"بيضة الديك و حادثة الصباط" (بقلم حُسين ليشوري)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    "بيضة الديك و حادثة الصباط" (بقلم حُسين ليشوري)

    [align=center]بيْضةُ الديك و حادثةُ الصَبَاط.[/align]
    لا يوجد شيء أندر و أغرب من بيضة الديك، إن وجدت أصلا، غير أننا هنا نفترض أنها قد توجد و لذا فهي مثال الندرة و الغرابة، و كلما تحدث الناس عن شيء شديد الندرة أو الغرابة إلا و ضُربت بيضة الديك مثلا، لأن الديك، حسب هذه الأعجوبة أو الأسطورة، لا يبيض إلا مرة واحدة في العمر، و من هنا جاء العجب.
    و قد ألهمتني حادثة القرن الواحد و العشرين، حتى الآن على الأقل، حادثة رجم الشيطان الأكبر بوش الأصغر بالحذاء يوم 14 ديسمبر الجاري هذه المقالة حيث أشبه فيها الصحفي منتظر الزيدي العراقي ببيضة الديك النادرة و الغريبة و العجيبة و......العزيزة.
    تلك الحادثة الغريبة من حيثُ وقوعُها و من حيث صداها و تفاعلُ الناس بها و معها.
    فمن حيث وقوعها فهي غريبة إذ أوقعها صحفي، كما يعلم الجميع، في ندوة صحفية أمام كاميرات العالم في نقل مباشر مع رئيس أكبر دولة في العالم اليوم هيمنة و غطرسة و نفوذا و لا داعي للإطناب هنا في هذا إذ الناس كلهم يعرفون عن الولايات المتحدة الأمريكية القليل و الكثير.
    و من حيث صداها و تفاعل الناس بها و معها، فقد أتاحت للأمة الإسلامية عموما و الأمة العربية منها خصوصا فرصة كبيرة للنتفيس عن مكبوتاتها الكامنة في نفوس الملايين من البشر المقهورين من طرف حكامهم أو من طرف قوى الشر في العالم، لقد تفاعل الناس تلقائيا مع الحادثة و مع بطلها أيما تفاعل كأنها تحرير للقدس أو للعراق نفسه.
    أنا لا أناقش هنا مدى مبالغة الناس بفرحتهم بتلك الحادثة، أو شرعية تلك الفرحة، فأنا شخصيا فرحت و كتبت و شعرت مع الشعراء مهللا و مهنئا، لا ! لا أناقش هنا الفرصة التي أتاحتها لنا جميعا تلك الحادثة للتنفيس فكلنا نشعر بضعفنا و قلة حيلتنا و هواننا على الناس، أقصد الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و الغرب المتجبر، و إذا بالفرصة السانحة تأتينا على طبق من ..... جلد !
    غير أنني أحاول اليوم، و بعد مرور بضعة أيام على تلك الواقعة التاريخية أن أفكر فيها مليا و بترو، أما آن لنا أن نكبح جماح تفاعلنا، أو انفعالنا، و ننظر بتمعن و اتزان في القضية كلها ؟
    ماذا حدث خلال الأيام العشرة التي مرت على الواقعة؟ لقد تفاعل الناس، كل الناس مثقفيهم و أمييهم، معها و خرجوا في الشوارع هاتفين ببطولة الصحفي، مطالبين بالإفراج عنه، حاملين الأحذية من كل نوع و مقاس، ماشين حُفاة، كدت أكتب عُراة، تأسيا بالبطل و مساندة له، وقد كتب الكُتاب و شعر الشعراء و خطب الخطباء و رسم الرسامون و أبدع المبدعون حتى في الألعاب الرقمية مجاراة للعصر، و أقيمت الندوات و المحاضرات و أسست الجمعيات المطالبة بالإفراج عن الصحفي، أخينا مُنتظر الزيدي، عجل الله فرجه، إلى غيرها من التظاهرات. ثم ماذا؟ لقد تحولت انشغالات الناس، كل الناس، بهمومهم اليومية، و الله وحده يعلم كم هي كثيرة و متنوعة و قاسية، إلى "الحذاء" و أنستهم القضية الكبرى : فلسطين الشاهدة و الشهيدة، و أنستهم العراق المنكوب نفسه، و شغلتهم عن قضايا الأمة و ما أكثرها و أمرها من قضايا، أنستهم هذا كله و مركزتهم في بؤرة "الحذاء"، و اختُصِرت القضايا كلها في قضية واحدة : قضية الصحفي المقدام، و الرجل الهمام، و إنه لكذلك : رجل و بطل و شجاع و جريء و مقدام و همام إلى غيرها من الأوصاف، بل هو كامل الأوصاف، نعم، نعم، ثم ماذا؟
    إن إخواننا في فلسطين الشهيدة و الشاهدة يعانون الأمرين و لاسيما في غزة المحاصرة منذ أكثر من عام و نصف، في أكبر عدوان عرفته البشرية في العصر الحديث، و الهدنة انتهت و العدو يهدد بضربها و كأنه لم يضربها من قبل، و العراق نفسه مهدد بالانقسام الطائفي و العرقي و الجغرافي إضافة إلى المآسي اليومية التي يعيشها، و الأمة ممزقة أشد التمزق في ربوعها كلها و هي تعيش الغُثائية الكاملة شكلا و مضمونا، قلبا و قالبا، و تأتي حادثة "الصَبَاط" و يا لها من حادثة؟!!!
    "الصَبَاط" الذي نسف الانضباط و نفس الإحباط !
    و الآن إلى ماذا أرمي؟ (ليس رمي الصَبَاط، لا تخافوا !) أتوقف هنا مُرجيا الحديث إلى فرصة أخرى و أترك المجال لإخواني و أخواتي لأرى بماذا يرُدَون، إن ردوا فلعلهم لا يزالون مشغولين ب"الصَبَاط" و للحديث بقية، إن شاء الله تعالى، لمواصلة الحديث عن "حادثة الصباط" و "بيضة الديك".
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 09-06-2009, 15:59.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • أبو صالح
    أديب وكاتب
    • 22-02-2008
    • 3090

