أسفل الليالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مجدي السماك
    أديب وقاص
    • 23-10-2007
    • 600

    أسفل الليالي

    أسفل الليالي
    بقلم : مجدي السماك
    فرغ الليل الذي في الخارج من صب عتمته، وتركها على راحتها تنتشر لتملأ الدنيا وتسوّدها من الآفاق إلى الآفاق. وفي نفس العتمة وصل طفل صغير تحمله الأكف على حمالة سيارة إسعاف كان صفيرها فائرا ومهيبا، وراحت الظلمة تلقف صفيرها وتنثره في صخب إلى بعيد. ثم تبع الطفل أبواه برفقة بعض أقارب وبعض جيران، وكان يسبقهم صراخه الحاد الذي له مخالب وأنياب، فيشق الأذان ويمزق الأعصاب. أما في داخل المستشفى فقد كانت الإنارة التي يجود بها الموتور الداخلي شاحبة فيها صفار، لا يقل عن شحوب وصفار وجه الطفل المريض الذي يتألم جسده بقسوة وهو يتثنى ويتعذب، ويكاد يتفسخ من قسوة العذاب.. فما كان من المسعفين إلا أن نقلوه على الفور ومددوه فوق سرير ابيض في غرفة الإنعاش، وبالكاد لصغره احتل جسده نصف طول السرير. وكانت الدنيا على اتساعها ساكتة ولو رميت إبرة فأكيد ستسمع رنتها.. ولم يعكر صفو سكوتها سوى هدير واني مخنوق كان يبثه موتور داخلي قديم، كانوا قد شغّلوه قبل قليل، بسبب قطع إسرائيل الكهرباء والوقود عن كل قطاع غزة منذ أسابيع كثيرة متصلة، وانين الطفل الذي صار يستمد حياته من معدات وخراطيم رفيعة، وصلّها الأطباء بجسده ودخلّوا بعضها إلى داخله.
    و خارج غرفة الإنعاش جلس والداه والمرافقون، وكان في جلوسهم توجس وإعياء شديد.. وراح بعضهم يقوم بين الحين والحين ليختلس نظرة من خلال الطاقة الزجاجية التي تتوسط الباب الخشبي الموصد.. فتنخلع قلوبهم فيعودون ثانية إلى جلستهم وقد غشي عيونهم حزن عظيم وأطفأ بريقها قلق مكتوم.. و بعض آخر أصابه توتر، فوقفوا عند نافذة واسعة في الممر ومدوا رقابهم من خلالها، فخرجت رؤوسهم إلى حواف الليل عند اقرب أطراف العتمة، و بصمّت أداروا رؤوسهم إلى اليسار ثم أعادوها حزينة إلى اليمين، ثم صارت عيونهم تزحف لتنفذ في عمق الظلام الكثيف الساكت في الخارج.. ظلام صنعه الليل وانقطاع الكهرباء.. وظلوا يطيلون الوقوف ويعمقون التحديق كأنهم بعيونهم يتحدون الليل والحصار سوية.. وبدا في تحديقهم نداء ملهوف كأنهم وسط خليج أصم أو محيط معطوب.
    تحولت غرفة الإنعاش على الفور إلى ورشة عمل، فيها ما فيها من أطباء وممرضين، وبأقصى سرعة ممكنة تحلّقوا كلّهم حول جسد الطفل الممدود الذي ينتفض بشدة، والذي لم يتوقف عن الصراخ ولو لجزء واحد من الثانية، وكان يلف الأطباء ذعر وارتباك مشئوم، وكسا وجوههم حنق له هالة من البؤس الذي قبض على ملامحهم وكاد يشوهها. ومن خلف كمامة بيضاء على فم كبير الأطباء انسل صوت متصدع فيه تموج مرعوب، وعينان فيهما مقت عصيب راحتا تطلان من فوق الكمامة صوب الممرضة الواقفة قربهم، وكان بجلاء يبين عليها النعاس وقد تخشبت مفاصلها من التعب..
    - فشل كلوي.. شغلي جهاز غسيل الكلية..
    أحست الممرضة المرهقة بكلماته تنطح أذنيها، وتهشم رأسها.. فهي على وقفتها تلك منذ العصر، عندما ماتت على نفس السرير فتاة شابة كانت مصابة بالقلب، ماتت المسكينة في حسرتها، بسبب عدم عمل الأجهزة التي تعطلت منذ أيام كثيرة مضت، وقد منعت إسرائيل منذ شهور دخول قطع الغيار لإصلاحها، بعد أن أغلقت جميع المعابر مع قطاع غزة.. وظلت الممرضة المهدودة واقفة وسط ذهولها لا تحرك ساكنا، وبقيت صامتة لا تنبس، وهي لا زالت إلى الآن تحارب كي تظل صاحية، بل كانت تستميت في حربها لتبقي عينيها مفتوحتين، فراحت بعناء تمنع جفونها من التلامس، وتقاوم حتى مجرد اقترابها من بعضها، كي تبقي بصرها مسلطا على ذلك الجهاز الذي يقيس مقدار ما في جسد الطفل من حياة، وعلى جهاز آخر يحصي ما بقي في القلب من نبض ويعدّ ما فيه من دقات، وكانت بلا توقف تقيس درجة الحرارة، وتعدّ كمادات الماء البارد بقماش بال فيه خروق، لأن القطن غير موجود بالمرة، وكذلك لا يوجد شاش. والممرضة من ذهولها تلعثمت في حنجرتها الحروف، وتداخلت الكلمات وهي تتكسر وتتشابك على لسانها خلف الكمامة قبل أن تتدفق من فمها جافة لتطأ أذن الطبيب..
    - جهاز غسل الكلية خربان.. ولا يوجد قطع غيار.
    تبلبل الأطباء واختنقت ملامحهم التي ضاقت بها وجوههم، وكبرت عليها حيرة طفحت مع سيول العرق الذي نفذ إلى ياقاتهم، وساد صمت قطعه صراخ الطفل الذي بدأ جسده الأصفر بالازرقاق، جسده الذي صار مرة ينتفض ومرة يتقلص وباستمرار كان يتعذب، ويرجف، ويكاد يموت. وبات واضحا أن ألّمه فاق مرحلة الألم التي يعرفها جميع الناس، إنها مرحلة ما بعد الألم الذي يكسر الحياة في الإنسان، ويفوق قدرة البشر على الفهم وينفلت من حدود الخيال، والشعور. والممرضة صار جسدها هو الآخر يرجف ويرتعش، وشعرت بالوجع كأنما انتقل بالتأثير إلى جسدها من جسد الطفل الصغير.. والأطباء اقشعرت أبدانهم وصاروا هم أيضا يتألمون، وأحسوا بأن كل ما في الدنيا من آلام تجمعت أمامهم في كليتي الطفل المحموم، ومن هناك راحت الأوجاع بما فيها من عذابات تنتشر إلى بقية أعضاء جسده، وكان نصيب كل عضو منها يفوق قدرة أي من الآدميين على التحمل والصبر.
