روعة
1
ما أن رأت الموظف الجديد يخطو في الممر بهدوء , وكأنما يقوم بعد قطع البلاط في الأرضية , حتى تراجعت خطوة إلى الوراء في حركة تلقائية , وكحت وابتلعت ريقها , ثم انطلقت في خطوات سريعة فيما كانت تلمح خياله يقترب منها على الإنارة الخافتة المنبعثة من بعض مصابيح السقف , والتي لا زالت على قيد الحياة ..
كلما اقترب ببطء كلما زاد خفقان قلبها . خال إليها أنها تسمع قلبها يدق . هذا الرجل الذي جد على المقر منذ بضعة أشهر , ولم ينجح في الاندماج مع أي من زملائها أو زميلاتها , أو ربما تعمد ذلك , فهو لا يكاد يسمع صوته إلا رادا على تحية ألقتها زميلة . وأحيانا يبادر بالتحية لزملائه من الرجال , لكنها لا تتذكر أنها سمعته يفعل ذلك مع أي من النساء , زميلاتها ..
سد مصدر الضوء الخافت بهامته المرتفعة وجسده النحيل الذي يوحي بالقوة ..
ووصل إليها .. فتوقفت ..
واستمر في سيره , وسمعته يقول :
• صباح الخير , يا روعة !
وشهقت , لم تتمكن من الرد .. خال إليها أن قلبها توقف ثم انطلق يطلق أيقاعا سريعا قويا كمثل صوت طبل " بو سعدية" * ..
إنه يغازلها ..
يا للوقاحة ! يا للجرأة ! بل يا للروعة !
وأسرعت مبتعدة حتى وصلت إلى مكتبها ..
تهاوت على المقعد ..
لن تصدق أي من زميلاتها أنه غازلها إن هي أخبرتهم ..
فركت أذنيها , قرصتهما ثم قالت وكأنهما تخاطبهما :
• هل كذبتما علي ؟ لم يسبق لكما أن فعلتما ذلك ؟
بنغازي 20 أغسطس 2007
تعليق