هرطقة "الحداثة" في النقد داخل فلسطين 48

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ميرا جميل
    عضو الملتقى
    • 02-12-2008
    • 18

    هرطقة "الحداثة" في النقد داخل فلسطين 48

    هرطقة "الحداثة" في النقد داخل فلسطين 48

    عن "الحداثي" الذي تجاوز أدونيس بمراحل !!

    بقلم : د. ميرا جميل

    لفتت انتباهي جملة في مراجعة لديوان شاعر عربي من فلسطين 48 ، كتبها الدكتور بطرس دله في نقد نشر على موقع "صوت العروبة "، يقول فيها : " يدعي الكثيرون أنهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة؛ وكنا أنا ومجموعة من أصدقاء مدرسة "يني" الثانوية قد عقدنا مهرجاناً كبيراً حول شعر الحداثة" ، وكان قد قال في جملة سابقة واصفا الديوان : " ففيه خروج عن المألوف وتطور للأفضل فيما يسمّى باسم شعر الحداثة modernism. ".

    لم أقرأ الديوان وأمل ان يصلني الى منفاي الاختياري في نيقوسيا لأقرأه وابحث عن العلاقة ين النص الشعري والنقد والحداثة التي اكتشفها الناقد ، وماذا يعني ب :" الخروج عن المألوف وتطور للأفضل فيما يسمّى باسم شعر الحداثة" لعلنا نستفيد بعنصر جديد نلحقه بمفهوم الحداثة .

    لست في باب تقييم الديوان أو "الحداثة " في شعر الديوان ...

    جملة الدكتور بطرس دله تشير الى عدم فهم رهيب لموضوع الحداثة في الأدب والفكر والفلسفة . وكيف له ذلك والثقافة العربية، في كل الوطن العربي ، لم تنجز استحقاقات الحداثة بعد، وتبدو الحداثة موضوعا للترف الفكري في الثقافة العربية ، لأن الثقافة العربية تفكر وتنتج نفسها في واقع عربي اجتماعي واقتصادي وثقافي هو ما قبل الحداثة أصلا..!!

    يستطيع د. دله ان يدمج كلمات لاتينية بعد كل جملة . هل سيتغير الحال مع مضمون الحداثة الأدبية ؟ وهل أضحت الحداثة معلما ابداعيا .. بدونه لا قيمة للعمل الأدبي ؟

    اقدر تقديرا كبيرا جهود الدكتور بطرس دله في مراجعاته الأدبية ، أو النقدية كما يحب ان يسميها ، رغم ان النقد غير قائم في نصه ، وليس لهذا أهمية ... فهو يقدم خدمة كبيرة باعطاء فكرة جيدة عن الاصدارات الأدبية ، وقد استفدت حقا من مراجعاته لأبقى على معرفة بأخبار الوطن الثقافية .. ومع ذلك آمل ان يتحرك نقاد الأدب ، في فلسطين 48 ، وفي العالم العربي لإعادة التوازن الثقافي النقدي ، واعادة ضبط الإصطلاحات التي يستعملها نقاد الآداب ، ولا أعني د. دلة تحديدا ،انما رهط كبير من ممارسي النقد في الثقافة العهربية المعاصرة ، ويفتقدون لمعرفة فكرية وتاريخية دقيقة لمصدر هذه الاصطلاحات ، وأسباب نشوئها في الأداب الأجنبية ، والأدب الأوروبي على وجه التحديد.

    لنرجع الى النص الملفت للإنتباه . يقول الدكتور دله : " يدعي الكثيرون انهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة ؟"
    أولا الحداثة لم تولد للشعر .. انما لمجمل الثقافة من ابداع ونقد وفكر وفلسفة ومجتمع وعلمانية وانتاج مادي ، وكل ما يخص الحياة الإنسانية بأبعادها المادية والروحية ، وهي نقض كامل لكل ما سبقها من فكر واتجاهات ثقافية وفلسفة وايمان. الحداثة ترتبط جذورها تاريخيا بعصر اسمه عصر التنوير الأوروبي الأول الذي آمل ان استاذ التاريخ الدكتور بطرس دله ، قد مر عليه في دراسته للتاريخ ، وثم عصر التنوير الثاني .. وصولا الى عصر النهضة الأوروبية ، ويعتبر رسميا الأديب الفرنسي شارل بودلير 1821-1867 المؤسس الرسمي لتيار الحداثة . كذلك نجد من أوائل الحداثيين الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880 والشاعر الفرنسي مالارامية 1842-1898 وهو من أبرز شعراء مدرسة "المذهب الرمزي" . والشاعر الروسي الشيوعي الشهير مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل ، وعندما تعثر حلمه الحداثي ، بسب بيروقراطية النظام الجديد ، انتحر. وهل نستطيع ان نضع آباء الماركسية خارج نهج الحداثة ؟
    وفي الثقافة العربية الى جانب أدونيس الأبرز حداثيا في فكره ، نجد الكاتب والشاعر اليمني عبد العزيز المقالح والمفكر المغربي عبدالله العاروري والشاعر عبد الوهاب البياتي والشاعر محمود درويش ومن الجزائر الفيلسوف محمد أراغون والكاتب كاتب ياسين والشاعر المصري صلاح عبد الصبور ، والسوري المقيم في فرنسا د. هاشم صالح والتونسية د. رجاء بن سلامة والتونسي المقيم في فرنسا العفيف الأخضر (الملقب بفولتير العرب )، كذلك نجد المفكر الفلسطيني الكبير د. ادوارد سعيد ، خاصة في "الثقافة والامبريالية " و" الاستشراق " و " وصور المثقف " ، حيث يطرح رؤية حداثية انقلابية في المفاهيم الثقافية والتاريخية . ولا بد من اعتبارالمفكر الماركسي الايطالي الكبير انطونيو غرامشي ضمن تيار الحداثة الفكرية والفلسفية والاجتماعية والثقافية . لعلي بذلك اساعد ، من يريد التوسع ، للتعرف التطبيقي والعملي لمفهوم الحداثة في شموليته الثقافية والفكرية والفلسفية والدينية والاجتماعية والانتاجية .. وتناقضات الحداثة بين الحداثيين أنفسهم ، وتعدد رؤاهم واختلافها ، بل وتناقضاتها الكبيرة . وكما أسلفت مفهوم الحداثة يعاني من التباسات واتجاهات كثيرة متناقضة ، وهي غير ميسرة وواضحة الا في نقد د. بطرس دله كما تفاجأت .
    واود أن أضيف للدكتور بطرس، وآمل ان يتقبل ملاحظاتي بصدر رحب ، بأن الفكر أو العقل الغربي قد تجاوزالحداثة التي ما زال د. دله ( وليس وحده ) يتوه بخضمها ، نحو تأسيس المنظومة المعرفية ، أو ما يعرف ب " فلسفة العلوم والتكنومعلوماتية" ، وهي مرحلة "ما بعد الحداثة" كما يطرحها بعض الفلاسفة الاوروبيين . لعل الدكتور دلة يكتشف ان بعض شعرنا يتبع "فلسفة العلوم والتكنومعلوماتية " فهي أرقى من حداثته الشعرية ، وقد ترضي الكتاب أكثر من الصيغة الأوروبية العجوز ، المتصابية في نقد بطرس دلة ، وأعني الحداثة التي " يدعي الكثيرون أنهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة" حسب قوله ؟!
    صدقني يا دكتور ، رغم دراستي الأكاديمية للموضوع ، في اطار علم الاجتماع ، والأبحاث التي اضطررنا لقرائتها حول الحداثة والمجتمع ، الثقافة والحداثة ، فلسفة الحداثة في القرن العشرين وعشرات المواضيع المتنوعة ، ما زلت أغرق في تعقيدات وتناقضات الفكر الحداثي ، ولا أجرؤ على وصف عمل أدبي بالحداثة ، خاصة في أدبنا العربي ، أما في الآداب الأجنبية فالحدود واضحة أكثر .. الأمر الذي يعني ان للحداثة متطلبات مادية واجتماعية وفلسفية وثقافية لم تنشأ بعد في المجتمعات الشرقية.
    يقول الدكتور دله : " وكنا أنا ومجموعة من أصدقاء مدرسة "يني" الثانوية قد عقدنا مهرجاناً كبيراً حول شعر الحداثة ."