    بالكاد بلع كبير الأطباء ريقه، ولم يكن قد غادر دهشته حين طلب من الممرضة إعطاء الطفل جرعة مخدر، ليخفف آلام الطفل ريثما يتدبرون الأمر أو على الأقل يفكرون به في روية.. لكن صوت الممرضة جاء هذه المرة حادا كأنما فيه دبابيس توخز وتثقب..
    - المخدر نفد.. لا يوجد في المستشفى ولو جرعة مخدر واحدة.
    خرج الطبيب ليتصل من مكتبه على أي مستشفى خاص أو حتى حكومي.. في محاولة لتدبر الأمر، أو تدبير أي شيء. وبالكاد وجد لقدميه موضعا خارج الباب حتى طارت إلى وجهه العيون، وتلاقت كلها على وجهه المقبوض تلتهم قسماته، لتقرأ وتخمن من ملامحه كيفية وضع الطفل ومدى خطورة حالته، وكي تستمد من وجه الطبيب وملامحه ما تستطيع أن تستمد من أمل وتقتنص منه ولو قبس من رجاء.. وعلى الفور سأل والد الطفل في صوت خافت متقطع وشاحب لا حياة فيه..
    - هل سيعيش يا دكتور؟
    لكن الطبيب باعد ما بين ساقيه ولم يتوقف، وأسرع من خطواته الجادة كأنه في معسكر للجيش، وكانت طرقات حذائه في الممر لها رهبة وهي تلتهم همسهم وهمهمتهم، وتشرخ قلوبهم في هذا الجو الكئيب الذي له مهابة الموت وقبحه.. ومن بعيد لوى الطبيب رقبته، ومن فوق كتفه في فتور منكود تسللت كلماته..
    - سنعمل ما علينا.. والباقي على الله.
    وبسط القاعدون والواقفون يديهم، وراحوا يقولون في وقت واحد كأنهم كورال حزين: يا رب سترك.. بخشوع قالوها، وأطلقوها برجاء ظاهر وجزع دفين.. ورددوها مرات ومرات، وفي كل مرة كانت تسري حزينة من صدورهم إلى صدورهم، وكالحمض المركز تنساب لاذعة من أكبادهم إلى أكبادهم.. وزحفت مرارتها إلى أن استشرت في أجسادهم التي تخللها همّود.
    وراحت الدموع التي تسيل من عينيّ أم الطفل تحدث جميع من حولها عن الرصاصة التي أصابت كلية طفلها، وعن الرصاصة الأخرى التي استقرت في ظهر الطفل قبل ستة شهور، وأوشك طرفها أن يصيب العمود الفقري، ولم يستطع الأطباء يومئذ رغم ما بذلوه من جهد أن يخرجونها، خشية أن يحلّ بالولد الشلل الرباعي أو يموت، فبقيت في مكانها إلى الآن.. وزاد انفعالها ولهاثها وهي تحدثهم بأدق التفاصيل، ومع بداية كل تفصيلة نهر من الدموع كان يفيض، ثم يتبعه انهار مع نهاية كل تفصيلة وبداية التي تليها، ويتهدج صوتها وتلهث وهي تحاول اجترار الكلمات وتستخلصها من حنجرتها التي تصدعت أو كادت، ثم تغيب في نهنهتها وهي تمسح دموعها بالمنديل، وتردد الصلاة على النبي كي تتذكر ما تريد قوله.. وما زال هدير الدبابة الإسرائيلية يقرع أذنيها، وتخال جنزيرها الغليظ يدوس عظام صلاح الدين الأيوبي ليهشمها، ويهرسها ليحيلها إلى غبار له لسع الماء المغلي في العيون.. وتوقفت الأم فجأة عن الحديث، لسمعاها صرخة غير مألوفة شبت في أذنيها، فيها روح ابنها وآلامه، وفيها من العذاب ما يكفي لأن يجعلها تتعذب على كل إنسان يتعذب على وجه الأرض، عبرت الصرخة الباب الذي تركه الطبيب وراءه مواربا.. فأحست بها تحرق قلب قلبها، وفي صدرها راحت تحترق وتصعد السنة اللهب إلى السماء.. وبعضها كأنما يتطاير إلى خيام الأنبياء ليهزها ويزعق: في غزة أطفال تموت، وشعب بأكمله يموت.. فماذا انتم فاعلون؟ لقد يئست، وسئمت الحكام!.. كل أنواع الحكام.
    جاء كبير الأطباء ولم يجيء بجديد.. ولا حتى حبة دواء واحدة.. وعبوس ثقيل كان ينوء به وجهه وقد فاض عن حواف قسماته وانتقل إلى وجوه المنتظرين ليغرقها في تكشير مبين، والتف المكشرين حوله في دائرة ليسألوا..
    - خير إن شاء الله يا دكتور..
    - ربنا يجيب ما فيه الخير.. لم أعثر على أي دواء.. ولا حبة.
    وخيم على الجميع وجوم.. وهم لا يزالون يتسمعون إلى الصراخ.
    وصار الطبيب يحدث نفسه: ولا حبة دواء واحدة!.. أي مجنون كان يتصور حدوث هذا؟.. بل أي عاقل كان يتصور أن يتحول المستشفى إلى مكان لموت المرضى؟.. من كان يتخيل كل ما يحدث؟ من ؟
    ما إن دخل كبير الأطباء غرفة الإنعاش حتى وجد الممرضة جاثية على ركبتيها قرب الصغير الذي ذبل جسده وصار مثل وردة بلا ماء.. وزاد في وجهه الازرقاق، وهمدّ كالمصلوب.. والزبد الذي تكوم عند زاويتي فمه يكاد يسيل.. وبكت الممرضة وقد تحول بياض عينيها إلى احمر، وراحت تحتضن الطفل كأنها تبعد عنه عزرائيل، فقد تملكها إحساس أنه ابنها الذي حملته في بطنها تسعة شهور، وبدت كأنها لأول مرة في حياتها تكون أمام إنسان يتعذب وفي أي لحظة قد يموت.. ولا يزال دفء أنفاس الطفل يلفح وجهها الغارق في الدموع، دموع حرام تقطعها شهقات طويلات فيها لعنات وفيها حروق، وبللت الملاءة التي انكمشت لكثرة ما تلوى الصغير وتقلب.
    ومن عيون الأطباء انهمرت دموع معذبة فيها لعنات.
    وصار الجميع في داخل الغرفة وخارجها يبسطون يديهم ويسلطون عيونهم نحو السماء.. في انتظار معجزة تنزل عليهم.. أو جيوش تفك الحصار عنهم.
    ديسمبر 2008
    Majdy2008.maktoobbog.com
    Magdi_samak@yahoo.com





