اجنحة الجمر /رواية لفضيلة مسعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فضيلة مسعي
    أديب وكاتب
    • 26-11-2008
    • 93

    اجنحة الجمر /رواية لفضيلة مسعي

    الجزء الاول
    توقفت عند جملة ليوري لوتمان في كتابه بنية النص الفني /يستحيل على الاحياء زيارة الاموات ويستحيل على الاموات زيارة الاحياء/.
    ضمت الكتاب الى صدرها و قد اسندت راسها الى حافة الكنبة ,محدقة في نجفة غرفة الجلوس ونورها الجريء بعض الشيء.
    كلمت نفسها بصوت مسموع
    لاشيء محا ل ولا شيء بعيد المنال امام الروح و الجسد و القلب والحياة ..فالروح تتواصل بتماهيها مع الروح والجسد بالتحامه مع الجسد,نعم حين يلتحم هذا الجسد بذاك يحل فيه ولما يموت الاول وموته شكلي لا غير تتواصل حياته مع الجسد الثاني..وهكذا يتم توارث الاجساد وتواصلهاكما تتواصل شعلة النار عند البدو الرحل والاجداد سابقا...و القلب يبعث بكهربائه المغناطيسية الى القلب الثاني فيبثه لواعجه و حرارته و اشواقه ونبض حياته..كذلك الحب هذه المشاعر التي تنبهنا اليها العقول يصنع الحياة و يميت الموت.
    الحياة تقهر الموت..الحياة تتحدى الموت..لا موت مع الارواح والاجساد والاحبة والقلوب والحياة..هذه العناصر تتحدى الموت..محال الموت امام سطوة و غطرسة و حنكة و دهاء الحياة...الحياة امراة داهية لاغلبة عليها.
    انا مثلا حامل في شهري السابع ووالد جنيني ظنت الموت انها اخذته و اعدمته و اماتته ,ولكني حملت منه بعد موته المزعوم من طرف الموت..حبيبي وولد ابني او ابنتي لم يمت,فقط نخر جسده داء السرطان..نحل وهزل وعجز عن التواصل مع الصحة و القوة والباس..تعذر تواصله مع المقاييس الجمالية المعترف بها اجتماعيا..تخاصمت الروح مع الجسدلانه لم يوفر لهاالملذات الكافية..الطعام الشهي..اللباس الفاخر.. الالوان الزاهية..الالحان العذبة..الاكداس المكدسة من الاوراق النقدية..الفراش الوثير
    فالجسدمحمل لنهم الاجسادورغبات الروح..الجسد خادم الروح بامتياز..وعندما يقصر هذا الخادم في خدمة سيدته الروح تهجره وتنفصل عنه.
    وجسد محب وصل الى هذه المرحلة..فخانته الروح..الروح انثى والانثى لا تصبر على الجوع و العطش و الاهمال و الفقر والفاقة لذلك غادرت روحه جسده.
    حمل الجسد في خشوع و رهبة و حزن ولوعة الى قبر مظلم ,موحش, بارد..و ظلت الروح ترفرف حوله وترثي حاله... محب لم يمت..جسده دفن لكنه ما يزال يعيش و يتمتع بكامل الحياة وعنفوانها..فقد ترك بعض جسده مع روحه وذكرياتها..و ترك بعض روحه مع روحي و قلبي وجسدي وفكري.. اذا هو معي..لم يرحل..ولم يمت..هذا القو ل سخيف ..هو كذلك..هذه الالة التي تعدم كل شيئ لم تعدم حبيبي و لم تقتله و لم يمت..
    ثم ما الموت..ما الحياة.. ما الحد الفاصل بينهما.. انا لااؤمن بالموت..و لا بحتمية الموت ..فالانسان حي مادامت بقية منه تحب و تنحب ..و تحيى..و ترث..الحياة بالتعاقب والموت مرحلي وجزئي في حياة الانسان.اذا فالحياة حتمية ما دام هنالك ولادة والعدم جزئي ومرحلي ويمكن للانسان الواحد ان يعيش ليلة واحدة او عاما واحدا كما يمكن ان يعيش عمره و عمر ابنه و حفيده و جارته ومحبوبته..يمكن للانسان ان يعيش ليلة كما يمكن ان يعيش قرنا او قرنين او قرونا..
    اذا فالموت جزئي و مرحلي و الحياة حتمية بحتمية الولادة.
    فالموت موت للقبح الاجتماعي /الجسد المهزول..المريض..المشوه..المنتفخ.. عديم الحركة والفائدة/ والحياة تتواصل و تتحدى الموت من لحظة الولادة و تصنع مناخات جديدة للحياة باشكال جديدة..الموت لا يميت والحياة لاتخشى الموت ولا ترهبه بل تخيفه و تهدده و الحياة ابدية اما الموت فظرفي ومرحلي و جزئي..المعادلةحين نتاملها تنقلب من حتمية الموت الى حتمية الحياة والولادة.
    تحسست بيدها اليمنى بطنها بعد ان تركت الكتاب يرتاح على صدرها تحدثت بصوت مسموع فيه بعض الشجن و بعض الحزن مع فرح مكتوم يخاف ان يفرج عنه
    -السااعة الان تشير الى الحادية عشرة ليلا ,بعدساعة يكن والدك بانتظارنا يا ولدي..منذ سنة لم افوت لقاءه ليلة واحدة.هو حبيبي الذي كان و ما يزال و سيكن..
    كنت ساذجة كالبقية وظننت ان الموت موت و ان الحياة حياة والموت حتمية والحياة ظرفية..ولكن باعلان موته و ختمها و تاريخها على شهادة وفاته ادركت كنه و معنى وحقيقة كل واحدة
    التعديل الأخير تم بواسطة فضيلة مسعي; الساعة 16-12-2008, 11:13.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2

    الكاتبه الزميله
    فضيله مسعى

    قصة تدخل بعالم الروحانيات..وانكار الموت والأستنكار أيضا
    كانت بطلتك فيها تعيش حالة الإنكار تماما نجحت بتوصيل الفكرة بسلاسه.. بطبيعة الأنسان يلجأ عقله الباطن إلى نكران حالات الضغط الشديده كوسيلة من وسائل الدفاع
    تحياتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X