اطّلعتُ على السؤال، وقد طلبتُ من الأخ الفاضل الأستاذ عدي العزاوي أن يجعله في موضوع مستقل، وقد فعل حسناً. وأشكره على ذلك، ولكن متابعة أخبار الحدث الراهن في الملتقى طغت قليلاً على متابعاتي، فعذراً لك وللجميع.

سؤاله في المشاركة (1):

س: لا يختلف إعراب (كيف) على الرغم من اختلاف العلة، ممكن جواب ؟.

وسؤاله في المشاركة (2):

س: إعراب (كيف) في كلا الموضعين في البيت الشعري السابق.

............

وكما هو واضح يختلف السؤالان، ففي الأول ـ عدم اختلاف الإعراب على الرغم من اختلاف العلة. وهو السؤال الذي تكفّل بالرد عليه الأستاذ زياد القيمري مشكوراً. وفي الثاني طلبُ إعراب (كيف) في الموضعين سواء أكانتا متفقتين في الإعراب أو مختلفتين. ومهما يكن من أمرٍ، يبقى السؤال سؤالاً في إعراب (كيف) في الموضعين.

البيت من بحر البسيط:


في كلا الموضعين يخرج الاستفهام بـ (كيف) عن الاستفهام الحقيقي، فالموضع الأول للتعجّب، بدلالة التنزيه في مبتدأ البيت (سبحان الله)، فلا معنى للاستفهام الحقيقي، ومَن يسأل الله عن أفعال الذات الإلهية ؟ ! ! وأما الموضع الثاني، فخرج إلى التحذير، وليس الاستفهام الحقيقي أيضاً، إذ ليس المراد طلب الفهم عن كيف تلعبُ أدوارٌ بالأدوارِ ؟ بل التحذير من تغيّر الأحوال، لأنَّ الأدوارَ تلعب بالأدوارِ. ويجوز أن يخرج هذا الوجه إلى التعجّب أيضاً.

فالمعروف أنّ (كيف) مبنية على الفتح في محل رفع أو نصب بحسب موقعها من الجملة؛ وهي دالة على الحال في العموم، وأما في خصوص المورد، ففصلتُ فيه آنفاً.

ملحوظة: هذا البيت ليس بحجة في شيء من الإعراب، ولا في صحة اللغة فيه، فإنّي ـ بتواضع ـ وإن كنتُ لا أعرف قائله، أجزِم بمعاصرته، أي أن قائله من المعاصرين، لسببين:
1. التركيب النثري للبيت، وإن كان من بحر البسيط.
2. ليس من كلام القدماء وفحول العربية (تلعبُ بالأدوارِ أدوارُ) !! إذ لم يرد عند العرب قولهم (يلعب) في مثل هذه التراكيب. وإنما هذا من آثار الترجمة عن اللغات الأجنبية و أبرزها الإنگليزية التي يكثر فيها مثل هذا الأسلوب، وابتدأت لدينا من مصطلحات المسرح وغير المسرح إلى مصطلحات تشغيل الأجهزة الحديثة، وبخاصة الصوتيات والمرئيات.

تنبيه: لا يُشتَرَط تطابق الإعراب مع الدلالة النحوية دائماً. [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px outset red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center](وهنا مربط الفرس)؛ وللحديث صلة .. بانتظارك.[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

مع التقدير