    عرفت شيئا وغابت عنك اشياء
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    مأساة تتكرر كل يوم .. و كل ساعة .. لحالة تتغير .. ليس الطفل وحده .. بل الأطفال و الشباب و الشيوخ .. فى ظل الاحتلال .. و الحصار اللاإنسانى المضروب حول غزة و أخواتها من مدن فلسطين العزيزة .. و العالم صامت .. صامت و متواطىء .. نعم العالم عربيه .. شرقيه و غربيه .. العالم الذى ما عاد يحرك ساكنا لبشر كأنهم ليسوا بشرا .. يارب البشر !!!
    مجدى السماك .. و رائعة جديدة تضاف إلى ألبوم روائعة .. آسف على التعبير ..فالغناء هنا كان رغم الحزن و الموت .. حين تكون حالة مصاب .. و المصاب طفل .. و الطب يقف عاجزا عن تقديم أدنى الحلول لتخفيف ألمه .. و بفعل فاعل .. وليس عجزا علميا .. إنها الجريمة التى تتكرر كل ساعة .. و فى أدق تفاصيلها يأخذنا مجدى لينير جوانب المأساة .. و ليست المسألة اهمال يسأل عنه أحد المسئولين .. و إلا أصبح الأمر غير ما كان عليه .. و لكنها الجريمة كما قلت تسأل عنها دولة مجرمة و أتباع مجرمون !!
    اللغة مجدى كانت فياضة ، تتحرك راسمة ظلال المشهد .. مجسدة إياه بعناية ووجع !!
    تحيتى و احترامى لقلمك الغنى .. دمت لنا و لغزة الصامدة
    sigpic