    ربما بدأت أفهم مشكلة دله مع الحداثة ،وذلك ظنه الخاطئ ، بسب عدم معرفة فلسفية وفكرية وثقافية كاملة ، وهي مشكلة ثقافية عربية عامة، تفتقد لآليات فكرية للتمييز ين مصطلح الحداثة ( modernism ) ، والمعاصرة ( modernity ) ، والتحديث ( modernization ) ، وهي اصطلاحات تختلف مضمونا ونهجا وفلسفة .وكثيرا ما تستعمل في الأدبيات العربية بنفس المعنى. وليته يقبل نصيحتي بأن يبتعد عن هذه الحسناء المشاكسة التي اسمها "الحداثة" اذا لم يكن قادرا على ترويضها.وليعرف ان جمالية النص لا تقررها الحداثة ، بل قدرة المبدع على التواصل مع المتلقي . والأهم أن الحداثة لم تتطور فقط كنزعة أدبية .
    ان الحداثة هي مصطلح لا يتعلق بالأدب والنقد الأدبي فقط ، بل بالثورة على الواقع الاجتماعي كله ، بكل جوانبة السياسية والاجتماعية والفكرية والأدبية من أجل تغييره .. وكل نص أدبي تقليدي مسالم ، غير ثائر ، غير رافض للواقع ، لا يدعو لنبذ كل المسلمات الاجتماعية المتخلفة ، وتنمية المعرفة الانسانية ، وانعتاق الفكر ، ولا يربطه رابط بجذوة الانقلاب الثقافي والفكري .. ولا يرتبط بفلسفة ثورية .. هو تقليد ، بمعنى عدم تجديد في المضامين ، وهذا لا ينفي قيمة العمل الأدبية ،الحداثة لا تعني الابداع يا بطرس ، ولا تعني التألق ، والنهج التقليدي لا يعني الفشل وضعف جمالية الابداع . أما أن نُعمد كل نص مبهم ، وكل صياغة مهما كانت جمالية ، بمفهوم الحداثة أو التحديث ، فهو يشير الى الفقر الفكري والثقافي للناقد ، وممارسته للنقد من خارج الفكر النقدي ، وهذا نهج لا علاقة له بالثقافة ، بعيد عن الاهتمام الحقيقي بالابداع ، والدكتور يعترف ضمنا انه لا يميز بين الحديث والحداثة من جملته المقتبسة: " عقدنا مهرجاناً كبيراً حول شعر الحداثة" !! من الواضح انه يعني الشعر الحديث .. ( حتى هنا توجد اشكالية بين الشعر الحر والحديث ولا أعرف ماذا يقصد بجملته ، وهل شمل المهرجان الشعر الحديث والحر ، أو ربما يقصد ضمنا شعر التفعيلة الحديث ، او المنثورات الشعرية ؟ ) ومهرجانه الشعري لا علاقة له بالتأكيد بالحداثة التي يتوهم البعض بانه يسخرها في خدمة قلمه .

    في كل الأدب العربي بالكاد نجد عددا صغيرا من الأدباء والمفكرين على فهم فكري وقناعة حضارية بمضمون الحداثة ، ومرة أخرى الحداثة هي مضمون الحادي ثوري لتغيير المجتمع والقيم الاجتماعية والعقائد السائدة والتفكير الماضوي ، ولتحرير الانسان المطلق وانعتاق المرأة ومساواتها ، وبعض هذه الطروحات قد لا نقبلها ، خاصة قضية الالحاد في المجتمعات العربية المحافظة والمغلقة والتي تعاني من نسبة أمية مرتفعة . أولا ليتعلموا القراءة والكتابة .. ليتعلموا فهم المقرؤ في اللغة العربية المبسطة، فهل نطرح على مثل هذا المجتمع مفاهيم بعيدة عنهم مئات السنين ؟!

