مسرحية سوق الحكايا وسيكلوجية الطفل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هادي زاهر
    أديب وكاتب
    • 30-08-2008
    • 824

    مسرحية سوق الحكايا وسيكلوجية الطفل

    مسرحية سوق الحكايا وسيكلوجية الطفل
    هادي زاهر

    في احتفال كبير أقيم في المركز الجماهيري في عسفيا، تم عرض المسرحية الجديدة لمسرح "النقاب" بعنوان "سوق الحكايا"، معلنا عريف الحفل ومدير جمعية "النقاب" سليمان سلامة، عن انطلاق عروض المسرحية بشكل جماهيري، وإنها ستكون لكل أفراد العائلة.. وبعد العرض، تم تكريم كل من ساهم في تأسيس هذا المسرح، وأيضا جميع أفراد طاقم العاملين في المسرحية.
    تعتمد المسرحية أسلوب "مسرح الشارع" الذي لا يعتمد على الكثير من التقنيات والديكور وما إلى ذلك من مقومات المسرح الغني، وذلك لتمكين الممثلين من عرض المسرحية في كل مكان، وهو أسلوب اعتمد في المغرب العربي واعتمدته أوروبا أيضا.
    جاء النص الواضح الذي كتبه الفنان أسامة مصري، ليكون راشدا.. وكما يبدو، ان لدى المصري القدرة على انتحال مشاعر شخوص عمله، فقدم النص الذي يلائم الأطفال والكبار، وقصة المسرحية الأساسية مستمدة من التراث الشعبي العالمي، حيث يطلب الملك العجوز من ابنه الأمير، قبل ان يورثه العرش، إحضار دينار من تعبه وعرق جبينه، فيحتال الأمير على والده ويجلب له دينارا من أمه.. إلا ان الوالد يلقي بالدينار إلى قلب النار، أولا وثانيا، والأمير لا يعترض على الأمر، فيعرف ان الدنانير التي يجلبها ليست من عرق جبينه، ولكن في المرة الثالثة، يعترض الأمير ويرفع الدينار من قلب النار.. عندها يعرف انه عمل وتعب مقابل هذا الدينار.
    مع ان القصة من الأدب العالمي، إلا أنها تلائم كل مكان وزمان، خاصة ان الإنسان في جوهره لا يختلف عن أخيه الإنسان، فالفوارق بين طبيعة البشر معدومة تقريباً.
    الحقيقة هي ان المسرحية وضعت في قالب جيد، فنجحت في تطوير قناعات الأطفال وحثهم لتجنيد الإرادة في سبيل تنفيذ العبر المكتسبة، لأن القناعة وحدها لا تجدي نفعا، ما لم ترافقها الإرادة القوية لتحويلها إلى واقع ملموس.
    كانت الانطلاقة رائعة.. قريبة من سيكلوجية الطفل.. بدأت بحركات الممثلين التي تشبه الرسوم المتحركة، وهم يمثلون فرقة سيرك، مما أضفى جوا بهيجا، وكأنهم يقولون لنا: "سترون مسرحية مرحة".. وهكذا كان..