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل مجدي السماك

      أتدري كم مرة وقفت وأنا مشدوهة في أحدى ردهات المستشفيات التي تتكرر فيها مثل هذه المأساة.. مرة أصرخ. وأخرى أصرخ ..وأخرى أبكي حتى يبتلع الصدى صوتي
      معاناة عشتها بكل لحظاتها معك وكأني كنت هناك فعلا
      وجعنا يتشابه
      والموت عندنا يتشابه
      وعيوننا ترقب الموت دون أن نستطيع معه شيئا
      كنت رائعا بسردك
      أوجعتني كثيرا فشكرا لك لأنك أوجعت لي قلبي الموجوع أصلا
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • مجدي السماك
        أديب وقاص
        • 23-10-2007
        • 600

        #4
        تحياتي

        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        مأساة تتكرر كل يوم .. و كل ساعة .. لحالة تتغير .. ليس الطفل وحده .. بل الأطفال و الشباب و الشيوخ .. فى ظل الاحتلال .. و الحصار اللاإنسانى المضروب حول غزة و أخواتها من مدن فلسطين العزيزة .. و العالم صامت .. صامت و متواطىء .. نعم العالم عربيه .. شرقيه و غربيه .. العالم الذى ما عاد يحرك ساكنا لبشر كأنهم ليسوا بشرا .. يارب البشر !!!
        مجدى السماك .. و رائعة جديدة تضاف إلى ألبوم روائعة .. آسف على التعبير ..فالغناء هنا كان رغم الحزن و الموت .. حين تكون حالة مصاب .. و المصاب طفل .. و الطب يقف عاجزا عن تقديم أدنى الحلول لتخفيف ألمه .. و بفعل فاعل .. وليس عجزا علميا .. إنها الجريمة التى تتكرر كل ساعة .. و فى أدق تفاصيلها يأخذنا مجدى لينير جوانب المأساة .. و ليست المسألة اهمال يسأل عنه أحد المسئولين .. و إلا أصبح الأمر غير ما كان عليه .. و لكنها الجريمة كما قلت تسأل عنها دولة مجرمة و أتباع مجرمون !!
        اللغة مجدى كانت فياضة ، تتحرك راسمة ظلال المشهد .. مجسدة إياه بعناية ووجع !!
        تحيتى و احترامى لقلمك الغنى .. دمت لنا و لغزة الصامدة
        اخي الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
        كدت ان انساها. اشكر مرورك الذي هو دائما مفيد وملفت للانتباه بما فيه من عمق وبصيرة. اشكر فيك صدق مشاعرك ونبلها.
        مودتي
        عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

