الجــــراح النــــازفة
للريح قلاع خفية عرفتها هواجسي
ولأجراس الكنائس أسرار قُهرت
اتحلّق بأصواتها وببخور السكون
ابحث بين تجاعيد وجهي عن ذكرى
ابحث خلف قضبان قلبي المسجون
عن رسالة حب أو رسالة عتاب
فلا أجد سوى مأساة الغرام المنسي
تطوف أمامي ذكريات عمري الأبيض
يعبر قطار الأحلام أمام ناظريّ
فأشعل مصابيح حزني وأسهر...
للصباح سعادة ما عدت اعرفها
وللون الزنجبيل سحر نسيته
ولخرائط الغبطة مفاتيح أضعتها
اقيّد بحبال من الوهم والتفكير
أغدو كالمجنون الباحث بين كتب الذاكرة
عن قصة عشق بين حبيب وحبيبة
عن معنى السعادة والألم
وعن دموع الليالي وتنهّد القلم
تكبّلني قيود الغضب واللوعة
أغرق في بحور ظني القاتمة السواد
أعرقل بحزني مسيرة الكواكب
أعطّل دوران الأرض والقمر
وارتشف كؤوس التفكير العميق
تتفكّك ببؤسي قلائد الزعفران
أشعل حبر أقلامي الباكية
أطفئ نور الشمس المتألمة
واسجن بين أمواج بحور القافية
أكسّر جليد سكوني الصامت
اكتب بدموعي رسالة وداع
والفظ أنفاسي عجوزا ناحبا
يتكئ على عكّاز الظلمة الناريّة.
تعليق