تويت
دعي النافذة مفتوحة
دعي النافذة مفتوحة ...
تعالي أيتها الحنونة مثل فيء... إفردي راحتيك إلى المدى ... سأمطر فوقهما سحابة من ياسمين ... ثم أسأل الثلوج ... أيهما أكثر نقاءً ... أصابعك أم المطر ...
يولد الربيع من أفق بلا أجراس ... ولا أغنيات سوى الشمس تطلق زغرودة المجيء ... وتعلن عرساً على مفاصل الشجر ...
فأية بديهية لا تحتاج إلى برهان ... أن يكون عيدك ... عيدك والربيع بداية الحياة متوحدين في صباح...
أيتها الحبيبة ...
لا هدية أتيك بها ... ما من هدية تكفي ... لا ذهب لمعصميك الذهبيين
ولا قماش لقامتك القدسية .. ولا شال لمنكبيك المتعبين .. حتى ولا أخبار مفرحة لدقات قلبك المنتظرة ...
الحمام الأبيض الذي غادر لم يؤب من رحلة الإغتراب والمنافي ... ابتعدت به الأجنحة كثيراً وقيَّد عندما أسره الصيادون فلا فكاك ...
لكن أقول لك أيتها الممتلئة بنعمة الصبر:
الحمام يؤوب إلى البيت الذي ولد فيه ..إنه لا ينسى وأما الصيادون فتأخذهم الأقفاص إلى الهاوية ...
فدعي النافذة مفتوحة عسى أن يرجع الذي رحل في صباح .. أو يعود في ليل ... وسيرجع لأن شوقك إليه أكبر من المسافات .. كشوق الأم إلى ابن مهاجر .. شوق الحمام إليك أقوى من القيود وشوق المهاجر إلى وطنه هو ذا تعبي .. أسلاك شائكة على حدود .. رأساً مثقلة بالحزن على ركبتيك
فاحتملي لطالما احتملت يداك ثقل أنيني واحتمل صدرك وجعي ووسعت نهاراتك المضيئة صقيع لياليَّ الطويلة ...
انتظري سأتيكِ الشمس من ليل والفرح من غصة انتظار وشوق ...
وتأتيك الخيول إلى ملعب .. والفراشات إلى حقول .. وينبت القمح حيثما هطلت من مقلتيك دموع ولا نعرف اليأس ..
وحدهم الضعفاء يشككون بالدرب قبل المسير .. وأما عشاق المدن الآتية فيمضون بلا شكوك..
تجرح أقدامهم حجارة السفر .. وتخُّر أوردتهم أشواك صعبة .. وتنبح كلاب البراري خطاهم .. ويتآمر الرمل على خفاف رواحلهم ...
لكنهم يمضون .. لأن البوصلة سليمة .. والجهات ملك متقنيها .. والأمل نجمة صبح تشير إلى نهارات جديدة وفجر جديد ...
ما أكثر الدروب التي مشيناها .. ما أكثر الغرف التي تنقلنا فيها نبحث عن إطمئنان ولقمة عيش مغمسة بالوضوح .. تمر بنا الأزمنة جفافاً فنسكب ندى حبنا فوقها .. ويمطر الوقت فننبت قمحنا للآخرين .. ونتناثر كالمنتور في براري العطاء ... ونعطي ...
لا تسألي الينابيع من سيشرب .. ولا الأشجار من سيقطف .. ولا الدروب من سيمشي .. يكيل الحاصدون غلتهم .. فلا نكيل لأن النهر لا يسأل عن المصب .. ومن يحتضن الأفق لا ينسى المسافة ..
من حكايات .. نسجت حكاياي .. وعلى وقع أغانيك شددت أوتاري وفي صفاء عينيك نبتت براءتي .. وها هي عيناي لا تريان إلا الإنسانية في الإنسان .. وأصابعي تنسج أثواب الراحة للمتعبين .. وأنا متعب .
يا لا هذا الصوان في صبرك المضني الذي يحرض ذلك التراخي في جسدي ...
فانهض إلى نول الحياة .. أمدُّ خيوط الحقيقة فيه ..وأنسج من سدى التصميم عباءات البشارة .. وقناديل الفرح القادم للآتين إلى عرس الحياة والحب .. وإلى بيدر المواسم ..
وستأتي المواسم .. سيرجع الحمام المسافر .. فازرعي في أصص الدار قناديل العناق وشتلات النعنع وأزاهير اللقاء .. ينبت الشوك حيناً بين أثلام الذرة ..ويتطاول العليق على دوالي الكروم .. وينخر الدود شجر السنديان في غفلة ٍ من الفصول .. فأروي حديقتك بماء الثقة ..
ما من باب .. لا يوصل إلى بيت ولا من درب لا يؤدي إلى مكان .. ولا من سقف يرتفع دون أعمدة .. فانتزعي الشوك واقطعي العليق .. وأما الدود فيحصد فناءه على صلابة الجذوع ..
وافتحي النافذة .. دعي الستارة البيضاء ترفرف كأجنحة الحمام .. لأن الحمام المغادر سيرجع ... وتسمع حجارة الدار هديله العميق ...
وتعالي ... افردي راحتيك إلى المدى ... سأمطر فوقهما سحابة من الياسمين ... لم يبقى إلا الياسمين شموعاً تضيء لك فافرحي ...
شادي فرح ....