        تعليق

        • مها راجح
          حرف عميق من فم الصمت
          • 22-10-2008
          • 10970

          #5
          الأستاذ القاص مجدي السماك

          مشاعري أثخنتها بالألم والمرارة
          مشهد رسمته لنا فكان قطعة من الألم الحارق الذي يشهد على رداءة الواقع
          بصمته وخذلانه
          حسبنا الله ونعم الوكيل
          تحية وتقدير
          رحمك الله يا أمي الغالية

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #6
            كعادتك يا سلطان الوجع

            قطعة من داخل الإنعاش

            نقلت و حاولت و اجتهدت كي لا يموت الطفل

            لكنها إرادة الله و أمره الأبد العظيم

            تلمست معك آثار القضية التى باتت على حد وصفك الحمض المركز ينتقل من كبد إلى كبد .. أثرت مدى كون القضية امتدت لتشمل جزيءات صغيرة لكنها هى الأصلب .. انقطاع التيار الكهربائي .. و نفاذ المخدر الذى لا أدرى كيف يتحمل المريض شق في بطنه أو صدره بدون تخدير !! , حتى نفاذ القطن و الشاش .. لم تترك صغيرة و لا كبيرة إلا أوجدتها ضمن القضية .. ألهذا الحد تصبح التفاصيل الصغيرة محض الحياة و الموت ؟!

            رائع مجدي السماك بكامل تألقك كنت تصب الزيت المغلى على الجرح .. و كنت أتصبب عرقاً مع هؤلاء الجنود .. جنود الرحمة !

            تحية لقلمك الطيب
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • مجدي السماك
              أديب وقاص
              • 23-10-2007
              • 600

              #7
              رد: أسفل الليالي

              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
              الزميل مجدي السماك

              أتدري كم مرة وقفت وأنا مشدوهة في أحدى ردهات المستشفيات التي تتكرر فيها مثل هذه المأساة.. مرة أصرخ. وأخرى أصرخ ..وأخرى أبكي حتى يبتلع الصدى صوتي
              معاناة عشتها بكل لحظاتها معك وكأني كنت هناك فعلا
              وجعنا يتشابه
              والموت عندنا يتشابه
              وعيوننا ترقب الموت دون أن نستطيع معه شيئا
              كنت رائعا بسردك
              أوجعتني كثيرا فشكرا لك لأنك أوجعت لي قلبي الموجوع أصلا
              اختي الرائعة عائدة محمد نادر..تحياتي
              نعم هو الموت واحد..لا مبرر له..سوى الحقد الاعمى.والصراع من اجل الحرية لن يتوقف ابدا.سعدت بمرورك. رغم انني افتقدك كثيرا في هذه الايام.
              مودتي
              عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

              تعليق

              • مجدي السماك
                أديب وقاص
                • 23-10-2007
                • 600

                #8
                تحياتي

                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                كعادتك يا سلطان الوجع

                قطعة من داخل الإنعاش

                نقلت و حاولت و اجتهدت كي لا يموت الطفل

                لكنها إرادة الله و أمره الأبد العظيم

                تلمست معك آثار القضية التى باتت على حد وصفك الحمض المركز ينتقل من كبد إلى كبد .. أثرت مدى كون القضية امتدت لتشمل جزيءات صغيرة لكنها هى الأصلب .. انقطاع التيار الكهربائي .. و نفاذ المخدر الذى لا أدرى كيف يتحمل المريض شق في بطنه أو صدره بدون تخدير !! , حتى نفاذ القطن و الشاش .. لم تترك صغيرة و لا كبيرة إلا أوجدتها ضمن القضية .. ألهذا الحد تصبح التفاصيل الصغيرة محض الحياة و الموت ؟!

                رائع مجدي السماك بكامل تألقك كنت تصب الزيت المغلى على الجرح .. و كنت أتصبب عرقاً مع هؤلاء الجنود .. جنود الرحمة !