    قد نقبل ، كمثقفين ، وعلى المستوى الشخصي ( الانديفدوالي ) جوانب مختلفة من الحداثة . وهذا ليس سهلا كما في النص المتسرع لبطرس . الحداثة هي غابة متصارعة من الأفكار الانقلابية والثورية والتجديدية والهرطقية أيضا ، وليس كل ما يطرحة نهج الحداثة مقبول على كل مفكر حداثي . انا حداثي في حدود معينة وأرفض الكثير من طروحات الحداثة الأوروبية مثلا . فما هي الحداثة التي يطرحها بطرس دلة عندما يصف نصوص شعرية بالحداثة ، هل يفسر لنا مفاهيم ادراكه للحداثة حتى نفهم قصده ونقده ؟!
    الشاعر الكبير أودنيس يعتبر من رواد الحداثة العربية ومفكريها، تعالوا نراجع فهمه الثوري للحداثة . يقول أدونيس : " إن الإنسان حين يحرق المحرم ( أي النهج التقليدي ) يتساوى بالله " . ويضيف : " إن التساوي بالله يقود إلى نفيه وقتله ، فهذا التساوي يتضمن رفض العالم كما هو ، أو رفضه كما نظمه الله ، والرفض هنا يقف عند حدود هدمه ، ولا يتجاوزها إلى إعادة بنائه ، ومن هنا كان بناء عالم جديد يقتضي قتل الله نفسه ( كمبدأ العالم القديم ) وبتعبير آخر لا يمكن الارتفاع إلى مستوى الله إلا بأن يهدم صورة العالم الراهن وقتل الله نفسه ".
    ترى هل يقبل مجتمعنا هذه الطروحات ؟ هل يتحملها حتى في اطار نقاش فلسفي ؟
    عزيزي د. بطرس دله ، هذه هي الحداثة بكلمات لا غبار عليها .. وهو أفضل تعبير عربي وجدته لهذا المفهوم الذي تحبه وتستعمله بغير معناه ، بجرأة تحسد عليها. لا تأخذ النص المباشر حول الله .. يجب فهمه مضمونه الفلسفي ، مثلا نسف كل النهج السائد ، الذي بات يشكل عقبة امام الانطلاق الفكري والثقافي والفلسفي والانتاجي المادي .
    هل هناك بعض الظن ان مجتمعاتنا العربية في وضعها الراهن ، وضع وجود أكثرية المواطنين تحت خط الفقر ، هي على أهبة اتخاذ القرار في موضوع الحداثة ؟
    من الواضح من جملتك: " يدعي الكثيرون أنهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة " .. انك وقعت في مصيدة ادعائك .. لا أعرف من يدعي انه لوحده يفهم شعر الحداثة ؟ هل تعرف ان الحداثة أيضا تهدف الى نسف اللغة من جذورها؟ انا أيضا أستصعب فهم الموضوع .. ما سيحل مكان اللغة ؟ هل من لغة أخرى تبشرنا بها الحداثة ؟ ربما تتحفنا بحل لمعضلة اللغة التي ينشدها الحداثيون ؟
    ليس العيب ان لا يعرف المثقف مفهوم الحداثة ، خاصة المثقف الشرقي الذي نشا في مجتمع تقليدي محافظ ، ويواصل التقدم الى الخلف ، وهو تطور أيضا ، حسب تعريف فريدريك انجلز ، حيث قال ان: " التطور شكلان ، واحد الى الامام وآخر الى الخلف ..."
    المثقف الذي لا يجرؤ على طرح التحدي .. وعلى التمرد .. لا علاقة له بالحداثة ، أو ببعض متطلباتها ، ولا يضر المبدع ان يعطينا أدبا انسانيا راقيا بدون الملعونة التي اسمها حداثة...

    هل تظن عزيزي ان مجتمعاتنا المشرذمة طائفيا واثنيا وقبليا ، ولا يستطيع الكثيرون من الأفراد فهم المقروء ، حتى بلغة عربية بسيطة مثل لغة الصحافة ، هل يستطيع ان يكون مجتمعا حداثيا ، وان يقبل الحداثيين فكرا ونهجا وابداعا ؟

    نحن نعرف ما يواجهه أدونيس في العالم العربي من تكفير واتهام بالزندقة ، لدرجة طرد كاتب معروف هو الدكتور أمين الزاوي، مدير المكتبة الوطنية في الجزائر ، قبل أسابيع قليلة ، لتجرؤه على دعوة أدونيس لالقاء محاضرة ، الذي اعتبرته حتى دولة المليون شهيد من أجل التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي ، كافرا وملحدا ، وجريمة أدونيس انه طرح رؤيته بأن هناك : "مشكلة كبرى في المجتمعات الإسلامية تتعلق بـ"إخضاع الوحي للتأويلات السياسية والمذهبية بدوافع قبلية، ومذهبية، وأيديولوجية، وسياسية بدافع البحث عن السلطة". . .ووصل الأمر الى مسائلة وزيرة الثقافة في البرلمان الجزائري ، وسارعت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي، الى رفع تقرير بمدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي، إلى الرئيس بوتفليقة تتبرأ فيه من مسؤولية "الانزلاق الفكري الذي حدث أثناء محاضرة الشاعر السوري أدونيس" . هل ترى ما تفعل الحداثة في مجتمعاتنا العربية ، حتى المتأثرة حتى النخاع بالفكر الفلسفي الفرنسي الحداثي الأرقى في العالم ؟

    حقا يبدو انك على حق بأن الكثيرين يدعون انهم وحدهم يفهمون شعر الحداثة . لا ليسوا وحدهم ، أنت في مقدمتهم ، ومجرد دمجك الحداثة بالشعر لوحده هو اشارة لفهمك "العميق والمميز" !! لمضمون الحداثة .. والمهرجان الذي نظمته لشعر الحداثة ، حتى في اوروبا قد لا ينجحون بتنظيم مهرجان لشعراء الحداثة بسبب قلتهم .

    نعرف ان ادباء المغرب العربي هم أكثر الأدباء العرب تأثرا بالحداثة فكرا وابداعا . فهل تظن استاذنا الجليل ان ثقافة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ،اجتازت وسبقت ، مواجهة أدونيس ضد القوى الظلامية في العالم العربي من أجل تثبيت الحداثة في ثقافتنا العربية وفكرنا العربي ومجتمعنا العربي ؟.. والتي تعني نسف المسلمات الفاسدة للسلطة والعقائد والمجتمع والتعليم والانتاج المادي والثقافة ..؟

    لا أكتب دفاعا عن مواقف أدونيس ، ولكني مع حرية الرأي الكاملة وحق الحوار والنقد، وضد كل محاولة لمنع مثقف ، كبير مثل أدونيس ، أو غيره من ابداء رأيه ومناقشته . انا ضد الانغلاق الفكري .