الساعات الأولى من فجر يوم 23/10/2008
تعالي أيتها الحنونة مثل فيء... إفردي راحتيك إلى المدى ... سأمطر فوقهما سحابة من ياسمين ... ثم أسأل الثلوج ... أيهما أكثر نقاءً ... أصابعك أم المطر ...
يولد الربيع من أفق بلا أجراس ... ولا أغنيات سوى الشمس تطلق زغرودة المجيء ... وتعلن عرساً على مفاصل الشجر ...
فأية بديهية لا تحتاج إلى برهان ... أن يكون عيدك ... عيدك والربيع بداية الحياة متوحدين في صباح...
أيتها الحبيبة ...
لا هدية أتيك بها ... ما من هدية تكفي ... لا ذهب لمعصميك الذهبيين
ولا قماش لقامتك القدسية .. ولا شال لمنكبيك المتعبين .. حتى ولا أخبار مفرحة لدقات قلبك المنتظرة ...
الحمام الأبيض الذي غادر لم يؤب من رحلة الإغتراب والمنافي ... ابتعدت به الأجنحة كثيراً وقيَّد عندما أسره الصيادون فلا فكاك ...
لكن أقول لك أيتها الممتلئة بنعمة الصبر:
الحمام يؤوب إلى البيت الذي ولد فيه ..إنه لا ينسى وأما الصيادون فتأخذهم الأقفاص إلى الهاوية ...
فدعي النافذة مفتوحة عسى أن يرجع الذي رحل في صباح .. أو يعود في ليل ... وسيرجع لأن شوقك إليه أكبر من المسافات .. كشوق الأم إلى ابن مهاجر .. شوق الحمام إليك أقوى من القيود وشوق المهاجر إلى وطنه هو ذا تعبي .. أسلاك شائكة على حدود .. رأساً مثقلة بالحزن على ركبتيك
فاحتملي لطالما احتملت يداك ثقل أنيني واحتمل صدرك وجعي ووسعت نهاراتك المضيئة صقيع لياليَّ الطويلة ...
انتظري سأتيكِ الشمس من ليل والفرح من غصة انتظار وشوق ...
وتأتيك الخيول إلى ملعب .. والفراشات إلى حقول .. وينبت القمح حيثما هطلت من مقلتيك دموع ولا نعرف اليأس ..
وحدهم الضعفاء يشككون بالدرب قبل المسير .. وأما عشاق المدن الآتية فيمضون بلا شكوك..
تجرح أقدامهم حجارة السفر .. وتخُّر أوردتهم أشواك صعبة .. وتنبح كلاب البراري خطاهم .. ويتآمر الرمل على خفاف رواحلهم ...
لكنهم يمضون .. لأن البوصلة سليمة .. والجهات ملك متقنيها .. والأمل نجمة صبح تشير إلى نهارات جديدة وفجر جديد ...
ما أكثر الدروب التي مشيناها .. ما أكثر الغرف التي تنقلنا فيها نبحث عن إطمئنان ولقمة عيش مغمسة بالوضوح .. تمر بنا الأزمنة جفافاً فنسكب ندى حبنا فوقها .. ويمطر الوقت فننبت قمحنا للآخرين .. ونتناثر كالمنتور في براري العطاء ... ونعطي ...
لا تسألي الينابيع من سيشرب .. ولا الأشجار من سيقطف .. ولا الدروب من سيمشي .. يكيل الحاصدون غلتهم .. فلا نكيل لأن النهر لا يسأل عن المصب .. ومن يحتضن الأفق لا ينسى المسافة ..
من حكايات .. نسجت حكاياي .. وعلى وقع أغانيك شددت أوتاري وفي صفاء عينيك نبتت براءتي .. وها هي عيناي لا تريان إلا الإنسانية في الإنسان .. وأصابعي تنسج أثواب الراحة للمتعبين .. وأنا متعب .
يا لا هذا الصوان في صبرك المضني الذي يحرض ذلك التراخي في جسدي ...
فانهض إلى نول الحياة .. أمدُّ خيوط الحقيقة فيه ..وأنسج من سدى التصميم عباءات البشارة .. وقناديل الفرح القادم للآتين إلى عرس الحياة والحب .. وإلى بيدر المواسم ..
وستأتي المواسم .. سيرجع الحمام المسافر .. فازرعي في أصص الدار قناديل العناق وشتلات النعنع وأزاهير اللقاء .. ينبت الشوك حيناً بين أثلام الذرة ..ويتطاول العليق على دوالي الكروم .. وينخر الدود شجر السنديان في غفلة ٍ من الفصول .. فأروي حديقتك بماء الثقة ..
ما من باب .. لا يوصل إلى بيت ولا من درب لا يؤدي إلى مكان .. ولا من سقف يرتفع دون أعمدة .. فانتزعي الشوك واقطعي العليق .. وأما الدود فيحصد فناءه على صلابة الجذوع ..
وافتحي النافذة .. دعي الستارة البيضاء ترفرف كأجنحة الحمام .. لأن الحمام المغادر سيرجع ... وتسمع حجارة الدار هديله العميق ...
وتعالي ... افردي راحتيك إلى المدى ... سأمطر فوقهما سحابة من الياسمين ... لم يبقى إلا الياسمين شموعاً تضيء لك فافرحي ...
شادي فرح ....
الساعات الأولى من فجر يوم 23/10/2008
تعليق