّ النَّخلَ تيَّمني
حتّى اقترفتُ كثيراًَ في كناياتي !
***
أدري بأنَّيَ في كلِّ احتضاراتي
مثلي وقفتُ ! ..
و ما أخفضتُ راياتي
عشرينَ عاماً ..
و لا غيري معي , فَإذا
يوماً مُنِحتُ شريكاً في البداياتِ
تحالفَ الحظُّ و الأقدارُ في فَلَكي
لِكَي أعودَ وحيداً في النِّهاياتِ !
***
عشرون عاماً ..
و لا أدري عن الآتي
أنا الغريبُ و أوطاني طموحاتي
أنا الغريبُ و قلبي فيَّ مُغتربٌ
غريبةٌ أضلعي , غُربٌ جراحاتي
حتَّى شراييني في داخلي اغتربت
وَ غَرَّبتْ بِدَمي حُمرَ الكُريَّاتِ !
تقاذفتني بحارٌ لا انتهاء لها
حتَّى ظننتُ بأنِّيْ من عَدَاواتي !
يا عالِمَاً بدمي ..
قُلْ لي فداك دمي
مَن لي وَ هُنَّ ؟.. ألا مَن للغريباتِ ؟!
***
عشرينَ عاماً ..
و كان الحبُّ في ذاتي
ينمو و يكبرُ .. من أحلى حبيباتي
تلكَ التي مَنَحتْ للقَلبِ أجنِحَةً
حَتَّى يَطِرنَ بهِ فوقَ الكَآباتِ
تلك الكتبتُ لها شعراً به خُلِقَتْ
كلُّ العذوبةِ من بين العذاباتِ
و الشِّعرُ و الحبُّ ما اجتمعا لأجل هوًى
إلَّا و كانَ الهوى مهدَ الحَضاراتِ
تلك العشقتُ بلادي , عشتُ أعشقها
و عشتُ فيها على طول انعطافاتي
و الآنَ أرمي ورائي ألفَ مُنعَطَفٍ
لكي أقول لعشريني تحيَّاتي
دمشق
27 - 11 - 2008
تعليق