    #2


    قصيدة للوزير الشاعر د. غازي القصيبي



    مت إن أردت فلن يموت إباءُ
    مادام في وجه الظلوم حذاءُ!

    ماذا تفيدك أمة مسلوبة
    أفعالها يوم الوغى آراء!

    لحّن أغاني النصر في الزمن الذي
    هزَّ الخصورَ المائساتِ غناءُ!

    واصنع قرارك واترك القوم الأولى
    لا تدري ما صنعت بهم هيفاءُ!

    هذا العدو أمام بيتك واقف
    وبراحتيه الموت والأشلاءُ

    فاضرب بنعلك كل وجه منافق
    "فالمالكيّ" ونعل بوش سواءُ!

    ماذا تفيدك حكمة في عالم
    قد قال: إن يهوده حكماءُ!

    فابدأ بما بدأ الإله ولا تكن
    متهيبا، فالخائفون بلاءُ!

    واكتب على تلك الوجوه مذلة
    فرجال ذاك البرلمان نساءُ!

    صوّب مسدسك الحذائيّ الذي
    جعل القرار يصوغه الشرفاءُ

    إن أصبح الرؤساء ذيل عدونا
    خاض الحروب مع العدى الدهماءُ!

    عبّر، فأصعب حكمة مملوءة
    بالمكرمات يقولها البسطاءُ!


    لله أنت، أكاد أقسم أنه
    لجلال فعلك ثارت الجوزاءُ!

    كيف استطعت وحولك الجيش الذي
    بنفاقه قد ضجت الغبراءُ؟

    كيف استطعت وخلفك القلب الذي
    ملأت جميع عروقه البغضاءُ؟

    كيف استطعت وفوقك السيف الذي
    ضُربت بحد حديده الدهماءُ؟

    سبحان من أحياك حتى تنتشي
    مما فعلت الشمس والأنواءُ

    لك في الفداء قصيدة أبياتها
    موزونة ما قالها الشعراءُ!

    في وجهك الشرقيّ ألف مقالة
    وعلى جبينك خطبة عصماءُ!

