( بدي فستان أحمر ) الجزء الثاني
في نفس الساعة التي كانت العائلة تعاني فيها..
كان جارهم أبو خالد الذي يمتلك قطيعا من المواشي ويمتلك ( ملحمة ) فيذبح المواشي ويبيعها، عائدا لدكانه بمحاذاة بيت جاره، وبالصدفة سمع صراخ الطفلة فقد كان عاليا، تلاه صراخ جاره وسمع بكائه الممزوج بأنين زوجته فانهمرت دموعه . بالرغم من رجولته بكى ، وهو الذي لم يبك حتى عندما فقد أباه الذي كان أغلى عليه من روحه.
همس :أللهم اغفر لي فقد انشغلت عن جيراني بأمور مصلحتي وبطلبات أهل بيتي، وأنت بدورك أنعمت علي بفضلك فلن يضرني أن أعطي القليل مما وهبتني .
عاد إلى دكانه حزينا، فتح الدرج فوجده مليئا بالنقود، حمد ربه على نعمته، أخذ رزمة من النقود وضعها في ظرف وكتب عليه :
(هذا من فضل ربي علي وكل عام وأنتم بخير)
ذهب إلى بيت جيرانه قرع الباب وقبل أن يفتحوا الباب ترك المكان بسرعة البرق. فتحت الزوجة الباب فلم تجد أحدا. أرادت أن تغلق الباب فلمحت الظرف، تناولته أغلقت الباب وأعطته لزوجها مستغربة !!؟؟
فضه زوجها فوجد به مبلغا لم يكن يحلم به . نظر لوجه زوجته فرأى وجهها يشع نورا لم يره من قبل، ينبعث من محيّاها.
قالت: الحمد لله ما زالت الدنيا بخير، إلهي وفق من بعث إلينا بالعيدية ووفق أولاد أولاده.
نادت الأم ابنتها الصغيرة، حضرت الطفل، كانت عيناها حمراوان لكثرة بكائها قالت لها الأم: اذهبي واخبري أخوتك أن يحضروا بسرعة سنذهب للتسوق فسألت ألطفله: وهل ستشترين لي فستانا أحمرا؟
_ نعم سأشتري لك فستان أحمر وحذاء أبيض وحقيبة صغيرة، سأضع فيها نقود لتشتري بها كل ما ترغبين بشراءه.
ذهبت الطفلة فرحة لتنادي اخوتها؛ ما هي إلا ثوان حتى حضروا غير مصدقين؟؟!!
اقترب ألولد الصغير من أبيه قبله وقال له سامحني يا أبي وضمه بقوه.
أخذ الأب والأم يبكيان ولكن هذه المرة كانت دموعهما دموع الفرح.
خرجوا من البيت وأخذت الطفلة تغني، كان صوتها يداعب أوتار قلب الأب كلحنا سماواي ينساب في شرايينه .
رن جرس الهاتف فاقترب الزوج رفع السماعه وإذا بصوت جاره أبو خالد :كل عام وأنت بخير .
_ وأنت بخير يا أبا خالد .
قال أبو خالد:عندي طلب منك وأرجو أن لا تردني خائبا ....
-اطلب ما شئت..........
- أنت تعرف أن ابني خالد سيسافر للدراسة في الخارج وأنا بحاجه لمن يدير لي الحسابات ولن أجد شخصا أئتمنه أكثر منك فهل تقبل بالعمل معي؟
صمت غير مصدق وتساءل: هل فعلا تقصد ما قلت يا أبا خالد؟
_ نعم أود ذلك .
_ولكني مقعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_اسمعني جيدا......إن الشلل موجود في ساقيك ، أما عقلك فليس مشلولا، قلبك ليس مشلولا، والأهم من كل هذا هو: أن ضميرك غير مشلول .
فكن جاهزا بعد العيد، وأقفل الخط.
أما عن ألأب، فتعجز الكلمات عن وصف سعادت، أحسّ بأن أبو خالد أعاد إليه كرامته، عزة نفسه، ورجولته.
ٕٕٕاقترب من الشرفة يترقب حضور عائلته متخيلا ملامح زوجته وأبنائه حين يسمعوا الخبر. نظر إلى السماء وعادت دموعه تسيل:الحمد لله (إن خليت بليت )
بعد قليل ؛ لمح عائلته قادمة شاهدوه من النافذة، أخذوا يلوحوا له بأياديهم
أما ألطفلة فأخرجت من كيس كانت تحمله فستانا رفعته في الهواء وصرخت عاليا (يابا ليك اشتريت فستان إحمر )
تعليق