    لقد أبدع المخرج صالح عزام، في توغله إلى نفسية الصغار، فجند الحركة الملائمة للنص، ليصبح العمل في غاية الروعة.. وأقول ان المسرحية كانت مكثفة ومبسطة في آن واحد، فقد تم تمرير الرسالة بذكاء واضح، عن طريق الحركة والكوميدية وضمن عبارات قريبة جدا من عالمهم، مثل: "الماسنجر"، "التشات"، "كرة القدم" وغيرها..
    ان أكثر شيء لفت نظري، هو تفاعل الكبار مع العمل، فقد اصطاد الممثلون عصفورين بحجر واحد، وكانت الضحكات تعلو من الجانبين: الكبار والصغار، على حد سواء، وهذا دليل على نجاح العمل، فتفاعل الجمهور هو اكبر برهان.. لا مدارس ولا نظريات ولا يحزنون.. المهم هو تفاعل المتلقي وتأثره.. وهذا ما لمسته من الجمهور الذي حضر، خاصة المربين، الذين عبروا بشدة عن مدى إعجابهم بالمسرحية.
    لفت نظري أيضا، الديكور الذكي، والذي يدل على ان منفذه فنان قدير، فقد كان الديكور يتحول وبسرعة من شكل إلى آخر بدون زيادة قطع أو تنقيص، فقط بحركة خفيفة وسريعة، يتحول إلى شكل آخر.. لقد أبدع رامي عزام، بما صنعت يداه.
    لا أريد ان أتحدث عن الأضواء، فالمسرحية معدة لكي تقدم بدون إضاءة في اغلب الأحيان، إذ أنها تعتمد مسرح الشارع.
    رغم ان ما قدم من موسيقى رائعة والحان ممتازة للأغاني، قدمها الفنان المبدع مراد خوري، إلا أنني شعرت بأنها قليلة، فالمسرحية تحتاج إلى موسيقى أكثر في عدّة مواضع مختلفة.
    بالنسبة لأداء الممثلين، فقد تنافس الجميع على تقديم الأفضل، وكان مشهد القمة، عندما دخلت الملكة إلى السوق وبدأت المنافسة على خدمتها.. وقد كانت مساحة الارتجال التي وفرها الكاتب والمخرج للجميع واضحة جدا، بحيث يستطيع الممثل التأقلم مع الجمهور على اختلافه، تماماً كما في مسرح الشارع.
    الملابس كانت مبهرة، وطريقة تبدلها امام الجمهور كانت مفاجأة مسرح الشارع الذي لم نعتده، فلا توجد اسرار في هذا المسرح، كل شيء واضح وصريح.
    كذلك الأمر ينطبق على الرقصات المتنوعة، التي تراوحت بين الشرقية والغربية، وكانت متعة حقيقية للعين.
    المسرحية من تأليف أسامة مصري، إخراج صالح عزام، تمثيل: عنات حديد، بيان عنتير، مجيب منصور، محمود ابو جازي، موسيقى مراد خوري، تصميم حركة وملابس انغا ليفنزون، تصميم ديكور أسامة مصري، تنفيذ ديكور رامي عزام، مساعدة مخرج آنا عوض، تقنيات عامر عليان، مدير التسويق خليل برهوم
    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2