    ولقد كتبت بحبر نعلك قصة
    في وجه "بوش" فصولها سوداءُ!

    ولقد عرفتَ طريق من راموا العلا
    فهو الذي في جانبيه دماءُ

    فسلكته والخائنون تربصوا
    ماذا ستبصر مقلة عمياءُ؟

    جاءتك أصوات النفاق بخيلها
    وبرجلها، يشدو بها الجبناءُ!

    لا يعلمون بأن صوتك آية
    للعالمين، وأنهم أوباءُ!!

    لو صَحْت لاهتز البلاطُ بأسره
    وتصدّعت جدرانه الملساءُ!

    أوما رأيت الراية السوداء في
    ظهر الجبان تهزها النكباءُ؟

    أو ما لمحت يد الدعيّ تصدها
    شلت يمينك أيها الحرباءُ!

    لما وقفت كأن بحراً هادرا
    في ساعديك وفي جبينك ماءُ!

    لما نطقت كأن رعدا هائلا
    فوق الحروف وتحتهن سماءُ!

    لما رميت كأن من قد عُذبوا
    أحياهم الله القدير، فجاءوا!

    شيء تحطم في ضميرٍ مظلمٍ
    كبّر فقد تتفتت الظلماءُ

    علّمت دجلة أن فيها موسما
    للموت تفنى عنده الأشياءُ!

    عاهد حذاءك لن يخونك عهده
    واتركهموا ليعاهدوا من شاءوا!

    إن صار لون الحقد فينا أحمرا
    ماذا تفيد دوائرٌ خضراءُ؟

    لا لون في وجه العدو فروّه
    بدمائه، فدماؤه حمراء!

    قد كنت غضاً أيها النمر الذي
    جعل المروءة تصطفيك الباءُ

    ما خفت!حولك ألف وغد ناعم
    والناعمات تخيفها الأسماءُ!

    لو ضُخّ بعض دماك في أوصالنا
    ما كان فوق عروشنا عملاءُ


    يا سيدا عبث الزمان بتاجه
    اعتق خصومك، إنهن إماءُ!

    واصنع حذاء النصر وارم به الذي
    تلهو به وبقلبه الأهواءُ

    لما انحنى ظهر الظلوم تنكّست
    مليون نفس باعها الأعداءُ!

    وسمعت تصفيق السماء كأنما
    فوق السماء تجمّع الشهداءُ!

    قف أنت في وجه الظلوم بفردة
    بنية، فالقاذفات هراءُ!

    وارشق بها وبخيطها الوجه الذي
    غلبت عليه ملامح بلهاءُ!

    أفديك من رجل تقزم عنده
    الرؤساء والكبراء والأمراءُ!

    أفتَيْتَ بالنعل الشريف فلم نعد
    نصغي لما قد قاله العلماءُ


    أحييت خالد في النفوس فصار في
    أعماقنا تتحرّك الهيجاءُ!

    ما كنت قبل اليوم أعلم موقنا
    أن الحذاء لمن أساء دواءُ!

    وبأن في جوف الحذاء مسدسا
    وبأن كل رصاصنا ضوضاءُ!

    ما كنت أعرف للحذاء فوائدا
    حتى تصدّى للذين أساءوا!


