قصة قصيرة بعنوان:الحلم والحقيقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد جمعة
    أديب وكاتب
    • 02-11-2008
    • 62

    قصة قصيرة بعنوان:الحلم والحقيقة

    الحلم و الحقيقة

    لم يكن في خاطري أن ألتقي بها في ذاك اليوم رغم أنها حاضرة دائماً فيه ، لم تغب عنه منذ أن عرفتُ طعم الحياة داخل قلبي ...منذ صغري رسمتها في مخيلتي ..بشعرها الأسود الداكن..بسمارها..بعينيها..بطولها..بكلامها..بحديثها ..كل ذلك رسمته في مخيلتي،كل تلك التفاصيل رسمتها بكل دقة ..لازمتني منذ صغري ..كبرت معي ..تعلمت معي.بل أنها أصبحت كياني ووجودي هي وليس أحدٌ غيرها مع أنني لم أجدها بعد إلا أنها نالت حيزاً واسعاً في مكنونات قلبي المتلهف لملاقاتها...
    بحثت عنها كثيراً لكنني لم أجدها بعد..كانت الإغراءات بالنسبة لي كبيرة وكنت أرفضها لإيماني أنني سأجدها يوماً فلا بد لي أن أجدها وحتى وإن لم يكن ولا أجدها فلا يهم ذلك مادامت حاضرةً معي وفي ذهني ومخيلتي...وكذلك في خلدي .
    في ذلك اليوم رأيتها...
    -كنت واقفاً وهي تسير
    - بل أنا الذي كنت أسير وهي واقفة
    - لا..لا بل أنا الذي كنت واقفاً وهي تسير
    لايهم ..المهم أنني رأيتها ،الصورة نفسها التي رسمتها هاهي اليوم حاضرة أمامي بكل ألوانها وتعابيرها ،ليس هناك تحريف في الصورة فكما رسمتها هي الآن تمر ويمر معها نسمات أول الخريف يحمل بين ثناياه رائحة الياسمين فينطلق شذاه معلناً قدوم الحلم ..قدوم الطيف..قدوم الأمل الذي طالما انتظرته.
    فاتت اللحظات حينها مسرعة ..لم أكن أعلم بها كيف مرت إلا أنها مرت مسرعة ...عدت بعدها إلى ظنوني التي كانت تراودني من قبل أن ذلك الحلم لم يصبح حقيقةً بعد...لكنني رأيتها مرت بجانبي من أمامي ،فهل يا ترى كل ذلك حلم .
    عدت إلى المنزل يومها ولم أشأ أن أكمل يومي وعملي وكل الذي اعتراني وأصابني ذاك الطيف الذي مازال طيفاً ...لكن قلبي أصابه قليلاً من الفرح وإن كان ذاك الفرح لم تكتمل معالمه بعد.
    ويعود السؤال والانتظار مرة أخرى يرتاد حياتي .
    من هي؟
    ومن تكون؟
    لكن ليس هناك جواب.
    أيامٌ تمر وتمر أخرى وأخرى ولم ألتقيها مرة أخرى .
    ترى هل ما أبحثُ عنه سراباً أقلق فكري ومضجعي أم أنه مجرد فكرة سيطرت علي وهاهي تنال منّي كل ذلك .
    شغف قلبي المنتظر لقاؤها ما يزال يلح علي،كنتُ دائماً أحاول الهروب من ذلك الوله وذاك الحب وأسأل نفسي مراراً وتكراراً :
    هل تحب الخيال؟
    هل تحب مجرد فتاة مرت بجانبك ولاتعرف من هي؟
    لكني أعود وأحدث نفسي :لقد نمت معي ونما حبها في قلبي مذ كنت صغيراً ،فهل أترك كل ذلك وأبحث عن أخرى ..,وحتى وأن وجدت أخرى فهل ستنال ماناله ذاك الطيف وماذا ستجد عندي ، ستجد قلباً مغرم بحب أخرى .
    مرة أخرى ألقاها ...ألقى الأمل من جديد ...كانت واقفة تنتظر ربما كانت تنتظرني ،كانت تبحث في عينيها عن شيء أنا وحدي أعرف ماهو ،ربما لم يكن في خاطرها أنها تبحث عنّي ولكن محاور عينيها كانت تبحث عن شيءٍ ما.
    ...حاولت أن أقترب منها أن أحدثها لكني ترددتُ كثيراً ...خوفاً أن يفهم تصرفي ذاك خطأً ويذهب انتظاري تلك السنين سدى
    كتبت مرة على دفتر خاص كنت أدون به بعض الخواطر وما زلتّ أحتفظ به إلى يومي هذا :
    كن طيفاً يحمل أسرار الكون!
    كن حلماً يأتي بين ثنايا الوجود !
    كن كما شئت !
    لكن ...لا تقل أنك لست انتظاري
    مستحيلٌ أن تكون سراباً
    مستحيلٌ أن تكون طيفاً عابراً
    حقيقةٌ أنت ؟
    أم خيال؟
    حينما أشتاقك ...أحاكي الورود
    حينما أشتاقك...أذهب والنهر
    فمتى...لا أشتاقك!
    أجل ..إنني أحلم وأرتعش
    أكتب عن الكلمات التي تتكلم
    عن الكلمات التي تحب
    والكلمات التي ترى وتسمع وتحس
    اكتب عنك لأنك مجدُ الربيع والخريف
    بل مجد كل الفصول
    أكتب عنك في الصباح
    أسمع أنفاسك التي تتردد
    وفي الليل
    أترصدك كنجمةٍ تنحدر
    تقربت منها ...تعرفت عليها ...تقربت منها أكثر أخذت أحاديث تدور بيننا ...عجباً حتى نغمات صوتها لم تختلف عن الصوت الذي كنتُ أسمعه من قبل ...لم تختلف عن الصورة عن الابتسامة عن الجمال الذي رسمته ريشة مخيلتي هاهي اليوم بجانبي .بحت لها بكل ذلك .
    طرق الحب بابه ودخل مسرعاً إلى خلجات المشاعر والمكنونات تلمسها القلب بكل لهفة المشتاق ...أصبح الحب والجمال يكسو حياتي ...أصبح كل شيءٌ جميلاً الشارع ....المدينة ...النهر الذي كان يلازم أيام اشتياقي وانتظاري هاهو اليوم يبتسم لي والأشجار والزهور وحدائق انتظاري اليوم تبتسم لي وكأنها تقول لي :هاهو اليوم صبرك يثمر وأحلامك تزدهر لاتأتيني ثانية وتحدثني عن اشتياقك ...لاتأتيني إلا ويدك بيدها تلهون وتمرحون هنا كعصفورين.
    ضمنا الحب والأيام الجميلة هام الحب وزها ...لم تكن اللحظات التي تجمعنا مجرد لحظات بسيطة وتنتهي أقول لها وتقول لي ،بل كنا نسبق الحب نفسه نسبقه في تحقيق ذاته وغايته ...أدرت كل شراعاتي عند شطآنها ورست سفينتي عند مرساها وقلت لها....
    عندما لامست خيوط الشمس السندسية تقاسيم وجه الأرض أفقت من حلمي وعدت إلى انتظاري وبحثي من جديد.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة خالد جمعة مشاهدة المشاركة
    الحلم و الحقيقة