                تحية لقلمك الطيب
                اخي الرائع محمد ابراهيم سلطان..تحياتي
                هي الحياة في لحظة مؤلمة.نعم تفاصيل صغيرة قد تساوي الحياة ذاتها.سررت لمروك الثري..ومشاعرك العميقة في نبلها.
                مودتي
                عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

                تعليق

                • مجدي السماك
                  أديب وقاص
                  • 23-10-2007
                  • 600

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ القاص مجدي السماك

                  مشاعري أثخنتها بالألم والمرارة
                  مشهد رسمته لنا فكان قطعة من الألم الحارق الذي يشهد على رداءة الواقع
                  بصمته وخذلانه
                  حسبنا الله ونعم الوكيل
                  تحية وتقدير
                  اختي الرائعة ما راجح..تحياتي
                  اعتذر عن ردي على المبدع محمد سلطان قبل الرد عليك..رغم ان تعليقك قبل تعليقه..وهذا بسبب عدم انتباهي جيدا.
                  اشكر ورورك الطيب..ومشاعرك الكريمة التي هي حافز كبير على العطاء.
                  مودتي
                  عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

                  تعليق

                  • هادي زاهر
                    أديب وكاتب
                    • 30-08-2008
                    • 824

                    #10
                    اخي الكاتب المبدع مجدي السماك
                    قصة صورت الاجواء المحيطة للمأساة بحس مرهف للغاية مما جذبنا إلى مناخها لننسجم أقصى درجات الانسجام
                    إلى متى يا ربي اففففففففففففففف
                    محبتي
                    هادي زاهر
                    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                    تعليق

                    • إيمان عامر
                      أديب وكاتب
                      • 03-05-2008
                      • 1087

                      #11
                      تحياتي بعطر الزهور


                      المبدع المتألق

                      مجدي السماك

                      أبكيتني سيدي

                      فهي مأساة متكررة في كل لحظة

                      قصتك تحمل كل الحقيقة الموجعة لهذه الأ
                      مة
                      أين انتم يا حكام العرب إلي أين ستنتهي هذه المهزلة

                      أبدعت بسطور الوجع الساكن بين أوصال الأمة

                      يتغلغل المرض ويفترس الجميع والكل يقف مشدوه العينين لا احد يتقدم

                      كثر الصراخ فهم صم بكم

                      سلمت حروف أبداعك أستاذي القدير

                      كون بخير

                      لك ارق تحياتي
                      "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

                      تعليق

                      • حماد الحسن
                        سيد الأحلام
                        • 02-10-2009
                        • 186

                        #12
                        مساء الخير صديقي الغالي مجدي
                        دمت بخير
                        من المؤكد أني تأخرت كثيراً بالرد, وقد انشغلت بنصوص صديقنا ربيع, ومن ثم صديقنا دريسي عبد الرحمان, واليوم أتشرف بصافحة أولى لنصوصك كلها, تركتك حتى أفرغ قليلاً من الألم الذي بثته قصصك عموماً في شراييني,اطلعت على كل ما دونته أناملك الغالية في الملتقى, بمقاربة سريعه أأوكد لك ياصديقي بأني لم أرتو من قراءتك بعد, حقيقة من اراد البحث عن التاريخ فليذهب الى ما سطرته أقلام الكتاب, فهي بمعظمها لاتساوم ولاتهادن, ولاتترك تفصيلاً صغيراً إلا وتجد له مكاناً, أيها المؤرخ للمأساة, جميل أنك بالرغم من وجودك في المشهد, تجد دوماً الفرصة للخروج منه والنظر اليه من كل الجهات, قصتك هذه أسفل الليالي, قصة مكتوبة بحد السكين, وصوت الصغير لايزال يصم اذني, وعجزي حلق بعيني من محجرهما, أخجل أن أشكرك هنا, على أي شيء أشكرك؟!
                        جرح لايزال ينز, وقبر مفتوح ينتظر, وكلنا عرضة للمزاد, نباع ونشرى في سوق لايرحم!!!!
                        ويصيح أحدهم الدم الفلسطيني غالٍ علينا!!!
                        ماقصده عزيزي؟!!!
                        هل ينتظرون ثمناً أعلى؟!!!!
                        والدم العراقي غال علينا!!!
                        هل يبحثون له عن سوق يباع فيها بسعر أعلى أيضاً؟!!!
                        لن نثق بأحد, ثقتنا بأنفسنا فقط, بمجدي الذي سيكمل لعبة الشطرنج وحده, بعد رحيل علاء, بابراهيم الذي ترك شقيقته ولم يقو على إخبارها بموت وحيدها عبد الحميد, ثقتنا بالفقراء فهم ملح الأرض.
                        ودمتم بمودة واحترام بالغين

                        تعليق

                        يعمل...
                        X