    إن كان وزير يقول ما قاله في هذه القصيدة، فماذا يجب علينا أن نفعله نحن الآن؟



    حذاء الزيدي اصدق أنباء من الكتب!
    بقلم/ سليم عزوز




    لم أكن أمام التلفزيون عندما قام الصحافي العراقي 'منتظر الزيدي' بقذف الرئيس الأمريكي بوش بالحذاء، ومع هذا فقد علمت بالخبر فور قيام زميلنا برفع حذائه، وذلك من خلال عشرات الاتصالات الهاتفية، التي تلقيتها على هاتفي الجوال.
    أكثر هذه الاتصالات وصلتني من أهلي بصعيد مصر.. فهم دون غيرهم يقفون على حجم الإهانة التي لحقت بالرئيس الأمريكي، وهم دون غيرهم الأقدر على تثمين هذا الحدث التاريخي، إذ أن مجرد رفع الحذاء، فان الإهانة تكون قد وقعت، ورفعه - مجرد رفعه - جريمة لا يمحوها إلا الدم، وفي حالتنا هذه، ورئيس اكبر دولة يهان على مشهد من العالم كله، فإننا نكون أمام فعل لا يمحوه حتى قتل الرافع، فقد دخل بما فعل التاريخ من أوسع الأبواب، وصارت إهانة المقذوف على كل لسان!.
    عندما وصلت إلى منزلي ذهبت إلى الفضائيات الإخبارية: 'الجزيرة'، و' العربية' و'العالم' و'المنار'، و' النيل للأخبار'، وغيرها.. 'الجزيرة' وضعت الخبر على شريط الأخبار، واندهشت لان 'العربية' تجاهلته في شريطها، وربما 'العتب على النظر'، لم اذهب بطبيعة الحال إلى تلفزيون الـ 'بي بي سي' العربي، فقد كان إرساله قد توقف، فعلى الرغم من انهم وعدونا بأن الإرسال سيمتد ليصبح على مدار الساعة، إلا أنهم لم يفعلوا، ولم اهتم، وحسنا أنهم لم يرتكبوا هذه الحماقة، فلا تزال هذه القناة، التي استقبلتها بالطبل البلدي، تراوح مكانها، ولا تزال حتى الآن تبدو في مرحلة البث التجريبي.. محظوظة قناة 'الجزيرة'!.
    الفضائية القطرية كانت تبث حلقة من برنامج 'شاهد على العصر' لصاحبه احمد منصور، الذي يلتقي اللواء جمال حماد، احد الضباط الأحرار في مصر، والذي استمعت إليه في حلقات سابقة، فوجدته يفخم في دوره، حتى ظننت انه سيعلن في النهاية انه القائد الحقيقي لثورة يوليو 1952!.
    جاء موعد النشرة، واستمتعت برؤية حذاء 'منتظر الزيدي' يطير إلى حيث يقف الرئيس الأمريكي 'فردة' وراء 'فردة' وهو يتفاداه، ثم يبعث بابتسامة صفراء ليداري بها خجله من جراء هذه الإهانة، والتي جعلت من الحذاء أكثر فتكا من كل أسلحته المحرمة دوليا والتي استخدمها في حربه على العراق.
    الفضائيات الإخبارية، لم تشف في هذه الليلة غليل المشاهد، ربما لأنها خشيت ان تضبط متلبسة بالشماتة أو السعادة، لكن قيل ان قناة 'الساعة' الليبية أذاعت المشهد بشكل مستمر، وفي اليوم التالي كان زعيم 'الساعة' احمد قذاف الدم في احدى المؤتمرات، وخطب كما الزعماء، وقال سنقاتل، كما لو كان الحذاء حذاءه، وكما لو كان 'منتظر الزيدي' تخرج في مدرسة 'الكتاب الأخضر'، وكما لو ان قذاف الدم نفسه كان نائما واستيقظ، ومبلغ علمي أن الجماهيرية العربية الليبية العظمى قد طلقت هذا الخطاب، منذ أن أعلن الحاكم العسكري للعراق بريمر خبر القبض على الرئيس صدام حسين في مؤتمر صحافي، صفق عقب إعلانه الصحافيون، كما لو كانوا أعضاء في البرلمانات العربية، ولم يتحدث احد وقتها عن تقاليد المهنة!.
    بشهادة الشهود، فان قناة 'الحياة' هي من أبلت في هذا اليوم بلاء حسنا، والتي استمر إرسالها إلى ما بعد المواعيد المقررة، وفي برنامجها 'الحياة اليوم' استضافت ثلة من الذين حيوا 'منتظر' على ما يستحق التحية عليه، وقليل من الذين تحدثوا عن شرف المهنة: فلا يجوز للصحافي ان يخرج على الأعراف المستقرة للمؤتمرات الصحافية، ودور الصحافي ان يقف بأدب فيسأل سؤاله، باعتبار ان الأدب فضلوه على العلم، ثم يجلس مؤدبا!.
    في الأيام التالية صارت 'تقاليد المهنة' التي انتهك عرضها 'منتظر الزيدي' هي الاسطوانة المشروخة، التي يرددها، الجناح المتأمرك في المنطقة العربية، الذي عز عليه أن يرى سيده يضرب بالحذاء.

