رفضوا تعيينه معيدا بالجامعة رغم تفوقه الدراسى على كل
منافسيه.. والسبب معروف فالمرشح الثامن هو إبن وكيل الكلية.
كفر بكل شىء والعيب فيه ..لم يكن لديه أدنى إهتمام بأى شىء فى العالم إلا دراسة الأدب الإنجليزى يحب من خلاله ويكره من خلاله ،جعل من مستقبله دينا يبصر من خلاله العالم .. وحين سقط سقطت معه كل القيم وصارمنظوره للحياة
"الكل قبض ريح"
قرر السفر الى دولة شقيقة للعمل كمعلم مبتدىء وفى داخله يقين
بأنه أعظم من شكسبير وسبنسر معا.. شاركه الحجرة زميل لطيف المعشر خفيف الظل من أسرة ثرية.. لكنه كان صاحب رسالة زرعها فيه والده هى أن العمل قيمة فى ذاته خاصة أنه يشارك فى بناء وجدان و عقل إنسان ..فلسفته لم تعجب صاحبنا
فهو هنا فى هذا العذاب من أجل لقمة لم توفرها له بلاده الجاحدة الظالمة والعمل هنا هو انتهاك لآدميته والفرصة قادمة للانتقام ممن..؟ لم يكن يدرى لكن لا بد من الإنتقام
كلما أمده زميله بالمال ..بالعون.. بالدعم.. بالطعام تضاعف حقده وكراهته له وللعالم
بدأ العام الدراسى .. طلب مدير المدرسة منه حمل الكتب الجديدة الى المخازن وتسليمها للطلاب لكن بعيرنا كان كالمل الأحمال ولا ينقصة إلا قشة ...
رفض بكبرياء وصلف وظل يصرخ مخبرا الرجل عن عظمة مكانته وعن مستقبل باهر كان ينتظره ومكانة لغوية لا يدانيها... أحس المدير أنه يهذى فأنهى خدمته لكنه فشل فى استصدار قرار بترحيله..
حيث وجدوه فى مخزن الكتب أحاطت به دائرة من دمائه