    لم يكن في خاطري أن ألتقي بها في ذاك اليوم رغم أنها حاضرة دائماً فيه ، لم تغب عنه منذ أن عرفتُ طعم الحياة داخل قلبي ...منذ صغري رسمتها في مخيلتي ..بشعرها الأسود الداكن..بسمارها..بعينيها..بطولها..بكلامها..بحديثها ..كل ذلك رسمته في مخيلتي،كل تلك التفاصيل رسمتها بكل دقة ..لازمتني منذ صغري ..كبرت معي ..تعلمت معي.بل أنها أصبحت كياني ووجودي هي وليس أحدٌ غيرها مع أنني لم أجدها بعد إلا أنها نالت حيزاً واسعاً في مكنونات قلبي المتلهف لملاقاتها...
    بحثت عنها كثيراً لكنني لم أجدها بعد..كانت الإغراءات بالنسبة لي كبيرة وكنت أرفضها لإيماني أنني سأجدها يوماً فلا بد لي أن أجدها وحتى وإن لم يكن ولا أجدها فلا يهم ذلك مادامت حاضرةً معي وفي ذهني ومخيلتي...وكذلك في خلدي .
    في ذلك اليوم رأيتها...
    كنت واقفاً وهي تسير
    بل أنا الذي كنت أسير وهي واقفة
    لا..لا بل أنا الذي كنت واقفاً وهي تسير
    لايهم ..المهم أنني رأيتها ،الصورة نفسها التي رسمتها هاهي اليوم حاضرة أمامي بكل ألوانها وتعابيرها ،ليس هناك تحريف في الصورة فكما رسمتها هي الآن تمر ويمر معها نسمات أول الخريف يحمل بين ثناياه رائحة الياسمين فينطلق شذاه معلناً قدوم الحلم ..قدوم الطيف..قدوم الأمل الذي طالما انتظرته.
    فاتت اللحظات حينها مسرعة ..لم أكن أعلم بها كيف مرت إلا أنها مرت مسرعة ...عدت بعدها إلى ظنوني التي كانت تراودني من قبل أن ذلك الحلم لم يصبح حقيقةً بعد...لكنني رأيتها مرت بجانبي من أمامي ،فهل يا ترى كل ذلك حلم .
    عدت إلى المنزل يومها ولم أشأ أن أكمل يومي وعملي وكل الذي اعتراني وأصابني ذاك الطيف الذي مازال طيفاً ...لكن قلبي أصابه قليلاً من الفرح وإن كان ذاك الفرح لم تكتمل معالمه بعد.
    ويعود السؤال والانتظار مرة أخرى يرتاد حياتي .
    من هي؟
    ومن تكون؟
    لكن ليس هناك جواب.
    أيامٌ تمر وتمر أخرى وأخرى ولم ألتقيها مرة أخرى .
    ترى هل ما أبحثُ عنه سراباً أقلق فكري ومضجعي أم أنه مجرد فكرة سيطرت علي وهاهي تنال منّي كل ذلك .
    شغف قلبي المنتظر لقاؤها ما يزال يلح علي،كنتُ دائماً أحاول الهروب من ذلك الوله وذاك الحب وأسأل نفسي مراراً وتكراراً :
    هل تحب الخيال؟
    هل تحب مجرد فتاة مرت بجانبك ولاتعرف من هي؟
    لكني أعود وأحدث نفسي :لقد نمت معي ونما حبها في قلبي مذ كنت صغيراً ،فهل أترك كل ذلك وأبحث عن أخرى ..,وحتى وأن وجدت أخرى فهل ستنال ماناله ذاك الطيف وماذا ستجد عندي ، ستجد قلباً مغرم بحب أخرى .
    مرة أخرى ألقاها ...ألقى الأمل من جديد ...كانت واقفة تنتظر ربما كانت تنتظرني ،كانت تبحث في عينيها عن شيء أنا وحدي أعرف ماهو ،ربما لم يكن في خاطرها أنها تبحث عنّي ولكن محاور عينيها كانت تبحث عن شيءٍ ما.