    الزميل الرائع حقا
    هادي زاهر

    كم نحن بحاجة لمثل تلك التحركات والتوجه نحو مسرح وقصص الأطفال
    الحقيقة هم المستقبل وعلينا الجهاد بصدق من أجل خلق جيل تتشرب عقليته وروحه تلك الأنفاس النقية كي ينشأو النشئة الصحيحة
    مجتمعنا يحتاج إلى ثقافة جديدة وروح جديدة نتعامل على أساسها مع الجيل الجديد.
    لقد قرأت قبل فترة للزميل الكريم بهائي راغب شراب محاولة جادة لقصص الأطفال وأظن بأن علينا التعامل مع تلك الشريحة المهمة بكل جدية.
    بارك الله فيك
    تحياتي لك أيها الحريص
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • بوبكر الأوراس
      أديب وكاتب
      • 03-10-2007
      • 760

      #3
      مسرحية سوق الحكاية وسيكولجية الطفل

      تحياتي ...لقد قرأت الموضوع وأعجبني وبلفعل كان موضوع مميز وممتاز وأنا أهتم بالقصة والمسرح وأسعى في اكتساب مهارات وقدرات في الكتابة المسرحية والقصة الهادفة والناجحة والناجعة المؤدية للغرض ولها أهداف بحيث تنمي مدارك الطفل وتجعله يشارك في الحياة بحيث لا ينعزل ...ولكن أرجو مساعدتي وتوجيه وإرشادي أو إرسال بعض القصص الخاصة بالأطفال أو المسرحيات طبعا الهادفة والمميزة التي تؤدي الغرض وتخدم وجدان الطفل العربي وذهنه ...وفي هذه الأيام شرعت في كتابة القصة الخيالية بأسلوب علمي ممتميز ولكن أبحث عمن يساعدني في هذا الطريق الصعب والعويص والوعر لكي نصل إلى أهدافنا السامية التي تجعل الطفل ينفعل ويتأثر وتكون هذه القصة هادفة بحيث يستفيد منها الطفل ويغير من سلوكاته السيئة إلى سلوكات حسنة ومن أهدافنا الأخر جعل المربي يستعين بمثل هذه الققص والمسرحيات في توجيه تلاميذه كما نهدف إلى توعية الأباء بالأعتناء بأبنائهم ما نكتب لإبنائهم وأن الطفل في حاجة ماسة إلى مثل هذه الأعمال الهادفة والمقصودة ...أرجو مساعدتي ولكم الفضل والشكر ....أبوبكر شرق الجزائر تحياتي الخاصة لكم .....

      تعليق

      • عفت بركات
        عضو الملتقى
        • 09-04-2008
        • 205

        #4
        المبدع : بو بكر قليل :
        هو هدفٌ سامي بالفعل ،بينما تختلف مهارات وقدرات الكتابة المسرحية عن كتابة القصة ،وتستطيع الإطلاع على العديد من القصص ومسرحيات الأطفال في مواقع عديدة وفي المكتبات ، وعن القصة لابد لك من تحديد الفئة العمرية أولا وتتكأ على عناصرها الثلاث البداية والموضوع والخاتمة وفي الموضوع لابد من الصراع بالطبع ، وعن المسرحية لها نفس الأساسيات بينما تختلف في تقنية الكتابة لأنها تعتمد على الحوار بجانب السرد .
        ولك أمنياتي بالتوفيق .
        [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

        تعليق

        • هادي زاهر
          أديب وكاتب
          • 30-08-2008
          • 824

          #5
          أخي بوبكر
          البركة في الاخت عفت فهي معلمتنا في هذا المجال
          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

          تعليق

          • هادي زاهر
            أديب وكاتب
            • 30-08-2008
            • 824

            #6
            رد

            الاخت العزيزة عفت
            لقد سعدت جداً بعودتك
            تحياتي الحارة
            هادي
            التعديل الأخير تم بواسطة هادي زاهر; الساعة 13-01-2009, 20:28.
            " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

            تعليق

            • عفت بركات
              عضو الملتقى
              • 09-04-2008
              • 205

              #7
              المبدع هادي زاهر..
              شكرا لك جزيلا
              رقتك ألف تحيةٍ اليك
              فسعادتي بكم أكبر
              [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

              تعليق

              • بوبكر الأوراس
                أديب وكاتب
                • 03-10-2007
                • 760

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عفت بركات مشاهدة المشاركة
                المبدع : بو بكر قليل :
                هو هدفٌ سامي بالفعل ،بينما تختلف مهارات وقدرات الكتابة المسرحية عن كتابة القصة ،وتستطيع الإطلاع على العديد من القصص ومسرحيات الأطفال في مواقع عديدة وفي المكتبات ، وعن القصة لابد لك من تحديد الفئة العمرية أولا وتتكأ على عناصرها الثلاث البداية والموضوع والخاتمة وفي الموضوع لابد من الصراع بالطبع ، وعن المسرحية لها نفس الأساسيات بينما تختلف في تقنية الكتابة لأنها تعتمد على الحوار بجانب السرد .
                ولك أمنياتي بالتوفيق .
                بارك الله فيك وحفظك الله ...أشكرك كثير على هذه النصائح والتوجيهات المفيدة والهامة وإني لا زلت أحتاج إلى المزيد حتى استطيع أن أواصل في الكتابة ومرة أخرى أشكرك كثير مع تقديري واحترام لك أبوبكر الجزائر

                تعليق

                يعمل...
                X