    بالطبع هذا المفهوم ( الحداثة ) يحمل الكثير من الاشكاليات التي لم تحل في الثقافة التي أطلقت مفهوم الحداثة ، وأعني الثقافة الاوروبية . وغني عن القول ان المفهوم تعمه الفوضى والسطحية في الثقافة العربية .. ولكن مثل جرأتك في استعمال هذا المفهوم لم أجد بعد .
    وهذا بحد ذاته يكسبك حق وضعك ، ثقافيا .. في مكانة تسبق بمراحل أدونيس وسائر تيار الحداثيين العرب !!


    Meara.jamea@gmail.com
    د. ميرا جميل – كاتبة وباحثة اجتماعية فلسطينية مقيمة في نيقوسيا
  • أبو صالح
    أديب وكاتب
    • 22-02-2008
    • 3090

    #2
    د.ميرا جميل بالرغم من اختلافي تماما مع كل من يظن أنه مع ما يطلق عليه بالحداثة وفق المفاهيم الغربيّة كما شرحها مقالك،

    ولكني احترمت طريقة طرحك ومناقشتك لهذا الموضوع جدا،

    أتمنى ما كتبته وجمعته وناقشته في الموضوع التالي يفتح لك زوايا جديدة

    هل لغة ثقافتنا ومثقفينا الحاليين لها أي علاقة بلغتنا العربية؟



    التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 03-12-2008, 17:40.

    تعليق

    • عبد الرحيم محمود
      عضو الملتقى
      • 19-06-2007
      • 7086

      #3
      د. ميرا المحترمة
      الحداثة مصطلح فضفاض له زوايا كثيرة ، يستطيع كل منا النظر
      من زاويته التي يريدها ، فهناك من ينظر للحداثة بأنها لفظ الماضي
      بالكلية ، كما فعل أتاتورك العلماني بتركيا بأن ألغى حتى الرسم الحرفي
      بالعربية ليصبح بالإنجليزية ، وهناك من يرى في الحداثة تضادا في
      موضوع التمسك بالدين فيمطر أي متدين بتهم الظلامية ، والرجعية
      والتخلف ، ... الخ .
      وهناك من يرى في الحدائة تغييرا جذريا في المنهج التربوي بحيث
      تلغى المواد التربوية التعليمية بمسار كامل ليتم التركيز على التقنية
      المتقدمة والبحث العلمي ، واللغة الإنجليزية ولغة البرمجيات .
      ومنهم من يرى فيها تطوير الكلام بطريقة تصادم المنطق الديالكتيكي
      وانقطاع العلة بالمعلول ، والتطوير بحيث يكتب الشعر بطريقة بينية
      بين الوزن التقليدي والنثر ليصبح نوعا من الإبداع - في رأيهم -
      هو تطوير القصيدة لمرحلة إغواء قواعد الشعر ، وإلغائها ، وهناك
      من يرى في ضرورة تطوير الشعر ليصبح لغة مموسقة تعتمد على
      أن يكون قابلا للغناء ولو تم فيه مزج البحور أو الخروج عن الأوزان
      المعروفة .
      فأي حداثة نبحث عنها ؟
      أنا أدعو للحداثة ، ضمن الموسيقا ، وضمن قواعد اللغة لا بضرب
      كل شيء عرض الحائط .
      والحداثة ليست حكرا على قطر دون غيره ويجب ألا يرتبط بشعب
      وعلينا التفكير قوميا لا قطريا لو أردنا أن ننهض من جحيم التخلف .
      موضوعك شائق وماتع ، ولك إعجابي وتحيتي .
      نثرت حروفي بياض الورق
      فذاب فؤادي وفيك احترق
      فأنت الحنان وأنت الأمان
      وأنت السعادة فوق الشفق​

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #4
        أعتقد ياأستاذ عبد الرحيم أن الأستاذة ميرا جميل ترفض اختصاص مصطلح الحداثة بالشعر وحده أو بالأدب وحده أو بالنقد وحده .. بل تعتبره بمثابة ثورة كاملة على كل الأوضاع المادية والروحية و رؤية جديدة لكل شىء في الحياة .. تخلق واقعا جديدا مغايرا لكل قديم .. أو كما فهمت من قولها :

        انما لمجمل الثقافة من ابداع ونقد وفكر وفلسفة ومجتمع وعلمانية وانتاج مادي ، وكل ما يخص الحياة الإنسانية بأبعادها المادية والروحية ، وهي نقض كامل لكل ما سبقها من فكر واتجاهات ثقافية وفلسفة وايمان.
        نسأل الله لنا ولكم العافية
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          #5
          الفاضلة د. ميرا جميل

          اسمحي لي أن أضع استفهاماً أو استغراباً يخص سبب نشرك الموضوع، وعنوان الموضوع أيضاً قبل أن نتحدّث في الحداثة (أصولاً واتجاهات).

          مدار الاستفهام والاستغراب في الآتي:

          - إنّكِ بنيتِ موضوعكِ بأكمله على نقد جملتين أو عبارتين فقط وردت لدى د.بطرس دله ، لم يتبيّن لنا سياقهما . وما فتئتِ تكرارهما في كل موضع من مواضع النقد.

          ـ لا أعرف المبرر من الاتساع في نقد آراء الدكتور وتفريع الاحتمالات؛ ولم يتبيّن لنا من آرائه شيئاً سوى عبارتين فقط ! ! حتى بدا التحامل غير المبرّر، علماً أني لا أعرف الرجل لا من قريب ولا من بعيد، وهذه المرة الأولى التي أسمع فيها باسمه، مع احترامي للجميع.

          ـ لو افترضنا أن ما مرّ من نقود في موضوعك صحيح، (وربما هو صحيح في مجمله) فهل يصحّ تعميم رأيهِ ليتحمّل عرب داخل فلسطين 48 بأدبائهم ومفكّريهم تبعات رأيه، فيكون عنوانك شاملاً شمولاً لا يتحمّله أي منصف ! :

          هرطقة "الحداثة" في النقد داخل فلسطين
          48


          ـ كان بالإمكان نشر الموضوع؛ لنقد الحداثة (أصولاً واتجاهات) من غير الاتكاء غير المبر لعبارتين لا تعنيان شيئاً، فقد حُمّلا أكثرَ مما تحتملان، فالموضوع من غيرهما ينهض بنفسه تعريفاً ونقداً ، وربما يكون أكثر إقناعاً.