    اليد الطاهرة

    أبلغ استنكار لما فعله زميلنا 'منتظر' هو ما قالته أميرة سعودية في اتصال هاتفي ببرنامج 'الحياة اليوم' من أنها تستنكر ما فعله، لأنه نجس يده الطاهرة بهذا الاعتداء على مجرم الحرب بوش.. 'عافية عليك'. وهذه الأميرة تبرعت بمائة ألف دولار للطلبة العراقيين في الجامعات المصرية، كأول متبرعة في حملة التبرعات التي يتبناها هذا البرنامج، وقد تبادر إلى ذهني سؤال وأنا أشاهد حلقة التبرع: ولماذا لم تقرر الحكومة المصرية إعفاء الطلبة العراقيين من المصروفات؟.. ثم تذكرت ان موقع رئيس الحكومة المصرية شاغر، منذ إقالة كمال الجنزوري!.
    ما قالته الأميرة السعودية ذكرني ببيت شعر قديم.
    قوم إذا علت النعال وجوههم.. شكت النعال بأي ذنب تصفع!.
    لا يسري الأمر على بوش وحده، ولكن يسري على الذين أدخلونا في دوامة 'شرف المهنة' الذي انتهكه 'منتظر' بحذائه، وهم لا يعلمون ان هناك حالات استثنائية في التاريخ لا يتم تقييم المواقف فيها قانونا او بحسب المواثيق.. ان الثورات العظيمة، التي غيرت مجرى الأحداث، هي في الأصل والفصل فعل مخالف للقانون، ومجرم!.
    من المؤكد ان 'منتظر' خالف التقاليد الصحافية، لكن هذه التقاليد أصبحت هي الحق الذي أريد به باطل، وهؤلاء الغاضبون لشرف المهنة، لم يهتز لهم جفن، وبوش يخالف قوانين الحروب، ويعامل الصحافيين على أنهم أهداف عسكرية، فلم ينطقوا بشطر كلمة وهو يقصف مقر قناة 'الجزيرة' في كابل. ولم يقولوا: بم، والقوات الأمريكية تقتل مراسل 'الجزيرة' في العراق طارق أيوب. ولم يفتح الله عليهم بشيء وأسبانيا تعامل تيسير علوني على انه مجرم حرب، مجاملة للبيت الأبيض، مع انه لم يقم إلا بدوره كصحافي!.
    هؤلاء الغاضبون على تقاليد المهنة التي استباحها 'منتظر' لم يستنكروا قيام الأمريكان باعتقال مصور الجزيرة 'سامي الحاج' في غوانتاناموا ولم يفرجوا عنه إلا بعد سنوات عدة قضاها في هذا المعتقل الرهيب!.
    وبالمناسبة فقد شاهدت تنويهات على شاشة 'الجزيرة' لبرنامج عن 'سامي' وحكايته، كأن القوم فيها كانوا ينتظرون رحيل بوش حتى يفعلوا ذلك، وكأنهم كانوا نياما واستيقظوا مؤخرا!.

