الضفدع المخدوع (قصة للأطفال الكبار)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    الضفدع المخدوع (قصة للأطفال الكبار)

    الضفدع المخدوع!

    تنبيه قبل القراءة: فكرة القُصصيْة هذه مُقتبسة من الأدب العالمي، أما الصياغة فهي للكاتب.

    [align=justify]أرادت العقرب يوما اجتياز نهر سيَال إلى الجانب الآخر فاحتارت في أمرها و وقفت تبحث لها عن حيلة أو وسيلة توصلها إلى غايتها لتواصل مسيرتها العقربية.
    و بينما هي تبحث و تدب رأت ضفدعا ينق بابتهاج و قد أعجبه صوته فأراد أن يشنَف مسامع الوجود بألحانه الشَجيَة : قررررررررررررر، قررررررررررررررر !
    اهتزت العقرب فرحا و لوحت بإبرتها و حيَت الضفدع الطَرِب بابتسامة عريضة:
    - صباح الخير يا سيدي الفنَان، طاب يومك!
    نظر الضفدع إلى العقرب و أوجس في نفسه خيفة و أضمر في عقله الضفدعي ريبة، لكنه تماسك و ردَ التَحيَة بأدب:
    - صباح الخير، و يومك أطيب يا سيَدتي!
    - ما أجمل هذا اليوم!
    قالت العقرب هذا و هي من الضفدع تقترب، و واصلت حديثها: و ما أجرى هذا النهر!
    - نعم هما كذلك، قال الضفدع، و هو يتراجع محافظا على مسافة السلامة بينه و بينها.
    - اقترب يا سيدي و لا تخف، إنني أريد منك خدمة تؤديها لي مشكورا.
    - ماذا يمكنني أن أخدمك به و أنت المكتفية بنفسك؟
    - إنني أريد أن أعبر إلى الضفة الأخرى من هذا النهر و لكنني لا أعرف كيف أصنع، فهلا حملتني على ظهرك و عبرت بي؟
    تبسم الضفدع من قولها و قد ازدادت مخاوفه:
    - و كيف أحملك على ظهري و أنت لا تصبرين على لدغ كل من يقترب منك؟ أتريدين إهلاكي؟
    - اطمئن يا صديقي، إنني أعدك ألا ألدغك، و كيف أفعل ذلك و أنا محتاجة إليك، أتريد أن أغرق في النهر؟
    - بودي حملك فهل تعاهدينني ألا تلدغيني؟
    - نعم، نعم، أعاهدك، أعاهدك، تعال اقترب!
    امتطت العقربُ ظهر الضفدع و سبح بها في النهر، و بينما هما كذلك إذ شعرت العقرب برغبة ملحة للدغ الضفدع و قد منحها ظهره الأملس؛ مكَّنت العقرب نفسها على الظهر الممنوح و رفعت إبرتها إلى السماء و غرستها بسرعة و قوة في الضفدع الكريم: تك!
    صرخ الضفدع من الألم و صاح:
    - أح! آه منك يا غدَارة، لماذا لدغتني و قد وعدتني ألا تفعلي؟ يا لك من خبيثة!
    قالت العقرب و هي تسحب إبرتها ببطء: معذرة يا صديقي، لم أستطع مقاومة رغبتي في لدغك هذه هي سجيتي! و لم تكمل كلامها فغرقتا معا.[/align]

    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 22-05-2009, 18:03.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    رغم انها للاطفال الا ان نهايتها المحزنه قد تدفع بالطفل للحذر من كل من يواجه واظنك محقا
    تصفيق حار

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      شكرا لك أستاذة أم فراس و بارك الله فيك.
      إن المخادعين كثر و لذا يجب تربية أبنائنا على الحذر المعتدل حتى يسلموا من عوادى الشر من البشر !
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • جلال فكرى
        أديب وكاتب
        • 11-08-2008
        • 933

        #4
        الصياغة رائعة لم يفلت منى حرف أثاء القراءة و هذه مهارة الأستاذ فى السرد و الإثارة . أمتعتنى رغم معرفتى بالأصل .أنت كاتب ممتع بحق
        دمت مبدعا

        بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

        sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

        تعليق

        • سليم محمد غضبان
          كاتب مترجم
          • 02-12-2008
          • 2382

          #5
          شكراً أستاذ ليشوري على نقلك لنا هذه الحكاية. الطبع غلب التطبع.
          [gdwl] [/gdwl][gdwl]
          وجّهتُ جوادي صوب الأبديةِ، ثمَّ نهزته.
          [/gdwl]
          [/gdwl]

          [/gdwl]
          https://www.youtube.com/watch?v=VllptJ9Ig3I

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            أخي الحبيب جلال فكري، أيها الباشا النبيل: شكرا لك على تقديرك فو الله ما أنا إلا طُويلب علم عرف شيئا و غابت عنه أشياء كثيرة أحاول توظيف اللغة العربية الجميلة و الشريفة و النبيلة خدمة للأدب العربي الهادف و النظيف.
            كلك ذوق و أدب و جلال أخي جلال !
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              أخي العزيز سليم : شكرا لك على قراءتك و تقديرك. نعم، للطبع سلطان قوي لا يستطيع التطبع القيام مقامه حتى بالإنقلابات "العسكرية" البيضاء أو الحمراء!
              التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 12-12-2008, 13:17.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                [align=justify]صار التغرير بالسذج سمة هذا العصر النكد في كل مجال من مجالات الحياة.
                و ليتنا نعتبر بما نقرأه من قصص واقعية أو خيالية تنبهنا لمخاطر تصديق المخادعين و لا سيما إذا كنا نعرفهم بصفتهم هذه و قد برهنوا لنا عن خبثهم و سوء طويتهم في كل مرة و نحن ننخدع بهم في كل مرة. [/align]
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • ظميان غدير
                  مـُستقيل !!
                  • 01-12-2007
                  • 5369

                  #9
                  [align=center]
                  جميلة ورائعة استاذ حسين ليشوري

                  على الكبار ايضا عليهم الحذر من غدر العقارب
                  تحيتي

                  ظميان غدير
                  [/align][align=justify][/align]
                  نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                  قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                  إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                  ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                  صالح طه .....ظميان غدير

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
                    [align=center]
                    جميلة ورائعة استاذ حسين ليشوري

                    على الكبار ايضا عليهم الحذر من غدر العقارب
                    تحيتي

                    ظميان غدير
                    [/align][align=justify][/align]
                    أشكرك أستاذ ظميان على القراءة و التعليق.
                    نعم، كم من عقرب بين الناس لكنهم لا ينتبهون لها إلا بعد اللسع و اللذع و ..."الخدع" !
                    تحيتي و مودتي.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      [glow=339900]
                      "و من يتخذ عند اللِّئام صنيعةً = تجدْه على آثـــــارها منتدمــا ! "
                      [/glow]

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • لبنى علي
                        .. الرّاسمة بالكلمات ..
                        • 14-03-2012
                        • 1907

                        #12
                        نعم .. هو الطبع يغلب التطبع .

                        ومن شبّ على شيء شاب عليه .

                        ومن يلغي عقله والحكمة والفراسة يمسي الهلاك مصيره .


                        صياغة قصصية مُعبّرَة وبها من التشويق ما بها والنبض .

                        دمتَ راقيًا أيها الفاضل حسين .

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة لبنى علي مشاهدة المشاركة
                          نعم .. هو الطبع يغلب التطبع .
                          و من شبّ على شيء شاب عليه .
                          و من يلغي عقله والحكمة و الفراسة يمسي الهلاك مصيره .
                          صياغة قصصية مُعبّرَة و بها من التشويق ما بها و النبض .
                          دمتَ راقيًا أيها الفاضل حسين .
                          أهلا بك الأديبة الرسامة بالكلمات لبنى.
                          أشكر لك حضورك المتميز مثلك و كلامك المشجع.
                          حقيقةً، أنت كاتبة ممتازة و لغتك من أجمل ما أقرأ.
                          الوضوح في الكتابة و البساطة سمة الكتابة الناجحة المُعجِبة،
                          و لذا تجدينني أبذل جهدي لتعلم اللغة العربية للكتابة بوضوح،
                          و تَرينني أنفر النفور كله من الكتابة "المُطَلْسَمة" التي لا يفهمها غير كاتبها،
                          و التي هي أشبه بهمهمة الكُهّان و الكواهن منها بالكتابة الأدبية.
                          أشكر لك حضورك الجميل و تقديرك النبيل.
                          تحيتي و تقديري و دمت الرّسّامة بالكلمات للجميل من اللوحات.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • فاطيمة أحمد
                            أديبة وكاتبة
                            • 28-02-2013
                            • 2281

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                            الضفدع المخدوع!


