[align=center]قصتي مع مادونا ![/align]
كنت يوما جالسا في دكان أحد الأصدقاء الذين تربطني بهم أواصر شتى: زمالة أيام الدراسة، اهتمامات ثقافية مشتركة [هموم سياسية متماثلة] إلخ....إلخ، وكثيرا ما كنا نجلس الساعات الطوال نتجاذب فيها أطراف الحديث في مواضيع مختلفة: ثقافية، سياسية، و غيرها، أما أنا فتجعلني تلك الأحاديث أخرج من رتابة الشغل اليومي، و أما هو فإنه يستأنسي بي لأنني أخرجه بها من رتابة التجارة و منغصاتها، و أنتم تدركون متاعب التجارة في أيامنا هذه، و هو تاجر ماهر بيد أنه شاعر فلطالما أنشدني من أشعاره في الوصف أو الغزل أو المدح أبياتا رائعة يضاهي بها فحول الشعراء.
فبينما أنا جالس و إذا بها تدخل المحل، تمشي الهوينى و باستحياء و في رشاقة فائقة، فمرت قريبا مني في وقار، حدّقتُ فيها متأملا و قلت في نفسي:
-" سبحان الله ! ما أجملها !"
فقال لي صاحبي و كأنه سمع همسي و لاحظ نظراتي الفاحصة:
-" أراك تنظر إلى "مادونا" الجميلة بإعجاب، فهلا وصفتها لي !"
و لم يكن سؤاله بأغرب علي من الاسم الذي أطلقه عليها، و لم يدع لي فرصة للاستفسار، لقد رأى، و هو الفنان النبيه، علامات الاستغراب [والإعجاب] تتطاير من رأسي تطاير الشرر من التنور (الكانون) فبادرني بتأكيد طلبه قبل أن أنطق بكلمة، فقلت مفتعلا الجد:
-" إنها بحق لجميلة كما قلتَ، لقد أعجبتني عيناها العسلاوان و شعرها الأشقر الطويل و شكلها الجميل و مشيتها الرشيقة و سحنتها الهادئة و "ابتسامتها" الغريبة كأنها ابتسامة "موناليزا" (لاجوكند) !"
فتبسم صاحبي ضاحكا و قال :
-" مهلا مهلا ... ! على رسلك يا صاحبي، هل رأيت هذا كله في هذه اللحظة الوجيزة؟"
قلت:
-"نعم و أكثر، إنها...."
قال:
-" حسبي، حسبي لا تكمل و إلا جعلتني أهيم بها و لن أهنأ إلا إذا حزتها !"
فصمتُّ و لكنني واصلت النظر إلى مادونا بإعجاب متمعِّنا متدبِّرا، بينما واصلت هي تجوالها في المحل غير عابئة بنا و لا بحديثنا !
كنت يوما جالسا في دكان أحد الأصدقاء الذين تربطني بهم أواصر شتى: زمالة أيام الدراسة، اهتمامات ثقافية مشتركة [هموم سياسية متماثلة] إلخ....إلخ، وكثيرا ما كنا نجلس الساعات الطوال نتجاذب فيها أطراف الحديث في مواضيع مختلفة: ثقافية، سياسية، و غيرها، أما أنا فتجعلني تلك الأحاديث أخرج من رتابة الشغل اليومي، و أما هو فإنه يستأنسي بي لأنني أخرجه بها من رتابة التجارة و منغصاتها، و أنتم تدركون متاعب التجارة في أيامنا هذه، و هو تاجر ماهر بيد أنه شاعر فلطالما أنشدني من أشعاره في الوصف أو الغزل أو المدح أبياتا رائعة يضاهي بها فحول الشعراء.
فبينما أنا جالس و إذا بها تدخل المحل، تمشي الهوينى و باستحياء و في رشاقة فائقة، فمرت قريبا مني في وقار، حدّقتُ فيها متأملا و قلت في نفسي:
-" سبحان الله ! ما أجملها !"
فقال لي صاحبي و كأنه سمع همسي و لاحظ نظراتي الفاحصة:
-" أراك تنظر إلى "مادونا" الجميلة بإعجاب، فهلا وصفتها لي !"
و لم يكن سؤاله بأغرب علي من الاسم الذي أطلقه عليها، و لم يدع لي فرصة للاستفسار، لقد رأى، و هو الفنان النبيه، علامات الاستغراب [والإعجاب] تتطاير من رأسي تطاير الشرر من التنور (الكانون) فبادرني بتأكيد طلبه قبل أن أنطق بكلمة، فقلت مفتعلا الجد:
-" إنها بحق لجميلة كما قلتَ، لقد أعجبتني عيناها العسلاوان و شعرها الأشقر الطويل و شكلها الجميل و مشيتها الرشيقة و سحنتها الهادئة و "ابتسامتها" الغريبة كأنها ابتسامة "موناليزا" (لاجوكند) !"
فتبسم صاحبي ضاحكا و قال :
-" مهلا مهلا ... ! على رسلك يا صاحبي، هل رأيت هذا كله في هذه اللحظة الوجيزة؟"
قلت:
-"نعم و أكثر، إنها...."
قال:
-" حسبي، حسبي لا تكمل و إلا جعلتني أهيم بها و لن أهنأ إلا إذا حزتها !"
فصمتُّ و لكنني واصلت النظر إلى مادونا بإعجاب متمعِّنا متدبِّرا، بينما واصلت هي تجوالها في المحل غير عابئة بنا و لا بحديثنا !
هذه إذن قصتي مع القطة مادونا !


تعليق