    التقاليد الأصيلة

    أعجب ما سمعت في البرامج التلفزيونية، ان صاحبنا خرج على التقاليد العربية الأصيلة التي تحث على إكرام الضيف.. ألطم أنا.. أم تلطمون انتم يا قراء؟!
    بوش الذي احتل العراق واستباحه، وانتهك أعراض النساء والرجال في أبي غريب، هو ضيف، وجب إكرامه ومعاملته وفق القيم العربية السمحة؟!
    ذكرنا هؤلاء بمن قتلوا الحسين رضي الله عنه، وجاءوا يسألون عن حكم قتل الذبابة في الحرم؟!.
    الرئيس الأمريكي عاث في العراق فسادا، ولم يأت إليه ضيفا بل غازيا، ومع هذا يتم استنكار من يعتدي عليه بالحذاء لأنه خرج على تقاليد مهنة الصحافة. ومن هنا فان الصحافي الملتزم بتقاليد مهنته هو هذا الذي يترك من استباح حرمة بيته، لمجرد ان انتصب عندما رآه وقال سنعقد الآن مؤتمرا صحافياً، ولا يكون أمام صاحب المنزل، إلا ان يسأله: لماذا جاء سموك إلى هنا؟، ويجلس، بعد الحصول على الإذن في الأولى وفي الثانية!.
    الحذاء اصدق أنباء من الكتب، ونحن في معركة أرادها الرئيس الأمريكي معركة اهانات، ألم يسعوا إلى التشنيع على الرئيس العراقي بقولهم انه كان مختبئا في حفرة، وألم يقدموه على شاشات التلفاز مهزوزا بعد واقعة القبض عليه، وتبين انه كان واقعا تحت تأثير مخدر. بوش كان يهدف إلى إهانة العرب أجمعين، فلماذا يلام باسم التقاليد العربية الأصيلة من أهانه على الهواء مباشرة؟!

    أرض ـ جو

    قناة 'الحياة' ناقشت في حلقة كاملة وصف فضائية أخرى تصرف 'منتظر' وتأييد الشعوب العربية له، بالتافه، ولم تذكر اسم القناة، ولكن احد المتدخلين عبر الهاتف ذكر اسمها وقاطعه مقدم البرنامج، ولا تثريب على الفضائية الواصفة، فلحم أكتاف صاحبها من المعونات الأمريكية!.
    ـ عندما لم اذكر جنسية عبد الرحيم فقراء ومحمد العلمي ، لم يكن هذا تعاليا من مشرقي على الأشقاء في المغرب.. أي ورب الكعبة، فلا يوجد مبرر واحد لهذا التعالي.
    ـ أحيانا ينطلق صوت مذيع 'الجزيرة' جمال ريان كأنه مدفع رشاش.. ألفتوا انتباهه إلى أن لدينا أطفالا يفزعون!.
    ـ عروض بالجملة على منى سلمان من اجل ان تترك شاشتها المتميزة. وهي عروض تدغدغ مشاعرها بالعودة إلى ارض الوطن.. أتمنى ألا تكرر خطأ حافظ المرازي.
    ـ يقول حافظ أن لقبه هو 'المرازي'، وأكتبه كما قاله، لكنه يتحول احيانا إلى 'الميرازي'.. خطأ غير مقصود!.
    ـ منذ فترة لم أشاهد ليلى الشيخلي، لكني في الأسبوع الماضي شاهدتها متألقة، إلى درجة أنني لم اعرفها للوهلة الأولى.
    ـ قيل أن هالة سرحان عادت إلى مصر ، بعد غياب، يبدو ان القوم عفوا عنها بعد الأزمة التي نشبت بسبب الحلقة التي قدمتها عن 'بنات الليل'، عود حميد!.
    ـ تحول بهاء الدين إبراهيم إلى كاتب خصوصي للفنان حسن يوسف، وقد أعلن مؤخرا انه بصدد كتابة مسلسل تلفزيوني عن الشيخ العز بن عبد السلام، أتمنى ألا يكون بطله هو حسن يوسف أيضا، حتى لا يكرر نفسه بعد قيامه بدور الشيخ الشعراوي، والمراغي، وعبد الحليم محمود.

    ' صحافي من مصر
    azouz1966@gmail.com



    إن كانت أميرة سعودية تقول وتفعل ما فعلته؟!! فماذا يجب أن نفعله نحن؟

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      [align=center]شكرا لك أخي أبا صالح، لقد قطعت نفسي و أنا أقرأ، و أنا معك في كل ما قلته غير أنك لم تجب عن سؤالي : ثم ماذا بعد!
      شكرا لك مرة أخرى.[/align]
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • أبو صالح
        أديب وكاتب
        • 22-02-2008
        • 3090

        #4
        إنه قرن المبادرات يا عزيزي، خالد بادر من موقعه، ومنتظر بادر من موقعه، والوزير بادر من موقعه، والأميرة السعودية بادرت من موقعها