          د. ميرا ... ما زلتُ أرى أنّ الموضوع جدير بالمناقشة، ولكني لم أقتنع بالاتكاء على عبارتَي د. بطرس.

          ودمتِ بخير
          التعديل الأخير تم بواسطة د. وسام البكري; الساعة 03-12-2008, 19:17.
          د. وسام البكري

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #6
            بدون تعليق
            *****

            ".. والثقافة العربية، في كل الوطن العربي ، لم تنجز استحقاقات الحداثة بعد، وتبدو الحداثة موضوعا للترف الفكري في الثقافة العربية ، لأن الثقافة العربية تفكر وتنتج نفسها في واقع عربي اجتماعي واقتصادي وثقافي هو ما قبل الحداثة أصلا..!!"

            تعليق

            • ميرا جميل
              عضو الملتقى
              • 02-12-2008
              • 18

              #7
              حوار الحداثة .. حوار حول الحياة نفسها!!

              أعزائي وأحبائي رغم اختلاف الآراء بل بسبب اختلاف الآراء ..
              لم اتجاهل ان الحداثة تحمل تناقضات مختلفة ، وتقريبا لم أتجاهل أخطر مشاكلها مع تفكيرنا الشرقي الديني .. هذه ببساطة هي الحداثة ، قد نقبل جانب ونرفض جوانب. الحداثة ببساطة لم تولد في الفكر العربي .. وأفضل تفسير لها هو تفسير أدونيس ، رغم معرفتي انه يتجاوز حدود العقل الشرقي والمجتمعات الشرقية . هل تريدونني أن أزور الحداثة لإرضاء البعض ؟
              انا أكتب موضوعا يتعلق بالفكر .. اجتهادي كان لاعطاء خلفية للموضوع ، خاصة لحالة الفوضى التي تعيث فسادا بنقد الأدب الفلسطيني داخل اسرائيل . ولم أكتب مثلا لأنقد نقد د. طرس دلة ، ما أخذته من الدكتور دله هو خلطه وعدم فهمه للحداثة واستعمالاته المضحكة لهذا الاصطلاح الذي يلصقة بكل مادة نقدية يكتبها .. دون فهم لخلفية الحداثة بالفكر والفلسفة ونقض الدين .
              اذا لاحظتم أعطيت أسماء حداثيين أجانب وعرب للدلالة على اتجاه الحداثة ، ولمساعدة القارئ الجاد لتطبيق الفكرة التي طرحتها ، حول مصدر الحداثة ، وأعرف اني مهما أطلت سأزيد الموقف تعقيدا ، لأن الحداثيين لم يصلوا الى مفهوم ثابت ، وها نحن اليوم في مرحلة ما بعد الحداثة ، أوالتكنومعرفية ، حسب فلاسفة العلوم ، مجتمع بلا أبحاث علمية ثقافية وفلسفية وتاريخية في جامعاته ، يواجه مشكلة التخلف والتراجع امام العالم المنطلق بسرعة الصوت الى آفاق ليس لنا حصة بها.
              كتبت انه يمكن تصنيف الأدباء الغربيين ولكن من الصعب استعمال نفس المقاييس مع الادباء العرب .. الا قلة منهم حاولت ان أقدم أكثريتهم وربما نجد آخرين يقبلون بعض أفكار الحداثة ، في الاقتصاد مثلا ، في الالحاد ، في الانقلاب الاجتماعي ، في اللغة ، ولكنهم لا يستسيغون الحداثة في الأدب ، وأعترف اني لا استسيغ كل اتجاهات الحداثة في الأدب .. مثلا أعشق حداثة محمود درويش لأنها مبنية على معرفة عقلانية ووعي ثقافي وفكري وسياسي راق جدا.اما حداثة أدونيس الشعرية فلا أستسيغها ، وأحب دراساته أكثر من شعره الحديث أو الحداثي ، وأحب شعره القديم .
              أعزائي
              الحوار يترينا ، يدفعني للتفكير بمواضيع جديدة في الثقافة والفكر والمجتمع والفلسفة والدين .
              أجل اتاتورك نفذ انقلابا حداثيا عميقا في تركيا. وبغض النظر عن عواطفنا الدينية ، ما حققه أتاتورك لتركيا ما زال من ناحية التطور الاقتصادي ونظام الدولة الدمقرطي ومؤسسات الدولة المستقلة ، التنفيذية والتشريعية والقضائية . ما زال غائبا عن أنظمتنا العربية . نحن نعيش بأنظمة شرشوحة ، بالمقارنة مع النظام التركي . السؤال الصعب والمحرج : هل كان بامكان اتاتورك ان يحافظ على تركيا اسلامية وان ينفذ مشروع تحديث تركيا؟ أم ان هناك تناقضا غير قابل للحل بين التحديث والدين ؟ تماما كما كان الحال في اوروربا ، حيث اقترنت الحداثة بتحجيم الكنيسة الكاثوليكية ، وتقليص عنيف في مكانتها في حياة المجتمعات الاوروبية؟ وانتشار الالحاد بحرية في القكر والفلسفة والأدب ..وكل جوانب الحياة الاوروبية؟
              اذن هل اوروربا القديمة - الاستعمارية الصليبية المتدينة المتزمتة الظلامية دينيا ، اوروبا محاكم التفتيش واعدام العلماء وسجنهم - غاليليو مثلا - ، واستمرار سيطرة أباطرة الدين على مقدراتها ، هل كانت قادرة على انجاز الثورة الصناعية ، والثورة التكنلوجية وثورة العلوم والهايتك والتعليم والفلسفة والأدب .. ؟؟؟ ايضا في الفاتيكان تحدثوا عن الاعجاز العلمي للتوراة ، واليوم يقرون بصحة نظرية دارون وخبأوا اعجازات التوراة العلمية بعد ان صارت مضحكة لطلاب المدارس الابتدائية؟؟؟
              أكتب بصراحة ، وآمل ان لا يلصق بي موقف لم أقله بوضوح .انا أعرض ارهاصات صعبة تجتاح تفكيرنا الشرقي المحافظ .
              الى أين سنصل ؟ انا شخصيا متشائمة من الواقع العربي ولا أرى اننا نتقدم نحو حل اشكالاتنا . الامية قاتلة ( 100 مليون ، وانا أقول 200 مليون ) البطالة كارثة .( 30 مليون عاطل عن العمل رسميا )جامعاتنا متخلفة بالمقارنة مع الدولة المغتصبة اسرائيل .. الابحاث العلمية في الحضيض واسرائيل توظف 15 مرة أكثر من كل الدول العربية ؟ كيف سنتطور؟ اسرائيل تملك 600 - 700 سلاح نووي ونحن نملك نبابيت ..
              هل الحداثة هي السبب ؟
              أترك لكم الاجابات...