    ...حاولت أن أقترب منها أن أحدثها لكني ترددتُ كثيراً ...خوفاً أن يفهم تصرفي ذاك خطأً ويذهب انتظاري تلك السنين سدى
    كتبت مرة على دفتر خاص كنت أدون به بعض الخواطر وما زلتّ أحتفظ به إلى يومي هذا :
    كن طيفاً يحمل أسرار الكون!
    كن حلماً يأتي بين ثنايا الوجود !
    كن كما شئت !
    لكن ...لا تقل أنك لست انتظاري
    مستحيلٌ أن تكون سراباً
    مستحيلٌ أن تكون طيفاً عابراً
    حقيقةٌ أنت ؟
    أم خيال؟
    حينما أشتاقك ...أحاكي الورود
    حينما أشتاقك...أذهب والنهر
    فمتى...لا أشتاقك!
    أجل ..إنني أحلم وأرتعش
    أكتب عن الكلمات التي تتكلم
    عن الكلمات التي تحب
    والكلمات التي ترى وتسمع وتحس
    اكتب عنك لأنك مجدُ الربيع والخريف
    بل مجد كل الفصول
    أكتب عنك في الصباح
    أسمع أنفاسك التي تتردد
    وفي الليل
    أترصدك كنجمةٍ تنحدر
    تقربت منها ...تعرفت عليها ...تقربت منها أكثر أخذت أحاديث تدور بيننا ...عجباً حتى نغمات صوتها لم تختلف عن الصوت الذي كنتُ أسمعه من قبل ...لم تختلف عن الصورة عن الابتسامة عن الجمال الذي رسمته ريشة مخيلتي هاهي اليوم بجانبي .بحت لها بكل ذلك .
    طرق الحب بابه ودخل مسرعاً إلى خلجات المشاعر والمكنونات تلمسها القلب بكل لهفة المشتاق ...أصبح الحب والجمال يكسو حياتي ...أصبح كل شيءٌ جميلاً الشارع ....المدينة ...النهر الذي كان يلازم أيام اشتياقي وانتظاري هاهو اليوم يبتسم لي والأشجار والزهور وحدائق انتظاري اليوم تبتسم لي وكأنها تقول لي :هاهو اليوم صبرك يثمر وأحلامك تزدهر لاتأتيني ثانية وتحدثني عن اشتياقك ...لاتأتيني إلا ويدك بيدها تلهون وتمرحون هنا كعصفورين.
    ضمنا الحب والأيام الجميلة هام الحب وزها ...لم تكن اللحظات التي تجمعنا مجرد لحظات بسيطة وتنتهي أقول لها وتقول لي ،بل كنا نسبق الحب نفسه نسبقه في تحقيق ذاته وغايته ...أدرت كل شراعاتي عند شطآنها ورست سفينتي عند مرساها وقلت لها....
    عندما لامست خيوط الشمس السندسية تقاسيم وجه الأرض أفقت من حلمي وعدت إلى انتظاري وبحثي من جديد.
    الزميل القدير

    خالد جمعه
    نص جميل
    فيه روعة الحب النقي
    أحلام شاب تأبط ذراع أحلامه, دون أن يلتفت حوله.
    أحيانا تأخذنا الخيالات فتطير بنا
    لونت لك بالزهري ما رأيته أثقل على النص ( في الإقتباس طبعا ) ولك مطلق الحرية أن ترى رؤيتي أو ترميها
    ومضة النهاية بالرغم من هدوئها جاءت متناغمة مع الأحلام الطويلة التي عاشها
    وبعض الأحلام يضر, لأنه يحبسنا ضمن دائرته
    ودي ومحبتي لك


    اليوم السابع

    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X