إلى متى سنظل نحكم على الناس بهذه الطريقة ؟ أنا شخصيا لا أرى أنه من المنطقي أن نصف نتاجا فكريا لكاتبة مثقفة و تكتب في ميادين متعددة ، و على اطلاع أدبي و فكري متنوع بأنه " قلة أدب".
قلة الأدب تكون في الشارع ، عندما يخاطبك شخص بكلمات غي لائقة تقول له " هذه قلة أدب" . أما أن نقابل شخصا أمضى حياته في القراءة و الاطلاع و تثقيف الذات بمثل هذه الأحكام و أن نقابل الفكرة بمثل هذا الرفض فهذا ما يحير و يدهش . إلى متى سنظل نرفض الآخر ؟ و نرفض التعامل مع أي فكرة تعارض فكرتنا؟
نحن لا نملك سلطة على هذا الكون تعطينا الحق في الحكم على إيمان شخص أو كفره و إلحاده . من نحن أصلا حتى نعطي نفسنا الحق في أن نشير بأصابع الاتهام إلى شخص و نقول انه مرتد و كافر؟ لسنا سوى كائنات صغيرة الحجم أمام ضخامة هذا الكون و اتساعه، و أمام شساعة الفكر الذي سبقنا إلى التاريخ بآلاف السنين ، و سيستمر بعدنا إلى ما لا ندري من الوقت. الخلود يكون دائما للفكرة التي تعيش في الزمن أما نحن فنعبر في هذه الحياة لومضة من الزمن ونموت . و ليس منا من يملك الحقيقة المطلقة ، أو يملك ترمومترا يقيس به مدى صحة فكرة او خطئها .
يجب أن نعيش للحوار و التبادل و الانفتاح على الآخر مهما اختلفنا معه.
لنستفد من التاريخ و لو قليلا :
إننا اليوم لا نعرف من حمل مشعل النار و احرق كتب ابن رشد ، و لكن فكر ابن رشد مازال بوصلة مهمة في الفكر العربي حتى يومنا هذا .
إننا اليوم لا نعرف من أعدم كاليليو ، و لكننا نعرف تمام المعرفة أن كاليليو هو أول من صرخ قائلا إن الأرض تدور حول الشمس .
و لنتذكر دائما قولة فولتير الشهيرة : " قد اختلف معك في الرأي ، و لكنني مستعد للتضحية بحياتي من أجل حقك في الدفاع عن رأيك".