              تعليق

              • د. م. عبد الحميد مظهر
                ملّاح
                • 11-10-2008
                • 2318

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم


                الحداثة و مشاكل العرب

                أعتقد اننا يجب إعادة مناقشة هذه القضية من أكثر من منظور، وهذا منظور منهم:..

                اذا كنا نريد مستقبلا للعالم العربى، فعلينا ان نجيب على الأتى:

                ما هو مشروع التغيير؟
                من يقوم بالتغيير؟
                كيف نقوم بالتغيير؟
                كيف يكون التغيير الى الأفضل؟
                ما هو دور العالم و الأديب والمفكر والمبدع فى التغيير؟
                ما هو دور عامة الناس فى التغيير؟
                ما هو دور الكلام ، والخطب ، والمقالات ، والقصص ، والكتب ، والدراسات ، والابحاث فى الاصلاح من أجل التغيير؟

                ما هى خطط ، وخطوات العمل المطلوبه للوصول لهذا الهدف؟

                **************

                المفروض هو وجود خطط للنهوض، تربط الفكر بالعمل و بالإنتاج المنضبط ، ويكون لها أهداف

                1 قصيرة المدى
                2 متوسطة المدى
                3 طويلة المدى

                وان يكون التركيز على العمل المهنى والإحترافى ، وان يعاد التفكير فى أولويات القضايا التى تطرح، وأسلوب الطرح ، وان يكون هناك أجراء دورى لقياس مقدار تحقق الأهداف، وتصحيح الأخطاء، مع الإلتزام بروح العمل الجماعى.

                أما مجرد كلام أصحاب الحداثة وهم فى عزلة وإنقطاع عن التأثير فى صاحب القرار ، وعلى الشارع ، فلن يؤثر طالما يتفق أصحاب القلم على وجود عدة أنواع من الأمية سائدة ، منها امية البعض فى كيف يؤثر ، ويكتفى بالعزلة فى شرانق فكرية لا يقرأ ما يجرى داخلها إلا أفراد قلائل!!
                التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 04-12-2008, 19:53.

                تعليق

                • د. م. عبد الحميد مظهر
                  ملّاح
                  • 11-10-2008
                  • 2318

                  #9



                  مشاكل فى الطريق إلى المستقبل

                  [align=right]
                  أعتقد أن أهم معضل يجب ان يوجد له حل هو كيف نوجد مجموعة من العرب قادرة على التفاهم والحوار، وقادرة على أن توحد اهدافها ، وقادرة على ان تعمل معاّ من اجل وضع ، وتنفيذ مشروع مستقبلى للعالم العربى على مراحل زمانية ، وكيف يمكن لهذه المجموعه ان تجعل نسبة كبيرة من المواطنين تلتف حولها ،و كيف يمكن لهذه المجموعه ان تقاوم الانشقاق ، والانقسام ، وحروب الإنتقادات والتهم ، والاغراءات ، وغيرها من دوافع التشتت والدوران حول الذات. ومن هذا المنطلق علينا ان نجد حلولاّ للأتى:

                  البعد العميق للكثير عن المعانى الإيجابية للإسلام ودور المسلم فى عمارة الأرض
                  الانفصال الحاد بين العلماء وأصحاب الفكر و بين أصحاب القرار
                  التأثير الإلهائى لوسائل الإعلام
                  حوار الطرشان كما لو كان كل واحد يكلم نفسه
                  الخوف من الأخر
                  الخوف من رجال الأمن
                  الخوف عل لقمة العيش
                  عدم الثقه فى الأخر وربما فى النفس
                  ضعف الإنتماء للوطن
                  حب تكرار القصص والحكاوى
                  السلبيه واللا مبالاة
                  الخلط بين العام والخاص ، وبين المطلق والمقيد
                  عدم التمييز بين مستوايات الفكر ، بين فكر استراتيجى وفكر مرحلى
                  عدم التدرب على الفكر التنفيذى ، الذى يربط بين الفكر الأستراتيجى ، وفكر المرحله والتنفيذ على الأرض
                  حب الجدل ، والوعظ ، والإرشاد
                  كثرة الكلام ، والخطابات ،و المحاضرات، والإتهامات ، وغيرها من اساليب القول والكتابة
                  الفردانية ، و عدم الاعتراف بالأخر
                  تقليل نسبة الأمية الثقافية ، والعلمية ، و العملية ، والفكرية ، وغيرها من انواع متعددة من الأمية
                  التفرقه بين الفكر الاصيل ، وبين ما يطلق عليه فكر وهو ليس فكراّ
                  التوازون بين الفكر والعمل.[/align]
                  التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 04-12-2008, 19:39.

                  تعليق

                  • ميرا جميل
                    عضو الملتقى
                    • 02-12-2008
                    • 18

                    #10
                    السؤال الآساسي في الحداثة يتعلق بمدى تحرر العقل من النصوص المقدسة.هل يقدر عقلنا ان يكون سيد نفسه أم تابع لنصوص ، مهما اجتهد المفسرين لن يحرروا العقل من تبعيته .
                    أقول بوضوح رغم معرفتي لاشكالية قولي ... لا أدعو للكفر والالحاد بالنصوص المقدسة ، بل أدعوا لتغليب العقل على الخرافات والخزعبلات الغريبة عن منطق العقل تحت تسميات دينية . أدعو لاستقلال التفكير واختراقة للقيود التي تجعله خاملا اتكاليا غير جدلي .
                    الحداثة تعبير .. تعالوا لا نربط أنفسنا بتعريفات محددة . تعالوا نحدد ان الحداثة تحث على الرقي الاجتماعي واسبدال استغلال الانسان للإنسان بالمساوة ، وهذا يفترض أولا انشاء دولة غير وراثية ، دولة مؤسسات مستقلة تمارس أعمالها باستقلالية وبدون خوف من رأس النظام ، بل العكس هو الصحيح رأس النظام ومسؤولية خاضعين للمحاسبة والرقابة على أعمالهم .هذا على الأقل ما يلزم العالم العربي ليبدأ بتلمس استحقاقات الحداثة.
                    في واقعنا الراهن .. نحن نعيش مرحلة ما قبل الحداثة .. مرحلة تغييب العقل المبرمجة .مرحلة التلقين واعتبار التفكير بدعة.مرحلة الحنين الى الماضي دون وعي ان أقدامنا بالقرن الواحد والعشرين وعقولنا بالقرن السابع . هذا مستحيل ومأساوي لمجتمعاتنا .
                    الخوض بالحلول بالغ التعقيد بسب القيود الفكرية التي تلوح بحرابها فوق رؤوسنا .
                    حتى هذا النص سيجد من يزندقه !!