                            تنبيه قبل القراءة: فكرة القُصصيْة هذه مُقتبسة من الأدب العالمي، أما الصياغة فهي للكاتب.

                            [align=justify]أرادت العقرب يوما اجتياز نهر سيَال إلى الجانب الآخر فاحتارت في أمرها و وقفت تبحث لها عن حيلة أو وسيلة توصلها إلى غايتها لتواصل مسيرتها العقربية.
                            و بينما هي تبحث و تدب رأت ضفدعا ينق بابتهاج و قد أعجبه صوته فأراد أن يشنَف مسامع الوجود بألحانه الشَجيَة : قررررررررررررر، قررررررررررررررر !
                            اهتزت العقرب فرحا و لوحت بإبرتها و حيَت الضفدع الطَرِب بابتسامة عريضة :
                            - صباح الخير يا سيدي الفنَان، طاب يومك !
                            نظر الضفدع إلى العقرب و أوجس في نفسه خيفة و أضمر في عقله الضفدعي ريبة، لكنه تماسك و ردَ التَحيَة بأدب:
                            - صباح الخير، و يومك أطيب يا سيَدتي !
                            - ما أجمل هذا اليوم !
                            قالت العقرب هذا و هي من الضفدع تقترب،و واصلت حديثها : و ما أجرى هذا النهر !
                            - نعم هما كذلك، قال الضفدع، و هو يتراجع محافظا على مسافة السلامة بينه و بينها.
                            - اقترب يا سيدي و لا تخف، إنني أريد منك خدمة تؤديها لي مشكورا.
                            - ماذا يمكنني أن أخدمك به و أنت المكتفية بنفسك ؟
                            - إنني أريد أن أعبر إلى الضفة الأخرى من هذا النهر و لكنني لا أعرف كيف أصنع، فهلا حملتني على ظهرك و عبرت بي ؟
                            تبسم الضفدع من قولها و قد ازدادت مخاوفه،
                            - و كيف أحملك على ظهري و أنت لا تصبرين على لدغ كل من يقترب منك؟ أتريدين إهلاكي؟
                            - اطمئن يا صديقي، إنني أعدك ألا ألدغك، و كيف أفعل ذلك و أنا محتاجة إليك، أتريد ان أغرق في النهر؟
                            - بودي حملك فهل تعاهدينني ألا تلدغينني؟
                            - نعم، نعم، أعاهدك، أعاهدك، تعال اقترب !
                            امتطت العقرب ظهر الضفدع و سبح بها في النهر و بينما هما كذلك إذ شعرت العقرب برغبة ملحة للدغ الضفدع و قد منحها ظهره الأملس.
                            مكنت العقرب نفسها على الظهر الممنوح و رفعت إبرتها إلى السماء و غرستها بسرعة و قوة في الضفدع الكريم: تك ! صرخ الضفدع من الألم و صاح:
                            أح ! آه منك يا غدَارة، لماذا لدغتني و قد وعدتني ألا تفعلي ؟ يا لك من خبيثة !
                            قالت العقرب و هي تسحب إبرتها ببطء: معذرة يا صديقي، لم أستطع مقاومة رغبتي في لدغك هذه هي سجيتي ! و لم تكمل كلامها فغرقتا معا.[/align]
                            فغرقا معا
                            الضفدع مغدور والعقرب عقرب
                            والنهاية تليق بمكرها وسذاجته
                            راقت لي حبكتها
                            تحياتي


                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فاطيمة أحمد مشاهدة المشاركة
                              فغرقا معا
                              الضفدع مغدور والعقرب عقرب
                              والنهاية تليق بمكرها وسذاجته
                              راقت لي حبكتها
                              تحياتي
                              أهلا بك فاطيمة و عساك بخير و عافية.
                              أشكر لك مرورك الطيب و إحياءك لهذه القصة التي نعيش فصولها في الوطن العربي منذ مدة طويلة.
                              تحيتي لك.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X