        فليبادر كل منّا من موقعه، لكل منّا عقل يستطيع أن يفكّر به لكي يبادر بشيء جديد، فلنتسابق بالمبادارات ودفع الآخرين للمبادرة على الأقل إن لم نبادر ولا نقف عثرة في وجه من يبادر ولا نثبط أي عمل مبادر مهما صغر حجمه

        إن كان الوزير والأميرة ونحن نقول عنهم ما نقول فعلوا ما رأيته في المداخلة السابقة، ألا يجب أن تكون مبادراتنا أفضل منهم إن لم تكن بمساواتهم لأنهم كذا وكذا، كما يحلو ويتسابق الجميع في وضع اللوم عليهم؟!!!

        ما رأيكم دام فضلكم؟
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 21-12-2008, 12:22.

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          شكرا لك مرة أخرى أخي أباصالح، أنا أنتظر ردود الزملاء، بارك الله فيك و دمت على هذا التواصل البناء.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • أبو صالح
            أديب وكاتب
            • 22-02-2008
            • 3090

            #6
            لمن يبحث عن خطوة ومبادرة في هذا الموضوع ليتفضل بوجهة نظره في الموضوع والرابط التالي

            كتاب لكل شهر نصدره مما ينشر في الموقع؟!!



            ما رأيكم دام فضلكم؟

            تعليق

            • زهار محمد
              أديب وكاتب
              • 21-09-2008
              • 1539

              #7
              الأخ حسين
              العرب من طبعهم التفاعل
              مع الحدث
              في حينه
              وبعدها يعودون لعادتهم القديمة
              وهي النسيان
              وانتظار حادثة جديدة
              ليعودوا إلى التفاعل معها
              وهكذا تمر معهم الأحداث والأيام
              بيضة الديك حقيقة
              مادام في عصرنا الرجال كالنساء
              [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
              حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
              عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
              فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
              تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                شكر.

                المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
                الأخ حسين
                العرب من طبعهم التفاعل
                مع الحدث
                في حينه
                وبعدها يعودون لعادتهم القديمة
                وهي النسيان
                وانتظار حادثة جديدة
                ليعودوا إلى التفاعل معها
                وهكذا تمر معهم الأحداث والأيام
                بيضة الديك حقيقة
                مادام في عصرنا الرجال كالنساء
                نعم أخي الحبيب زهار محمد، هكذا هم العرب :
                في الحياة شغب، و في اللهو نصب، و في "الحرب" (؟!!!) طرب !
                دمت على التواصل الفعال و الحب "الشغال".
                تحيتي و مودتي.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  للتذكير فقط !

                  من يتذكر حكاية "الصباط" الذي دخل التاريخ من بابه الواسع ؟
                  هل أحداثنا مجرد حكايات تحكى ثم تنسى ؟

                  كتبت يومها "المقطوعتين" التاليتين و أنا جديد في الملتقى، و اليوم أعود إليهما و إلى مقالتي موضوع تعليقي هذا اليوم للتذكير فقط و إحياء ما اندرس من الذكريات.
                  قراءة ممتعة !
                  [frame="3 98"][align=center]تحية تقدير و إكبار إلى الصحفي الشهم منتظر الزيدي:
                  "بوركتِ من يدٍ و رُفِعْتِ العالية،
                  بجزمتيْ الكرامة قذفتِ الطاغية،
                  أخطأته الأولى و لم تصبه الثانية،
                  لكنك أحييتِ فينا النخوة البالية،
                  ليت جزمنا كلها كانت التالية!"
                  [/align][/frame]
                  و

                  [frame="3 98"][align=center]تحية إلى الصباط المحترم!
                  إليك أيها الهمام البطل العراقي الشهم : منتظر الزيدي.

                  أحيا حذاؤك الفحلُ فينا الهممْ،
                  أخطأ وجه القبيح و أصاب العلمْ،
                  ليته أصابهما و اتبعتْه الجزمْ،
                  حزت السبق و صباطك المحترمْ،
                  حذاؤك فحلٌ و أحذيتنا جزمْ.
                  [/align][/frame]
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  يعمل...
                  X