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #11
                      [align=justify]يقول الدكتور دله : " يدعي الكثيرون انهم وحدهم يعرفون ما هو شعر الحداثة ؟"

                      سمعت مثل هذا القول من فم المرحوم نزار قباني بعد أمسية شعرية في بروكسيل قبل وفاته بعام، بحضور الطيب الصالح والمرحوم عبدالرحمن منيف.

                      وسمعت شيئا قريبا من ذلك من الدكتور فاروق مواسي عند الحديث عن الشعر الموغل بالرمزية وبالتحديد عند الحديث عن شعر سميح قاسم ومحمود درويش! كان ذلك في أثناء دردشة في مجلس جمعنا في بلجيكا.

                      حدثني الأستاذ مصطفى الجيلالي (أستاذ الفلسفة في جنيف ويحمل ثلاث شهادات دكتوراه وهو مثقف عالي الثقافة)، في مجلس ضمنا في جنيف قبل ثلاثة أشهر من الآن، عن مقامة وقعت له في جنيف مع أدونيس، مفادها أن هذا الأخير أجابه على سؤاله بخصوص استعجام بعض شعره الموغل في الرمزية عليه، أنه إنما يكتب للنخبة! فإذا كان أستاذ فسلفة يحمل ثلاث شهادات دكتوراه ليس من النخبة، فمن هم أهل الفهم إذن؟! أدونيس ومن لف لفيفه؟ اتفقنا في أثناء الحديث على ما يلي: إذا لم نفهم نصا بعد ثلاث قراءات متتالية، نرسله وصاحبه إلى سلة المهملات!

                      المشكلة يا أستاذة ميرا أن مسألة الحداثة لم تتضح معالمها بعد رغم كل ما كتب فيها، وأنها ــ أحيانا ــ تكون بمثابة متراس يتمترس خلفه الكثيرون، إما للترويج لأفكار غير مألوفة، أو للتغطية على قصور فني أو أدبي، أو للثورة على كل القيم والثوابت المكونة للهوية .. ومخطئ من ظن أن الدفاع عن الثوابت تزمت أو إيمان بالخرافات .. وأكثر خطأ منه من ينطلق من هذا التفكير، لأنه تفكير يمحور بين مع/ضد، وبالتالي غير منتج.

                      لا تزال معالم الحداثة مجهولة، ولا تزال مصطلحاتها ومفاهيمها بحاجة إلى تعريف وحد واضحين. ومشكل المصطلح عويص جدا لمن يعرف مشكل المصطلح الذي بنيت عليه مفاهيم الحداثة الأدونيسية إن صح التعبير. ويبقى الادعاء ادعاء حتى تقوم البينة عليه. ويبقى هذا الموضوع مثيرا، وتبقى مشاركتي هذه خواطر سريعة عل الوقت يسمح بعودة وتعليق أشمل.

                      وتحية طيبة. [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 04-12-2008, 22:39.
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • د. م. عبد الحميد مظهر
                        ملّاح
                        • 11-10-2008
                        • 2318

                        #12



                        موضوع الحداثة من الموضوعات التى يتداولها عدد قليل من الناس ، وليست منتشرة لعدة أسباب منها الغموض الذى يحيط بالمصطلحات ، وصعوبة الفهم ، وعدم الإتفاق على المفاهيم ، والتجريد و التلغيز والتعمييم ، وطبعا قلة عدد الكتب الممكن قراءتها.

                        ولا أدرى ما الهدف من موضوع الحداثة... للفكر والمجتمع والحياة والناس... ، إذا ظلت الحداثة متقوقعة فى عقول العشرات من الكتاب ، وتدور فى دوائر مغلقة، و متشرنقة فى شرانق فكرية معزولة عن التأثير فى الحياة.

                        وبالرغم من القليل جدا مما أفهمه من أهدافها الخاصة والتى تحث على التقدم والرقى الإجتماعى وعدم إستغلال الإنسان و ..و.. وغيرها إلا ان الملاحظ ان هذه الدعاوى لا تجد ما يؤيد ها من واقع الحياة ونشاط أصحاب الحداثة فى مجتمعاتهم، من حيث وجودهم الفعال والمؤثر على حل مشاكل الانسان العملية فى المجتمع ولا حتى تأثيرهم فى السياسية و فى القضايا العلمية و الا قتصادية والحياتية مثل:...



                        00- مشاكل التربية
                        00- مشاكل الأسرة والادمان والطلاق و تأخر سن الزواج
                        00- مشاكل بطىء التقاضى وتحقيق العدالة
                        00- مشاكل التعليم والجودة والتسرب والأمية
                        00- مشاكل الادارة وما أدراك ما الإدارة فى بلادنا
                        00- مشاكل التنمية البشرية وترشيد الاستهلاك
                        00- مشاكل الرشوة و الفساد فى عدة مجالات حياتية ومجتمعية
                        00- مشاكل البحث العلمى ونقل التكنولوجيا
                        00- مشاكل البيئة والتلوث والتصحر
                        00- مشاكل التعامل مع العولمة والشركات متعدية الجنسية
                        00- مشاكل الأسواق المالية و الاقتصاد
                        00- مشاكل الحقوق الأساسية لكل انسان
                        00- مشاكل تطبيق مفهوم العدالة فى المجتمع ( المعرفة والواسطة والقرب من أصحاب القرار، والوظائف والمرتبات ، و ..)
                        00- مشاكل زراعة الصحراء
                        00- مشاكل نضوب الموارد الغذائية والطاقة والماء
                        و..
                        وو.......
                        ووو...........إلخ

                        ( يتبع)
                        التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 05-12-2008, 00:30.

