سقوط عنكبوت
صار يتجول فى المطبخ باحثا عما يأكله ..فوق علبة كبريت مفتوحة شم رائحة شهية دخل العلبة فوجد فيها نملة حائرة تحاول حمل ذرة من الخبز.. أنهى المهمة فى ثوان وراح يفتش عن غيرها ..حينها وقعت عينا ربة البيت على علبة الكبريت المفتوحة فأغلقتها..سُجن صاحبنا العنكبوت.. مرالوقت متثاقلا ولا صوت فى المطبخ، بدأ يتفحص محتويات العلبة عود ثقاب واحد.. أشلاء النملة.. ذرة الخبز.. المصدر الوحيد للهواء والإضاءة كان ثقبا يسمح بمرور نملة ..لم يشك لحظة فى كرم الله لكنه حاول الخروج بشتى الطرق الممكنة.. الأمل الوحيد كان فى عودة أصحاب البيت وفتح علبة الكبريت.. لكن هيهات
قبل أن يحس بالجوع سمع أصوات أقدام نملة تترنح فى الممر شمت رائحة الخبز فدخلت لتكون طعاما مشبعا لصاحبنا ..أتى ظلام ثم نور ثم...ثم... وهو أمير متوج.. فى جو دفىء ليس محروما من ضوء يأتيه الطعام قبل أن يجوع.. بلا مجهود
لكن مع الشبع والتخمة اللتان لم يعهدهما من قبل بدأت أفكار غريبة تغزو رأسه الصغير..لو لم يأت النمل ماذا...؟ ولِم أصبر على نوع واحد من الطعام ..؟ ماذا لو كانت ذبابة سمينة..؟ أصابته أمراض الأغنياء..الطمع..الكفر بالنعمة الشك فى الرزاق لأوسعن هذا الثقب.. فى عجلة من أمره حمل عود الثقاب..أدخله فى نبع حياته راغبا فى توسعة رزقه.. انحشر العود وسد الثقب