                        تعليق

                        • د. م. عبد الحميد مظهر
                          ملّاح
                          • 11-10-2008
                          • 2318

                          #13



                          وكل تجريدات اًصحاب الحداثة ، هى من نوع القضايا الفلسفية المتداولة منذ زمن اليونان ، وحتى الأن ، ومن يراجع قضايا الفلسفة ، لا يجد إختلافات كثيرة فى المحتوى العام لمواضيع الفلسفة منذ زمن طويل مما يجعل الانسان يسأل..

                          ماذا قدمت الحداثة من جديد يختلف عما هو موجود فى الفكر الغربى القديم؟.........مثل...

                          قضايا الوجود، نظرية المعرفة و قضايا القيم. وبعد كتابات هوبز و ولوك و جان جاك روسو، دخلت الأفكار الفلسفية مجال السياسة ، وتلتها أفكار و نظريات فى الفكر الأقتصادى( أدم سميث و كارل ماركس و..) ، وفى الفكر الإجتماعى عند أوجست كومت و دوركايهم و ماكس فيبر، و غيرهم.
                          وبخلاف كتابات دفيد هيوم ( والتى تتشابه فى بعض القضايا مع كتابات أبى حامد الغزالى) لا تجد إتجاهات حديثة جوهرية للفلسفة ، بخلاف الكتابات حول المدن الفاضلة عند أفلاطون ،و اغسطين ، و الفارابى و توماس مور و كمبنيالا. و بخلاف فكر ميكيافيللى فى كتابه الأمير ( حيث يعتقد البعض انها فلسفة عملية)

                          هذه كلها أفكار قديمة ولا أدرى ماذا أضافت الحداثة أو ما بعد الحداثة لهذه النظرات الفلسفية!

                          حتى الفكر الإلحادى موجود من قديم ، وسوف أعرض له بتفصيل ، أن شاء الله ، حتى يتبين بالفكر فقط ان قضية نفى وجود الله ، فلسفيا ومنطقيا وعلميا ، أصعب بكثير من الأطمئتان العقلى والقلبى و النفسى لوجود.

                          والسؤال للحداثة مرة أخرى، هو ماذا أضافت من حديث وجديد لقضية الوجود والأله ، غير تكرار ما هو موجود؟

                          ولكن الجديد ، والذى ربما تنسب الحداثة نفسها له ، هو الجديد فيما يطلق عليه الوضعية المنطقية ، و شهرة أفكار حلقة فيننا ( مثلا فتجنشتين و رودلف كارناب و غيرهم ). والإتجاه العام لهذه المدرسة هو الإهتمام بقضايا فلسفة العلوم وخصوصا العلوم الطبيعية ، ومحاولة إتباع منهج العلوم الطبيعية فى كل الدراسات الإنسانية.

                          وحتى هنا سوف أقدم عدة إفادات تثبت ان أصحاب الحداثة ، فى أغلبهم ، هم أكثرا بعدا عن مجالات العلوم الطبيعية والحيوية والهندسية ، فكرا ومنهجا ، أما عن التكنولوجيا والمعلوماتية والذكاء الصناهى فهم فى واد أخر.

                          و يبدوا ، والرجاء التصحيح ، ان أكثر إهتمام أصحاب الحداثة يصب فى الشعر والأدب ، والله أعلم

                          ( يتبع)
                          التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 05-12-2008, 00:33.

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #14





                            و لكى نستطيع فهم جيد للحداثة ، إذا اراد المتابعين والمشاركين والقراء، أقترح الإتفاق على منهج محدد وواضح لطرح قضاياها ، يتبعه الجميع.

                            ولكى نريح أصحاب الحداثة ، علينا ان نبدأ بمنهج ديكارت ، و ننسى كل الأفكار المسبقة ، ونبدأ من مسلمات يتفق عليها الجميع لنبنى عليها.



                            أما ان كان أكثر إهتمام أصحاب الحداثة يصب فى الشعر والأدب ، فهنا أترك المجال لأصحاب الأدب والشعر ، وأقرأ ما يقولون لأتعلم ، فالإنسان دائما بين عالم ومتعلم

                            و تحياتى ،




                            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 05-12-2008, 00:39.

                            تعليق

                            • د. م. عبد الحميد مظهر
                              ملّاح
                              • 11-10-2008
                              • 2318

                              #15



                              فى محاولة للنقاش الموضوعى للحداثة ، والإتفاق على منهج للنقاش ، هناك بعض الأسئلة الأولية التى ترشدنا لإختيار المنهج الملائم ، مثل:...

                              ما هى الحداثة؟ وهل هناك إتفاق على معناها ؟

                              هل هى فلسفة أم مبدأ أم منهج أم ماذا؟

                              وهل هى تغطى كل مجالات الفكر والحياة ، أم هى مرتبطة بالشعر والأدب فقط؟

                              ما هى أهداف من ينادى بالحداثة؟ وهل ما يهدفون إليه يختلف كثيرا عن أهداف أصحاب مدارس فكرية وحركات تغييرية كثيرة منتشرة ، على الساحة ؟ و ما هو ما يميز فكرهم؟

                              ما هى المفردات المستعملة فى قضية الحداثة؟

                              ما هى المفاهيم التى يتداولها الحداثيون؟

                              وما هو المنهج الفكرى لأصحاب الحداثة؟

                              وفى المقالة السابقة،

                              ما هى إستحقاقات الحداثة؟

                              و هل أفكار الحداثة تدور حول موضوعات ..

                              العقل
                              حرية الفكر
                              الدين
                              الوحى
                              تفسير الكتب المقدسة
                              الإلحاد
                              التوريث
                              الإعجاز العلمى
                              الرقى الإجتماعى
                              نظم الحكم والتوريث
                              الإبداع الأدبى
                              ...
                              .....

                              كل هذا يفتح الطريق لفهم أعمق لدور الحداثة فى العالم العربى ، و دعوة أصحابها للخروج من الشرانق الفكرية والعزلة ، لتحقيق شروط النهضة ، على الأرض وليس فقط على الورق.



                              :confused:
                              :cool::cool:

                              :
                              التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 05-12-2008, 03:54.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X